رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحف الإسرائيلية 14 -15 حزيران 2019

السبت | 15/06/2019 - 10:28 مساءاً
أضواء على الصحف الإسرائيلية 14 -15 حزيران 2019


في التقرير:
• بلدية القدس أزالت القبة الذهبية لمسجد الصخرة من صورة للحرم عرضت في احتفال حضره نتنياهو
• وزارة الصحة في غزة: 46 فلسطينيًا أصيبوا في مظاهرات قرب السياج
• غارات إسرائيلية على غزة رداً على إطلاق صاروخ على سديروت
• رؤساء الكنائس في القدس يدينون بيع المباني في البلدة القديمة لجمعية المستوطنين
• الأسرى الأمنيون في سجن عسقلان يعلنون أنهم سيبدؤون إضرابا عن الطعام يوم الأحد
• تخريب إطارات السيارات في قرية بالقرب من نابلس وكتابة شعار "إخلاء يتسهار – بطاقة ثمن"
• مسار المال: إسرائيل تسعى لدى دول العالم إلى إحباط تمويل حركة المقاطعة
• تعيين العميد هدي زيلبرمان ناطقاً بلسان الجيش الإسرائيلي
مقالات
• التقديرات في إسرائيل: يد إيرانية تقف وراء التصعيد الأخير مع قطاع غزة
• أدولف BDS
• الأمور الكامنة وراء كلمة "ضم"
• نيكي هيلي: "قرار الاعتراف بالقدس من أهم قرارات ترامب شجاعة"
• معركة الملوك
بلدية القدس أزالت القبة الذهبية لمسجد الصخرة من صورة للحرم عرضت في احتفال حضره نتنياهو
تكتب صحيفة "هآرتس" أن بلدية القدس أزالت قبة الصخرة من لوحة للحرم القدسي، في حفل أقامته تكريما للمطرب يهورام غؤون، بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس البلدية موشيه ليون. وشمل ديكور منصة الحفل الذي أقيم في ميدان صفرا لوحة كبيرة مع صور من الحرم القدسي والمدينة القديمة، ولكن تم حذف القبة الذهبية عن مسجد الصخرة. (انظر الصورة)

ومن بين المباني التي ظهرت في اللوحة الخلفية، المسجد الأقصى (القبلي)، وبوابات الحرم القدسي الشريف وبرج كنيسة المخلص. أما العنصر الرئيسي في الصورة فكانت قبة الصخرة التي تعتبر أقدم وأروع مبنى في القدس، والأكثر ارتباطًا بالمناظر الطبيعية للمدينة. لكن مصممي الديكور اختاروا فقط رسم قاعدة مسجد قبة الصخرة من دون القبة الذهبية فوقه.
وتشير الصحيفة إلى تكرار ظاهرة شطب قبة الصخرة من رسومات إسرائيلية في السنوات الأخيرة. ففي عام 2015، ذكر موقع Ynet أن الأطفال في رياض الأطفال تلقوا في عيد الفصح وثيقة لصلاة العيد يظهر فيها "جبل الهيكل" (الحرم القدسي) ولكن من دون قبة الصخرة الذي تم إزالتها بواسطة تطبيق الفوتوشوب. وفي العام الماضي، حمل السفير الأمريكي ديفيد فريدمان صورة جوية كبيرة لـ"جبل الهيكل" تم فيها شطب قبة الصخرة وزرع صورة للهيكل مكانها. وقد اعتذرت السفارة الأمريكية في حينه، وادعت أن السفير لم يكن على علم بالتغيير في الصورة.
وزارة الصحة في غزة: 46 فلسطينيًا أصيبوا في مظاهرات قرب السياج
تكتب صحيفة "هآرتس" أن 46 فلسطينيا أصيبوا، يوم الجمعة، في المظاهرات الأسبوعية قرب السياج المحيط بغزة، بما في ذلك ثلاثة مسعفين، وفقا لما نشرته وزارة الصحة في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تظاهر حوالي 6500 شخص بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ورشقوا عبوات على الجنود وحاولوا تخريب السياج، فرد الجنود بإطلاق وسائل تفريق المظاهرات والغاز المسيل للدموع. كما جاء في البيان أن ثلاثة فلسطينيين عبروا السياج إلى إسرائيل وعادوا إلى غزة بعد أن أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي الذخيرة الحية عليهم.
في السياق، اندلعت سبعة حرائق، يوم الجمعة، في مناطق المجالس الإقليمية المجاورة لغزة نتيجة بالونات حارقة تم إطلاقها من قطاع غزة. وعملت فرق مكافحة الحرائق مع طواقم من دائرة أراضي إسرائيل وسلطة حماية الطبيعة والمتنزهات والجيش لإخماد أربعة حرائق في مجلس شاعر هنيغف الإقليمي وثلاثة في مجلس إشكول الإقليمي. وتمكنت الفرق من السيطرة على جميع الحرائق.
غارات إسرائيلية على غزة رداً على إطلاق صاروخ على سديروت
وكتبت "يديعوت احرونوت" أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي شنت، ليلة الخميس/الجمعة، غارات على عدة أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، وفقا لما أعلنه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. وأضاف أن الغارات استهدفت بنى تحتية في منشآت عسكرية وموقعاً عسكرياً تابعاً للقوة البحرية لـ"حماس" في جنوب القطاع.
وأشار بيان الناطق العسكري إلى أن هذه الغارات جاءت ردّاً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة، مساء الخميس، وأعلن أن الجيش الإسرائيلي يحمّل "حماس" مسؤولية كل ما يحصل في قطاع غزة أو ينطلق منه.
وكان الناطق العسكري قد أعلن في بيان سابق، أن الصاروخ أصاب مبنى المدرسة الدينية في سديروت وألحق به أضراراً مادية من دون أن يسفر عن وقوع إصابات، مضيفًا أن المبنى كان فارغاً لحظة سقوط الصاروخ.
وأضاف البيان أن إطلاق الصاروخ جاء على خلفية قيام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بقصف موقع عسكري تابع لحركة "حماس" في جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة أمس ردّاً على إطلاق صاروخ من القطاع ليلة الأربعاء/ الخميس. واعترضت منظومة "القبة الحديدية" هذا الصاروخ ولم تقع إصابات أو أضرار. وأوضح البيان أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية للحركة.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن الطيران الإسرائيلي شنّ عدة غارات واستهدف موقعا عسكريا في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، كما قصف منطقتين زراعيتين شرقي رفح وفي خان يونس جنوبي القطاع من دون وقوع إصابات.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، مساء الأربعاء، فرض طوق بحري على قطاع غزة حتى إشعار آخر في إثر استمرار إطلاق بالونات حارقة من القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية، وما تسببه من حرائق.
رؤساء الكنائس في القدس يدينون بيع المباني في البلدة القديمة لجمعية المستوطنين
كتبت "هآرتس" أن رؤساء الكنائس والطوائف المسيحية في القدس أصدروا، يوم الخميس، بيان إدانة لقرار المحكمة العليا المصادقة على صفقة بيع ثلاثة عقارات من ممتلكات بطريركية الروم الأرثوذكس في المدينة القديمة إلى جمعية المستوطنين "عطيرت كوهنيم". وفي بيانهم المشترك، حذر رؤساء الكنائس من أن سيطرة المستوطنين للمباني ستؤدي إلى فقدان الطريق الرئيسي للمسيحيين إلى كنيسة القيامة، وطالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتدخل.
وكانت المحكمة العليا قد صادقت، يوم الاثنين، على بيع فندق نيو إمبريال وفندق بترا القائمين في ساحة باب الخليل، وكذلك مبنى آخر في الحي الإسلامي إلى "عطيرت كوهنيم". ورفض القضاة ادعاءات البطريركية بأن البيع كان غير قانوني لأنه تم بواسطة أشخاص غير مصرح لهم في الكنيسة، وبفعل رشاوي دفعتها جمعية اليمين.
وجاء في بيان رؤساء الكنائس إن "تصرفات هذه المجموعة المتطرفة (عطيرت كوهنيم) ليست مجرد هجوم على حقوق الملكية لكنيسة الروم الأرثوذكس، بل هي هجوم على الوضع الراهن لجميع المسيحيين في مدينة القدس المقدسة، مما يهدد الوجود المسيحي الأصيل في أرضنا المقدسة الحبيبة. إذا نجحت المجموعة المتطرفة في إجلاء السكان المحميين والسيطرة على تلك الممتلكات، فإن المسيحيين والحجاج سيفقدون ممر وصولهم الرئيسي إلى الحي المسيحي في البلدة القديمة بالقدس والأهم من ذلك هو انهم سيفقدون أيضاً طريق وصولهم الرئيسي إلى كنيسة القيامة".
واكد البيان دعم مجلس البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس للبطريركية الأرثوذكسية في هذه المسألة، وقالوا إن "محاولة التشكيك في وجود كنيسة واحدة تقوض جميع الكنائس والمجتمع المسيحي في جميع أنحاء العالم. نؤكد من جديد على إيماننا بأن وجود مجتمع مسيحي نابض بالحياة في القدس هو عنصر أساسي للحفاظ على المجتمع المقدسي المتنوع تاريخياً، وشرط أساسي لتحقيق السلام في هذه المدينة التي يجب أن نحافظ على طابعها الفسيفسائي متعدد الثقافات والأديان، فهي نقطة التقاء الأديان التوحيدية الثلاث".
وختم بطاركة القدس ورؤساء كنائسها بمناشدة رئيس الحكومة ورئيس الدولة وجميع القيادات السياسية المؤثرة، وقادة الدول، وجميع أصحاب النوايا الطيبة في جميع أنحاء العالم "للانضمام إلينا في السعي لتحقيق نتيجة مقبولة في هذه القضية بحيث نحافظ على الوضع الراهن، ونحافظ على وجود آمن للمجتمع المسيحي المقدس، كما نؤكد على رفضنا استخدام أساليب غير قانونية للاستيلاء على ممتلكاتنا المسيحية".
ووقّع البيان المشترك كل من البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريركية الروم الأرثوذكس، البطريرك نورهان مانوجيان، بطريركية الأرمن الأرثوذكس، رئيس الأساقفة بيرباتيستا بيتسابالا، القاصد الرسولي، البطريركية اللاتينية، الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة رئيس الأساقفة الأنبا أنطونيوس، بطريركية الأقباط الأرثوذكس، القدس، رئيس الأساقفة جبرائيل داهو، بطريركية الأرثوذكس السريانية، رئيس الأساقفة أبا إمباكوب، بطريركية الأرثوذكس الإثيوبية، رئيس الأساقفة ياسر العياش، بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك، رئيس الأساقفة موسى الحاج، البطريركية المارونية، رئيس الأساقفة سهيل دواني، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، المطران إبراهيم ساني عازار، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة، الأسقف بيير المالكي ، البطريركية الكاثوليكية السيريانية والمونسنيور كريكور أوكوسدينوس كوسا، البطريركية الكاثوليكية الأرمنية.
الأسرى الأمنيون في سجن عسقلان يعلنون أنهم سيبدؤون إضرابا عن الطعام يوم الأحد
تكتب "هآرتس" أن نادي الأسير الفلسطيني، أعلن، يوم الخميس، أن الأسرى الأمنيين في سجن عسقلان يخططون لإضراب عن الطعام يوم الأحد. ووفقًا للإعلان، قرر الأسرى الإضراب بسبب فشل المفاوضات بينهم وبين ممثلي مصلحة السجون الإسرائيلية. وقال الأسرى الأمنيون في السجن، ومعظمهم من فتح، إن معظم مطالبهم من مصلحة السجون إنسانية، فيما قالت مصلحة السجون رداً على ذلك "إن السلوك في السجن روتيني، ونحن لا نتعامل مع منشورات أجنبية".
ويطلب الأسرى بالحصول على علاج طبي وعمليات جراحة لعدد من الأسرى المرضى، ووقف عمليات التفتيش الليلي في الأجنحة وإلغاء العقوبات المفروضة على بعضهم. كما يسعون إلى تحسين ظروف معيشتهم: ماء ساخن في الحمام، تكييف الهواء، تمديد فترات الاستراحة في الفناء وإمكانية شراء الفواكه والخضروات. كما يطلب الأسرى إذنًا بالتقاط الصور مع عائلاتهم أثناء زياراتهم.
وقال مدير نادي الأسرى الفلسطينيين، قدورة فارس، في محادثة مع صحيفة هآرتس، إن هذه ليست شروطًا تتطلب قرارات استراتيجية من قبل مصلحة السجون أو المؤسسة الأمنية، وأن سلوك مصلحة السجون هو بمثابة تنكيل. وفقًا لفارس، إذا لم يتحسن الوضع، فستنظر قيادة الأسرى في توسيع الإضراب إلى سجون أخرى.
ونشرت هآرتس، قبل يومين، نقلا عن مصدر فلسطيني، أن أسرى حماس في إسرائيل يهددون بإضراب عن الطعام بعد نقل العشرات منهم إلى الجناح الذي تم فيه تركيب أجهزة تشويش للهواتف المحمولة. ووفقًا للمصادر، فإن إسرائيل لم تف بشروط الاتفاقية التي تم التوصل إليها في أبريل، والتي كان من المفترض أن تقوم سلطة السجون الإسرائيلية، بموجبها، بتركيب هواتف عامة في أجنحة السجن. وتستعد سلطة السجون لتثبيت الهواتف الشهر المقبل، ولكن بسبب الصعوبات الفنية، قد يتم تأجيل الأمر لعدة أشهر.
تخريب إطارات السيارات في قرية بالقرب من نابلس وكتابة شعار "إخلاء يتسهار – بطاقة ثمن"
تكتب "هآرتس" انه تم ثقب إطارات خمس سيارات، ليلة الخميس، في بلدة عينابوس الفلسطينية في منطقة نابلس، وكتبت على الجدران المجاورة لها شعارات باللغة العبرية منها "تحية من البلاديم" و"إخلاء يتسهار – بطاقة ثمن". وقد أبلغ مجلس القرية قوات الأمن عن عملية التخريب، وفتحت الشرطة تحقيقا.
وكما يبدو تشير عبارة "تحية من البلاديم" إلى البؤرة الاستيطانية "البلاديم"، التي يجري تفكيكها كلما أقيمت، بشكل متقطع في منطقة مستوطنة كوخاب هشاحر، التي يتردد عليها أحيانًا شباب عصابات التلال. وكان الجيش قد طردهم من هناك في احدى المرات فانتقلوا إلى منطقة مستوطنة يتسهار. أما شعار "إخلاء يتسهار" فيشير كما يبدو إلى هدم بيت في المستوطنة، أقيم على تل بالقرب منها.
مسار المال: إسرائيل تسعى لدى دول العالم إلى إحباط تمويل حركة المقاطعة
تكتب "يسرائيل هيوم" أن وزير الشؤون الاستراتيجية، جلعاد أردان، ناشد 10 دول وقف تمويل منظمات المقاطعة التي تعمل ضد إسرائيل. ومن بين الدول التي توجه إليها: إسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة والنرويج وفرنسا والبرازيل والهند وبريطانيا وألمانيا.
وحسب الصحيفة، في ديسمبر 2018، أصدرت هيئة التدقيق المالي في الاتحاد الأوروبي تقريرًا شاملاً، وجد أن هناك نقصًا في الشفافية في التمويل الذي يوجهه الاتحاد الأوروبي إلى المنظمات غير الحكومية (NGO). وفي وزارة الشؤون الإستراتيجية، وجدوا في التقرير تأكيدا على أن الطريقة الحالية لتحويل الأموال غير موثوق بها وأن على الاتحاد الأوروبي أن يراقب بدقة كيفية استخدام الأموال المحولة إلى المنظمات، وبالتالي طلب من مفوض الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر، فحص ما إذا كانت الأموال التي تم تحويلها من قبل الاتحاد إلى المنظمات الفلسطينية، تستخدم للترويج لمقاطعة إسرائيل، والعمل لمنع تحويل الأموال إلى المنظمات التي تروج للمقاطعة ضد دولة إسرائيل.
وتذكر الصحيفة بأن الوزارة نشرت في العامين الماضيين، تقريرين بعنوان "مسار المال"، تناولت فيهما تمويل الاتحاد الأوروبي للمنظمات التي تروج لمقاطعة إسرائيل، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يحول ما لا يقل عن 5 ملايين يورو إلى المنظمات سنويًا.
ومن الإنجازات المهمة الأخرى بالنسبة للوزارة، في مجال خفض التمويل الدولي، إغلاق "دائرة حقوق الإنسان وإدارة القانون الدولي الإنساني"، وهي آلية تمويل تابعة للحكومات الأوروبية وشملت السويد وهولندا والدنمارك وسويسرا. وتعتقد وزارة الشؤون الإستراتيجية أن إغلاق هذه الدائرة، كان بمثابة ضربة شديدة لمنظمات المقاطعة، التي تلقت فيما بعد تمويلًا فرديًا من عدة دول، لكن ليس بالقدر الذي حصلت عليه من خلال الإدارة.
وحسب الصحيفة، من المتوقع أن يصل حوالي 350 مشاركًا من 30 دولة إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، لحضور مؤتمر دولي يهدف إلى تنسيق الكفاح ضد نزع الشرعية عن إسرائيل وحملة المقاطعة ضدها.
وقال الوزير جلعاد أردان: "إن منظمات BDS المعادية للسامية تتنكر كناشطة في مجال حقوق الإنسان، وبالتالي تنجح في جمع ملايين اليورو من دول الغرب. تنظيمات المقاطعة نفسها تعترف بأن نشاطنا هو أحد التهديدات الرئيسية لها".
تعيين العميد هدي زيلبرمان ناطقاً بلسان الجيش الإسرائيلي
تكتب "يسرائيل هيوم" أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، أعلن، يوم الخميس، قراره تعيين العميد هدي زيلبرمان في منصب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي خلفاً للعميد رونين مانليس، الذي شغل هذا المنصب خلال العامين الفائتين. وصادق رئيس الحكومة ووزير الأمن بنيامين نتنياهو على تعيين زيلبرمان.
وقد انخرط زيلبرمان (46 عاماً) في صفوف الجيش الإسرائيلي سنة 1991، حيث خدم في سلاح المدفعية قائداً للكتيبة رقم 402، ثم تولى منصب قائد قسم الطائرات المسيّرة في هذا السلاح كما شغل منصب قائد قسم العمليات في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية ورئيس قسم التخطيط في هيئة الأركان العامة.
وتلقى زيلبرمان تعليمه الأكاديمي في جامعة بن غوريون في النقب ثم حصل على لقب الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وتخرّج من دورة في كلية RCDS البريطانية.
وكان قرار سابق للجنرال كوخافي بتعيين الصحافي غيل مسينغ في منصب الناطق بلسان الجيش قد أُلغي في إثر الكشف عن كونه عميلاً سرياً للشرطة في قضية جنائية.
مقالات
التقديرات في إسرائيل: يد إيرانية تقف وراء التصعيد الأخير مع قطاع غزة
كتب يوسي يهوشواع في "يديعوت احرونوت"، أنه يجب الإقرار بأن الصاروخ الذي أُطلق من قطاع غزة نحو سديروت، مساء الخميس، لم يتوقعه أحد في قيادة الجيش الإسرائيلي. بل على العكس كانت التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش أن الهدوء النسبي الذي ساد طوال يوم الخميس، والانخفاض الحاد في عدد البالونات الحارقة التي تم إطلاقها من القطاع في اتجاه المستوطنات المحيطة به، يمهدان الأجواء لإلغاء القرار الخاص بفرض طوق بحري على القطاع وتقليص مساحة الصيد في شواطئه.
ويؤكد كبار المسؤولين في قيادة الجيش الإسرائيلي أنه عندما تكون حركة "حماس" راغبة في الحفاظ على الهدوء فهي تعرف كيف تفعل ذلك. غير أن إطلاق الصاروخ يقلب الصورة رأساً على عقب، نظراً إلى كونه صاروخاً موجهاً نحو سديروت وفقط بأعجوبة لم يتسبب بوقوع إصابات بشرية.
في هذه الأثناء يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق لمعرفة أسباب عدم قيام منظومة "القبة الحديدية" باعتراض الصاروخ. وهنا المكان كي نقول إنه خلال موجة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، كان هناك عدة حالات لم تتمكن فيها هذه المنظومة من اعتراض الصواريخ لأسباب لا يمكن تفصيلها. ولذا كان هناك إصابات مباشرة تسببت بوقوع جرحى.
يدعّي المسؤولون في قيادة الجيش أنه خلافاً لجولات المواجهة الأُخرى لا يوجد سبب واضح للتصعيد الحاصل في منطقة الحدود مع القطاع خلال الأيام القليلة الفائتة. ويؤكد هؤلاء المسؤولون أنه من ناحية عملية ليست ثمة مطالب طرحتها حركة "حماس" ولم تتم الاستجابة لها من جانب إسرائيل، سواء فيما يتعلق بالمجال الإنساني، أو إدخال الأموال من قطر، أو إدخال مواد وبضائع. وهناك خلافات داخل قيادة الجيش بشأن ما إذا كانت خطوة تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ القطاع خطوة ضرورية في مقابل ازدياد عمليات إطلاق البالونات الحارقة.
وثمة تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حركة "حماس" لا تقف وراء التصعيد الأخير، وإلى أن يداً إيرانية تقف وراءه على خلفية التوتر الآخذ في التصاعد في منطقة الخليج. وبغض النظر عن هوية الجهة التي تقف وراء التصعيد، يؤكد المسؤولون في قيادة الجيش أن الردّ يجب أن يكون صارماً من أجل استعادة الردع، وأنه فقط من خلال استعادة الردع يمكن الدفع قدماً بالجهود الرامية إلى تحقيق تسوية.
ولا شك في أن حركة "حماس" تدرك أن هناك رغبة إسرائيلية في الحفاظ على الهدوء، ولا سيما من جانب رئيس الحكومة ووزير الأمن بنيامين نتنياهو الموجود مرة أُخرى في خضم معركة انتخابية.
أدولف BDS
كتب جدعون ليفي، في "هآرتس"، أن اللوبي الإسرائيلي بدأ العمل على ذلك؛ وزارة الشؤون الاستراتيجية بدأت بإعداد الملف؛ والسفارة في برلين بدأت بتوزيع اقتراح قانون جديد في البوندستاغ، قانون الانحناء. بحسب الاقتراح، كل من يأتي على ذكر اسم إسرائيل سيُطلب منه أن يحني رأسه في كل مرة يُذكر فيها اسمها الصريح. لا مجال لذكر إسرائيل من دون الانحناء، هذا هو درس المحرقة. وأي خرق للقانون سيعتبر عداء للسامية. ذكر إسرائيل من دون الانحناء سيُعتبر جناية. السياسيون، مقدمو برامج التلفزيون، وطبعاً المواطنين، سيعتادون على الانحناء، كما هو متبع في تايلند، في كل مكان يدخل إليه الملك يركع الجمهور كله على الأرض، وهذا ما سيحدث لدى ذكر إسرائيل، ألا تستحق ذلك؟ هل هناك رد أكثر عدلاً على العداء للسامية؟ بعد ألمانيا سينضم مزيد من الدول، بينها ولايات كثيرة في الولايات المتحدة. يجب فقط أن نتخيل أي نجاح كبير ستحققه الدبلوماسية الإسرائيلية.
لسنا بعيدين عن حدوث ذلك. إذا تبنت الحكومة الألمانية قرار البوندستاغ الذي اعتبر حركة مقاطعة إسرائيل حركة معادية للسامية، سيكون معنى ذلك أننا وصلنا إلى هناك. ستصبح حركة BDS خارجة عن القانون، أو على الأقل لن تستطيع العمل في المجال العام. ويوم الأربعاء كتبت نوعه لنداو في "هآرتس" أن إسرائيل تضغط بواسطة أجهزتها الدعائية على حكومة ألمانيا لاتخاذ القرار. في النهاية الحكومة ستخضع تماماً كما خضع برلمانها عندما اتخذ هذا القرار المضلل. سيتم اعتبار النضال غير العنيف ضد جرائم الحرب غير قانوني. المحتَل سيصبح ضحية. حرية التعبير ستصبح مضحكة. لا يوجد شبيه لذلك في دولة ديمقراطية.
قبل لحظة من قيام سفير إسرائيل في ألمانيا جيرمي يسسخاروف - الذي اعتبر توقيع مثقفين يهود على عريضة ضد القانون "عاراً"- بفتح قنينة شمبانيا ونقل تقارير عن نجاحه إلى القدس، من الواجب أن نتساءل: هل فعلاً هذا نجاح؟ لإسرائيل؟ لليهود؟ ألن ينفجر هذا النشاط العدواني المدمر في وجه إسرائيل؟ هذه النجاحات الوهمية التي تحققت بطرق غير مشروعة تماماً، وتقوم على ابتزاز عاطفي لألمانيا وسائر العالم، واستخدام منظمات متعددة تستخدم مختلف أنواع الضغط، ألن تدفع ثمنها ذات يوم إسرائيل التي تقف وراء هذه المعركة الخاسرة؟
إسرائيل خلقت لنفسها فزاعة – عدواً، اسمه أدولف BDS، وقررت شن حرب عليه. الفلسطينيون هُزموا، الدول العربية مشغولة بشؤونها، إيران وحدها لم تعد تكفي، وإسرائيل بحاجة ماسة إلى خطر وجودي آخر، وحركة المقاطعة التي أسسها عمر البرغوثي سقطت مثل الثمرة الناضجة بين يدي عدد من السياسيين والدبلوماسيين الإسرائيليين. فجأة لم يعد غلعاد إردان فقط وزيراً للشرطة التي تنشغل بأم الحيران وتقارير مخالفات المرور، الآن هو أيضاً وزير استراتيجي، مع جهاز منتفخ بالثقة بالنفس، وميزانيات هائلة، ومدراء عامين ولقاءات مع رئيس الموساد. لم يكن يتوقع أفضل من ذلك. لقد تبين أن وسم حركة BDS بالعداء للسامية مثل أي انتقاد لإسرائيل هو الإستراتيجية الأكثر نجاعة من غيرها. محاربة العداء للسامية يحل أي أزمة دعاية لإسرائيل. قل فقط "عداء للسامية" فيخرس العالم. يستطيع أحد أن يقتل أطفالاً في غزة ثم يقول "معاداة السامية" ويقمع أي انتقاد. أوروبا حساسة تجاه ذلك. دعونا نستغل ذلك بقدر المستطاع.
من الصعب أن نصدق أن جميع أعضاء البوندستاغ الذين صوتوا مع قرار يعرّف نضالاً من أكثر النضالات شرعية بأنه معاد للسامية، وافقوا على ذلك. يمكن الافتراض أنهم في قرارة أنفسهم كان لديهم شكوك وربما حتى معارضين لهذه الخطوة التي فُرضت عليهم. ليس فقط في ألمانيا. في معظم الدول الأوروبية من الصعب توجيه النقد إلى إسرائيل من دون أن تُتهم بالعداء للسامية. هذا هو أكبر نجاح تحققه آلة الدعاية الإسرائيلية. وهذا سيؤدي ذات يوم إلى هزيمة، وعندما يطفح الكيل، ستزداد الجرأة على رفض هذه المعادلة الكاذبة. عندما سيُقر قانون الانحناء، سيضطر الألمان إلى الركوع أمام إسرائيل وليس فقط إلى الرقص على أنغامها، وربما سيقوم من يوقف مسيرة الجنون هذه؟
الأمور الكامنة وراء كلمة "ضم"
يكتب يوسي بيلين في "يسرائيل هيوم"، أنه لو نقلت إدارة ترامب سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ولم تحذف موضوع القدس من جدول الأعمال- لكان هذا كافياً. لو حذفت القدس من جدول الأعمال ولم تحذف موضوع اللاجئين الفلسطينيين - لكان هذا كافياً. لو حذفت اللاجئين من جدول الأعمال ولم تعترف بضم هضبة الجولان التي جرى احتلالها من سورية في حرب الأيام الستة، لكان هذا كافياً. لو اعترفت بضم الجولان ولم تتطرق قط إلى الضم الإسرائيلي للضفة الغربية – لكان هذا كافياً.
لكن ترامب نقل السفارة إلى القدس، وأزال موضوع القدس من جدول الأعمال، وكذلك موضوع اللاجئين، واعترف بضم هضبة الجولان، ويوم السبت الأخير قال سفيره الذي يقف إلى يمين نتنياهو، لصحيفة "النيويورك تايمز" العبارة المذهلة التالية: "في ظروف معينة أعتقد أن من حق إسرائيل الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية، لكن ليس كلها".
بالنسبة إلى رد فعل الإدارة الأميركية على ضم إسرائيلي أحادي الجانب لمناطق معينة في الضفة الغربية قال: " لن يكون لدينا موقف حتى نفهم، المساحة، وفي أي ظروف، وما هو منطق الأمر، ولماذا هو جيد لإسرائيل، ولماذا هو جيد للمنطقة، ولماذا لن يخلق مشكلات بدلاً من أن يحلها. كل هذه الأمور نريد أن نفهمها، ولا أريد أن أفترض افتراضات".
سأحاول أن أفهم ما قاله السفير ديفيد فريدمان فعلاً. هو يعلم أن حكومات اليمين هي الأكثر محافظة على اتفاق أوسلو الذي كان من المفترض أن ينهي مهمته التاريخية قبل 20 عاماً وشهر، وتمده منذ ذلك الحين بالتنفس الاصطناعي. ولم يخطر في بال هذه الحكومات في أي ظرف من الظروف إلغاء الاتفاق. ونظراً إلى أن الاتفاق يمنع أي طرف من القيام بتغيرات على الأرض تنطوي على فرض وقائع فيما يتعلق بالاتفاق الدائم، ونظراً إلى أن ضم مناطق هو فرض وقائع واضح جداً، فإن ما يجري هو خرق لاتفاق كانت الولايات المتحدة شاهدة عليه.
لكن المسألة ليست مطروحة فقط على مستوى القانون الدولي والحديث عن الحقوق. أفترض أن فريدمان يؤمن أن لإسرائيل حقاً تاريخياً على البلاد كلها، وأن هذا الحق فوق أي إجماع دولي وقرارات وافقت إسرائيل عليها في الماضي. وأفترض أيضاً أنه عندما أجرى المقابلة مع "نيويورك تايمز" أخذ في حسابه وجود أشخاص في الإدارة الأميركية لا يوافقون معه على ما يقول وسيحتجون على ذلك. وهو يظن بالتأكيد أنه يحظى بدعم رئاسي كاف، إذ لن يكون هناك من يوبخه، أو يقيله من منصبه. وأفترض أيضاً أن تأثير مثل هذه الخطوة في الفلسطينيين لا يهمه البتة، والدليل أنه عندما تحدّث عن الاعتبار الأميركي فيما يتعلق بضم إسرائيلي تطرق فقط إلى التأثير الإقليمي، ولم يأت على ذكر الفلسطينيين. لكن ماذا بشأن المصلحة الإسرائيلية؟
من المؤكد أنه يفهم بالأرقام. الأرقام هي 6.5 مليون في مقابل 6.5 مليون، يهود مقابل غير اليهود يعيشون غربي نهر الأردن. عندما يتحدث عن ضم جزئي للمناطق، من المعقول جداً الافتراض أنه يتحدث عن أن منطقتي A وB اللتين تشكلان جزيرتين تتمتعان بحكم ذاتي جزئي في إطار السلطة الفلسطينية، لن تنتقلا إلى إدارة إسرائيلية، وأن ألـ 60% المتبقية، كلها أو في معظمها، تستطيع إسرائيل ضمها. معنى ذلك بسيط: خلال وقت قصير جداً ستسيطر أقلية يهودية على أغلبية فلسطينية تعيش تحت احتلال مباشر أو غير مباشر، من دون إمكان نمو اقتصادي (من الممكن أن غالبيتها أو كلها موجودة في المنطقة C التي ستضم إلى إسرائيل). من الصعب أن نصدق أنه لا يفهم أي قنبلة موقوتة يشكل ذلك بالنسبة إلى إسرائيل.
لا يستطيع سفير أميركي تهمه إسرائيل، كما هي مهمة بالنسبة إلى فريدمان، التهرب من أن يقول ماذا ستفعل أميركا إزاء ضم إسرائيلي أحادي الجانب. يتعين عليه أن يقول بوضوح إن مثل هذه الخطوة التي لا تشكل جزءاً من الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، ستواجَه برفض حاد وقاطع من أهم حليفة لدولة اليهود.
نيكي هيلي: "قرار الاعتراف بالقدس من أهم قرارات ترامب شجاعة"
تنشر "يسرائيل هيوم" في ملحق يوم الجمعة، نص المقابلة التي أجراها محرر الصحيفة بوعز بيسموط، مع سفيرة الولايات المتحدة سابقا في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، عشية زيارتها القريبة إلى إسرائيل. ونورد فيما يلي أهم ما جاء في المقابلة في مسالة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني و"صفقة القرن" وقرارات ترامب المتعلقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بضم هضبة الجولان المحتلة إلى إسرائيل.
يكتب بيسموط، في معرض تقديمه لهيلي، أنها لم تعد في الأمم المتحدة، لكن شغفها بالدفاع عن إسرائيل يصعب انتزاعه منها، وقد أصبحت الشخصية الأكثر شعبية في إدارة ترامب عندما خاضت حرب إسرائيل في ممرات الأمم المتحدة وعرضت أمام دول العالم مرآة تكشف عارها. وفي المقابلة معها هذا الأسبوع، أكدت هيلي كيف "نامت على السياج" من أجل دولتنا الصغيرة، ليس فقط لأنه كان الشيء الصحيح الذي يجب عمله، وليس فقط لأنه يذكرها بطفولتها. وتوضح هيلي أنها فعلت ذلك من أجل نظام عالمي وعودة الولايات المتحدة إلى منصب قيادي، لتوضح أنه في الأيام التي كان من الممكن فيها مضايقة دولة وتحويلها إلى كيس لكمات قد انتهى.
وتقول هيلي: "لقد حارب سفيركم، داني دانون، جيدًا في الأمم المتحدة، لكنه كان وحده في الحملة عندما أدارت الولايات المتحدة ظهرها لإسرائيل بطريقة مروعة"، وكانت تشير في ذلك إلى رفض إدارة أوباما استخدام الفيتو ضد القرار 2334، الذي يعتبر كل المستوطنات وراء الخط الأخضر غير قانونية، بما في ذلك الأحياء (اليهودية) في القدس.
وتضيف: "لقد فهمت أنه لا بد من توضيح أنه لن يحدث هذا مرة أخرى أثناء نوبتي، وقررت القتال حتى لا يقوم أي شخص آخر بذلك مرة أخرى، حتى يرون إسرائيل كما هي، كدولة قوية وأخلاقية وكمجتمع. لقد كان هذا مهمًا بالنسبة لي ليس من أجل إسرائيل فحسب، بل من أجل للولايات المتحدة أيضًا ... وإذا كنا (الولايات المتحدة بقيادة أوباما) على استعداد لعمل ذلك (اتخاذ قرار 2334) لأحد أفضل أصدقائنا، فلماذا تعتمد علينا أي دولة؟ بالنسبة لي لم يكن ذلك بسبب إسرائيل فحسب، بل كان بسبب سمعة أمريكا".
سيتم قريباً عقد ورشة السلام في البحرين، والتي ستقدم الجزء الاقتصادي من خطة ترامب للسلام. البعض منا في إسرائيل قلقون من أن الإدارة قد ترغب في الحصول على مقابل من إسرائيل للاعتراف بالقدس ومرتفعات الجولان. هل يجب أن تقلق إسرائيل من خطة السلام؟
"لا داعي لأن تشعر إسرائيل بالقلق. عندما بدأ فريق السلام العمل على هذه الخطة، كان أحد الأهداف الرئيسية لجارد كوشنر وجيسون غرينبلات هو منع الإضرار بمصالح الأمن القومي لإسرائيل. انهما يفهمان أهمية الأمن، ويفهمان أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل. أعتقد أن الجميع يجب أن ينظروا إلى الخطة بعقل متفتح. يجب أن يرغب الجميع بخطة سلام، ويجب على الجميع السعي من أجل وضع أفضل، وأعتقد أنه يمكن أن يحدث ذلك".
بالنظر إلى وضع الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)، هل هناك فرصة لهذه الخطة؟
"أنا متفائلة، لن يكون الأمر سهلاً، لن يحب أي من الطرفين الخطة، لكن لا يريد أي من الطرفين أن يكرهها، كلا الجانبين يريدان السلام وإذا أرادا، فسيقرران هما ما هي التفاصيل (للوضع الدائم)، وليس الولايات المتحدة.
"الإسرائيليون والفلسطينيون هم الذين سيقررون - ومن الجدير اغتنام هذه الفرصة ... الأمر يستحق المحاولة ... دور الدول العربية هو القول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السبيل لتحسين وضع الفلسطينيين هو الوصول إلى طاولة المفاوضات. لكن رفضه يظهر الوجه الحقيقي لأبو مازن والعالم العربي - هذا يدل على أن الدول العربية لا تهتم حقًا بالفلسطينيين، لأنه لو كان الفلسطينيون مهمين جدًا بالنسبة لهم، لكانوا سيقودونه إلى الطاولة وكان سيرغب هو بتحسين الوضع".
ماذا تجيبين من يقول إن رئيس الوزراء نتنياهو لا يريد السلام؟
"لم أتحدث بعد مع رئيس الوزراء حول هذا الموضوع، لكنني أتوقع أن يخبرني أنه يريد السلام، وافتراضي هو أن كل إسرائيلي وكل فلسطيني يريد السلام، لكن مرة أخرى – سأقول لرئيس الوزراء ما قلته لأبو مازن - تعال إلى طاولة المفاوضات. انظر ما هو المقصود وأجري حوارًا".
هل توافقين على ما قاله السفير ديفيد فريدمان بأن مرتفعات الجولان لن تعود على الأرجح إلى سوريا؟
"أعتقد أن هذا قد يكون حقيقة واقعة ... الناس في الجولان لا يريدون العودة إلى سوريا، لا أحد يريد أن يصنع معروفا مع الأسد، لا أحد يريد مساعدة سوريا الآن لذا لا أتوقع أي تغييرات على هذه الجبهة".
قبل عام في البيت الأبيض، سألت الرئيس ترامب ما هو أهم قرار اتخذه، وقال إن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وفي هذا الإطار نقل السفارة إليها، كان من بين أهم قراراته. أين تضعين ذلك على جدول الإنجازات التي حققها الرئيس؟
"أعتقد أن ترامب حقق الكثير من الإنجازات، لا أريد أن تدريجها، لكن القرار بشأن القدس كان شجاعًا بشكل خاص. لأن الكثير من كبار المسؤولين الحكوميين لم يؤيدوا نقل السفارة. ولم يستمع إلى الأشخاص الذين قالوا إن السماء ستسقط، نظر إلى الموقف ورفض اتباع طريق الآخرين. لقد اعترف ببساطة بالواقع ... يجب على الفلسطينيين أن يدركوا الحقيقة - أن القدس هي عاصمة إسرائيل. يجب على العرب أن يجعلوا الفلسطينيين يعترفون بالواقع. لأنه إذا لم يعترفوا به حقًا، فلن نتمكن من الوصول إلى حل."
هل يمكن للقدس أن تكون عاصمة لكيانين؟
"هذا يتعلق بالفلسطينيين والإسرائيليين. أعتقد أن الجانبين سيحددان كل قضايا الحدود ... لا أعتقد أن على الولايات المتحدة التدخل في هذه القضية لأنها حساسة للغاية بالنسبة للمنطقة".
معركة الملوك
يكتب نداف شرغاي في "يسرائيل هيوم"، أن تقريران نشرهما القصر الملكي الأردني على قناة «يوتيوب»، في الأسابيع الأخيرة تبدد بقدر كبير الغموض حول أحد البنود الدراماتيكية في "صفقة القرن" التي يعدها الرئيس ترامب: لقد سعت الولايات المتحدة إلى منح السعودية دوراً مركزياً في إطار الوصاية على الأماكن المقدسة للإسلام في القدس، أي الحرم.
الأوصياء الحاليون، الأردن وملكها عبد الله، والذين يستندون إلى إرث تاريخي يمتد إلى نحو مئة سنة في الحرم، وبشكل لا يقل عن ذلك، إلى سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل، يشعرون بخيبة الأمل والإساءة. الملك الأردني غاضب. فهو غير مستعد لأن يخلي المنصة للسعوديين ولملكهم السابع ـ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولا أن يتقاسم معهم هذه الوصاية. والآن يفعل الأردن كل شيء تقريباً كي يوضح ذلك.
في 20 آذار من هذه السنة، بعد سبعة أيام فقط من لقاء الملك عبد الله في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومع مستشاري ترامب الكبيرين جارد كوشنير وجيسون غرينبلات، التقى الملك الأردني مع وجهاء محافظة الزرقاء، أحد مراكز القوة للإخوان المسلمين في الأردن، والتي نصف سكانها من الفلسطينيين. وصرح عبد الله في تلك المناسبة: "لن أغير أبداً موقفي من القدس.. علينا واجب تاريخي تجاه القدس والأماكن المقدسة".
لأول مرة يعترف الملك بالضغوط التي تمارس عليه وشدد قائلاً: «هذا خط أحمر من ناحيتي وأنا أعرف أن الشعب إلى جانبي… كدولة هاشمية، من واجبنا حماية الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية. صحيح أننا نتعرض للضغط، ولكن في نهاية الأمر سيكون الجواب لا وكلا".
بعد بضعة أيام، في لقاء مع قادة جيشه ـ هذه المرة وهو يرتدي البزة العسكرية ـ كرر الملك عبد الله وأوضح بأن: "القدس ومستقبل فلسطين هما خط أحمر بالنسبة للأردن. لا أدري كيف يمكنني أن أقول ذلك بشكل أوضح… كيف يمكنني كهاشمي أن أتخلى عن القدس؟! هذا مستحيل. هذا خط أحمر. أقول لا وكلا للتنازل عن القدس… لدينا كلمة ولدينا موقف".
عرض لتغطية الديون
لقد غابت تصريحات الملك عن عين الإعلام. وقد اقتبست بتواضع في سياق الخلاف مع إسرائيل حول نطاق باب الرحمة، رغم أنها قيلت في سياق آخر. وبفضل خبراء "ميمري" (معهد دراسات وسائل الإعلام في الشرق الأوسط) يجري نشرها الآن في سياقها الصحيح، فيخرج المخرز من الكيس. الآن تنتهي أشهر طويلة من النفي الرقيق من جهة واشنطن والصمت من جانب إسرائيل المطلعة على تفاصيل صفقة القرن.
الولايات المتحدة تضغط منذ أشهر طويلة على الأردن كي يوافق على أن ينقل إلى السعودية، أو أن يتقاسم معها صولجان الوصاية على المكان الثالث في قدسيته للإسلام ـ المسجد الأقصى (وذلك إلى جانب استمرار السيادة الإسرائيلية على الموقع). كما هو معروف في نطاق ومسؤولية السعودية المكانين الأوليين من حيث قدسيتهما للإسلام، مكة والمدينة. ويدور الحديث عن ضغط اقتصادي غير رسمي، متداخل مع إغراءات اقتصادية في الغالب، وكذلك بمطالب إضافية.
هذه هي الأرقام التي تشرح الضغوط التي يواجهها الأردن: تبلغ ديون المملكة الهاشمية أكثر من 40 مليار دولار. في شباط الماضي، في اجتماع الدول المانحة للأردن في لندن، نجح الملك عبد الله في جمع تبرعات بنحو 3 مليار دولار من السعودية، والكويت واتحاد الإمارات، ستوزع على مدار بضع سنوات. مبلغ ألـ 350 مليون دولار التي حولتها السعودية إلى الأردن في الشهر الماضي كجزء من هذا الالتزام، هي مجرد قطرة في بحر الاحتياجات الكبرى للأردن، أما الآن فللسعودية شرط مركزي واحد لمواصلة المساعدة: الشراكة في إدارة الحرم الشريف في القدس.
يتعلق الأردن جداً أيضاً بالمساعدة الأمريكية ـ مليار ونصف دولار في السنة. الأمريكيون، الذين تحدثوا في السنة الماضية مع الحكام العرب، تحدثوا معهم عن البديل السعودي في الحرم، بل وعن إمكانية أن يستوعب الأردن ويوطن في أراضيه بشكل تدريجي مليون لاجئ فلسطيني، بعضهم من الشتات وبعضهم يعيشون حاليًا في أراضيه. هذا كما هو معروف، مجرد جزء واحد مما تعده إدارة ترامب لموضوع «اللجوء الفلسطيني» وذلك بعد أن قلصت ميزانية وكالة الأونروا وتتطلع الآن إلى إلغائها.
تعتقد الإدارة الأمريكية الآن بأن الوكالة والأمم المتحدة تساعدان منذ سنين على تخليد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بدلاً من حلها. فيما تحرصان على نقل مكانة اللجوء الفلسطيني من الأب إلى الابن ومن جيل إلى جيل.
مقابل هذه الرزمة، تعرض الولايات المتحدة على الأردن مبلغاً خيالياً يصل إلى 45 مليار دولار لتستخدمه المملكة الهاشمية لتسديد الديون، لترميم اقتصادها، ولكن أيضاً لاستيعاب وتوطين لاجئين فلسطينيين في أراضيها. الإغراء هائل؛ قد يوافق الأردن عليه، رغم خوفه من مزيد من اللاجئين في أراضيه، لولا قصة الحرم.
من وجهة نظر الأسرة المالكة الأردنية، هناك ثلاثة أسباب وجيهة لرفض الأفكار الأمريكية. الأول سبب عملي. أجهزة الأمن الأردنية (وكذا الإسرائيلية) تعتقد بأن كل تغيير في مكانة الوصاية التي يحتفظ بها الملك الأردني في الحرم سيؤدي إلى ضعضعة حكمه وربما سقوطه. الوصاية التي يحتفظ بها الأردن منذ 1924 هي من وجهة نظر أردنية بمثابة بوليصة تأمين. فالحكم في الأردن يعتمد منذ سنوات عديدة على ولاء البدو وسكان القبائل الموالين للأسرة المالكة، وهؤلاء يشكلون أقل من نصف السكان في الأردن. بينما تشكل الأغلبية الفلسطينية والإخوان المسلمين في الأردن مصدر قلق مستمر. واستمرار الوصاية على الأقصى هو من ناحية الأردن ضمانة لاستمرار الحكم في المملكة.
السبب الثاني هو تاريخي: فالسلالة الهاشمية التي تحكم الأردن اليوم، خسرت بعد الحرب العالمية الأولى للسعوديين دور حارس الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. لقد سيطر الهاشميون على السعودية حتى 1924، وطردتهم من هناك سلالة آل سعود. الحسين بن علي، الذي كان شريف مكة وأميرها بين 1908 و1917 كان سليل السلالة الهاشمية التي يرى آباؤها وأجدادها أنفسهم من أنسال النبي محمد. أما الأردن، الذي تأسس رسمياً في 1946 فقد احتل شرقي القدس والبلدة القديمة في 1948 ـ ومنذئذ اكتفى بوصاية ثانوية على الأقصى، المكان الثالث في قدسيته للإسلام.
أما السبب الثالث لرفض الأردن للفكرة الأمريكية في موضوع الحرم فهو عائلي: الحسين بن علي، الشريف الذي خسر الوصاية على مكة والمدينة للسعوديين، دفن في 1931 في قبر في الحرم. ابنه الثاني، عبد الله، الملك الأول للأردن بعد تأسيسه، اغتيل عند مدخل المسجد الأقصى على أيدي فلسطيني في 1951، على خلفية مفاوضات سرية للتطبيع والسلام أجراها مع إسرائيل. حفيده، الحسين، كان شاهداً على قتل جده، وبعد سنة من ذلك تسلم المملكة في الأردن. واحتفظ بها 47 سنة حتى وفاته بمرض في 1999.
الغمز نحو تركيا
واصل الأردن الاحتفاظ بالوصاية الإسلامية على الأقصى حتى بعد حرب الأيام الستة التي خسر فيها لإسرائيل شرقي القدس والحرم، وحتى بعد فك الارتباط عن الضفة الغربية الذي أعلن عنه في 1988. عندما تم توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والأردن في 1994، رسخ الاتفاق مكانة الأردن كوصي على الأماكن المقدسة للإسلام في القدس.
لقد احترمت إسرائيل هذه المكانة، لا سيما على خلفية شبكة المصالح المشتركة ـ وليست العلنية دوماً ـ في المجال الأمني والاستخباري والاقتصادي. بل واقتنعت إسرائيل بأن هذه المكانة تساعد بالفعل الأسرة المالكة الأردنية في الحفاظ على حكمها شرقي الأردن. في 2013 عزز الأردن وصايته على الأقصى حين وقع على اتفاق مع السلطة الفلسطينية. وقضى الاتفاق بأن الأردن سيواصل تمثيل شؤون الفلسطينيين في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق دائم في المنطقة.
الصدمة في الأردن على خلفية العرض/ الطلب الأمريكي للتخلي أو اقتسام الوصاية على الأقصى مع السعوديين، هي بالتالي صدمة حقيقية. فالرفض العلني واضح في أن الأردن يتخذ الآن سلسلة من الخطوات السياسية، غايتها الإيضاح سواء لإسرائيل أم للولايات المتحدة بأن لديه، ظاهراً، بدائل لمحور القدس ـ واشنطن.
الخطوة الأولى في سلسلة الخطوات الأردنية كانت الارتباط العلني بأبو مازن والسلطة الفلسطينية في معارضتهم لصفقة القرن التي يعدها ترامب. بعد ذلك، وافق الأردن، لأول مرة، على أن يدرج في مجلس الأوقاف ممثلين عن السلطة الفلسطينية، فتح، بل والشيخ عكرمة صبري المتماثل اليوم مع الأتراك والإخوان المسلمين، بل ومع رجال الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل.
هؤلاء جميعًا، إذا كان يجب التذكير، كانوا أمس منافسين شديدين للأردن على الهيمنة الإسلامية في الحرم.
أما الخطوة الثانية فتمثلت باتصالات مباشرة بين المملكة وتركيا، المنافسة الجدية للأردن سواء في الهيمنة على الحرم أم على النفوذ في منطقة غلاف الحرم. على خلفية صفقة القرن، قرر عبد الله بأن تركيا أيضاً مؤهلة كشريك في الكفاح ضد ترامب وخطته. ووقوف الأردن في المحور الذي يعد فيه الأخوان المسلمين هم العنصر السائد، وفي الوقت الذي شكل فيه هذا التنظيم تهديدًا لحكم الأسرة المالكة أكثر من مرة، يدل على مدى استعداد الأردنيين للمضي بعيداً من أجل الاحتفاظ الحصري بمكانة الصدارة الإسلامية في الأقصى.
الخطوة الثالثة هي زيارة الملك عبد الله لمحمد السادس، ملك المغرب، الذي هو الآخر سليل الهاشميين. لقد حصل الملك الأردني من نظيره المغربي على التأييد للوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. وفي ختام اللقاء بينهما، أعلن ملك المغرب بأن الأوقاف الأردنية هي الجسم القانوني الوحيد الذي يحق له إدارة المسجد الأقصى، حمايته وتنظيم الدخول إليه. وفي البيان المشترك، شدد الملكان على وجوب الدفاع عن القدس والأماكن المقدسة في وجه كل محاولة لتغيير مكانتها التاريخية، القانونية والسياسية.

لقد حاول عبد الله أن ينتزع بياناً مشابهاً أيضاً من حكام مصر والعراق في ختام قمة ثلاثية عقدها معهم في تونس، في نهاية شهر آذار الماضي، ولكن دون نجاح.
دعوة للانتفاضة
لقد التقى الملك عبد الله ثلاث مرات بقيادة الإدارة الأمريكية خلال النصف سنة الأخيرة، في تشرين الثاني وكانون الثاني وآذار. وحرص الأردنيون على عدم نشر أي شيء عن هذه اللقاءات. يحتمل أنهم أرادوا الامتناع عن إعطاء الانطباع في داخل الأردن بوجود تعاون، ظاهرًا، مع صفقة القرن، وبخاصة في مسالة الحرم.
في المقابل، يخيل أن المملكة حلت اللجام في كل ما يتعلق بموقف الملك من الصفقة. فمنذ نيسان نشر في الصحافة الأردنية عدة مقالات تدعو إلى انتفاضة جديدة في الضفة الغربية لإحباط صفقة القرن. فقد نشر الصحافي محمد علي مرزوق الزيود مقالاً في صحيفة المؤسسة الرسمية «الرأي» دعا فيه إلى توحيد القوى بين فتح وحماس ووقف التنسيق الأمني مع "الاحتلال". ونشر حسين الرواشدة مقالاً في صحيفة «الدستور» دعا فيه إلى انتفاضة جديدة توحد الفلسطينيين والعالم العربي. ويعتقد الزيود بأن "الانتفاضة الثالثة أهم من المصالحة الفلسطينية الداخلية، وهي الوصفة الأفضل للرد على صفقة القرن. وهي أهم من المفاوضات العقيمة ومن كل هذا الالتزام اللفظي بحماية المسجد الأقصى".
كما كتب الصحفي باسم سكجها في صحيفة "الرأي" عن الانتفاضة الفلسطينية القادمة، وحدد جمال الشواهين، الكاتب في صحيفة الإخوان المسلمين في الأردن، أنه فقط من خلال الانتفاضة المسلحة، سيتم إسقاط صفقة ترامب.
الأردن، إذن، يضع نفسه من جديد في محور الإخوان المسلمين الذين كانوا إلى ما قبل زمن قصير، عدواً معلناً للأسرة المالكة، والذين كانوا يعتبرون، في أكثر من مرة، تهديداً محتملا على استقرار الحكم هناك. بل واقترح الأردن على عكرمة صبري أن يترأس مجلس الأوقاف الجديد في الحرم. كما سمح الملك الأردني في الأسابيع الأخيرة للإخوان المسلمين بتنظيم مظاهرة بمشاركة الآلاف في الجانب الشرقي من البحر الميت ضد صفقة القرن.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر بأن الملك عبد الله هو رجل عملي وثمة أيضاً مؤشرات عن أنه يبحث عن حل وسط يتيح له أن يبدو كمن يعارض خطة ترامب، ولكنن عملياً، التسليم ببعض عناصرها. وهكذا فإنه ربما يأمل الحفاظ على مكانته المركزية في محور الدول المعتدلة في الشرق الأوسط، فيواصل التمتع بالمساعدة الاقتصادية الأمريكية ويواصل الاحتفاظ بالوصاية على الأقصى.
لقد منحت الانتخابات المتكررة في إسرائيل مساحة تنفس للأردن في كل ما يتعلق بخطة ترامب. وذلك لأن الإدارة في واشنطن لا تعتزم نشر مبادئ الصفقة المتعلقة بالمواضيع الجوهرية قبل 17 أيلول. ومع ذلك تطلب الولايات المتحدة من الأردن أن يقرر إذا كان سيحضر، وعلى أي مستوى، المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في البحرين، تمهيدًا لصفقة القرن، في 25 و26 حزيران. لقد أوضح الأردن بأنه سيرسل ممثلًا عنه إلى البحرين وإن كان ليس واضحاً على أي مستوى. وعلى أي حال يتوقع عبد الله من الولايات المتحدة إيضاحاً يضمن له الوصاية على الأقصى. أما من أكد حضوره إلى البحرين إضافة إلى الأردن فهي: السعودية، ومصر، الإمارات، وكذا إسرائيل. الفلسطينيون كما هو معروف يقاطعون المؤتمر. وإن كانت مشاركة خاصة لمستثمرين فلسطينيين ليست مستبعدة.

التعليـــقات