رئيس التحرير: طلعت علوي

إحتيال جديد!

الإثنين | 09/11/2015 - 11:17 صباحاً
إحتيال جديد!

 

انيس ديوب 

 

 

هناك لاعب جديد، يدخل بقوة إلى ملعب الائتمان الدولي وخاصة الائتمان الشخصي هذه الأيام.
هذا اللاعب هو منصات الإقراض (Peer-to-peer) التي يطلق عليها بالعربية تعبير أو اسم «الند - للند» وتعرف اختصاراً بالإنجليزية بـ  P2P، وتستهدف العمل على توفيق المقترضين والمقرضين سوياً بشكل مباشر، عبر مزادات تقام في العادة على شبكة الإنترنت «أون لاين أوكشنز».


وتعمل منصات «بي تو بي» هذه، على تقديم قروض تتضمن في أغلب الأحيان شرائح قروض أو رهانات أو حزمة متكاملة من الائتمانات. وتتولى بعض منصات «الند - للند» بتجزئة القروض وترتيبها وإعدادها، وتسمح أخرى للمقرضين باختيارها والتقاط المناسب منها، وفي الحالتين تكون النتيجة "صفقة أفضل" كما يقال، بصورة مثيرة للانتباه بالنسبة إلى الطرفين.
وتتصاعد عمليات الإقراض عبر تلك المنصات بسرعة كبيرة في العديد من البلدان.


ففي بريطانيا يتضاعف حجم القروض كل ستة أشهر، وقد تجاوزت المليار جنيه إسترليني (1.7 مليار دولار). أما في الولايات المتحدة، فتسيطر أكبر شركتي إقراض وفق منصات P2P، وهما «ليندنغ كلوب» و«بروسبر»، على 98 في المئة من السوق، وقد أصدرتا 2.4 مليار دولار على شكل قروض في عام 2013 مرتفعة عن 871 مليون دولار في سنة 2012.
أما في الصين، فيعتبر قطاع إقراض الند للند من خلال شبكة الإنترنت الأكبر في العالم، ويقوم مبدأه على إقراض رجال الأعمال والمستهلكين المال من المدخرين عبر شبكة الإنترنت، ولكنه يعتبر في الوقت نفسه واحداً من أكثر قطاعات الأعمال غير المنظمة.


فمؤخراً أشار هنري بين، العضو المنتدب من شركة CreditEase التي تعتبر واحدة من أكبر المنصات في الصين إلى مدى خطورة هذا القطاع وقام بإيضاح الخسائر الفادحة التي أصابت هذا القطاع حتى الآن.
وقد تحدث بين في مؤتمر LendIt Europe في العاصمة البريطانية لندن قبل أسبوعين، حول فقدان المستثمرين الصينين لحوالي 1.2 مليار دولار.
وأوضح أن معظم هؤلاء المستثمرين هم من الأفراد عديمي الخبرة، الذين يقومون بدخول هذا المجال ووضع أموالهم في المنصات الصينية، لإقراض "الند للند" من أجل تحقيق وفورات سريعة وذلك على مدى 18 شهراً الماضية.

كما أشار تقرير لشركة الخدمات المالية والمصرفية مورجان ستانلي، إلى أنه وحتى شهر ديسمبر من العام الماضي، كان هنالك حوالي مليون مستثمر في قطاع الند للند P2P في الصين، مما يشكل ارتفاعاً كبيراً مقارنةً بأرقام نفس الشهر للعام الذي قبله والذي أشار إلى وجود حوالي 200.000 مستثمر وأن هنالك نمواً سريعاً في هذا القطاع.
وخلص التقرير للقول أنه في حال خسارة المستثمرين العاديين في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لمئات الملايين من الدولارات، سيحدث الأمر ضجة كبيرة في العالم، ولكن حدوث نفس الأمر في الصين قد يجعل القصة أكبر بكثير ويضعها تحت المجهر.
وختم ذلك التقرير بالقول  أن معظم الأموال المفقودة، لم يكن السبب وراء، فقدها القروض السيئة التي حصلت على تلك المنصات، بل قيام المنصات ذات نفسها بالمراوغة.


وقال هنري بين، أن هنالك أكثر من 700 مقرض على الإنترنت في الصين، قد اختفوا هذا العام وخرجوا من هذا القطاع، ويعود الأمر لسببين رئيسين هما هروب المنصات المتمثل بقيام أشخاص بتجهيز منصات وقبول الودائع ومن ثم إغلاق المنصة والاختفاء.
ويعود السبب الثاني إلى التمويل الذاتي، ويتم ذلك عن طريق قيام أصحاب المنصات بأخذ الودائع واستغلال تدفقها لمصالحهم الشخصية ومشاريعهم بدلاً من إيصالها للمقترضين الحقيقيين.
هذا غيض من فيض من عملية احتيال واسعة تجري عبر العالم حالياً، وهي تكسب أرضا جديدة كل يوم.
ما نأمله فقط هو أن نكون في مأمن منها.

 

arabianbusiness

 

التعليـــقات