نتنياهو: "لن يتم تسليم حتى متر واحد من الارض للفلسطينيين"

نقلت "يسرائيل هيوم" عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله خلال جلسة وزراء الليكود، امس، انه لن يتم تسليم حتى متر واحد من الارض للفلسطينيين. وقال: "لن نسلمهم 40 الف ولا عشرة الاف ولا حتى متر واحد". ونفى نتنياهو ذلك الادعاء الذي نشره موقع "مصدر اول" امس، ومفاده ان رئيس الحكومة يفحص تسليم اراضي متاخمة للمنطقتين (أ) و (ب) للفلسطينيين بهدف تهدئة التوتر في صفوف الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية.

وقد اثار النشر عاصفة سياسية، حيث اتهم البيت اليهودي نتنياهو بأنه يقف وراء الخطة. وينضم توضيح نتنياهو الى سلسلة توضيحاته في الاسبوع الاخير بأنه لا ينوي تقديم تسهيلات للفلسطينيين، خاصة تسليم اراض او اطلاق سراح اسرى.

نتنياهو يأمر بتعليق الاتصالات مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي في كل ما يتعلق بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمر وزارة الخارجية، امس، بتعليق الاتصالات السياسية مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في كل ما يتعلق بالمسائل المرتبطة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك ردا على نشر توجيهات المفوضية الاوروبية بشأن وسم منتجات المستوطنات.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية، عمانوئيل نحشون، امس، ان الاتصالات في الموضوع الفلسطيني مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المانيا وبريطانيا وفرنسا، ستتواصل كالمعتاد. واضاف ان نتنياهو أمر بإجراء "اعادة تقييم" لمدى استعداد إسرائيل بالسماح بتدخل خدمات الخارجية الاوروبية والمفوضية الأوروبية وبقية مؤسسات الاتحاد في بروكسل، في القضايا المرتبطة بالعملية السياسية. وبعد الانتهاء من اجراء التقييم سيتقرر ما اذا وكيف ستستأنف الاتصالات في هذا الموضوع مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وتأتي توجيهات نتنياهو استمرارا لسلسلة من الخطوات الأولية التي تم اعلانها قبل اسبوعين، في يوم نشر توجيهات الاتحاد الأوروبي لوسم منتجات المستوطنات. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية انه سيتم في الأيام القريبة اجراء نقاش حول الأبعاد العملية للخطوة. وحسب أقواله فان هدف هذه الخطوة هو تبليغ الاتحاد الاوروبي عدم رضا إسرائيل عن وسم المنتجات، وحقيقة ان إسرائيل تعتبر الخطوة "تمييز تشتم منه رائحة المقاطعة".

مع ذلك، فان هذه الخطوة تنطوي فقط على معاني رمزية بشكل شبه مطلق. لقد رفض نتنياهو مقترحات باللجوء الى خطوات اشد عرضتها عليه وزارة الخارجية. فمثلا، اختار العمل ضد خدمات الخارجية الأوروبية التي تترأسها الوزيرة فدريكا موغريني، لكنه امتنع عن خطوات ضد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كفرنسا، مثلا. وعمل فرنسا من اجل وسم منتجات المستوطنات لا يمنع نتنياهو من السفر الى هناك، اليوم، للمشاركة في مؤتمر الاقليم والتقاء الرئيس فرانسوا هولاند، ويمكن الافتراض ان الموضوع الفلسطيني سيطرح للنقاش. وقال مسؤول إسرائيل مطلع على العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي ان هذا القرار "لا ينطوي على أي اهمية تقريبا". مضيفا: "هذا يشبه قيام اوروبا بتعليق علاقاتها مع الحكومة الإسرائيلية وفي الوقت نفسه تواصل الاتصال مع كل وزير على حدة".

دعوة النائب ايمن عودة، لإجراء لقاءات مع القيادة الامريكية

كتبت "يديعوت احرونوت" ان النائب ايمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، سيغادر البلاد الليلة القادمة، في اول زيارة سياسية لقائد عربي في إسرائيل الى الولايات المتحدة، وذلك بناء على دعوة رسمية. ويتوقع ان يلتقي عودة خلال الزيارة جهات رفيعة في الادارة الامريكية والبيت الابيض. وخلال زيارته الى الولايات المتحدة سيعقد صندوق الملياردير الامريكي دانئيل ابرامس، الذي مول حركة V15 خلال الانتخابات البرلمانية، احتفالا خاصا لعودة، دعي اليه سفراء عشرات الدول الذين يخدمون في الولايات المتحدة. كما سيزور عودة بناية الامم المتحدة في نيويورك ويجتمع مع عدد من سفراء الدول هناك، بينهم السفير الفلسطيني.

كما سيزور عودة هيئات تحرير العديد من وسائل الاعلام الهامة في الولايات المتحدة، وستجري معه لقاءات صحفية، اضافة الى اجتماعات مع هيئات تحرير الصحف والمحللين وكبار الكتاب في واشنطن بوست ونيويورك تايمز ونيويوركر، ومجلة نيشن والبنتاغون بوست.

كما سيسافر عودة الى أتلانتا حيث سيلتقي برؤساء حركة السود لحقوق الانسان وسيلقي خطابا في كنيسة مارتين لوثر كينغ، ومن ثم سيلقي خطابا امام مئات الحاخامات الاصلاحيين. وسيشارك عودة خلال الزيارة في طاولة مستديرة ينظمها معهد CAP – معهد الدراسات الليبرالي الواسع التأثير، والذي القى رئيس الحكومة نتنياهو خطابا امامه، قبل اسبوعين.

وقال عودة امس ان "القضايا المطروحة امام العرب المواطنين في الدولة لا تحظى تقريبا بالتمثيل في الحوار الدولي. انا مسافر الى الولايات المتحدة حاملا معي هذا الصوت لعرضه امام الجهات المؤثرة والرائدة في الرأي العام، وكذلك سأعمل على اقامة علاقات واتصالات مع المجتمع التقدمي وحركات حقوق المواطن. يبدو حاليا ان الخطاب السائد في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني هو اليأس، وانا سأصل الى هناك مع رسالة واضحة – ليس لدينا امتياز اليأس. بعد اقل من شهر على زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة ونصف الاعتذار الذي قدمه، سأسافر الى هناك لأقول الحقيقة القاسية عنه وعن حكومته التي وصلت الى السلطة بواسطة التحريض العنصري على المواطنين العرب".

قتل فلسطينيين واعتقال اخرين في القدس

كتب "هآرتس" ان شابا فلسطينيا من نابلس، اقدم في ساعة مبكرة من صباح امس، على طعن جندي من حرس الحدود في البلدة القديمة في القدس واصابته بجراح متوسطة. وتم اطلاق النار على الشاب وقتله. وبعد عدة ساعات طعن فلسطيني آخر مواطنة من النيبال، في حي روميما واصابها بجراح متوسطة. وتم اعتقال المهاجم بعد ساعة من البحث عنه. في المقابل اطلقت شرطة حرس الحدود النار على شاب من حي سلوان (17 عاما) وقتلته، ما ادى الى اندلاع اعمال عنف بين شبان الحي وقوات الأمن.

وقد وقع الحادث الاول عند الساعة 7:45، حيث وصل بسيم صلاح، (38 عاما) وهو من سكان نابلس، الى شارع الوادي في البلدة القديمة. وعندما مر بجانبه شرطيان من حرس الحدود استل سكينا وصاح الله اكبر وقام بطعن احدهما في عنقه. وقامت قوة من حرس الحدود بإطلاق النار على صلاح وقتله.

وفي الحادث الثاني، وصل المخرب الى شارع شمغار في حي روميما وقام بطعن المواطنة  النيبالية (30 عاما) في ظهرها وهرب من المكان. وقامت قوات كبيرة من الشرطة والجنود بتمشيط المنطقة وداهمت مواقع البناء القريبة، وهناك اعتقلت شابا (17 عاما)، من سكان الضفة. وحسب الشرطة فقط "ربط نفسه بالحادث". كما تم اعتقال فلسطينيين للتحقيق معهما.

وفي حي سلوان، كما افادت مصادر اعلامية فلسطينية، قتل حرس الحدود الفتى ايمن العباسي (17 عاما). وتم نشر صور على الشبكة لجثة ايمن تظهر فيها اثار الاصابة في بطنه. وتدعي الشرطة ان قوة من حرس الحدود واجهت الخطر بعد رشقها بعشر زجاجات حارقة، ولذلك فقد اطلقت النار على القسم السفلي من جسد ايمن. وحسب الشرطة فان القوة لم تشخص اصابة مؤكدة. واعلنت التنظيمات الفلسطينية في القدس عن يوم حداد وغضب.

الى ذلك اعلن الهلال الاحمر الفلسطيني، امس، ان 70 فلسطينيا اصيبوا في انحاء الضفة امس، من بينهم ستة اصيبوا بالنيران الحية، احدهم في بيت لحم وخمسة في طولكرم. واصيب ثلاثة فلسطينيين بالعيارات المطاطية في منطقة البيرة وثلاثة في بيت لحم. كما اصيب 56 بحالات اختناق جراء رشقهم بالغاز المسيل للدموع في مناطق طولكرم وقلقيلية وبيت لحم.

اليوم: الحكم على قتلة محمد ابو خضير

ذكرت "هآرتس" انه من المقرر ان تصدر المحكمة المركزية في القدس، اليوم، حكمها على المتهمين اليهود الثلاثة باختطاف وقتل الطفل الفلسطيني محمد ابو خضير في تموز 2014. وكان يوسف حاييم بن دافيد (31 عاما) والقاصرين (أ) و(ي) قد اختطفوا ابو خضير من جانب مسجد في حي شعفاط في القدس الشرقية وقاموا بخنقه واحراقه حيا في غابة القدس. وتم اعتقالهم بعد عدة ايام واعترفوا خلال التحقيق معهم بالجريمة وقاموا باعادة تمثيلها.

ولم يعرض بن دافيد اي خط دفاعي طوال المحاكمة فيما ادعى محاميه اشير اوحيايون ان موكله ليس مسؤولا عن اعماله، لكنه لم يعرض امام المحكمة أي وثيقة طبية تثبت ادعائه.

في المقابل اثبت المدعي العام في لواء القدس بأن بن دافيد يتحمل مسؤولية اعماله ويمكن محاكمته. وعرض امام المحكمة اشرطة يظهر فيها المتهم وهو متيقظ تماما ويعرف ما الذي يفعله. وقال احد القاصرين المتهمين ان "بن دافيد هو اكثر انسان اعتيادي وطبيعي".

وادعى الثلاثة خلال التحقيق انهم نفذوا الجريمة على خلفية اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في غوش عتصيون. وطلب القاصران من المحكمة تخفيف دورهما في القضة وتحميل غالبية المسؤولية لبن دافيد. وقال محاموهم انهما تأثرا كثيرا ببن دافيد الذي مارس عليهما الكثير من الضغوط كي يساعداه على تنفيذ عملية الاختطاف والقتل. ودأب طوال ساعات قبل عملية القتل على اعطائهما ادوية ومشروبات طاقة. وقال القاصران انهما شاركا في الاختطاف لكنهما لم يعرفا بأن الامر سيتواصل حتى القتل.

في المقابل قالت النيابة انهما ارتكبا فعلتهما بإرادتهما الحرة، واشار الى عدة مقولات ادليا بها خلال التحقيق. وقال، مثلا، ان "الادلة تشير الى ان المتهم الثاني اظهر تحمسا لعملية الانتقام المخططة وعملية الاختطاف، واصر على استكمال الخطة مع رفيقه".

يشار الى ان عائلة ابو خضير حرصت طوال مجريات النقاش على الوصول الى المحكمة واعربت احيانا عن تذمرها ازاء المماطلة. وخلال النقاش الاخير سأل حسين ابو خضير، والد محمد: "لماذا لم يتم هدم بيوت هؤلاء القتلة حتى اليوم؟ لو كان المقصود عربي لكانوا قد هدموا منزله في اليوم ذاته. بسبب احراق ابني ظهر طاعنو السكاكين".

الاحتلال يغلق اذاعة ثالثة في الخليل

كتبت "يسرائيل هيوم" ان قوات الأمن الإسرائيلية داهمت محطة الاذاعة الفلسطينية "دريم" في الخليل وصادرت اجهزتها، لتكون بذلك ثالث محطة فلسطينية يتم اغلاقها خلال اسبوعين. وجاء في بيان الجيش ان العملية "التي نفذها الشاباك والادارة المدنية تمت في اعقاب بث التحريض"!

ريغف تحارب مهرجان افلام النكبة في تل ابيب

كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف امرت امس، بتشكيل طاقم لفحص "مهرجان افلام النكبة والعودة" الدولي الذي سيقام في سينماتيك تل ابيب. وسيفحص الطاقم ما اذا كانت الافلام التي ستعرض في المهرجان تتفق مع البند الثالث من اساس الميزانية الذي يمنع تمويل انتاج يشجع التحريض والعنصرية ودعم الكفاح المسلح ضد اسرائيل. وقالت ريغف: "من مسؤوليتنا وصلاحيتنا الاهتمام بعدم تحويل اموال الجمهور للتحريض ضد الدولة".

اعتقال فلسطيني من شعفاط بتهمة الاتجار بالأسلحة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان اشرطة شاي اعتقلت مواطنا من مخيم شعفاط في القدس الشرقية، بشبهة ارتكاب مخالفة الاتجار بالأسلحة. وتم اعتقال المواطن (45 عاما) بمساعدة القوات الخاصة والشاباك، وعثر في حوزته على حقيبة تحوي مسدسات وبندقية كلاشينكوف وقطع اسلحة اخرة". وتم اعتقال ثمانية مشبوهين اخرين.

سكان بسغات زئيف: "الفلسطينيون يسلطون علينا الليزر"

كتب موقع "واللا" ان سكان احياء الخط الفاصل في القدس يعانون الازعاج المتكرر من جهة الاحياء الفلسطينية، التي يقوم شبانها بتسليط اشعاع ليزر اخضر يبهر انظار السائقين. وحسب اقوال السكان فانه الى جانب الخطر الذي يشكله هذا الوهج على القرنية، فان السياقة معه تصبح بالغة الخطورة، خاصة وان التوهج يأتي من مسافة عدة مئات من الأمتار فقط.

وتتركز هذه الظاهرة في عدة شوارع في حي بسغات زئيف المجاورة لمخيم شعفاط. لكنه تم ايضا، تلقي شكاوى مماثلة من جهة قرية حزمة. وقال سكان الحي الشرقي من بسغات زئيف انهم يعانون من هذا التوهج منذ عدة اشهر.

وتوجه السكان الى الشرطة في هذا الموضوع، لكن الظاهرة وبدلا من ان تتوقف، ازدادت. وقالت مواطنة من غبعات زئيف ان الفلسطينيين يسلطون الليزر على السيارات، ولا يمكن عندها القيادة، كما يوجهونها الى المنازل ما يضطر السكان الى حجب النوافذ بوساطة الستائر بشكل مطلق.

وطالب مواطن اخر من المستوطنة الحكومة والشرطة بتقديم رد على هذا الازعاج، قائلا انه يمكن للناس ان يصابوا بالعمى، ناهيك عن انهم لا يستطيعون الجلوس على شرفاتهم في ساعات الليل.

نتنياهو يشكل لجنة لاعداد قانون المواطنة العنصري

ذكرت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو استكمل تركيب اللجنة التي ستبدأ قريبا بصياغة قانون القومية. والى جانب ذلك يعمل نتنياهو على اعادة دفع مبادرتين في مجال الحكم يمكنهما تعزيز قيادته: قانون يسمح للإسرائيليين في الخارج بالتصويت للكنيست، وقانون ينتزع من رئيس الدولة صلاحيات تحديد من هو الذي سيتولى مهمة تشكيل الحكومة، ما يعني ان رئيس الحزب الاكبر هو الذي سيتحول بشكل فوري الى اول من يحاول تركيب الحكومة بعد الانتخابات.

ومن المتوقع ان يترأس لجنة صياغة قانون القومية، رئيس الائتلاف الحكومي النائب تساحي هنغبي، والى جانبه ممثلي الائتلاف الحكومي، وزيرة القضاء اييلت شكيد، النائب يفعات بيطون (كلنا) والنائب اوري مكليب (يهدوت هتوراة) واريئيل اتياس (شاس).

وخلال جلسة الحكومة امس، قال نتنياهو: "اسمع اصواتا تعلو من قبل الجمهور ضد قرار حظر الجناح الشمالي للحركة الاسلامية. هذا لن يغير قرارنا ولو بملميتر واحد. نحن نتمسك بالقرار كما نتمسك بتمرير قانون القومية الذي سينظم بشكل واضح كون إسرائيل دولة يهودية وديموقراطية، دولة قومية للشعب اليهودي".

يشار الى ان قانون القومية يسعى الى تبني مبادرتين لسن قانون كهذا، الاولى والتي يطمح اليها نتنياهو والنائب بيني بيغن (ليكود) تهدف الى تبني تفاهمات تحدد بأن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. وقد اوضح نتنياهو عدة مرات في السنوات الأخيرة، بأنه يسعى الى تشريع مطالبة السلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وفي المقابل هناك سلسلة من القوانين التي بادر اليها النائب ابي ديختر (ليكود) والنواب سابقا، الوزراء حاليا، زئيف الكين واييلت شكيد وياريف ليفين، والتي تهدف الى اجبار المحكمة العليا على اعطاء الاولوية للهوية اليهودية لإسرائيل على كونها نظام ديموقراطي، في قراراتها، في حال حدوث تناقض بين هذين المبدأين.

ويشار الى ان حزب "كلنا" والاحزاب الدينية اشترطت تشكيل هذه اللجنة في الاتفاقيات الائتلافية. واوضح رئيس كتلة "كلنا" روعي فولكمان، امس، ان حزبه سيعارض سن قانون يميز ضد المواطنين العرب او يمس بمكانة المحكمة العليا. وقال ان حزبه لا يرى حاجة الى سن هذا القانون حاليا، ومع ذلك فانه لا يعارضه، واذا اقتنع بحتمية القانون فانه سيدعم توجه بيغن الذي يعزز مبادئ وثيقة الاستقلال ولا يمس بالجهاز القضائي او بحقوق الاقليات.

بخصوص قانون الحكم الذي يسعى اليه نتنياهو فانه يتألف من بندين اساسيين: رئيس الحزب الكبير هو الذي يتولى تشكيل الحكومة بشكل فوري بعد الانتخابات، وفي المقابل رفع المستوى المطلوب لإسقاط الحكومة في تصويت بحجب الثقة، علما انه يكفي حاليا اسقاطها بغالبية 61 صوتا.

وعين نتنياهو امس الوزير ياريف ليفين رئيسا لطاقمين من الائتلاف سيعملان على صياغة مشروعي القانونين  الحكم وحق التصويت للإسرائيليين في الخارج. ويدعي نتنياهو ان سن هذين القانونين، سيضمنان لكل حكومة اداء مهامها طوال اربع سنوات. وتعتقد المعارضة البرلمانية ان السماح للإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج بالتصويت سيغير ميزان القوى بين اليسار واليمين لصالح الاخير.

وحسب جهات في المعارضة فانه حين يسعى نتنياهو في يوم واحد الى دفع هذه القوانين الثلاثة، التي خرجت من مدرسة افيغدور ليبرمان، يمكن التكهن بأنه يسعى الى تمهيد الارض لضم ليبرمان الى الائتلاف.

الغواصة يواصلون بعد 18 عاما البحث عن الجندي غاي حفير

كتب موقع "القناة السابعة" انه بعد 18 عاما من اختفاء أثر الجندي الشاب غاي حفير، عادت وحدة الغواصة في سلاح البحرية الى التفتيش عنه في مجمعات المياه في هضبة الجولان، في اطار جزء من خطة تدريباتها.

وقال مصدر عسكري ان عمليات التفتيش لا تعتمد على معلومات جديدة حول مصير حفير، وانما هي اعمال تفتيش تتجدد بين الحين والآخر بناء على جدول التدريبات السنوي للغواصة.

وكان حفير قد شوهد لآخر مرة في 17 آب 1997، في قاعدة المدفعية في هضبة الجولان، واختفت آثاره ولم يتم التوصل الى مكان وجوده حتى اليوم. كما لم يتم العثور على سلاحه.

الجيش ينوي اغلاق قسم الوعي اليهودي في الحاخامية العسكرية

كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي يستعد لاغلاق قسم "الوعي اليهودي" في الحاخامية العسكرية. وتجري خلال الأسابيع الأخيرة في الجيش، نقاشات حول نشاطات القسم الذي يهتم بتمرير مضامين ذات صلة باليهودية للجنود ويعمل في الجيش منذ 2001. وعلى خلفية قرار رئيس الأركان غادي ايزنكوت، تقليص صلاحيات الحاخامية العسكرية، يقترح قسم القوى البشرية اغلاق نشاطات القسم الذي يخضع حاليا لسلاح الحاخامية العسكرية، وتمريره بشكل مقلص لسلاح التثقيف والشبيبة.

وعلمت "هآرتس" ان العديد من الضباط الكبار في الجيش يدعمون هذه الخطوة، ومن بينهم رئيس قسم القوى البشرية في الجيش، الجنرال حجاي طوبولسكي. وتنوي النيابة العسكرية العمل بقوة ضد هذه الخطوة.

يشار الى وقوع خلافات شديدة خلال العقد الأخير بين سلاح التثقيف والحاخامية العسكرية حول السيطرة. وحسب تقرير مراقب الدولة لعام 2012، فان موضوع التثقيف في الجيش غير منظم. وقال ضابط رفيع في الجيش ان هدف هذه الخطوة في نهاية الأمر هو الدمج بين نشاط قسم الوعي اليهودي ونشاط سلاح التثقيف والشبيبة، بحيث يتم ادارة الموضوع من قبل سلاح واحد.

يشار الى ان قسم الوعي اليهودي في الجيش قام خلال حملة الجرف الصامد بتوزيع كراسة على الجنود حملت عنوان "اذهبوا لخوض حربي"، وتضمنت رسائل شجعت على اعمال وحشية في الحرب الى جانب مقولات سياسية كمنع التنازل عن مليمتر واحد من ارض اسرائيل. وفي اعقاب الحرب اجرى الجيش تحقيقا في الموضوع وحدد رئيس الاركان في حينه، غابي اشكنازي، بأن توزيع الكراسة شكل خرقا للوضع الراهن ومس بالجيش كله". ورغم ذلك، فقد قام رئيس قسم القوى البشرية في الجيش بعد شهر من ذلك بالاجتماع مع رجال الحاخامية وشكرهم على تدعيم الروح القتالية خلال العملية، لكنه قال ان بعض الرسائل لم تكن ملائمة، ولم تلتزم الأوامر، وكان فيها تعبير عن مواقف سياسية وقانونية.

استقالة القائم بأعمال قائد الشرطة وتعيين قائد اللواء الشمالي خلفا له

كتبت "يديعوت احرونوت" انه بعد 38 عاما في سلك الشرطة، منها خمسة أشهر في منصب القائم بأعمال القائد العام للشرطة، اعلن المفوض بنتسي ساو، امس، استقالته من الشرطة ابتداء من مطلع العام المقبل.

وقال ساو في محادثة قصيرة اجرتها معه الصحيفة انه لا يترك منصبه محبطا او غاضبا، وانما اتخذ قرارا مدروسا لم يقحم فيه المشاعر، وينهي خدمته بشعور كبير من الرضا.

ويشار الى ان ساو الذي حظي بالكثير من الثناء على ادائه خلال الشهرين الأخيرين، كان أحد المرشحين لمنصب القائد العام للشرطة، من داخل صفوف الجهاز. وبعد ان خسر في المنافسة لصالح رجل الشاباك روني الشيخ، شعر بالخيبة، لكنه بقي في منصب القائم بأعمال القائد العام في احدى اكثر الفترات القاسية في عمل الشرطة.

ولا يخفي ساو خيبة امله، اليوم ايضا، لكنه يشعر بأنه ليس متذمرا، ويقول: "بشكل طبيعي كل انسان يطمح للوصول الى قمة الهرم. انا انسان طبيعي ولدي طموحاتي، لكنني واقعي واعرف انه كانت هناك امكانية اختيار شخص آخر، سواء من داخل التنظيم او من خارجه. ورغم انني عرفت بأنه لن يتم تعييني الا انني تحملت المسؤولية. لقد قمت طوال خمسة اشهر ونصف بمهام القائد العام للشرطة، ونحن نلخص نصف سنة من العمل المكثف في كافة مجالات العمل، وطبعا في موضوع الارهاب، دون ان نهمل المجالات الأخرى. لقد كشفنا قضايا فساد، ومخالفات تبييض اموال، وحاربنا الجريمة الخطيرة، وكانت لدينا الكثير من النجاحات خلال الاشهر الأخيرة".

في السياق ذاته قرر وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، تعيين المفوض نيتساب دفير، قائد الشرطة في اللواء الشمالي، نائبا للقائد العام للشرطة، خلفا لساو.  ويتجاوز اردان والقائد العام للشرطة في هذا التعيين، الكثير من المفوضين المخضرمين واصحاب التجربة اكثر من دفير.

يشار الى ان دفير خدم في الجيش كقائد لدورية جولاني، وفي 1999 انضم الى الشرطة كقائد لكتيبة في وحدة "يمام". وفي 2011 تسلم قيادة وحدات النخبة. وفي 2007 عين قائدا لمنطقة المروج، ومن 2014 تسلم قيادة اللواء الشمالي في الشرطة، ومن ثم تسلم قيادة لواء الساحل اثر اضطرار قائد اللواء الى الاستقالة من منصبه.

منظمات حقوقية تستأنف ضد قرار السماح باعتقال طالبي اللجوء لفترة غير محدودة

كتبت "هآرتس" ان العديد من منظمات حقوق الانسان، استأنفت مؤخرا، الى المحكمة العليا الاسرائيلية، ضد قرار السماح باعتقال طالبي اللجوء الذين يرفضون المغادرة طوعا الى رواندا واوغندا، لفترة غير محدودة. وتدعي هذه التنظيمات في التماسها ان المحكمة المركزية التي شرعت سياسة الطرد والاعتقال، لم تمنح وزنا كافيا للإفادات التي ادلى بها اللاجئون الذين غادروا الى هذين البلدين. وحسب الافادات التي جمعتها التنظيمات وارفقت بالالتماس، فان اللاجئين الذين خرجوا الى رواندا واوغندا لا يستطيعون البقاء فيها لفترة طويلة ويبقون فيها بدون مكانة قانونية.

وقدم الالتماس المحاميان عنات بن دور والعاد كهانا من برنامج حقوق اللاجئين في جامعة تل ابيب، نيابة عن لاجئين من اريتريا تم احتجازهما في معسكر حولوت. وقد ابلغتهما دائرة الهجرة والسكان بأنهما اذا لم يغادرا إسرائيل فسيتم اعتقالهما لفترة غير محدودة في معتقل "سهرونيم". ويواجه الوضع نفسه عشرات طالبي اللجوء. كما وقع على الالتماس مركز اللاجئين والمهاجرين، وجمعية حقوق المواطن وجمعية خط للعامل، ومنظمة أساف لمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء والمركز لدعم اللاجئين الأفريقيين.

وتدعي تنظيمات حقوق الانسان ان المحكمة المركزية اخطأت عندما حددت بأنه يمكن طرد طالبي اللجوء الى دولة ليست وطنهم، وبقوة اتفاق سري، خلافا لتوجيهات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين. ويشير الملتمسون ايضا الى وجود اخفاقات كثيرة في آلية مراقبة تطبيق الاتفاق مع تلك الدول، وانه لا يمكن الاعتماد على تصريحات الدولة بأنها ستقوم بتحسين الاتفاق. كما ينتقد الملتمسون المحكمة المركزية لأنها تبنت تصريح الدولة دون أي تحفظ، وفي المقابل تعتبر الافادات التي جمعتها الجمعيات بأنها "شائعات" رغم اعتماد الطرفين على عدد مشابه من المحادثات مع طالبي اللجوء الذين غادروا الى رواندا واوغندا.

وكانت المحكمة المركزية في بئر السبع، قد رفضت قبل ثلاثة اسابيع التماس تنظيمات حقوق الانسان ضد قرار اعتقال الذين يرفضون المغادرة الى دولة ثالثة. ومع ذلك اوصت المحكمة إسرائيل بتأخير تطبيق سياسة الطرد الى ان يتم فحص آلية الاشراف على مصير المغادرين. وادعت القاضية راحيل بركائي، بأن الافادات التي عرضت امامها حول مصير المغادرين طوعا، لم تثبت بأنهم يواجهون التنكيل او الملاحقة في الدول التي ارسلوا اليها.

يعلون يؤكد تسلل طائرة روسية الى "الاجواء الإسرائيلية"

ذكرت "هآرتس" بأن وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، قال امس، انه في أعقاب خلل في التنسيق مع الجيش الروسي، دخلت طائرة حربية روسية مؤخرا الى اجواء اسرائيل، وعلى الفور تم اجراء اتصال معها فعادت الى الأراضي السورية. ووصف يعلون الحادث بأنه "خطأ".

يشار الى ان الجيش الاسرائيلي يحافظ على محادثات تنسيق مع الجيش الروسي، من اجل منع "عدم التفاهم" في عمل الجيشين في سوريا – خاصة ما يتعلق بنشاط سلاح الجو والبحرية. ويوم امس قال رئيس القسم السياسي – الأمني في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، ان دخول سلاح الجو الروسي الى المنطقة لا يمنع حرية عمل الجيش الاسرائيلي و "لا توجد امكانية لمنع تسلل الطائرات الروسية الى الاجواء الاسرائيلية بشكل مطلق". وحسب أقوال غلعاد، يمكن تحديد تفاهمات في هذا الشأن، وقال: "افترض بأننا لن نقوم باسقاط طائرة كلما حدث اختراق".

ويتعامل سلاح الجو الاسرائيلي مع النشاط العسكري الروسي كجزء من الواقع المتغير في الشرق اوسط. وكان ضابط رفيع قد تحدث الى الصحفيين حول هذه المسألة في الأسبوع الماضي، وقال ان "روسيا ليست عدوا، ووفقا لسياستنا فإننا لا نهاجم او نطلق النار على أي روسي". وحسب اقواله فان الجانبان يمتنعان عن الاحتكاك الذي يمكن حدوثه بسبب النشاط الجوي في المنطقة، ومع ذلك لم يتم تحديد "مناطق معزولة" لا يسمح لسلاح الجو الاسرائيلي بالعمل فيها. وقال: "نحن لا نطلب تصريحا من أحد ونهتم بتنفيذ عملنا".

لا تنسيق بين سلاحي البحرية

في السياق ذاته يكتب موقع "واللا"، انه بعد شهرين من التنسيق بين إسرائيل وروسيا بشأن العمل الجوي في سماء سوريا، يتضح انه لا يوجد تنسيق كهذا على المستوى البحري، وقال ضابط رفيع في الجيش لموقع "واللا" انه ازداد الاحتكاك امام الشواطئ السورية، لكنه اضاف: "نحن لسنا اعداء للروس، وهم ليسوا اعداء لنا".

وحسب اقوال الضابط الرفيع فان سلاح البحرية لا ينسق عملياته مع الجيش الروسي، ونائب رئيس الاركان، الجنرال يئير جولان، يقود عمليا سياسة "عدم الازعاج المتبادل" وفي جوهرها منع الاحتكاك وعدم التفاهم بين القوات. مع ذلك، اوضح، بأنه لم يتم ترسيم مناطق لا يمكن لسلاح البحرية العمل فيها، وعليه تواصل قوات البحرية العمل بحرية في المنطقة من خلال التنسيق والاستيضاح بوساطة وسائل الاتصال. وتم توجيه قوات البحرية الى العمل بحساسية والامتناع عن الاحتكاك مع سفن اجنبية، خاصة البحرية الروسية.

وتأتي هذه التصريحات على خلفية قيام تركيا باسقاط طائرة روسية دخلت الى اجوائها، ما ادى الى ازمة خطيرة في العلاقات بين البلدين. وقامت روسيا بإلغاء الدخول الحر للأتراك الى اراضيها، وامس الاول امر الرئيس بوتين بفرض عقوبات اقتصادية على انقرة. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس، ان اسقاط الطائرة الروسية اثار حزنه، لكنه دافع عن العمل التركي وانتقد روسيا على نشاطها في سوريا.

مقالات

لنعد الى التقسيم

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ذكّر في بداية جلسة الحكومة، امس، بالذكرى الثامنة والستين لقرار الامم المتحدة في 29 نوفمبر 1947. وكالعادة تطرق نتنياهو الى هذا القرار الدولي كاعتراف "بدولة يهودية في أرض إسرائيل" – الدولة التي قامت بعد خمسة أشهر ونصف بقرار من مؤسسات الاستيطان العبري برئاسة دافيد بن غوريون. ومد نتنياهو خطا متساويا بين الارهاب آنذاك واليوم، وقال ان "ما يحرك الارهاب هو معارضة وجود دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي داخل أي حدود". وكرر نيته سن قانون القومية العنصري.

لقد نسي نتنياهو، بشكل يسبب الراحة له، فصول هامة من قرار التقسيم. وخلفيته كما هو معروف، تشمل استعداد بن غوريون للتخلي عن اجزاء من ارض اسرائيل. لقد عارض سلف نتنياهو في حركة الاصلاحيين التقسيم، بل مارسوا الارهاب ضد النظام البريطاني وضد العرب، الذين كان من بينهم فعلا من مارسوا الارهاب ضد اليهود. مع قرار بريطانيا سحب يدها من الانتداب قررت الأمم المتحدة اقامة ثلاث كيانات في ارض اسرائيل – دولتان (إسرائيل وفلسطين) والقدس تحت نظام دولي.

لقد تسببت معارضة العرب لإقامة دولة إسرائيل، بحرب 1948 وتسببت بربع قرن آخر من الحرب. لكن السلام مع مصر مقابل الاراضي التي احتلتها إسرائيل منها في حرب الأيام الستة، اثبت استعدادها للقرار 242 – يمكن استبدال الاراضي المحتلة بتسليم عربي بوجود إسرائيل. وبعد اعلان الملك حسين عن رفع تدخله في الضفة تم توقيع سلام مع الأردن. لكنه سبق ذلك توقيع اتفاقيات اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية. نتنياهو يضلل في تلميحه الى ان الاسلام هو عدو مرير بالضرورة لإسرائيل. القاهرة وعمان هما عاصمتان لدولتين ذات غالبية اسلامية كبيرة. لقد ساوم نتنياهو ايضا النظام السوري على السلام مقابل الارض، لكن المساومة توقفت بسبب الخلاف على حجم الانسحاب من الجولان.

ليس كل الفلسطينيين يوافقون على التسوية حول حجم دولتهم وحدودها، لكن زعيمهم الحالي، محمود عباس، يعكس املا واقعيا بإمكانية تحقيق تسوية كهذه. الشرط الذي يعرضه نتنياهو امامه، الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، يهدف الى افشال التسوية. إسرائيل لا تحتاج الى اعتراف خارجي بنظامها الداخلي، خاصة وانها تتجاهل توجيهات قرار التقسيم بسن دستور فيها (وفي فلسطين). لقد سنت لنفسها قانون العودة لليهود الذين يقيمون خارجها ويمكنهم الهجرة اليها والتحول بلحظة الى مواطنيها. ويكفي ذلك.

في التغييرات التي تحتمها العقود السبع الماضية، من المفضل العودة الى روح قرار التقسيم، واقامة دولتين والاتفاق على ترتيبات مشتركة في شطري القدس، عاصمتيهما. عندها فقط يمكن لنتنياهو ان يرفع فعلا معجزة 29 نوفمبر.

روسيا تملي على إسرائيل شروط جديدة على الحلبة الجوية.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان وزير الأمن كشف في حديث لصوت إسرائيل، ذرة من الواقع الجديد في الشرق الأوسط. لقد كشف بأن طائرة تابعة لسلاج الجو الروسي اخترقت، مؤخرا، نتيجة خطأ، الحدود بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، وتسللت الى عمق حوالي 1.6 كيلومتر في الاجواء الإسرائيلية. وكيف رد الجيش؟ "على الفور اجرينا اتصالات وعادت الطائرة فورا الى الأراضي السورية" قال وزير الأمن. واضاف: حتى اليوم وقع هذا الحادث فقط، وهو تجاوز صغير جدا، تم اصلاحه على الفور من خلال قنوات الاتصال".

في تصريحه هذا وفر يعلون بشكل غير مباشر تدعيما للموقف الروسي في خلافها مع تركيا، بعد قيام الأخيرة بإسقاط طائرة روسية تسللت الى مسافة حوالي 2 ميل داخل اجوائها في الأسبوع الماضي، خلال هجماتها في شمال روسيا. صحيح ان انقرة تدعي بأن الطيارين الروس تجاهلوا تحذيراتها المتكررة بشأن دخولهم الى الاجواء التركية. لكن الحقيقة هي ان إسرائيل اختارت في ظروف مماثلة جدا التصرف بشكل آخر. اضف الى ذلك، في ايلول من العام الماضي، اسقط صاروخ إسرائيل طائرة حربية سورية تسللت هي ايضا نتيجة خطأ الى الاراضي الإسرائيلية في الجولان. ويتضح انه منذ دخول روسيا الى الحلبة الجوية في الشرق الاوسط، تسري عليها شروط لعب مختلفة.

في 21 ايلول، بعد عدة أسابيع من نشر الطائرات الحربية الروسية في شمال سوريا، خرج رئيس الحكومة نتنياهو بفزع للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وفي ختام اللقاء اعلنا عن تشكيل آلية تنسيق لمنع الاحتكاك بين سلاحي الجو، رغم انه لم يصدر لا عن روسيا ولا عن إسرائيل أي تفاصيل تتعلق بصيغة الاتفاق، الا ان تصريح يعلون يساعد في توضيح الصورة.

منذ اكثر من شهر، تهاجم روسيا مئات المرات اهداف تابعة لتنظيمات المتمردين في سوريا، غالبيتها في شمال الدولة. في عدة حالات هاجمت اهداف للمتمردين في الجنوب، من بينها في تل الحارة في الجولان، على مسافة 18 كلم من الحدود الإسرائيلية. ولم تتدخل إسرائيل، ولا حتى، كما يتضح الآن، عندما تسللت طائرة روسية الى أراضيها. في المقابل، ابلغت وسائل الاعلام العربية خلال هذه الفترة، عن هجومين لسلاح الجو الاسرائيلي استهدفا قوافل اسلحة تابعة لحزب الله. لقد تم تنفيذ هذين الهجومين في منطقة مطار دمشق. وخلافا للسابق، لم يتم في الفترة الأخيرة التبليغ عن هجمات إسرائيلية في المنطقة العلوية في شمال سوريا، حيث تربض الطائرات الحربية الروسية. بعبارة اخرى: منذ اللحظة التي انتقل فيها المارد للإقامة في بيت الجار، تسير إسرائيل من حوله بحذر بالغ. وحاليا، يبدو ان الطرفان يمتنعان عن الاصطدام المباشر.

طابع التوتر الروسي مع تركيا يختلف تماما، لأن انقرة تتخذ موقفا اشد في الحرب الاهلية السورية (ضد نظام الأسد)، وتعتبر نفسها قوة اقليمية لا يمكن من دونها التوصل الى اتفاق في سوريا. ومع ذلك، فان اللهجة العلنية للرئيس اردوغان شهدت ليونة كبيرة في الأيام التي مرت منذ اسقاط الطائرة الروسية، الى حد الاعتذار تقريبا. وكما يبدو فان التغيير في توجه اردوغان يرتبط بالتفوق العسكري الروسي، وبصورة بوتين كشخص لا يتردد في استخدام القوة العسكرية حين يلح الأمر (في سوريا وفي اوكرانيا ايضا) وفي استعداده للمس بالعلاقات الاقتصادية الواسعة بين البلدين.

في هذه الأثناء يبدو ان التورط مع روسيا سد الباب على فكرة طموحة لدى اردوغان – اعلان منطقة يمنع الطيران فيها (no fly zone) على امتداد اجزاء من الحدود بين تركيا وسوريا. اردوغان الذي حاول طوال عدة أشهر تجنيد دعم امريكي للمبادرة، سعى من وراء هذه الفكرة الى تحقيق امرين: كبح الهجمات الجوية للأسد في شمال سوريا، والدفاع عن الاقلية التركمانية في شمال المنطقة العلوية، والمس بالتواصل الاقليمي الذي حاولت الميليشيات الكردية فرضه في الجانب السوري من الحدود.

يبدو ان احد الأسباب الرئيسية للتدخل الروسي الى جانب الأسد في ايلول، كان التخوف من هذه النية التركية. الان، عندما تقوم روسيا بنشر منظومة صواريخها المضادة للطائرات "اس 400" من اجل الدفاع عن طائراتها، ردا على اسقاط الطائرة من قبل الاتراك، لم يعد هناك أي مجال للحديث عن اغلاق منطقة امام طائرات الاسد. لكن الخطوة الأخيرة تتعلق بإسرائيل. مع القدرة على تشخيص الطائرات من مسافة مئات الكيلومترات، سيضطر سلاح الجو الاسرائيلي الى اخذ منظومة الصواريخ الروسية "اس 400" في الاعتبار خلال نشاطاته على الجبهة الشمالية.

نكبتنا

يكتب ادي كوهين، في "يديعوت احرونوت" ان المسألة ستفاجئ الكثيرين، ولكن لنا نحن اليهود، ايضا، توجد نكبة، وهي نكبة كبيرة، نكبة يتم احياء ذكراها في 30 نوفمبر، وترمز الى طرد واقتلاع حوالي مليون يهودي خلال القرن العشرين من موطنهم في العالمين العربي والاسلامي. تواجد اليهود طوال الاف السنين هنا، قبل فترة الاسلام، وصل الى نهايته.

ولكن لبالغ الأسف، فان نكبتنا هي خاصة، لأنها لا تحظى بدعم دولي او حتى قطري. ليس لها تنظيمات إسرائيلية واجنبية تعترف بها وتعمل من اجل اعلائها في الرأي العام الاسرائيلي والدولي. ليس لها تنظيمات تدعمها، وتكتب عنها، وتجري مقابلات معنا، وتصورنا، وتكتب مقالات علمية عنا نحن اللاجئين من الدول العربية. ليس لدينا تمويل وميزانيات كتلك التي تحولها اوروبا وامريكا وبقية الدول العربية للاجئي النكبة الفلسطينية. ليست لدينا تقاليد ثقافة تمنحنا منصات في سينماتيك تل ابيب او في أي مكان آخر، وفوق هذا كله – لا نملك وسيلة اعلامية تنشر عن نشاطاتنا وعن المعاناة التي مررنا بها. في نكبتنا نحن لوحدنا. لم نفقد فقط املاكنا التي بقيت في الدول العربية وتقدر اليوم بمئات مليارات الدولارات، وانما ايضا ثقافتنا وميراثنا الغني، التي تعتبر ثقافة وميراث اكثر من 50% من السكان اليهود في دولة إسرائيل.

حكاية استيعاب مئات الاف اليهود من الدول العربية هو انتصار للصهيونية ولدولة إسرائيل، لكنه لا يمكن تجاهل القمع الحضاري الذي لحق بأولئك اليهود الذين خجل احفادهم بأصل ابائهم وثقافتهم، وطلبوا عدم التحدث بلغة امهاتهم العربية واضطروا الى تبني ثقافة اوروبية. والاخطر من ذلك كله هو التجاهل في الجهاز التعليمي: المنهاج في المدارس والمؤسسات الثقافية لا يشمل الميراث او الثقافة الغنية ليهود الدول العربية والاسلامية، رغم كل الجهود التي بذلت في هذا الموضوع.

رغم كل المصاعب توجد حاليا منظمة واحدة فقط تعالج موضوع حقوق واملاك اللاجئين اليهود في الدول العربية، وهي "مركز التنظيمات ليهود الدول العربية وايران". وبالإضافة الى ذلك تم مؤخرا تأسيس لوبيين في الكنيست: اللوبي من اجل الحفاظ على ثقافة وميراث اليهود في الدول العربية والإسلامية ورعايته، واللوبي من اجل اعادة املاك اليهود السليبة من الدول العربية.

اليوم، في اطار احياء يوم الطرد، سيقام مؤتمر اكاديمي في جامعة بار ايلان، ونشاط مركزي في المركز التجاري المالحة في القدس، بتعاون وبتمويل من قبل وزارة المساواة الاجتماعية. كما وجهت وزارة الخارجية بعثاتها في الخارج من اجل تنظيم  مؤتمرات للجاليات اليهودية المحلية، واوعزت وزارة التعليم بتنظيم نشاطات اعلامية للطلاب في موضوع يهود الدول العربية وهجرتهم الى إسرائيل.

صحيح ان معالجة الموضوع على المستوى الرسمي تبدأ بنيل الاعتراف الكبير، ولكن في كل ما يتعلق بالموضوع السياسي، على حكومة إسرائيل مواصلة العمل لكي يتم في كل مفاوضات مستقبلية حول مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفي كل تذكير بالاعتراف باللاجئين، تحديد آليات التعويض واعادة التعويض بشكل فعلي ومتساوي، نظريا وعمليا، للاجئين الفلسطينيين واليهود. لن يتم التوصل الى حل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين طالما لم يتم التوصل الى حل لمسألة اللاجئين اليهود واملاكهم السليبة.

حرب الشر ضد الشر

يكتب دانئيل فريدمان في "يديعوت احرونوت" ان الحرب في سوريا هي ليست حرب الاخيار ضد الاشرار، وانما هي حرب الشر ضد الشر، وليس من السهل تحديد من هو الطرف الأسوأ. الاسد يذبح ابناء شعبه ويحول الملايين منهم الى لاجئين، والمحاربين ضده هي تنظيمات ارهابية بينها اذرع للقاعدة وداعش وهي ليست اسوأ منه ومن انصاره.

لقد اثيرت مسألة حرب الشر ضد الشر في اكثر من مرة. في حزيران 1941، خلال الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت الذي دارت فيه حرب الابادة بين المانيا النازية وبريطانيا، قررت المانيا التوغل الى الاتحاد السوفييتي في اطار عملية بربروسا. في السنوات التي سبقت ذلك وقعت في الاتحاد السوفياتي الذي قاده ستالين اعمال قتل فظيعة، ناهيك عن التحالف مع المانيا  - "اتفاق ريبتروب – مولطوب"، وعن التغلغل الروسي في بولندا. في تلك الأيام ساد خوف كبير في الغرب، ليس فقط من المانيا النازية وانما ايضا من الشيوعية والاتحاد السوفييتي.

في تلك المرحلة طولب رئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرتشل باتخاذ قرار. ربما كان يمكنه توقيع اتفاق سلام مع المانيا، وتوفير دماء الجنود البريطانيين لعدة سنوات على الأقل،  وترك روسيا لوحدها تواجه الدكتاتور النازي. لكن تشرتشل، وهو اكبر كاره للبلشفية، اختار التوجه الصحيح ووقف الى جانب الاتحاد السوفييتي. وبعد الحرب كان ثمن لذلك – فدول مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا بقيت لسنوات طويلة تحت الحكم الشيوعي السوفييتي القمعي. ورغم ذلك فقد كان ذلك افضل من الحكم النازي.

لكن الخيار لا يكون واضح دائما، وليس دائما يتم اتخاذ القرار الصحيح. لقد اسقطت القوى العظمى الغربية – لأسباب ايديولوجية، وخلافا لمصالحها الواضحة – مبارك في مصر، والقذافي في ليبيا. ولكن في حالات كثيرة لا تقرر القوى العظمى حسب مقاييس الشر لذوي الصلة، وانما لكي تطرد ما تعتبره خطرا ملموسا بالنسبة لها. في المنافسة الكبيرة بين حكام الشر، صدام حسين في العراق، واية الله في ايران، اختارت الولايات المتحدة وبريطانيا اسقاط صدام حسين بادعاء- اتضح بأنه خاطئ – انه يملك او ينوي انتاج اسلحة الدمار الشامل. والنتيجة كانت تعزيز ضخم لإيران.

نحن نقف الان امام مرحلة اخرى وخطيرة في تعزيز مسار ايران – سوريا – حزب الله وحماس، التي اختارت إسرائيل التسليم بسلطتها في غزة. من وجهة نظر سورية، ارهاب داعش يهددها، بينما ارهاب حزب الله والارهاب الايراني ليس موجها اليها. والصورة من وجهة النظر الاوروبية والامريكية مشابهة. داعش تعمل علانية ضد الغرب. تهديد الارهاب الايراني وارهاب حزب الله محصور في منطقتنا – خاصة ضد إسرائيل، ولكن ايضا ضد دول الخليج – وعلى الأغلب "فقط" ضد اليهود خارج حدود المنطقة.

ولكن الوضع مختلف من وجهة نظر إسرائيل. فبالنسبة لنا تشكل داعش خطرا أقل بكثير، على الاقل في المدى القصير، بينما يشكل مسار الشر تهديدا واضحا وفوريا لنا. فكل الجهات في مسار الشر لا تخفي نواياها بشأننا. وها هو يتضح ان العالم كله يقف ضد داعش ويتوقع ان يعزز مسار ايران – سوريا – حزب الله وحماس، وهي نتيجة حابلة بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل. الوضع لن يتغير حتى اذا تم اسقاط بشار الأشد، طالما واصلت السيطرة على سوريا قيادة ترتبط بإيران وحزب الله.

قدرة إسرائيل على العمل محدودة جدا. إسرائيل معزولة في العالم. علاقاتنا مع تركيا، التي تملك ايضا اهتماما بالحرب السورية، تواجه ازمة، وعلاقتنا مع الولايات المتحدة تدهورت في السنوات الأخيرة. محاولة إسرائيل التأثير على السياسة العالمية فشلت، كما حدث في مسألة الاتفاق النووي مع ايران. ورغم ذلك، من المناسب ان لا نتخلى عن امكانية التحذير من ان هزم داعش من دون ان يتم في المقابل تقليص قوة الدمار المتمثلة في ايران وسوريا وحزب الله، يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل، وليس عليها فقط. الانتخابات في الولايات المتحدة قريبة، وربما يكون هناك من يصغي.