رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 6 آب 2015

الخميس | 06/08/2015 - 09:26 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 6 آب 2015


اسرائيل تبلغ السلطة الفلسطينية انها لا تجري مفاوضات مع حماس

كتب موقع "واللا" ان اسرائيل حولت رسالة الى السلطة الفلسطينية مفادها انها لا تجري أي نوع من المفاوضات مع حماس لوقف اطلاق النار طويل الأجل. وجاء ذلك في اعقاب تخوف السلطة من ان اسرائيل تجري مفاوضات سرية مع قيادة حماس في غزة للاتفاق على وقف اطلاق النار لمدة خمس سنوات.

وكان مسؤولون فلسطينيون قد اعربوا خلال محادثات اجروها مع مسؤولين اسرائيليين، في الاسابيع الاخيرة، عن تحفظهم من خطوة كهذه، وابعادها على مكانة السلطة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني. وفي محاولة لتهدئة رئيس السلطة الفلسطينية، اوضحت اسرائيل من جانبها انها لا تجري محادثات كهذه، ولا تنوي التوصل الى اتفاق تهدئة مع حماس في الظروف الحالية. ورفض ديوان رئيس الحكومة نتنياهو التعقيب على الموضوع، بينما اكدته مصادر اسرائيلية وفلسطينية.

وكان موقع "واللا" قد كشف قبل عدة اشهر ان حماس حولت الى إسرائيل رسائل بشأن استعدادها لوقف اطلاق النار لمدة خمس سنوات. ومن بين الذين حولوا رسائل كهذه كان مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط روبرت سري، وعدد من الدبلوماسيين، بينهم موفد قطر الخاص باعادة اعمار غزة، محمد المعيدي، الذي زار اسرائيل والتقى مع منسق شؤون الحكومة في المناطق الفلسطينية، الجنرال يوآب مردخاي.

كما يتم في الأيام الاخيرة تحويل رسائل كهذه، وتجري في حماس نقاشات علنية تقريبا حول التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع اسرائيل من اجل تحسين الاوضاع في قطاع غزة. وتم تحويل التوضيح الاسرائيلي الى السلطة خلال سلسلة من اللقاءات السرية التي هدفت الى تخفيض سقف التوتر بين رام الله والقدس، وتقدير ابو مازن بأن اسرائيل تتعاون مع حماس بهدف اضعافه.

رئيس حركة "لهباة" يدعو الى احراق الكنائس!!
كتبت الصحف الاسرائيلية ان رئيس منظمة "لهباه" اليمينية بنتسي غوفشطان، دعا امس الاول (الثلاثاء) الى "الخروج واحراق الكنائس"، معلنا امام ما سمعه من انتقادات من المشاركين في الندوة المغلقة لأبناء المدارس الدينية، انه على استعداد للجلوس 50 سنة في السجن مقابل عمل كهذا. وكشف النقاب عن تصريح غوفشطاين في شريط مسجل نشره الموقع العبري "ساحة السبت".

وكان غوفشطاين يشارك في احدى النشاطات التي تنظمها المدارس الدينية لطلابها خلال العطلة الصيفية. وخلال النقاش طرحت مسألة ما اذا كانت قائمة في ايامنا وصية "اجتثاث الوثنية". وشارك في الندوة الى جانب غوفشطاين، حاخام مستشفى هداسا موشيه كلاين، ونائب رئيس بلدية يروحام تسوريئيل كريسبال، ومراسل "ييتد نئمان" بيني رابينوفيتش وعدد من شخصيات الصهيونية الدينية. وادار اللقاء الحاخام أبا طورتسكي.

ورد غوفشطاين على السؤال قائلا: نعم (توجد وصية باجتثاث الوثنية). فقال له كلاين: "صحيح ان هذه وصية حسب الرمبام (موسى بن ميمون) لكن الجواب في زمننا هو لا. اذا كان نعم، فاخرج الى المسجد القريب واحرقة وارجع".

وواصل غوفشطاين الدفاع عن موقفه بأنه يجب احراق الكنائس في أيامنا. واكد في رده على سؤال مباشر ان كان يؤيد احراق الكنائس فقال: بالتأكيد نعم. وقال له كلاين، انه كمحام يقول له بأن ما يقوله يعتبر سببا لاعتقاله. وحين قال له رابينوفيتش ان ما يقوله يعتبر جنونا، رد غوفشطاين: هل تشكك في ذلك؟ وقيل له انه يمكن اعتقاله على ما يقوله فقال: هذا آخر ما يقلقني، اذا كانت هذه الحقيقة فانا مستعد للجلوس في السجن 50 سنة مقابل ذلك.

وكشف النقاب لأول مرة عن اقوال غوفشطاين خلال الندوة ذاتها، من قبل بيني رابينوفيتش، الذي كتب على صفحته في تويتر خلال الندوة: "أشعر بالصدمة والفزع، انا اجلس في ندوة الآن مع بنتسي غوفشطاين الذي يقول علانية ان احراق الكنائس هو وصية، وانه مستعد للجلوس في السجن 50 سنة مقابل ذلك". وعلى الفور قرأ عدد من طلاب المدارس الدينية المتواجدين في القاعة ما كتبه رابينوفيتش، فصرخوا في وجهه "مخبر".

وادعى غوفشطاين معقبا على ما حدث في الندوة انه نقل ما قاله "الرمبام"، لكنه لم يدع الى اتخاذ خطوات عملية، مضيفا ان المسألة (اجتثاث الوثنية او احراق الكنائس) ملقاة على عاتق الحكومة وليس الأفراد. وقال: "افهم ان هناك حملة على رجال اليمين ويريدون ضبطنا متلبسين بكلمة، ولكنني انصح بفتح التحقيق اولا ضد وعاظ المساجد او الطيبي والزعبي، وبعد ذلك توجهوا الي".

لكن الشريط الذي نشره موقع "ساحة السبت" يؤكد دعوة غوفشطاين العلنية الى احراق الكنائس.

يشار الى ان المركز الاصلاحي للدين والدولة قدم في الماضي التماسا الى المستشار القضائي للحكومة يحتج فيه على عدم محاكمة غوفشطاين بسبب تصريحاته المحرضة والعنصرية. وحتى الان لم يتلق المركز ردا من المستشار يهودا فاينشتاين. وقال المدير العام للحركة الاصلاحية الحاخام غلعاد كريف، ردا على تصريحات غوفشطاين "اننا ننتظر منذ شهور قرار المستشار القضائي للحكومة بشأن الشكاوى ضد غوفشطاين على خلفية التحريض على العنصرية. اذا لم يقد هذا التصريح ايضا الى قرار عاجل بمحاكمته، يمكن الاعلان رسميا ان القانون الاسرائيلي يسمح بالتحريض على العنصرية والعنف. فما الذي يجب ان يحدث بعد كي تحارب إسرائيل بجدية من قرر اشعال نار الكراهية والتعصب فيها؟" يشار الى ان الشاباك الاسرائيلي اعلن مؤخرا فقط انه لا توجد ادلة لاخراج تنظيم "لهباه" عن القانون!!

ريفلين للصحف: "دفنا رؤوسنا في الرمال امام التحريض والارهاب اليهودي"

بمناسبة مرور عام على تقلده لمنصبه، منح الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، مقابلات للصحف الاسرائيلية، سيتم نشرها كاملة يوم غد الجمعة. لكن الصحف نشرت تصريحات موجزة من المقابلات، ركز خلالها ريفلين على عدة قضايا هامة، ابرزها الارهاب اليهودي والعلاقات الإسرائيلية الامريكية في ظل الحملة التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد الادارة الامريكية.

ومما جاء في تصريحات ريفلين لصحيفة "يديعوت احرونوت" قوله ان "الدولة لا تعني المتطرفين، فهؤلاء يقولون ان من لا يفكر مثلنا هو نازي وخائن، بينما نحن ندفن رأسنا في الرمل ولا نفعل شيئا من اجل اجتثاثهم من العالم". وتحدث ريفلين عن احراق الرضيع الفلسطيني في قرية دوما، والقتل في مسيرة المثليين، ومحاربة التطرف والتهديدات التي تلقاها، اثر تصريحاته ضد الارهاب اليهودي. وقال ان "المتصوفين المتطرفين يهددون امن الدولة. الحساب مع النفس يبدأ في مسألة ما اذا خدعنا انفسنا عندما فضلنا، لأسباب مريحة، الاعتقاد بأن الظواهر المتطرفة هي مسألة عابرة وانه لا يتحتم علينا مواجهتها بالشدة القانونية. من يرتكبون هذه الاعمال يمسون اولا بنا. وبهذه الطريقة سيسببون الدمار لنا".

وتطرق ريفلين الى الانتقادات التي تم توجيهها اليه بعد قوله "ابناء شعبي اختاروا الارهاب"، وقال: "عندما قلت ابناء شعبي قصدت الناس الذين اختاروا طريق الارهاب. لم اتحدث عن الشعب كله. لقد شوهوا اقوالي. بالنسبة لي اذا سكتنا على هذه الأمور فسنكون كلنا شركاء". وحول ما اذا كان سيردعه التهديد، قال ريفلين انه لن يرتدع بأي شكل من الاشكال. واضاف: "انا لا اتدخل في ترتيبات الحراسة التي يتولاها الشاباك. وانا انتبه الى انهم يولون الانتباه البالغ".

وخلال حديث لصحيفة "هآرتس" وجه ريفلين انتقادا لرئيس الحكومة حول سلوكه امام الادارة الامريكية في مسألة الاتفاق النووي. وقال: "اقول له، وانا اقدم له ملاحظة مرة أخرى، ان الصراعات، حتى المبررة، التي يمكن ان تأتي في نهاية الأمر على حساب دولة اسرائيل، هي امور يجب ان نحذر منها ونتحلى بالصبر على المستوى الشخصي".

ويشعر ريفلين بالقلق ازاء الجهود التي يبذلها نتنياهو امام اعضاء الكونغرس الامريكي لرفض الاتفاق النووي خلافا للموقف الحازم للرئيس الامريكي اوباما. وقال: "نحن نحتاج الى العالم ايضا، رغم اننا في مرات كثيرة لا نوافق معه". وحسب اقواله، "يجب ان نفهم بأن هناك ثلاثة مبادئ للسياسة الخارجية لإسرائيل: الاول، العلاقات مع الولايات المتحدة، والثاني، العلاقات مع الولايات المتحدة، والثالث، العلاقات مع الولايات المتحدة". وأضاف: "نحن نواجه عزلة امام الولايات المتحدة واوروبا كلها في الموضوع الايراني".

واكد ريفلين انه يقول لنتنياهو في كل محادثاتهما بأنه من الضروري ضمان تأييد العالم والولايات المتحدة بشكل خاص. وقال: "انا اقول هذا لنتنياهو من خلال كل ما يرتبط بفهمي لمدى صعوبة تحمل التعامل الامريكي مع مشاكلنا اليوم. ولكن مع كل الاحترام لا يمكننا القول للعالم كله "نحن غاضبون للابد، ولن نصفح ابدا". وبرأي ريفلين فانه لا يوجد في السياسة الإسرائيلية اليوم أي بديل لنتنياهو .

الجيش الاسرائيلي هو الذي فتح النار على المهاجرين السودانيين

كتبت صحيفة "هآرتس" انه يتضح بأن قوة من الجيش الاسرائيلي هي التي اطلقت النار يوم السبت على المهاجرين الذين حاولوا اجتياز السياج الحدودي مع مصر ودخول البلاد. ويتبين ان الجيش قدم عدة روايات متناقضة لظروف الحادث الذي اصيب خلاله 3 مهاجرين من بين 15 مهاجرا وصلوا كما يبدو من السودان.

فقد ابلغ الناطق العسكري في البداية ان ستة اصيبوا جراء تسلقهم على السياج، ولذلك تم تحويلهم الى مستشفى سوروكا لتلقي العلاج. وفي وقت لاحق جاء انه يجري فحص ظروف اصابة المهاجرين، وانه كما يبدو فان الجنود المصريين هم الذين اطلقوا النار عليهم. ويوم امس، واثر التحقيق الذي اجري في المكان من قبل قائد الكتيبة 80، العميد رافي ميلو، قالوا في الجيش ان قوة من الجيش الاسرائيلي هي التي فتحت النار على المهاجرين واصابت ثلاثة لا يزال احدهم يتلقى العلاج في سوروكا.

وادعى الجيش ان "خلية" من المتسللين وصلت في ساعات مساء السبت، وكان يقودها مسلح. وعندما حاول الجنود المصريين منعهم من اجتياز السياج الحدودي فتح المسلح النار عليهم، وفي هذه الاثناء وصلت قوة اسرائيلية ففتحت النار وفق نظام "اعتقال مشبوه" حسب ما ادعاه ضابط في كتيبة "ادوم". واضاف ان اطلاق النار تم بشكل صحيح وحسب النظم العسكرية.

اوباما: العالم كله يؤيد الاتفاق مع ايران الا اسرائيل

نشرت الصحف الاسرائيلية الرئيسية التصريحات التي ادلى بها الرئيس الامريكي براك اوباما في خطابه الى الامة، امس، وابرزها موقفه من الاتفاق النووي مع ايران، والموقف الاسرائيلي الرافض، حيث قال ان "كل دول العالم اعلنت دعمها للاتفاق النووي مع ايران باستثناء اسرائيل".

وكتبت "هآرتس" ان اوباما تطرق الى الانتقادات التي وجهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الاتفاق، وقال: "لا اشكك بنوايا نتنياهو، لكنني اؤمن بأنه مخطئ". وانتقد تدخل نتنياهو في الصراع السياسي الامريكي الداخلي، وقال: "سأخون واجبي الدستوري اذا عملت خلافا لرأيي فقط لأن هذا سيخلق التوتر المؤقت مع دولة حليفة وصديقة عزيزة".

واوضح اوباما ان الولايات المتحدة تقف الان امام خيارين: الاتفاق او الحرب قريبا. واكد التزامه ازاء إسرائيل قائلا: "عندما تشعر اسرائيل بالقلق فانه يتم تسجيل ذلك في الولايات المتحدة". واضاف: "لا يمكنني اتهام الاسرائيليين بسبب قلقهم من ايران التي نفى قادتها الكارثة ويمولون الصواريخ التي يتم اطلاقها على إسرائيل وتلك الموجهة الى تل ابيب". وتوجه الى الشعب الاسرائيلي قائلا: "ايران مع سلاح نووي خطيرة على إسرائيل والولايات المتحدة والعالم اكثر من ايران التي ستربح من رفع العقوبات".

وحول امكانية القيام بعملية عسكرية، قال اوباما انه "حتى الخبراء الاسرائيليين يدّعون ان الهجوم على ايران سيعيد المشروع النووي عدة سنوات فقط الى الوراء". واعترف اوباما بأن جزء من الاموال التي ستدخل الى ايران يتوقع ان يتم تحويلها الى الارهاب، وقال: "ليست لدينا اوهام بشأن النظام الايراني. ايران ترتبط بالإرهاب منذ سنوات كثيرة، اكثر بكثير قبل الاتفاق".

وذكّر الرئيس بأنه اقترح على إسرائيل مناقشة تعزيز التعاون الامني واوضح: "القدرات العسكرية التقليدية لإيران لن تتساوى ابدا مع قدرات إسرائيل وسنبقى ملتزمين  بأمن إسرائيل". وقال ان الاتفاق يصد كل الطرق التي يمكن لايران الوصول من خلالها الى سلاح نووي. هذا لا يحل كل مشاكلنا مع ايران ولا يضمن علاقات دافئة بيننا، لكنه يحقق احد اهم اهدافنا، ولذلك فهو هام جدا".

وحسب اقواله: "لا يمكن اخفاء مواد نووية، واذا خدعتنا ايران فسنكشفها". واضاف: "انا لا اخاف من الخروج الى الحرب اذا الح الأمر. لقد امرت بتنفيذ عمليات في سبع دول. هناك اوقات تعتبر فيها القوة ضرورية، واذا لم تنفذ ايران الصفقة، ربما لن يكون امامنا اي مفر، ولكن كيف سنتمكن من التبرير امام جنودنا وامام العالم بأننا لم نحاول منع الحرب من خلال اتفاق حظي بدعم العالم ويحافظ على امكانياتنا؟"

واضاف اوباما: "بعد توقيع الاتفاق المرحلي مع ايران في 2013 قالت ذات الجهات المعارضة بان المقصود "خطأ تاريخي" لكنه اتضح انهم اخطأوا بل دعوا الولايات المتحدة لاحقا الى تمديد الاتفاق المرحلي بدل التوقيع على الاتفاق الدائم". واكد انه لم يتم طرح أي بديل افضل للاتفاق من قبل أي جهة، ومن يدعي ان هناك بديل فهو "يبيع الاوهام". وحذر من ان رفض الكونغرس للاتفاق سيتسبب بفقدان الولايات المتحدة لثقة الدبلوماسية العالمية، وسيضطرها الى قطع علاقاتها الاقتصادية مع الصين.

ورفضت إسرائيل خطاب اوباما، وقال مسؤول رفيع "ان اسرائيل لا تشكك بنوايا اوباما لكنها تختلف مع موقفه. هذا الاتفاق لا يمنع الحرب بل يقربها، لأنه يمنح ايران الشرعية الدولية لإنشاء بنى تحتية لانتاج مستودع من القنابل النووية، ويمول آلية الارهاب والعدوان بمئات مليارات الدولارات". وحسب اقواله فان الضائقة الاقتصادية الحالية لإيران "تقيد قدرتها على تطوير هذه القدرات المدمرة، ورفع العقوبات سيوفر لها قفزة تهدد اسرائيل والمنطقة والعالم كله".

انذار اربع عائلات في سلوان بإخلاء عمارة تسكنها لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم"

كتبت صحيفة "هآرتس" انه تم تسليم اربع عائلات فلسطينية في حي سلوان في القدس الشرقية، اوامر بإخلاء منازلها خلال الاسبوع القريب، بعد ان "اثبتت" جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية ملكيتها للأرض التي تم شراؤها قبل اكثر من 100 سنة لإنشاء حي يهودي. ويأتي قرار اخلاء بيوت الأشقاء الاربعة من ابناء عائلة ابو ناب، كخطوة اولى في  اطار محاولة لإخلاء عشرات العائلات الاخرى التي تقيم في الحي، من اجل تعزيز الاستيطان اليهودي.

وتعيش عائلة ابو ناب في حي باطن الهوى في سلوان، بالقرب من بؤرة "بيت يونتان، منذ عام 1948، بعد ان اضطرت الى ترك بيوتها في بركة السلطان بسبب الحرب. ويستأجر ابناء العائلة البناية التي يقيمون فيها من عائلة فلسطينية تدعي امتلاكها للمنزل. لكن المحكمة قبلت قبل 15 سنة ادعاء "ميراث بنبيشتي" بأنه يمتلك الارض بالوراثة ممن اشتراها في اواخر القرن التاسع عشر لبناء حي يهودي للمهاجرين من اليمن.

وسكن اليهود في المكان حتى بداية القرن العشرين وكما يبدو فان بيت ابو ناب كان كنيس اليهود في حينه. يشار الى ان القانون الاسرائيلي يسمح لليهود بالعودة الى المطالبة بالأملاك التي بقيت في الجانب الشرقي من الخط الاخضر، لكنه لا يسمح للفلسطينيين بالمطالبة بأملاكهم في القدس الغربية. ومنذ صدور القرار تعمل جمعية "عطيريت كوهنيم" التي تسيطر على "ميراث بنبيشتي" من اجل اخلاء العائلة من بيتها. وفي 2010 كان يفترض اخلاء العائلة مقابل اخلاء اليهود من "بيت يونتان" الذي بنوه وسكنوه بشكل غير قانوني، وصدر امر هدم ضده، لكن رئيس البلدية نير بركات ربط في حينه البيتين في صفقة واحدة، لا يتم بموجبها اخلاء أي منهما.

وفي حينه تم ممارسة الضغط على رئيس البلدية من قبل المستشار القضائي والنيابة العامة والمستشار القضائي السابق للبلدية، كي يخلي ويغلق بيت يونتان. وفي اعقاب ذلك نشر بركات في كانون الاول 2010 بيانا يربط فيه اخلاء بيت يونتان بإخلاء بيت ابو ناب. ورغم ذلك واصل المستوطنون الضغط لإخلاء عائلة ابو ناب. وقبل شهرين توصلوا الى اتفاق مالي مع احد ابناء الاسرة الذي قام بإخلاء منزله، وكما يبدو هرب من القدس كي لا يتهم بالتعاون مع المستوطنين. اما بقية اخوته فيرفضون اخلاء العمارة. وقبل عدة ايام تسلموا اوامر بإخلاء العمارة من قبل دائرة الأجراء والتنفيذ. يشار الى ان 80 عائلة فلسطينية تقيم على الارض التي تدعي عطيرت كوهنيم انها ورثتها عن "ميراث بنبيشتي" والتي تصل مساحتها الى خمسة دونمات ونصف.

الحكومة تصادق على ميزانية الدولة لعامين ونتنياهو يقرر زيادة ميزانية الأمن
كتب موقع "واللا" ان الحكومة الإسرائيلية صادقت الليلة الماضية على ميزانيتها للعامين الحالي والمقبل، بغالبية 20 وزيرا، فيما امتنع وزير واحد. ويبلغ حجم الميزانية للعام الجاري 329.5 مليار شيكل، وللعام المقبل 343.3 مليار شيكل. وحسب معطيات الحكومة فان هدف العجز المالي خلال العامين الحالي والمقبل هو 2.9% من الناتج القومي.

وكتبت "يسرائيل هيوم" انه بعد جدال طويل وعدم وضوح بشأن حجم ميزانية الجيش، وقف رئيس الحكومة نتنياهو، امس، الى جانب وزير الأمن يعلون، والقائد العام للجيش غادي ايزنكوت، واوضح ان ميزانية الأمن ستكون اكبر من حجمها في ميزانية الدولة، علما ان حجم ميزانية الامن يتراوح حاليا بين 56-57 مليار شيكل.

واوضح نتنياهو في بداية جلسة الحكومة التي ناقشت الميزانية المزدوجة للعامين الحالي والمقبل، انه لن يسمح  لأحد بدق اسفين بينه وبين يعلون، حيث قال: "سنزيد حجم ميزانية الأمن، فالتحديات الامنية كبيرة ومختلفة وهذا يحتم زيادة الميزانية وملاءمتها للتحديات". وبقيت توصيات لجنة لوكر خارج الميزانية.  وقد رصدت وزارة المالية فائضا بقيمة 3 مليارات على الاقل، ما يعني ان ميزانية الأمن ستصل على الاقل الى 60 مليار شيكل، علما ان يعلون وايزنكوت طلبا 62 مليار شيكل.
وقال نتنياهو: "ان هذه الميزانية يجب ان توازن في نهاية الامر بين الاحتياجات الامنية وبقية احتياجات الدولة. لقد حصلت على توصيتين بشأن معالجة حجم الميزانية وتركيبتها، الاولى هي ما يسمى تقرير لوكر، والثانية هي الخطة متعددة السنوات "جدعون" التي اعدها الجيش والتي تشمل ايضا اجراء تغييرات. نحن ندرس الاقتراحين وسنستخلص العبر منهما، كما سنمزج بينهما، وبعد ذلك سنربطها بالتغييرات التي نريد عملها في ميزانية الأمن وزيادتها عما يقترح هنا. انا اقول ذلك مسبقا، واريد من اعضاء الحكومة بأن يعرفوا ما هي الخطوات التي سنقدم عليها. يجب ان نوفر الأمن الى جانب الرد على بقية الاحتياجات في إسرائيل".

الى ذلك وفي وقت غير مريح بسبب النقاش على الميزانية، حسب الصحيفة، نشر مراقب الدولة يوسف شبيرا، امس، تقريره حول ميزانية الأمن والاخفاقات الكثيرة التي ترافق نقل قواعد الجيش الى النقب. وحدد شبيرا ان القوى البشرية في الجهاز الامني ازدادت ولم تتقلص. وفي الباب الخاص برجال الخدمة الدائمة، قال ان رواتب هؤلاء الجنود تصل الى 18% من مصروفات الجهاز الامني. واشار المراقب الى ان لجنة بروديت اوصت بتقليص المصروفات الامنية على القوى البشرية في الخدمة الدائمة، لكنه حتى 2012، لم يتم الاتفاق على خطة تنجيع للقوى البشرية، ومنذ كانون الثاني 2008 وحتى 2013، ازدادت القوى البشرية في الجيش بحوالي 9%.

وتطرق مراقب الدولة الى خطة التنجيع التي صادق عليها القائد العام للجيش في كانون الاول 2012، والتي سيتم بموجبها تقليص القوى البشرية حتى نهاية 2016 بنسبة 9%، ليرجع حجمها الى ما كانت عليه في عام 2008. وحدد المراقب انه اذا تم استكمال الخطة، فانه يشك بامكانية اعتبارها خطوة تنجيع كاملة للقوى البشرية.

وحدد المراقب، ايضا، ان قرارات الحكومة بشأن اطار ميزانية الأمن تميز بعدم الثبات والوضوح، وهذا سبب ضررا لقدرة الجهاز الامني على التخطيط. وفيما يتعلق بانتقال معسكرات الجيش الى النقب، اشار المراقب الى الكثير من الاخفاقات، من بينها تأخير الحسم في مصادر التمويل لنقل وحدات قسم الاستخبارات وقسم الحوسبة الى النقب، وغياب الاتفاق بشأن دعم رجال الخدمة الدائمة الذين سيخدمون في النقب مستقبلا. كما وجد خللا في تنظيم المواصلات المطلوبة لنقل الجيش الى الجنوب.

المحكمة ستصادق اليوم على تفعيل اول امر اعتقال اداري ضد ارهابي يهودي

كتبت "يسرائيل هيوم" انه سيتم اليوم احضار مردخاي مئير المستوطن من معاليه ادوميم، الى المحكمة المركزية في اللد، للتصديق على امر الاعتقال الاداري بحقه، والذي وقعه وزير الأمن موشيه يعلون. وكان مئير قد اعتقل وفق امر اداري لمدة ستة ِأشهر، وهو اجراء من النادر تفعيله ضد اليهود في إسرائيل. وزعم محاميه امس ان اعتقال مئير هو "حملة علاقات عامة يقوم بها الشاباك برعاية وزير الأمن الذي وقع على ورقة لا تساوي ما كتب عليها". ونظرت محكمة الصلح في الناصرة، امس، بطلب الشرطة والشاباك تمديد اعتقال الناشط اليميني ابيتار سلونيم الذي اعتقل امس الاول في منطقة بيت شيمش. كما يحقق الشاباك حاليا مع مئير اتينغر الذي يشتبه بقيادة التنظيم الارهابي اليهودي.

مقالات
طالما لم يظهروا بالبيجامات المخططة

هل يجب على الفلسطينيين ارتداء البيجامات المخططة التي كان اليهود يرتدونها في معسكرات النازية، كي يشعر الشعب الاسرائيلي بمعاناتهم؟ هذا السؤال تطرحه بحدة كارولاينا لاندسمان، في مقالة تنشرها في صحيفة "هآرتس". وتكتب ان الفيلسوف الفرنسي (المحارب في قوات الليحي الاسرائيلية) كتب في الستينيات ان "الكارثة النازية ستشكل في المستقبل نقطة التعامل المطلق والراديكالي مع كل الوجود اليهودي". وقد وافق معه في ذلك المفكر اليهودي، جان ماري، الناجي من اوشفيتس، لكنه مايز بين من كانوا ضحايا للكارثة وبين الآخرين؛ اولئك الذين حين يتحدثون عن الكارثة وابعادها سيتحدثون دائما "كالعمي الذين يتحدثون عن الألوان".

بعد 70 سنة من الكارثة، لا يزال المجتمع اليهودي محاصرا ضمن استحالة نفسية: وصولها إلى مركز وجودها مسدود. وبالفعل، استدعي المجتمع الاسرائيلي مرة اخرى الى مواجهة الصدمة امام قوة الاحداث الاخيرة، فتجاوب مع الدعوة. لقد تم احراق رضيع في سريره، وتم طعن شابة في الشارع. وتم ارسال الضمير لإيقاظ معاني الكلمات من نومها  التافه، وتجند دافيد غروسمان مرة اخرى لكتابة عنوان رئيسي في صحيفة.

لقد تجند القلب اليهودي لعملية الشجب، ولكنه في الوقت ذاته يعرف القلب ذاته ان هذه هي البداية فقط: ان هذه لن تكون الفتاة الإسرائيلية الأخيرة التي ستقتل بسبب الكراهية بأيدي ابناء شعبها، ومن المؤكد انه لن يكون اخر رضيع فلسطيني يحرق بأيدي اسرائيلي.

أي معني يوجد لحقيقة ان المجتمع يعرف ما الذي ينتظره؟ سيما ان عدم المعرفة لا تحرر من العقاب. واذا كان الأمر كذاك، فما هو الحكم على مجتمع يعرف نوعية الجرائم التي ستخرج من صفوفه مستقبلا؟ لقد تم زرع الذاكرة التاريخية للكارثة كذكرى شخصية في اعماق وعي الإسرائيليين الى حد لم يعد بإمكانهم الشعور بشيء. انهم يرون المشاهد في عملية "الرصاص المسكوب" وعملية "الجرف الصامد"، وتلك التي وقعت في الأسبوع الأخير، ولا ينجحون حقا بالشعور. طبعا ليس بالمفهوم السياسي الذي تترجم فيه الصدمة الى مقاومة سياسية.

في مفهوم معين لا يمكن حقا اتهام اليهود: فلماذا نتذمر من احفاد الكارثة (المباشرين او غير المباشرين)؟ فالإنسان لا يحتاج الى عينين كي يعرف بأنه لم يحدث في العالم ما يشبه "اوشفيتس" في قوتها. ولكن ما الذي يعنيه ذلك؟ ألن ينجح الإسرائيليون برؤية الفلسطينيين كضحايا طالما لم يظهروا امام الحواجز العسكرية وهم يرتدون البيجامات المخططة؟ ما هو حجم الألم الفلسطيني الذي يحتاجه الإسرائيليون كي يتمكنوا من الشعور به؟

يمكن الشعور بالعزاء في حقيقة انه وفقا للجدلية التاريخية يتحتم ظهور النهضة الإسرائيلية بعد العصور الوسطى الإسرائيلية. ليت ذلك يحدث. ولكن يجب علينا أن لا نجعل الأمل يطمس الحواس.

مسوقو المستقبل يحاولون ربط وجه يئير لبيد بهذه النهضة. ولكن يكفي الاستماع إلى أقوال  لبيد كي نفهم أنه لا يمكنه أن يكون العلاج لهذا المرض الإسرائيلي، لأنه أصيب به، لا بل ينشره. الخطر الكامن في لبيد لا يكمن في كونه يرغب بالله، فهذه مجرد تفاهات الموضة. من يصغي اليه مؤخرا ويقرأ أقواله، يدرك أنه تبنى لهجة التحريض التي يمتهنها بنيامين نتنياهو، وأن تصريحاته التحريضية لا تقل خطورة عن تلك التي قالها نتنياهو عن عرب اسرائيل يوم الانتخابات.

من الواضح ان لبيد يشتاق الى اخذ الحبال الطويلة من نتنياهو، التي تحرر عمدا الغرائز الشريرة للجمهور، والتي لا تخلو الفاشية منها. ولكن كيف يمكن تصديق لبيد بأنه يريد قيادة "الحرب الدائرة في المجتمع الاسرائيلي"، كقوله، بعد ان اعتبر المحاربين الشجعان في منظمة "يكسرون الصمت" بأنهم العدو؟ هذه المنظمة التي تحاول رغم كل مبنى النفس اليهودية منذ الكارثة، اعادة الرؤية الى الشعب؛ وليس من خلال الطموح لرؤية ألوان الماضي، وانما فقط من اجل رؤية الطيف الحقيقي  للواقع الاسرائيلي قبل ان يصبح لونه كله اسود.

نسل الشريرين الفاسدين

يهاجم يهودا بن مئير، في مقالة ينشرها في "هآرتس" السلوك الاسرائيلي المتساهل ازاء الارهاب اليهودي، ويكتب ان الارهاب اليهودي يرفع رأسه. وليس المقصود افرادا ولا استثنائيين وليست "اعشاب ضارة"، وانما ثقافة متدنية لأناس شريرين، او كما قال النبي يشعياهو: نسل الشريرين الفاسدين تخلوا عن الله ودنسوا قدس اسرائيل.

العملية في قرية دوما وعملية الطعن الاجرامية ضد المشاركين في مسيرة المثليين هما مجرد قمة جديدة في سلسلة طويلة من الاعمال الارهابية، جرائم الكراهية والعنف اليهودي على خلفية ايديولوجية. ليس الحديث عن جهور متزمت محدد ولا عن جمهور المتزمتين القوميين او المستوطنين، وانما عن مجموعات قائمة وتنشط في اطراف هذه الفئات – اطراف تشهد اتساعا. ان المشترك الذي يجمع هذه الاطراف كلها هو الاستهتار بسلطة القانون ومؤسسات الدولة والديموقراطية، وفي الواقع للدولة كلها، من خلال الدمج بين التعصب الرهيب الذي يبرر ويهلل لاستخدام العنف "من اجل ارض اسرائيل" او "من اجل التوراة".

والمقصود، مجموعات صغيرة نسبيا، لكنها تتغذى من اجواء التسامح، التفهم، الاستخفاف، تقزيم الظاهرة والشجب الواهن، الذي يتم دمجه دائما بكلمة "ولكن" من قبل الجمهور الواسع الذي يخرج من صفوفه هؤلاء المجرمين. المجتمع الاسرائيلي يأكل الآن الثمار الفجة للتسامح واللامبالاة ازاء العنف الايديولوجي.

لقد بدأت هذه المصيبة في التنظيم السري اليهودي في الثمانينيات: في حينه قتلت شخصيات بارزة في جمهور المستوطنين وبدم بارد عربا ابرياء، ولولا يقظة الشاباك لكانوا قد فجروا الباصات بركابها العرب – الشيوخ والنساء والاطفال. كان يتحتم على المستوطنين لفظ هؤلاء المجرمين من صفوفهم، وشجبهم ومقاطعتهم، ولكن بدلا من ذلك، خاض قادتهم، وخاصة الوزراء واعضاء الكنيست، حملة واسعة لمنحهم العفو.

لقد نبتت البذور التي تم زرعها في حينه بعد عقد زمني بصورة يغئال عمير. وقد وقف الحكماء على هذه الحقيقة عندما حددوا بأن من يسلب الغريب مصيره ان يسلب اليهودي، ومن يقتل الغريب مصيره ان يقتل اليهودي. في بيت ايل، تجمع عدة مئات من الشباب والفتيات المحرضين، الصعاليك والمشاغبين، ووجهوا الشتائم والاهانات ورشقوا الحجارة والزجاجات وكل ما طالته اياديهم على قوات حرس الحدود الذين حضروا لتنفيذ قرار للمحكمة العليا بهدم بنايتين فارغتين من السكان.

لقد تواجد في الحكومة شخص صالح واحد، وزير الأمن، الذي خرج ضد الفوضى والخارجين على القانون. وباستثناء الدعم من قبل رئيس الحكومة لم يحظ موشيه يعلون بالدعم من قبل أي وزير آخر. وبدلا من ذلك تراكض التوأم السيامي لليمين المتطرف في الحكومة – زئيف الكين وياريف ليفين ونفتالي بينت واوري اريئيل –الى بيت ايل من اجل التضامن مع "الاحتجاج". حسب القانون يستحق الفتية الذين رشقوا الحجارة على قوات الشرطة حكما بالسجن لعشرة اعوام. ولكن لا تقلقوا – لأنه لم يتم اعتقال احد، ومن تم اعتقاله اطلق سراحه، ولا توجد أي فرصة بمحاكمته. ولذلك عليهم ألا يحكوا لنا بأن التعامل مع الارهاب والعنف اليهودي يشبه التعامل مع الارهاب العربي.

راحيل فرانكل الشجاعة نهضت من اسبوع الحداد على ابنها الذي قتل بدم بارد من قبل ارهابيين عرب، وامام نبأ احراق الفتى العربي في القدس الشرقية قالت: "الارهاب هو ارهاب، هو ارهاب". لقد خرجت كلماتها من القلب، لكنه من المشكوك فيه انها دخلت الى كثير من قلوب الجمهور الذي تعيش بينه. اذا كنا نطمح الى الحياة في هذه البلاد، من المناسب ان نستوعب اقوالها حقا، ومن المفضل عمل ذلك قبل فوات الأوان.

الديموقراطية ايضا يجب ان تدافع عن نفسها

يكتب اوري هايتنر، في "يسرائيل هيوم" ان المنتدى الوزاري قرر تفعيل الاعتقال الاداري ضد الارهاب الذي ينفذه اليهود وبدأ وزير الأمن موشيه يعلون بتنفيذ القرار. الانتقادات مفهومة، لأن الاعتقال الاداري ليس اجراء ديموقراطيا، ذلك انه اعتقال بدون محاكمة، وفي الديموقراطية يعتبر الإنسان بريئا طالما لم يثبت غير ذلك. من هنا فان المقصود اعتقال اشخاص تسري عليهم البراءة. ومجدنا لن يبنى على الاعتقالات الادارية.

ولكنه على الرغم من ذلك، فاني ادعم هذه الخطوة، ليس لأنها جيدة، وانما لأنها العمل السيء الضروري. ما الذي يعنيه العمل السيء الضروري؟ هذا يعني ان البديل سيكون أسوأ بكثير. البديل هو ان اولئك المتعصبين سيواصلون احراق الاطفال والكنائس وطعن المثليين. من ناحية اخلاقية اذا كانت هذه الخطوات تنطوي على ما يمنع جرائم من هذا النوع، فهي عمل سيء ضروري.

السؤال هو اذا كان يمكنها منع ذلك من ناحية عملية. انا اؤمن بأن الجواب نعم، بسبب طابع هذا الارهاب. الحديث عن عصابة سرية عميقة، تحافظ جيدا على مبادئ الانعزال، ولا تعترف بدولة اسرائيل وقوانينها ومؤسساتها ومحاكمها، ولا تتعاون خلال التحقيق. في الشاباك والشرطة يوضحون منذ زمن انهم يعرفون من المقصود، لكن اياديهم مقيدة بواسطة الشروط الصلبة للجهاز القضائي ولذلك فانهم يجدون صعوبة في العمل ضدهم.

لقد تم في عدد كبير من المرات اعتقال نشطاء الارهاب اليهودي واطلاق سراحهم لأنه لم تتوفر ادلة كافية ضدهم. حسب الشروط القضائية الاعتيادية، فان القاضي يطلق سراح مشبوه او متهم اذا لم تتوفر ادلة كافية لاثبات تهمته، حتى عندما تقتنع المحكمة بأنه مذنب. هكذا يجب التصرف في الديموقراطية. ولكن في ساعة الطوارئ، يجب على الديموقراطية الدفاع عن نفسها في مواجهة اعدائها الذين يستغلون ضعفها من اجل تفكيكها من الداخل.

يحظر على الديموقراطية السماح لأعدائها الداخليين بتحويلها الى سيرك. عليها ان ترد بحرب قاطعة، ولذلك فانه، كأمر طارئ، هناك مكان لاتخاذ اجراءات طارئة تتعارض مع كتاب القوانين. اذا كان الاعتقال الاداري لعدد من قادة العصابة سينقذ حياة الطفل المقبل او يمنع احراق الكنيسة التالية، فان هذا الامر مفضل. ولكن هذا لا يكفي. لأنه لا يمكن احتجاز الناس في الاعتقال الاداري حتى الأبد.

ما الذي سيحدث بعد نصف سنة؟ تكمن الصعوبة الأساسية في حرص اعضاء العصابة السرية على الصمت خلال التحقيق والابتسام امام المحققين معهم. هذه الصعوبة لا يمكن حلها بناء على توصيات لجنة لندوي. لقد كان رئيس المحكمة العليا سابقا، لندوي، امينا على حقوق الإنسان والمواطن، لكنه لم يكن صاحب دماغ صغيرة من ناحية قانونية. لقد رأى المسؤولية الشاملة بمنع الارهاب. واللجنة التي ترأسها صادقت على استخدام الضغط الجسدي المعتدل ضد القنابل الموقوتة. فلنرى هؤلاء الابطال يصمتون عندما يبدأ محققو الشاباك بهزهم. يجب على الديموقراطية ان تدافع عن نفسها.

القاء المسؤولية

يكتب افرايم هليفي، في "يديعوت احرونوت" انه تم حل السؤال الذي يحوم في الاجواء منذ بدأ رئيس الحكومة نتنياهو جهوده للتسبب بإلغاء الاتفاق النووي مع ايران. فتخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق سيقود الى الغائه المطلق، وهذا يعني ان ايران ستكون حرة في استئناف نشاطها النووي، وعلى سبيل المثال، فان منشأة أراك التي تم الاتفاق على تفكيكها المطلق، ستستأنف عملية انتاج البلوتونيوم لإنتاج القنبلة، فيما سيتواصل مسار التخصيب.

وبالاضافة الى ذلك سينهار نظام المقاطعة الدولي، وستواصل الولايات المتحدة فقط تفعيله في الوقت الذي ستستأنف فيه روسيا والصين تزويد السلاح لإيران بكامل الجهد، وستتمكن موسكو من العودة الى مساعدة ايران على بناء منظومات الصواريخ كما فعلت في السابق. هذا هو الثمن الفوري الملموس، وسيليه ثمن آخر.

التوجه المؤثر لرئيس الحكومة الى يهود الولايات المتحدة، امس الاول، كي يقفوا في المعركة ضد الرئيس اوباما يحملهم، عمليا، المسؤولية عن مصير دولة اسرائيل. فهو يدعو اليهود الى التصرف بمسؤولية يهودية شاملة من اجل منع الامر الرهيب: اذا لم يتم اجبار ممثليهم في الكونغرس على اسقاط الاتفاق، فان اسرائيل ستواجه الخطر الوجودي.

انا اعارض هذا التوجه الأساسي. لا يتحتم على اليهود الامريكيين انقاذ اسرائيل – الجمهور والحكومات الاسرائيلية على مختلف اجيالها هم الذين يتحملون المسؤولية عن مصير الشعب اليهودي. منذ حظينا بالاستقلال، تعتبر إسرائيل مكانا مفتوحا يضمن الحياة لكل يهودي يواجه ضائقة، ولكل مجتمع  يواجه الخطر. لقد اثبتنا قدرات على تطبيق هذا الحق في الماضي. إسرائيل اليوم هي اقوى دولة في الشرق الاوسط – وهذا ليس فقط بفضل منظومتها الامنية وانما ايضا بفعل أصالتها وابداعها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاستخبارات التي لا مثيل لها في العالم.

اذا كنت أنا افهم ذلك، فمن المؤكد انه يتحتم على رئيس الحكومة ووزراء المجلس الوزاري واعضاء لجنة الاستخبارات في الكنيست فهم ذلك. وجود إسرائيل مضمون، ويفترض بنتنياهو اظهار الثقة والفخر بالانجازات والقدرات التي يعرفها اكثر من أي شخص اخر. وعلى اساس الثقة ذاتها بالمنظومة التي يترأسها، عليه، ايضا، ترسيخ الثقة ببقاء اسرائيل الأبدي، وليس بث مخاوف من الماضي البعيد كي يثير قادة يهود الولايات المتحدة من خلال صرخات الانقاذ.

يمكن لهذا الأسلوب ان يكلف اسرائيل ويهود الولايات المتحدة ثمنا كبيرا: سيكون من الخطأ التاريخي دفع اليهود الى الزاوية، واجبارهم على الاختيار بين الثقة والاحترام الذي يتحتم عليهم اظهاره ازاء رئيسهم، وبين التجاوب مع صرخات الانكسار الآتية من القدس. كما ان طريقة المعركة التي فتحها نتنياهو ضد الاتفاق تقوض عمليا اسس الردع في إسرائيل كدولة قوية وراسخة.

لقد جاء التوجه الى يهود الولايات المتحدة ايضا على خلفية مسالة هامة تتكرر مؤخرا: التغرب المتزايد في اوساط اجزاء كبيرة من يهود الولايات المتحدة ازاء إسرائيل، بسبب موقف المؤسسة الحاخامية وسيطرتها على المجال السياسي في الدولة. لقد الغى رئيس الحكومة الترتيبات التي حددها في موضوع التهود عشية الانتخابات الأخيرة. ولذلك فان توجهه الى اليهود كي يسارعوا الى مساعدة اسرائيل – في وقت تتنكر فيه ليهودية اوساط واسعة منهم – يعمق فقط التمزق في صفوف الجاليات اليهودية، بالذات في الوقت الذي يطالب فيه رئيس الحكومة بتوحيد الصفوف.

يمكن العثور على رمز للمتوقع خلال الأشهر القريبة في المقالة التي نشرها وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، مؤخرا، والتي حدد فيها بأنه ما دام قد تم حل مشكلة ايران، فقد حان الوقت  لحل مشكلة النووي الاسرائيلي، كما يفهمها. ستحتاج اسرائيل الى دعم راسخ من قبل اوباما في هذا الموضوع على الحلبة الدولية، لأن الكونغرس لن يكون ضالعا في ذلك.

في مؤتمر الامم المتحدة ضد انتشار السلاح النووي، قادت مصر خطوة تدعو الى فتح نقاش حول اعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي. قبل عدة اشهر اتصل رئيس الحكومة بوزير الخارجية الامريكي وشكره على المساعدة الامريكية الحاسمة في احباط الخطوة المصرية. ولذلك، وقبل ان يتم تضخيم المعركة ضد الولايات المتحدة، من المناسب التوقف قبل ان نعاني في المستقبل.

التعليـــقات