رئيس التحرير: طلعت علوي

المشكلة فيكم وبمن هم فوقكم

السبت | 31/05/2014 - 12:07 صباحاً
المشكلة فيكم وبمن هم فوقكم

المشكلة فيكم  وبمن هم فوقكم


فياض عبد الكريم فياض


             بهذه العبارة " المشكلة فيكم وبمن هم فوقكم " كانت خلاصة مداخلة المزارع جواد عبد العزيز في اجتماع مجلس الزيتون مع المزارعين واصحاب المعاصر واصحاب المشاتل والجمعيات التعاونية العاملة في قطاع الزيتون ... في ورشة نفذت بتمويل من مؤسسة الشرق الادنى في مديرية زراعة جنين بالتنسيق مع دائرة الزيتون في وزارة الزراعة , لتاطير العاملين في قطاع الزيتون  وتعريف الفئات المختلفة من العاملين بقطاع الزيتون بمجلس الزيت والزيتون الفلسطيني ...
       ندرك في مجلس الزيتون ان المهمة ليست سهلة وندرك ان الامكانيات محدودة جدا ... ولا تمويل مادي رسمي يصل الى المجلس ... وان المجلس يجد من يغطي عنه ورشات عمل هنا او هناك وتدريب وارشاد ولربما اننا في مشكلة حاليا " هناك حاليا اربعة جهات عارضة ان تقوم بعمل التخطيط الاستراتيجي للمجلس ... فايهم نختار؟؟؟؟ .. وما هي المعايير التي سنقبل بها هذه المؤسسة دون سواها ...!!!  ولكن في نفس اللحظة مجلس الزيتون لا يملك اي نقد لدفع فاتورة الهاتف او الكهرباء .... والمجلس يشكر وزارة الزراعة التي رفدت المجلس  ومنذ شهر كانون ثاني لعام 2009 بوظيفتين على حساب المياومة ... جل اهتمام الموظفين هو البحث عن واسطة لتثبيتهم او لنقلهم من مركز المجلس الى مقر الوزارة ... وطلبهم شرعي وطلبهم منطقي ويتناغم مع الطموح الانساني للرقي بنفسه ووظيفته ....  وايضا مجلس الزيت يشكر جامعة بيت لحم التي وفرت راتب لمدير المجلس من خلال مشروع من الحقل الى السوق بتمويل من الاتحاد الاوروبي من خلال مؤسسة اوكسفام . فالمجلس ليس به رواتب فلكية وليس به مصاريف تصل الى مصاريف حد الفقر ...
     في كل اصقاع الارض بما فيها الدول الاولى في العالم ..... الدولة او من يمثلها  من وزارة او هيئة او مجلس زراعي  او اتحاد او جمعية ... المهمة هي تقديم الخدمات  وليس القيام بالمهمة نفسها .... المزارع من يقوم بالزراعة والحكومة او الاجسام الاخرى تساعده او توفر له الاشتال السليمة بسعر مقبول من خلال مشاريع او تفاهمات مع اصحاب المشاتل .... المزارع من يقوم بالعناية بارضة وتقليمها وحراثتها وعمل كل المطلوب لها .... الحكومة ومن سواها من المؤسسات توفر له بيئة العمل وضبط الاسمدة والعلاجات الصحيحة وتوفير بيئة العمل بشق طرق وتعبيد الطرق ...  صاحب المعصرة هو من يشتري المعصرة والمزارع هو من يتفاهم مع المعصرة ولكن واجب الحكومة ومن يمثلها مراقبة اداء المعاصر  وتوفير الرقابة على الاداء الجيد للمعصرة .... المزارع هو من يقطف ومن يعصر ومن يبيع الناتج وهو وحده دون سواه من يقبض ثمن المنتج ... ولكن الحكومة ومؤسساتها تساعد في توفير بيئة التصدير ... ومن توفر اجراءات النقل او التصدير للخارج باسهل السبل .... 
    تراجع الاداء في القطاع الزراعي  هو نتيجة حتمية لصراع غير متكافئ بين شعب اعزل  وبين حكومة احتلالية تخطط بعناية ودقة متناهية في حسن التطبيق والهدف واحد وهو تشريد الانسان عن الارض ... وابعاد المزارع عن ارضه  وايجاد فرص عمل له لبتعد عن الارض لان البديل ذا جدوى اقتصادية افضل على المدى المنظور القصير..... فالقطاع الزراعي تراجع بخمسة محاور وليس محمور واحد .... القطاع الزراعي تراجع في كمية الانتاج  وتراجع في المساحة المخصصة للزراعة ... وتراجع في الحصة المائية التي نتحكم بها في الزراعة والمخصصة للري ... وتراجع بعدد العاملين بالقطاع الزراعي من مزارعين واخيرا واهمها تراجع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج القومي ....
      مزارعنا وارضنا وزيتوننا غير مرتبط بالتمويل السياسي ..... ولم ينتظر اباءنا واجدادنا الحكومة ولا منظمات المجتمع المدني لتغرس لهم الاشجار  وتقوم ببناء الجدران الاستنادية ... قاموا بذلك بانفسهم فكانوا رواد منطقة الشرق الاوسط في الزيت والزيتون ... ولكن عند ولد الاحفاد المزارعون الذين يريدون من الحكومة ومن الممولين  ان يحضروا لهم الشجر المجاني ... ويريدونهم ان يقوموا باستصلاح الاراضي لهم والعناية بالاشجار ... وان يقوم القائمون على منظمات المجتمع المدني بالتقليم والحراثة واعطائهم المقصات والسلالم والمفارش  ويريدون ان تصل الصناديق البلاستكية لارضهم وقطافات الزيتون لمزارعهم  ويريدون ان نبيع لهم الزيت باسعار تعادل ضعف السعر العالمي .... منذ اصبح هذا التفكير يراود فئة من المزارعين ... تراجعنا في الخمسة محاور وتركنا الصراع على الارض ونحن متفرجون ....
[email protected]

التعليـــقات