على دوار المنارة 3 محال تبيع اللحوم باسعار تتراوح بين 78 و 90 شيكل للكيلو !
القاضي "طواقمنا جاهزة لتلقي اي بلاغ عن عدم الالتزام بالتسعيرة الموحدة والتحرك على الفور واتخاذ اجراءات تصل الى اغلاق المحل" 
تسعيرة وزارة الاقتصاد لكيلو لحم الخروف 75 شيكل والسعر في الاسواق  90 شيكل في جل المحال! 

" السفير الاقتصادي" نور الدين مرزوق 

ارتفاع اسعار اللحوم قضية جديدة قديمة ومشكلة متجددة خاصة في المواسم، ففي كل عيد ترتفع الاسعار الى حد كبير تمنع شريحة كبيرة من المواطنين من ادخاله على منازلهم، اسباب كثيرة تقف وراء هذا الارتفاع منها مايتعلق بغياب الرقابة الحكومية على الاسعار، ومنها ما هو متعلق بضعف قطاع تربية المواشي وعدم دعمه كما يجب من وزارة الزراعة.
الكثير من المحددات تساهم برسم اسعار اللحوم، فما هي تلك المحددات؟ ومن المسؤول عن هذا الارتفاع؟ وماذا تعني كوتة اللحوم؟ وهل اثرت على الاسعار في السوق الفلسطينية؟ والى  اي مدى يتم الالتزام بقرارات وزارة الاقتصاد الوطني من حيث تحديد الاسعار؟

استغلال بعض الباعة والتجار

يقول وزير الزراعة سفيان سلطان في لقاء  خاص مع “ السفير الاقتصادي” : ”عندما بدأنا خطوة الاستيراد عبر الكوتة حددنا اسعار البيع ب 5.5 دينار لكيلو الخروف القائم، لكن تم بيعه باسعار اعلى وسبب ذلك غياب المتابعة من الجهات المختصة ( وزارة الاقتصاد - دائرة حماية المستهلك) ويضيف الوزير تم استيراد 3500 راس خاروف في فترة العيد وتم قبلها استيراد 1500 وبعد العيد سيتم استيراد 6000.

ويذكران  دفعة الخرفان هذه اتت عبر الطائرات من صربيا الى اسرائيل ومن ثمة الى الضفة المحتلة، ما تسبب برفع تكلفة النقل وانعكس على سعرها لكن في المرات القادمة سيتم شحنها عبر الموانئ البحرية لذا ستكون الاسعار اكثر انخفاضا.

يشير وزير الزراعة “خلال ال17 عام الاخيرة لم يتم استخدام الكوتة الا مرة واحدة، الكوتة التي من شانها ان تسمح  باستيراد 25 الف راس خاروف معفاة من الضريبة مما يخفض سعرها. وما حدث ان التجار لم يقبلو على هذه الكوتة طوال هذه الفترة لانهم يعتقدون انها ستقلل من ربحهم.
ابو الرائد من الظاهرية الذي كان له حصة في الخرفان المستوردة من صربيا يقول سعر 5.5 لكيلو الخروف المستورد والبلدي كذلك، عادل لمربي الاغنام ولاصحاب الملاحم وللمواطنين وبهذا السعر يستطيع هو تحقيق ربح جيد يمكنه من الاستمرار. 

الاقتصاد: السعر محدد ولا تلاعب
تقوم وزارة الاقتصاد ممثلة بدائرة حماية المستهلك فيها بتحديد اسعار السلع الاساسية وضبط السوق ودفع التجار الى الالتزام بهذه الاسعار .
يقول رئيس وحدة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني ابراهيم القاضي:  “الوزارة قامت بتحديد اسعار لحم الخروف بحسب المعطيات التي لديها وحددت السعر ب75 شيكل للكيلو وبهذا السعر يكون مربي الماعز وبائع اللحوم  قد حصلو على نسبة ربح جيدة، ويضيف القاضي ان طواقم حماية المستهلك في الوزارة تعمل على فرض هذا السعر من خلال تشديد الرقابة على بائعي اللحوم”.
ويهيب القاضي بالمواطنين التبليغ عن اي محل لحوم يبيع السعر باعلى من السعر المحدد من خلال الاتصال على الرقم المجاني التابع لوحدة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد1700300300

الاسعار مرتفعة والشكوى بلاجدوى!
في شارع واحد في مدينة رام الله وفي مسافة لا تتجاوز المئة متر يبع ثلاثة لحامون باسعار مختلفة فالاول يبيعها بسعر 78 شيكل للكيلو والثاني 85 شيكل للكيلو والثالث 90 شيكل للكيلو، وهذه المحلات كلها لا تبعد عن دوارة المنارة ( مركز المدينة) سوا امتار معدودة.
“السفير الاقتصادي” تواصلت مع دائرة حماية المستهلك على الرقم المعلن عنه وقدمنا شكوى على تلك الملاحم التي تبيع بسعر اعلى من المحدد من وزارة الاقتصاد، وكان الرد موظفة الاستعلامات هناك "سيتم متابعة الشكوى خلال اسبوع من تقديمها، ورغم ابلاغها بان الموضوع مهم ويستحق المتابعة في اسرع وقت خاصة وان استهلاك اللحوم في هذين اليومين سيكون عالي ولن يكون هناك داع للمتابعة بعد العيد لان الاسعار ستنخفض لوحدها، قالت" سيتم المتابعة في اسرع وقت ربما اليوم ربما غد وربما بعد اسبوع”!

وهنا نطرح اسئلة برسم الاجابة: اين طواقم حماية المستهلك عن هذه المحال التي تقع في وسط المدينة وهل ضبط مخالفات هؤلاء الباعة يحتاج الى تبليغ من المواطنين رغم اعلانهم عن الاسعار على واجهات محالهم (على عينك يا تاجر)؟ وما مدى جدوى الاجرائات المتخذة بحق هؤلاء التجار لردعهم عن رفع الاسعار؟

اللحامون: "السعر المحدد ما بوفي معنا"
سعر كيلو اللحم في عام 2000 كان 35 شيكل للكيلو اي ان اسعار اللحوم ارتفعت للضعف، منذ ذلك التاريبخ  والسبب بحسب ابو محمد مربي المواشي في جنين، ان الثروة الحيوانية تراجعت بشكل كبير خلال هذه الفترة واصبحت تربية المواشي امر مكلف ولا يلبي طموح المربين وحاجتهم للاكمال في تربية الاغنام، ويعود ذلك الى ارتفاع تكاليف تربية المواشي فأسعار الاعلاف ارتفعت ولا يوجد دعم من وزارة الزراعة لهذا القطاع، مما أظطر الكثير من مربي المواشي الى بيع ما لديهم من اغنام وايجاد مصدر رزق اخر هذا ادى الى نقص كبير في الثروة الحيوانية في البلاد، وكل هذه الاسباب اجتمعت لتساهم برفع الاسعار .

انا ابيع اللحمة ب85 شيكل واحقق ربح قليل رغم ارتفاع سعرها.  بعد ذبح الخاروف وسلخه يبقى منه نصف وزنه كلحوم ثلثه دهون وشحم وقص، تباع هذه الاجزاء ب35 شيكل للكيلو اما الثلثين الباقيين يباعا بالسعر الذي اعتقد اني احقق ربح به وهو 85 شيكل ولو بعت كما تريد وزارة الاقتصاد لخسرت!  احد اصحاب محال بيع اللحوم في مدينة رام الله خلال مقابله معه.

من اختيار المحرر: