رئيس التحرير: طلعت علوي

الأسواق وقعت في حب ترامب

السبت | 12/11/2016 - 01:44 مساءاً
الأسواق وقعت في حب ترامب


بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

 


أن ينتخب دونالد ترامب رئيسا الـ 45 للولايات المتحدة الامريكية لن يكن الصدمة الوحيدة يوم أمس، انما ردة فعل الأسواق كانت أكثر اثارة ودهشة. الاستجابة الفورية للأسواق المالية كانت أشبه بالبركزيت في نسختها جديدة، لكن عندما بدأت التداولات في الجلسة الأوروبية أخذت الأسواق منعطف آخر، من خسائر حادة الى ارتفاعات قوية. كذلك كانت ردة فعل السندات الحكومية، والسلع، والعملات.

مؤشرات الأسهم الامريكية أغلقت بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية بعد انخفاض تجاوز 5% في العقود الآجلة، وعوائد السندات الامريكية لأجل عشر سنوات ارتفعت 22 نقطة أساس لتتداول فوق 2% بعد تراجع أولي بحوالي 14 نقطة أساس. الذهب لم يكن وضعه مختلف، حيث فقد المعدن الأصفر 60$ للأوقية من أعلى مستوياته، اما الأسواق الاسيوية تحلق اليوم بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها أمس. لا أذكر بأنني رأيت هذا المشهد في 14 عام وأنا أعمل في الأسواق المالية.

التفسير الوحيد لهذا التحول في مسار الأسواق هو أن المستثمرين أصبحوا ينظروا الى الجانب المالي في المعادلة الجديدة. بعد مرور أكثر من 8 سنوات على الازمة العالمية، البنوك المركزية كانت المحرك الأساسي للأسواق، لكن بعد أن أصبحت أدواتها غير فعالة، الأسهم علقت في مسار عرضي. الان ومع وعود ترامب بأن يبدأ في سياسات مالية توسعية، بما في ذلك خفض كبير في الضرائب وتشريعات أكثر تساهلا، أصبح الاعتقاد بأن الخطط الجديدة ستدعم أرباح الشركات، وترفع مستويات التضخم.

شركات القطاع المالي، والرعاية الصحية، والصناعي هي الأكثر استفادة من هذه الخطط وشهدنا ارتفاعات قوية عليها خلال تداولات أمس، لكن جاء ذلك على حساب الأسهم ذات التوزيعات العالية مثل قطاع المرافق العامة والعقارات.

كذلك ارتفع الدولار الأمريكي بعد عمليات بيع حادة فور اعلان تراب بأنه الفائز في الانتخابات وذلك بسبب اعتقاد الأسواق بأن الفدرالي سيمضي قدما برفع أسعار الفائدة عندما يجتمع في منتصف الشهر المقبل. وقد نشهد أيضا وتيرة أسرع فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة على المدى المتوسط، خصوصا بحال وفى ترامب بوعوده التي من شأنها أن تحفز توقعات التضخم.

على الرغم من ذلك، لا تزال هناك الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام. هل سيطبق ترامب خططه التجارية مع الخارج؟ ماذا عن وعوده المتعلقة بالسياسة الخارجية والهجرة؟ ام هذه الوعود فقط كانت دعائية لدعم حملته الانتخابية وأن رجل الاعمال سيكون مختلف بعد توليه الرئاسة. شيء واحد مؤكد وهو أننا سنشهد المزيد من التقلبات في المستقبل، لذلك ينصح بربط احزمة الأمان.

التعليـــقات