رئيس التحرير: طلعت علوي

اضواء على الصحافة الاسرائيلية 24-25 نيسان 2015

الأحد | 26/04/2015 - 09:05 صباحاً
اضواء على الصحافة الاسرائيلية 24-25 نيسان 2015

 

رفض السماح لعمال عرب بدخول مركز تجاري في تل ابيب

·       كتبت صحيفة "هآرتس" ان احد حراس المركز التجاري "عزرئيلي" في تل ابيب، رفض السماح لثلاثة شبان عرب بدخوله، وذلك بعد قيامه باحتجاز هوياتهم لمدة ربع ساعة وتركهم ينتظرون عند الباب. وقد تم كشف هذا الحادث بعد قيام احد عمال المركز، عمر سنش، بتصوير وقائعه بواسطة هاتفيه الخليوي ونشره على شبكة التواصل الاجتماعي.

·       وقال سنش ان الحارس ابلغ الشبان بأنه يمنعهم من الدخول بأمر من ادارة المركز التجاري. وبعد نشر الصورة وما رافقها من نص يفضح فيه سنش هذا السلوك العنصري ازاء الشبان الثلاثة، حظيت الصورة بكثير من التعقيبات والمشاركة على صفحات المئات من رواد الفيسبوك، كان من بينهم المحامي شحدة بن بري، احد الناشطين المركزيين من اجل حقوق البدو في النقب والمواطنين العرب في اسرائيل، والذي صرح لصحيفة "هآرتس" انه "لم يمض اسبوع على احياء اسرائيل لذكرى ضحايا الكارثة الذين كانوا ضحايا للعنصرية الاكثر وحشية، وها نحن نرى هنا، في مركز تجاري اسرائيلي، يهينون زبائن بسبب أصلهم العربي. لقد سئلوا عن هوياتهم ومن ثم منعوا من الدخول".

·       وأضاف: "هذا الاقصاء بسبب هويتهم لا يمكن ايجاد أي مبرر له. يجب شجبه. هذه العنصرية تتقدم باتجاه تطبيق الابرتهايد عمليا من خلال غض النظر والتشجيع من جانب السلطة. من المثير كيف كان سيرد المجتمع لو ان هذه الصورة كانت لشبان يهود منعوا من دخول مركز تجاري في دولة اجنبية".

·       وادعت ادارة المركز التجاري ان الشبان الذين لم يسمح بدخولهم هم شبان فلسطينيين من الضفة، يحملون تصاريح بدخول البلاد لغرض العمل فقط، ولذلك فقد تصرف الحراس حسب القانون! وفي اعقاب ذلك توجهت "هآرتس" الى الجهات المسؤولة في الجهاز الامني، فاكدت انه اذا كان الحديث فعلا عن شبان من الضفة، فان حقيقة دخولهم الى البلاد بواسطة تصاريح عمل رسمية لا تمنع دخولهم الى المناطقة العامة، لأن من يحصل على مثل هذه التصاريح يتعرض للفحص الامني المطلوب، ولا يمنع دخولهم الى المراكز التجارية. وقال احد المصادر الرسمية: "صحيح ان التصريح يسمح لهم بالعمل ولكنه لا يمنع حاملة من شراء احتياجاته".

·       اسرائيل تقصف غزة ردا على سقوط صاروخ في الجنوب
·       كتبت "يسرائيل هيوم" ان يوم الاستقلال انتهى بتذكير موجع للواقع الأمني المرافق لمواطني غلاف غزة: فبعد أشهر من الهدوء، أطلقت امس (الخميس) صفارات الإنذار في سماء "سدروت" و"غبيم" – في المجلس الإقليمي بالنقب". وأكد الجيش الإسرائيلي ان الصواريخ سقطت في منطقة مفتوحة، دون ان تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وردا على ذلك هاجم الجيش الاسرائيلي في منتصف الليل قاعدة تابعة لحماس في شمال غزة، ومنع المصلون من غزة بالدخول إلى إسرائيل يوم الجمعة.
·       وقبل فترة وجيزة من حلول الساعة التاسعة مساء، سمعت صفارات الإنذار في المنطقة، الأمر الذي دفع بالمواطنين في سدروت والمناطق المحيطة، الى الاتصال بالمسؤولين في قيادة الجبهة الداخلية والشرطة والجيش الإسرائيلي والتبليغ عن سماع دوي انفجار كبير في منطقة "شاعر هنيغيف". وأجرت قوات الأمن عملية تمشيط، لكنه لم يتم تحديد مكان وقوع الانفجار. بعد ذلك حاول جهاز الأمن البحث عن مطلقي النيران باتجاه إسرائيل. ويُعتقد أن من أطلق الصواريخ هو تنظيم متشدد.
·       من جهته صرح المتحدث باسم الجيش أنّ "الهجوم الاسرائيلي جاء ردا على إطلاق الصواريخ على مناطق في إسرائيل في ساعات المساء وأنّ الجيش لن يسمح بأي محاولة للمس بأمن مواطني إسرائيل".
·       وصرح يحيئيل دادون، المواطن في سديروت، أنّه "بعد مرور وقت طويل من الهدوء والتهدئة، سمعنا صفارة الانذار، ومن حسن الحظ كان الجو باردا في الخارج، وكنا في بيوتنا وتمكنا من الدخول إلى الملجأ، وللحقيقة كنا قد نسينا صفارة الانذار الحمراء، ولذلك استغرق الأمر عدة ثواني حتى استوعبنا أنّ الأمر يعود من جديد".
·       وقال الوزير اوري اريئيل: "على حماس أن تفهم أنه مقابل كل صاروخ يطلق من غزة، سيكون الرد موجعا بشكل مضاعف". كما ادلت عضو الكنيست ميري ريغف بأقوال مشابهة، إذ قالت: "لا يجب أن نسمح بإطلاق النار المتقطع على مواطنينا، وسنمنع المنظمات الإرهابية من رفع رأسها".
·       أما زميلها  ميكي زوهر والذي يقيم في كريات جات فقال: "يبدو أن أعداءنا لم يستوعبوا بعد أنه تم اقامة دولة يهودية هنا منذ 67 عامًا، وأتوقع من جهاز الأمن الرد بشدة لمنع إطلاق النار من جديد".
·       ردًا على إطلاق النار، أوضح الون شوستر، رئيس المجلس الاقلمي "شاعر هنيغف"، المنطقة التي سقطت فيها الصاريخ، أنّه "بدون علاقة بهوية مطلقي الصواريخ، نحن نتوقع من القيادة السياسية أن تعمل للحفاظ على الهدوء، وأطالب الحكومة التي سيتم تشكيلها بأن ترى في المسار السياسي والدبلوماسي قناة ايجابية لمنع التصعيد في المنطقة. وعدم الاكتفاء بـ"البينغ بونغ" العسكري كأداة وحيدة. فحماية الأمن على حدود غزة يمكن أن يتم أيضا عبر وسائل دبلوماسية وسياسية.
·       وقال شاي حجاج، رئيس المجلس الاقليمي "مرحافيم": "نحنُ نثق بالجيش الذي قام بالرد للحفاظ على الهدوء في الجنوب، ولن يسمح بإطلاق النار العشوائي". في المقابل صرح تمير عيدان، رئيس المجلس الاقليمي "سدوت نيغيف"، "نتوقع من القيادة العسكرية أن ترد بحزم وبشدة على مصادر إطلاق النار، وعلى كل صاروخ يسقط مستقبلا، هكذا يتم نقل رسالة واضحة للأطراف الفلسطينية أنّ اسرائيل ومواطنيها لن يسمحوا بإطلاق النار المتقطع، كما وعدت الحكومة عند انتهاء حملة "الجرف الصامد".
·       حماس امرت باخلاء قواعدها
·       وفي أعقاب أطلاق الصاروخ، وهو الاول منذ بداية العام 2015، أفاد مصدر مطلّع أنّ حماس أمرت بإخلاء كامل لمقراتها، ولقواعدها العسكرية، وللمكاتب الرسمية التابعة للتنظيم في منطقة غزة. إضافة إلى ذلك أفيد عن سقوط صواريخ في مناطق فلسطينية، انفجرت في منطقة خان يونس بغزة، ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق النار باتجاه غزة.
استشهاد فتى مقدسي حاول طعن جنود!
·       كتب موقع "واللا" ان فتى من القدس (16 عاما) حاول مساء الجمعة، طعن افراد شرطة حرس الحدود المرابطين عند حاجز الزعيم في القدس. وكان الفتى قد اثار اشتباه افراد الشرطة لدى وصوله الى نقطة التفتيش قرب الحاجز، وفجأة أستل سكينا وبدأ بالركض نحو افراد الشرطة الذين تواجدوا داخل منطقة التفتيش. وقام افراد الشرطة بإطلاق النار باتجاهه وقتله.
·       هل كانت يد الشرطة خفيفة على الزناد في عين نقوبا؟
·       كتب موقع "واللا" ان العشرات من سكان قرية عين نقوبا تظاهروا يوم الجمعة مطالبين بالتحقيق في ظروف مقتل الشاب اياد عبدالله برصاص الشرطة الاسرائيلية بين ليلة الاربعاء – الخميس. وشارك في المظاهرة نجلا القتيل، وقد حملا لافتتين كتب عليهما قتلوا ابي واعيدو لي ابي.
·       ويطرح هذا الحادث اسئلة ثاقبة حول سلوك الشرطة وما اذا كانت يدها خفيفة على الزناد ازاء المواطنين العرب. وتدعي الشرطة انه سبقت ملاحقة القتيل، محاولة لسرقة محطة الوقود في كريات عنابيم المجاورة من قبل ثلاثة شبان من عين نقوبا. وتدعي الشرطة ان القتيل كان احدهم.
·       في المقابل تصر عائلة القتيل على عدم وجود أي صلة لولدها بحادث السرقة. وتقول العائلة ان ابنها كان خارجا لتوه من حفل زواج صديقه، وفي طريق عودته الى بيته استقل سيارة عابرة قادها السائق المتورط في صفع موظف محطة الوقود. وفي هذه الاثناء قامت الشرطة بمطاردة السيارة المتورطة في الحادث واطلقت عليها النيران.
·       وافاد شهود عيان ان الشرطة اطلقت النار على السيارة اثناء مطاردتها، وعرضت حياة الناس للخطر. وبعد قتل الشاب تم ايقاف حفل الزواج الذي اقيم في القاعة المجاورة لمكان وقوع الحادث، وتحول العرس الى مأتم. وقال شهود عيان ان الشاب القتيل اصيب بعيارين ناريين في بطنه. وطالبت "مبادرات صندوق ابراهام" وحدة ماحش للتحقيق مع افراد الشرطة بالتحقيق جيدا في الحادث. واعتبرت ان الشرطة قتلت الشاب نتيجة الاهمال وتعمد القتل.
·       ليبرمان يهاجم جنوب افريقيا
·       كتب موقع "واللا" ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شن هجوما على جنوب افريقيا، بعد الدعوة التي وجهها وزير التعليم الجامعي في جنوب افريقيا، بليد زيماندا، الى مقاطعة اسرائيل، على خلفية رفضها السماح له بالمرور على اراضيها في طريقه الى السلطة الفلسطينية.
·       

مقالات وتقارير

·       اسرائيل كمتنكرة للكارثة
·       يكتب يوسي سريد في "هآرتس" في يوم الذكرى المئوية لابادة الشعب الارمني التي صادفت الجمعة 24 نيسان 2015،. ان البابا فرانسيس اخطأ حين احياها هذا الاسبوع بصفتها ذكرى “قتل الشعب الاول في القرن العشرين”؛ فهي ليست كذلك. ذلك ان اول عملية لقتل شعب وقعت في المستعمرة الالمانية في جنوب غرب افريقيا (ناميبيا حاليا) – حين قتل مئات الاف من ابناء القبائل. لكن السود لا يؤخذون في الاعتبار - من بالنار ومن بالماء.
·       وقد نسيهم البابا أيضا، حين تذكر المليون ونصف المليون ارمني، ودعا امم العالم الى الاعتراف بالجريمة العثمانية ضدهم وضد الانسانية. فلتحل عليه البركة: ليس سهلا عليه التعامل مع مؤسسة كاثوليكية محافظة، لا ينافسها في تحجرها وفسادها سوى المؤسسة الحاخامية في اسرائيل.
·       هل ستنصت “الدولة اليهودية” لدعوة المسيحي؟ ام لعلها ستفضل، كعادتها، الانشغال ببابا آخر، واتهامه بنكران الابادة في عصر آخر. صحيح، ان البابا بايوس الثاني عشر لم يخرج عن طوره كي ينقذ اليهود، ونحن ايضا لا نسارع الى التماثل مع معاناة الاخرين والهرع لنجدتهم؛ اسرائيل هي ايضا، على طريقتها، تنكر كارثة الاخرين. لقد استجابت عشرات الدول حتى الان للمناشدة الارمنية واعترفت بإبادة الشعب الأرمني، رغم استياء اردوغان ورغم تهديدات حكومته. لقد قرر البرلمان الاوروبي الان تحطيم مؤامرة الصمت على سفك الدماء. إذ ما الذي تريده الطائفة الارمنية في شتاتها: ليست النجدة، بل الاعتراف فقط. لا حاجة لأن يخاطر احد من أجلها. بل أن يبدي التعاون والتفهم فقط.
·       وعندما تبقى العيون مغمضة – ستبقى الجراح مفتوحة. ليس جيدا بقاء الشعب يتيما لوحده. اسرائيل لم تظهر حتى الان استعدادها للتخلي عن احتكارها للضحية، وتقاسم ملكيتها الحصرية لمكانة المضطَهد. فلها ايضا اعتبارات التكلفة والفائدة والمصالح العالمية: مرة في جنوب افريقيا في عهد الابرتهايد، ومرة في الارجنتين او في تشيلي في عهد الطغمات العسكرية. ومن سيعظ على “الاكثر اخلاقية”، إذ ان اسرائيل الرسمية تملك الملكية على الضمير العالمي ايضا. يمكن للارمن ان يقفزوا: أما نحن فلن نقفز في البداية، فنحن لسنا حميرا. وحتى مع كوبا سنكون آخر من يقيم العلاقات بصفتنا جزيرة أمريكية مغرورة.
·       في مثل هذا اليوم، قبل 15 سنة بالضبط دعيت الى الكنيسة الارمنية في القدس: “جئت لاكون معكم”، قلت هناك. “في يوم ذكراكم، انا هنا كانسان، كمواطن في العالم، كيهودي، كاسرائيلي وكوزير للتعليم في دولة اسرائيل. طوال سنوات كنتم لوحدكم. اما اليوم، ولأول مرة، فقد اصبحتم  لوحدكم بشكل أقل”.
·       منذ ذلك الوقت سئلت أكثر من مرة– هل تشاورت بداية مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية. لماذا أسأل حين يكون الجواب متوقعا ولن يسمحوا بذلك يمنح وانا لست ولدا. وبالفعل، لقد سارع ايهود باراك الى التنصل من اقوالي، وشمعون بيرس حسم مقولته كمؤرخ عظيم: ”ابادة الشعب الارمني يجب تركها للمؤرخين”، قال متفلسفا. وأنا اعتبرت شخصية غير مرغوب فيها في تركيا؛ أنقرة لا تنتظرني، حتى الان. في فترة قضية “مرمرة”، عندما تعكرت العلاقات، بدت علامات مشجعة: ربما الآن – بتأخير كبير – سيتم اصلاح الظلم أخيرا؛ فما الذي سنخسره. وهذا الشهر ظهر أمل  جديد مع زيارة كيم كردشيان: ما لم يفعله الرأس اليهودي ستفعله المؤخرة الارمنية. لكن هذا الأمل خاب أيضا.
·       صحيح ان الكنيست ستبعث مع حلول الذكرى المئوية من يمثلها في العاصمة يريفان – عنات بركو ونحمان شاي – ولكنهما سيجلسان في المقاعد الخلفية وسيتلقيان “توجيها” مسبقا من وزارة الخارجية. وسواء سافرا أم لم يسافرا، فان هذا لن يغير شيئا في الامر. من الصعب ان نفهم لماذا ترفض تركيا أن تكون “مغايرة”. كان يبدو مؤخرا انها خففت من موقفها، وها هي الان تعود الى عادتها القديمة. علما انه لا يجثم على كاهلها ظلم الاباء ولا يتوقعون منها تحمل الذنب، وانما المسؤولية التاريخية عن النكبة الارمنية والى جانبها الاعتذار؛ فالدولاب لا يمكن اعادته الى الوراء، ويمكن فقط انقاذه من وحل الرواسب والدماء، وتوجيهه نحو اتجاهات جديدة.
·       أيمن عودة يتألم لسماع نتنياهو: "انا أحق منه بالحديث عن المحرقة".

·       تحت هذا العنوان كتبت عوفرا ايدلمان: في خضم الأسبوع الأكثر قومية في الثقافة الإسرائيلية، بين يوم المحرقة ويوم الاستقلال، تجول رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، في ممرات الكنيست وشعر باختناق. من كل الزوايا أطلت عليه رموز الدولة: العلم، الشمعدان، صورة هرتسل، وامامها كلها شعر بالاقصاء. "يوجد هنا شيء نفسي"، يقول: "في كل زاوية في الكنيست توجد رموز قومية ولا يوجد تقريبًا أي رمز مدني. ليس هناك صور للمناظر في الدولة، للطبيعة، للعرب واليهود معا. وعلى ما يبدو فان اليهود لا يشعرون بأنهم اغلبية. معظم اليهود أقوياء، لكنهم يخافون وهذا شيء رهيب وخطير أمام الأقلية". لماذا؟ لأنه "عندما تشعر الأكثرية بأنها أقلية وهي قوية، لكنها تشعر بانها ضعيفة ومهددة، نحنُ ندفع الثمن".

·       لقد بدأ عودة دورته الأولى في الكنيست كرئيس لكتلة تجمع أربعة أحزاب عربية تولدت بوساطة مصطنعة في سبيل اجتياز نسبة الحسم، وجعلته رئيس الكتلة الثالثة من حيث حجمها في الكنيست. وإذا دخل المعسكر الصهيوني الى الائتلاف الحكومي، سيكون عودة هو رئيس المعارضة العربي الأول. لقد كان من المفروض ان يدخل الكنيست قبل الانتخابات، لاستبدال محمد بركة، لكنه تم تبكير موعد الانتخابات. وإلى جانب خطة عشرية أعدها لنفسه من أجل تقليص الفجوات بين اليهود والعرب، يريد عودة العمل من أجل الشرائح الضعيفة، والعمل على تحقيق الاعتراف بالبلدات العربية غير المعترف بها في النقب، وبحقوق سكان اقرث وكفر برعم، والعمل على زيادة ميزانية تطوير التعليم العربي. ولقد تحدث في هذا الشأن مع عضو الكنيست زئيف الكين: "قلت له: بشكل عام لا تنجح المعارضة بتمرير قوانين عندما تكون انت على رأس الائتلاف، إذن، تعال واخبرني ما الذي توافق عليه. فقال لي: ان يتعلم اليهود العربية منذ الصف الأول. قلت: اوكي، سأطرح هذا الاقتراح منذ الآن".

·       عشية أداء القسم في الكنيست طلب الى أعضاء القائمة التوصل لأول قرار مشترك، هل يقفون أثناء سماع النشيد الوطني خلال الجلسة. "كان هنالك نقاش في الكتلة"، يكشف عودة: "انا طلبت عدم تحطيم الآليات منذ البداية وان ننظر الى مراسم القسم كمراسم رسمية". في النهاية لم يتم التوصل إلى اتفاق، وبقي عودة لوحده مع رفاقه من الجبهة ومع عضو الكنيست اسامة سعدي من كتلة العربية للتغيير، فيما غادر بقية النواب العرب القاعة. "بيني وبين نفسي ساورتني طوال الوقت مشاعر: هل أخرج؟ أم أبقى؟ وامضيت اسبوعين وأنا متردد"، قال: "احيانا أشعر بالندم لأنني بقيت، واحيانا لا".

·       ويضيف: "بعد التصويت صعدنا الى الطابق الرابع، سمعنا خطابا باهتا من قبل رئيس الحكومة، كان خطابًا قوميًا، كأنه يستله من التاريخ قبل 3 آلاف -5 آلاف سنة. تحدث بحرقة، لكنه حسب رأيي لم يكن خطابا حقيقيا، وانما خطاب ممثل".

·       قبل اسبوع شارك عودة في مراسم يوم الكارثة. هذه المرة ترك القاعة قبل أداء النشيد الوطني، ولكنه لم يغادر بسبب ذلك حسب ما يقول: "انا لا اتماثل فقط، بل درست الكثير، قرأت يوميات آنا فرنك، تألمت كيف ان كـ.تسيتنيك (الاسم الادبي ليحيئيل دي-نور) انهار في محكمة ايخمان. كل قصص الناس تلامسني. ولكن لكي نتماهى بشكل حقيقي وعميق مع قصص الكارثة، يجب ان نحارب العنصرية واضطهاد الأقلية، وهذا لا يحدث في الدولة. هذا مؤلم".

·       ويضيف: "مؤلم عندما اضطر للسماع عن الكارثة من نتنياهو. فعندها اقول لنفسي: هذا؟ الذي يسن القوانين العنصرية تباعا، وقانون آخر للقضاء على الديمقراطية، وقانون للمس بالأقلية العربية – هذا يتحدث عن الكارثة؟ انا الذي يجب ان يتحدث عن الكارثة – انا ايمن، لدي الحق في الحديث عن الكارثة اكثر من نتنياهو. لأنني أناضل ضد العنصرية، لأنني امثل الأقلية التي تريد الحياة المشتركة المبنية على الاحترام، ولأنني اريد التعاون بين العرب واليهود من اجل الديمقراطية في الدولة، ولأنني اناضل ضد القوانين العنصرية التي فرضتها حكومة نتنياهو، خلال الدورة السابقة".

·       وحسب اقواله فان "عنصرية نتنياهو وحكومات اسرائيل ضدنا، لن تنجح بمنعي من التضامن الأخلاقي مع دورس الكارثة".

·       يفترض بعودة التقاء بنيامين نتنياهو، قريبًا، وهو لقاء سمع عنه من وسائل الإعلام: "كنت في جلسة اخرى، وعندما خرجت سألني صحافيون في الممر- هل ستلتقي مع نتنياهو؟" رغم انه ادرك بأن الحديث يجري عن لعبة اعلامية لإطفاء الحريق الذي اشعله نتنياهو في يوم الانتخابات، الا ان عودة فحص موقف القائمة، فدعم جميعهم اللقاء. "نتنياهو يتحمل الآن واجب الاثبات، عليه ان يقنعنا بانه يريد جلسة جدية"، قال عودة. كما سيلتقي عودة خلال الأسبوعين القريبين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، ومع رئيس الدولة رؤوفين ريفلين ومع كبير أسرى فتح، مروان البرغوثي. وهكذا يتحرك بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي. وامام الانتقادات التي توجه الى القيادة العربية، بادعاء انها اهتمت بالفلسطينيين اكثر من منتخبيها، يقول: "أنا اريد قيادة النضال هنا، أن أمضي 95% من وقتي هنا". ولكن، حسب أقواله: "نحن نؤمن اننا لن نصل إلى مساواة كاملة، بدون حل القضية الفلسطينية، لأن الدولة التي نعيش فيها تتواجد في حالة حرب مع الشعب الذي ننتمي اليه، نحن بين المطرقة والسندان".

·        ويَفصل عودة بين حقوق المواطنين، التي يمكن حسب رأيه تحصيلها فورا، وبين الحقوق القومية. وحول قضايا مثل: تشغيل النساء والمواصلات العامة في البلدات العربية يقول: "لا حاجة لان تكون هناك اختلافات ايديولوجية. أما بالنسبة للحقوق القومية، فتعالوا نتناقش". ويتهرب عودة من الإجابة عما اذا كان يرى انه يجب ازالة كلمة "يهودية" من تعريف الدولة كـ"يهودية وديمقراطية". وحسب اقواله: "على كل دولة ان تعطي افضلية للأقليات. انا لا افهم كيف ان تطالب الأكثرية طوال الوقت بتعزيز حقوقها القومية، انا اريد من الدولة التي حصلت على حقها في تقرير المصير للشعب اليهودي، وأنا اوافقها – ان تكون ديمقراطية ومساوية. ان تسود هنا مساواة قومية ومدنية للشعبين".

·        هذه ليست المرة الأولى التي يتهرب فيها من سؤال غير مريح. في لقاء للقناة الثانية رفض التنصل من تصريح رئيس قسم الاعلام في القائمة، رجا زعاترة، الذي قال ان تنظيم داعش يستمد الالهام من الصهيونية. لكنه هذه المرة اوضح: "هذا ليس لأن داعش تعلموا من الصهيونية، يجب عدم المقارنة. لكن اذا كنت تسألين سؤالاً محددًا حول ما اذا كانت الحركة الصهيونية قد نفذت عمليات ارهابية في العام 1948، فاقول بشكل واضح نعم". مقارنة بين طريقة نضال مالكولم اكس وطريقة مارتين لوثر كينج، تأتي اجابته واضحة: "لقد احببت مالكولم اكس جدا- تماهيت مع غضبه. لكن طريق مارتين لوثر كينج، الذي عمل من اجل المواطنين وخاض نضالا مشتركا مع السود والبيض، فان هذا هو ما اؤمن به". وفي العودة إلى أقوال كينج: "لدي حلم بتحقيق المساواة في الدولة. ولكن، من دون ان يدعم ثلث اليهود ذلك، وربما من دون ان يدعم ذلك الثلث الآخر بينما يظهر استعداده للاصغاء- لن نحقق المساواة. ولذلك انا اتحدث إلى الجمهور اليهودي واطلب تجنده، تماما كما دعم اليهود في الولايات المتحدة نضال كينج، انا واثق من ان مئات آلاف اليهود سيدعمون نضالنا من اجل المساواة".

·       إذا كان الجيش مقدسا، فكل نقد هو كفر

·       كتب عاموس هارئيل في "هآرتس"، أنّ التحقيق الذي نشره البرنامج التلفزيوني "عوفداه" (حقيقة)، الأسبوع الماضي حول العملية التي جرت في الصيف الماضي، وقتل خلالها جنود في مصفحة تابعة للواء غولاني، في حي الشجاعية بغزة، يمس بأمن الدولة – حسب الادعاء المفاجئ لضابط كبير في الجيش. لا شك أنّ التحقيق الذي عرض سلسلة قرارات واخفاقات اسفرت في نهايتها عن اصابة ناقلة الجنود "إم-113" القديمة، أثار احراجاً معينًا في القيادة العسكرية. ومن المفترض ان يكون قد مس بعلاقة الجيش مع بعض العائلات الثكلى التي فقدت ابنائها في الحرب، لكن ما العلاقة بين هذا وبين المس بأمن الدولة؟!

·       هذه الملاحظة تذكرنا بالادعاءات التي قيلت أثناء الحروب التي تمحورت حولها اختلافات عميقة في الرأي، من جانب الجنرالات الأمريكيين أثناء حرب فيتنام، أو السياسيين الإسرائيليين أثناء حرب لبنان الأولى. ولكن الحرب الأخيرة في غزة، نالت، في الاساس، احتضانا واسعا واجماعا كبيرا من قبل الإسرائيليين، ما عدا انتقادات محدودة من قبل اليساريين، ساد خلالها الاجماع شبه الجارف بين الجهور على ان حماس هي التي بادرت الى الحرب، وان اطلاق أعداد هائلة من الصواريخ باتجاه إسرائيل اجبر الجيش على الرد القاسي، وانه تطلبت عملية لتدمير الأنفاق الهجومية على الحدود. اذا لماذا يشعر الضباط انهم مهددون من تقرير معيّن؟

·       الجيش الإسرائيلي، بل والجنود أنفسهم بشكل اكبر، يحظون بدعم كبير في المجتمع الاسرائيلي، كما أشارت كل الاستطلاعات التي جرت في العقود الأخيرة. وفي الوقت نفسه تجري عملية متواصلة تضعف خلالها أنظمة النقد والمراقبة الخارجية عليه. وكان من المفترض ان تملأ وسائل الاعلام هذا الفراغ، إلى حدٍ ما، الا انها اخطأت في مهمتها على مدار فترة كبيرة من الزمن. حرب غزة هي مثال جيد لغياب منظومة المراقبة الفعالة على جهاز الأمن. ولكن عندما يتم توجيه الانتقادات اللاذعة وفي بعض الأحيان أكثر من اللزوم، يفاجئنا الجيش بالرد، بل حتى بالإهانة أيضًا.

·        قضية التقرير المخفي للجنة الخارجية والأمن البرلمانية حول الحرب يقول كل شيء تقريبا. لقد حققت اللجنة مع عشرات الوزراء والضباط، وفحصت مئات الملفات الداخلية، لكنها أوقفت عملها بعد الاعلان عن الانتخابات وليس لديها أية رغبة في تجديدها في أعقاب ذلك. كانت هنالك حرب؟ هذه مسألة تهم مراسم منح الأوسمة فقط، وليست للفحص الاساسي. ولنواصل: قبل عدة سنوات تم سن قانون ممتاز يمنح مجلس الأمن القومي، صلاحية المراقبة الواسعة. لكن المجلس يواصل العمل بالأساس كجسم داعم لرئيس الحكومة، وبشكل مريح لقادة الذراع الأمني الذين لا يسرهم التنقيب الخارجي في مسائل تتعلق بهم.

·       أما مكتب مراقب الدولة، وخصوصًا الوحدة الأمنية التابعة له، فانه يعمل فيه موظفون يملكون التجربة ويتمتعون بالجدية. وهؤلاء، ايضا، يمنحهم القانون الأسنان، الا انه، اولا، يستغرق اعداد التقارير لديهم فترات زمنية طويلة، وثانيا، يبدو ان روح الحرب لدى قيادة المكتب لم تعد كما في السابق.

·       ان الخطوة الحكيمة التي اقدمت عليها حكومة نتنياهو، بتعيين حراس متسامحين جدا في منصبي المستشار القضائي للحكومة ومراقب الدولة، يضعف ليس فقط المعركة من اجل طهارة المقاييس، وانما يضعف، ايضا، منظومة المراقبة الخارجية في جهاز الأمن. لجنة مراقبة الدولة في الكنيست ضعيفة وليست مهنية. وفي قسم من تقارير مراقب الدولة، لا تحرص حتى على عقد جلسات للنقاش، كما يحتم القانون.

·       وماذا عن قيام الجيش بالتحقيق مع ذاته؟ جودة التحقيقات، وبالتأكيد حول الحرب الأخيرة، مختلف عليها، فإذاعة الجيش، ومن ثم (عوفداه)، نشرا في الأسبوعين الأخيرين تفاصيل من تحقيقات وحدة جفعاتي، حول أحداث يوم الجمعة الأسود في رفح. وتؤكد غالبية النتائج التفاصيل التي اشار اليها تحقيق "هآرتس" الذي نشر بعد أسبوع من الحرب.

·        لقد اعترف قائد اللواء بصراحة متناهية بعدة أخطاء، لكن سؤالاً مركزيا واحدًا نوقش بشكل محدد في تحقيقات جفعاتي: سياسة اطلاق النار في ما يتعلق بتفعهيل نظام "هانيبال"، بعد ان اتضح انه تم خطف جثة الملازم اول هدار غولدين. في هذه المسألة لا تزال هناك حاجة إلى صدور قرار من النائب العام الرئيسي للجيش، الجنرال داني عفروني، حول فتح تحقيق في الشرطة العسكرية بعد مقتل عشرات المواطنين الفلسطينيين. لكن سلسلة من المسؤولين الكبار، على رأسهم وزير الأمن موشيه يعلون، إلى ما دونه، ابدو معارضة شديدة لتدخل النيابة العسكرية في القضية وانتقدوا، ايضا، قرار فتح تحقيقات اخرى. وفي الوقت الذي انشغلت فيه القيادة الجنوبية في عدد كبير واستثنائي من التحقيقات الرمزية، كانت هناك كما يبدو فجوات حقيقية في التحقيق على مستوى القيادة العامة في الجيش.

·       وخلافا لسلوكه بعد حرب لبنان الثانية، حرص الجيش الإسرائيلي هذه المرة على عدم اشراك رجال الاحتياط في التحقيقات. ففي العام 2006، عندما تم تعيين سلسلة من جنرالات الاحتياط في رئاسة لجان التحقيق - دورون الموج، موشيه سوكينيك، يورم يئير وغيرهم، زرع هؤلاء حالة من الذعر والموت في نفوس الجيش، بسبب انتقاداتهم القاسية لسلوكه خلال الحرب. هذه المرة، وكما لم يتم تقريبا استدعاء جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب، هكذا ايضا تم ابعاد الضباط الكبار المتقاعدين، عن العمل في التحقيقات.

·       في تصريحات لرئيس قسم التخطيط في القيادة العامة، الجنرال نمرود شيفر، لصحيفة "يسرائيل هيوم" قال ان الجيش يحتاج إلى شرعية شعبية لنشاطاته. في بعض الأحيان يبدو ان قسما من الصحافة الاسرائيلية مستعدة لمنح هذه الروح المعنوية من دون تردد او تساؤلات. لكن البرنامج عن الشجاعية هو استثناء وليس  قاعدة. فمجموعة التقارير التي نشرت في وسائل الاعلام خلال فترة الاعياد، شملت زيارة مصورة الى اسطول الغواصات، تغطية تدريبات المدرسة العسكرية لمحاربة الإرهاب في ابراج عزريئيلي، لقاء منح قادة كتيبة جفعاتي الفرصة للثناء على قائدهم من اعماق القلب، وتقرير مصور مع قائدة كتيبة في الجبهة الداخلية، التي تقوم باعتقال المطلوبين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

·       بالطبع هناك الكثير من الحقائق في ادعاءات الجيش ضد وسائل الإعلام. فكعكة المدخول المقلصة للصحافة وللقنوات التلفزيونية حولت المنافسة بينها الى ساحة حرب، تم خلالها تحطيم الكثير من الأسس المتعارف عليها. القسم الأكبر من المفاوضات المتقدمة مع الجيش بشأن تنسيق المقابلات والتقارير تجري في أجواء من الشكوك والتهديدات. والمتحدثون بلسان الجيش يجدون انفسهم في اكثر من مرة، يخمدون الحرائق امام الضباط الكبار والعائلات الثكلى. مع ذلك لا زال الجيش بصورة عامة يحصل على منبر ومعاملة محترمة تحسده عليها سائر الجهات في الدولة. فالجيش يحظى بمنظومة علاقات عامة مهنية، وضاعف بثلاث مرات تقريبًا من حجم القوى العاملة فيه خلال السنوات الأخيرة.

·       وفي نفس الوقت ازدادت قوة المتحدثين باسم الجيش في محيط القائد العام. ويقوم الجيش بتزويد وسائل الاعلام بما تريده، وعلى ما يبدو يريده المواطنون، ايضا: مجمع غير متناهي من قصص البطولة والمشاعر، التي تثير الدموع في العيون.

·       سلسلة أسئلة مقلقة

·       ان مسألة الامتناع عن معالجة القضايا الكبيرة جدًا مرتبطة ايضا، بما وصفه عضو الكنيست عوفر شيلح بعد الحرب، باقصاء الخوف من أن يكون الجيش الإسرائيلي، ليس جيشًا جيدا كما نعتقد. هذه القضية يجب معالجتها بحذر، بأطراف أصابعنا، خاصة في نهاية اسبوع كله ذكرى واستقلال.

·       ولكن، لنعد للحظة الى الحرب في الشجاعية، احدى المعارك القاسية خلال الحرب، التي جرت كلها على عمق كيلومتر- او اثنين داخل المناطق الفلسطينية في غزة. تحقيق برنامج "عوفداه" عرض دخول ناقلات الجنود المدرعة القديمة، والفجوات التي رافقت تجهيز القوات، والفشل التكتيكي.  يعتبر النقاش حول جودة ناقلات الجنود المصفحة، بالغ الاهمية، والجيش يستغله لاحتياجاته، حين يركز على شراء ناقلات جنود جديدة ومدرعة بشكل اكبر- لكن هذا يدفع المزيد من الأسئلة المقلقة: ما هي الاعتبارات التي وقفت وراء ارسال الناقلات المدرعة بدلاً من التحرك سيرا على الاقدام نحو الاهداف، رغم المسافة القصيرة وخلافا لطريقة العمل التي اختارتها بعض الوحدات الاخرى التي حاربت في غزة؟ لماذا لم تسبق التوغل محاولة للقيام بعملية تمويه او عملية خداع؟ لماذا لم يجر تفعيل القصف الجوي بصورة مكثفة على ضوء المقاومة الشديدة التي كانت متوقعة؟

·       في تقرير منافس، تم اعداده بتسرع وعرض في القناة العاشرة، وصف القصف الصاروخي للمصفحة التي تعطلت بسبب خلل عند مدخل احد انفاق حماس، بأنه "محض صدفة شبه كونية" هذا الوصف ابعد ما يمكن ان يكون مقنعا. الموضوع الأوسع هنا هو انعدام التجربة ونقص مهارة الجيش في الحرب داخل بيئة سكنية مكتظة، وبالتأكيد عندما يواجه لأول مرة هذه القوة القتالية الجوفية لحركة حماس. ويبدو ان هذا هو التحدي الأصعب والأكثر صلة الذي واجه الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة – في غزة ولبنان. وبسبب عدم الاستقرار على الحدود، فان احتمالات اندلاع مواجهة أخرى، وبالاخص في غزة، باتت عالية جدًا.

·       خلال المعارك في الشجاعية قتل بالإضافة إلى الجنود السبعة من الوحدة 13، تسعة جنود من مقاتلي غولاني. واصيب قائد الوحدة وثلاثة من قادة الكتائب (اثنان اصيبا بجراح خطيرة، ويعانيان حتى اليوم، ما لا يسمح بعودتهما إلى الجيش). والسؤال هل كشفت الحرب في غزة عن مشاكل متراكمة من السنوات في جيش اليابسة، الذي يغطي فجوة معينة في الجهوزية والوسائل الملائمة وقدرة عالية من الارتجال، وبالقدرة على الاحتيال واظهار الشجاعة التي تحتاجها الحرب؟ هناك من يقول ان هذا هو ما يحدث بالتأكيد في كل حرب. الاسطورة ذاتها – تحقيق مهام الحرب، حتى بثمن باهظ – تستحق كل الثناء. لكنه من الصعب مناقشة النواقص والمشاكل التي يتم الكشف عنها، عندما تسيطر على الحوار العام رسالة شبه موحدة تقول ان الجيش مقدس، عصي على الأخطاء، ولذلك فهو عصي على الانتقاد ايضا. هذا حقل الغام تتخوف منه الصحافة، وحتى "عوفداه" سارت فيه بحذر (واهتمت بموازنة الصورة في التقرير الذي يلامس القلب حول الحرب في رفح والذي تم عرضه هذا الأسبوع.) فلا احد يريد المس بعائلات ثكلى او الاستخفاف بالتضحية وبالمخاطرة التي اخذها القادة والجنود على عاتقهم. ومع ذلك لا زالت هناك حاجة للتحذير من الفروق المتوقعة التي يمكن ان تنتهي باحباط قاس في حال وقوع حرب جديدة، خاصة في لبنان. وقد سبق لقائد سلاح الجو امير ايشل، ان حذر في لقاء مع مجلة سلاح الجو، من ان منظومة القبة الحديدية تعاني من قدرات محدودة سيتم كشفها في حال وقوع حرب واسعة، ومن ان "تقرير الفشل بات مكتوبا" امام توقعات الجمهور بالحصول على تغطية شاملة من قبل القبة الحديدية.

·        وعلى الصعيد الهجومي، حصلت تطورات كبيرة في قدرة الجيش على التسبب بأضرار للعدو (تحديد الاف الأهداف من قبل الاستخبارات وامكانية الهجوم السريعة، بالاساس بواسطة الطائرات). لكن اسرائيل لا تزال تواجه صعوبة في توفير حلول للتهديدات الأساسية التي تعرضها تنظيمات الارهاب وعلى رأسها حزب الله – اطلاق الاف الصواريخ على الجبهة الداخلية. القائد العام الجديد، غادي ايزنكوت يواصل مهمات بدأها سابقه بيني غانتس، كما يقود في المقابل عدة تغييرات مطلوبة في سلم الأولويات. لكن الطريق طويلة، والحل أصعب مما يتوقعه الكثير من المواطنين. الا انه بدلاً من اجراء نقاش عام حول هذه الفجوات، او الخلاف حول ميزانية الأمن مقارنة بالاحتياجات الاجتماعية، يتم اغراقنا بالتقارير الانسانية عن الجيش والتي تتجاوز الى ما هو ابعد من الاطار المطلوب في يوم الذكرى.

·       اذا كانت الوية غولاني والمظليين تعرض امامنا كأفضل ما في اسرائيل، فاي سبب يدفعنا الى التحسين؟ فالصحافة في معظم الاحيان، تقوم بتدعيم ظهر الجيش، والجمهور يخرج بشعور وكأنه لو تم اختبار قوة من جيش المشاة امام قوة غربية مماثلة، بريطانية او امريكية، فان شباننا الممتازين سينتصرون بدون أي مصاعب. لكن هل هذه هي الحقيقة فعلا؟ خلال عقدين من الزمن قمت خلالهما بتغطية الجيش التقيت تقريبًا، في جميع الأماكن، بضباط وضابطات مخلصين، أخلاقيين، وواعين. وأظن ان المبنى التنظيمي في الجيش الاسرائيلي في معظمه نظيفا ومنطقيا اكثر من معظم التنظيمات المدنية. لكن الجيش والمجتمع الاسرائيلي ينعكسان على بعضهما البعض. في كلا الاتجاهين. اذا كنا نواجه يوميًا عمليات التغطية وتدوير الزوايا في السلطة المحلية، في منظومة التربية، في صناديق المرضى، فلماذا نظن انه منذ لحظة وصول الشاب الى جيل 18 سنة وارساله الى الجيش، تسير الأمور بشكل أفضل دائما؟

·       ان تنفيذ مهام الجيش يتطلب، اضافة الى الذكاء والبطولة، ايضًا مستوى عال من النظام، التخطيط المبكر والانضباط. منذ سنوات تعكس تقارير مراقب الدولة صورة مختلفة، أقل تشجيعًا، في الجبهة الداخلية، في ادارة مخزون الذخائر وقطع الغيار في الجيش الاحتياطي. الا يمكن، على الأقل حين يتم تخطيط المسار التنظيمي، ان نتمنى بأن يعمل الجيش وفق المعايير القريبة من معايير العمل في معهد فايتسمان او اينتل او في تشيك بوينت؟

التعليـــقات