واشنطن تجبر نتنياهو على التنصل من تصريحات مرشحه لرئاسة الطاقم الاعلامي ضد اوباما وكيري وريفيلن
كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أجرى (يوم الخميس)، محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وقال له إنه سيعيد فحص تعيين ران براتس لمنصب رئيس الطاقم الاعلامي القومي، بعد عودته من زيارته الى الولايات المتحدة التي سيلتقي خلالها الرئيس براك اوباما. وقرر نتنياهو تعليق الانشغال بتعيين براتس وعدم ضمه الى حاشيته خلال الزيارة بسبب تصريحاته ضد رئيس الدولة رؤوبين ريبلين ووصفه لاوباما بأنه لاسامي ولجون كيري بأنه يتصرف مثل طفل عمره 12 عاما.
كما نشر نتنياهو بيانا تنصل فيه من تصريحات براتس. وكان نتنياهو قد اضطر بعد يوم من قراره تعيين براتس، الى ادارة اتصالات دبلوماسية مكثفة مع الادارة الامريكية بهدف اخماد الحريق الذي اشعلته سلسلة من الملاحظات التي دونها براتس على صفحته في الفيسبوك والتي هاجم من خلالها اوباما وكيري.
وكان اكثر تلك الملاحظات اشكالية، ما كتبه براتس بعد خطاب نتنياهو امام الكونغرس الامريكي في موضوع الاتفاق النووي مع ايران، حيث قال ان "تعامل اوباما مع خطاب نتنياهو يبدو لي لاسامية عصرية في الدول الغربية والليبرالية، وهي تأتي طبعا مع كثير من التسامح والتفهم للاسامية الاسلامية. كثير من التسامح والتفاهم الى حد الاستعداد لمنحهم (ايران) قنبلة نووية".
وتم اعادة نشر تصريح براتس هذا قبل عدة ايام من اللقاء الهام بين نتنياهو واوباما في البيت الابيض، يوم الاثنين المقبل. وهو اول لقاء يجري بينهما منذ اكثر من سنة، وبعد المواجهة الشديدة بين البيت الابيض وديوان نتنياهو في موضوع الاتفاق النووي مع ايران. وسيسعى نتنياهو خلال هذا اللقاء الى الاتفاق مع اوباما على صفقة المساعدات الامنية لإسرائيل خلال العقد المقبل، والتي ستصل الى عشرات مليارات الدولارات.
يشار الى ان تصريحات براتس ضد ريفلين واوباما جعلت العديد من الوزراء يتحفظون، خلال محادثات مغلقة، منه، بل خرج وزيران من الليكود ضد تعيينه علانية، حيث دعت وزيرة المساواة الاجتماعية جيلا جمليئيل رئيس الحكومة الى اعادة فحص التعيين وقالت ان منصب رئيس الطاقم الاعلامي القومي حساس جدا، وتصريحاته ضد رئيس الدولة وجهات في الادارة الامريكية تمس برموز سلطتنا وسلطة اكبر صديقة لنا في العالم ويمكن تفسيرها كموقف رسمي".
وبعد دقائق من بيان جمليئيل قال وزير الرفاه حاييم كاتس انه اذا طلب الى الحكومة التصويت على تعيين براتس فانه سيعارضه. وقال ان تصريحاته تدل على عدم ملاءمته للمنصب، حتى وان كتب تلك الامور بشكل ساخر، فان ذلك لا يقلل من خطورتها. ودعا رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ رئيس الحكومة الى الغاء التعيين.
وعلم انه رغم تبليغ نتنياهو لكيري بأنه سيعيد فحص التعيين الا ان الامريكيين طالبوه بنشر بيان يتنصل فيه من تصريحات براتس، كما طالبوا باعتذار رسمي من براتس نفسه. وجاء في بيان نتنياهو: "التصريحات غير مناسبة ولا تعبر لا عن موقفي ولا عن سياسة الحكومة". وقال نتنياهو انه قرأ (الخميس) لأول مرة ما كتبه براتس ضد اوباما وكيري، وانه تحدث مع براتس فاعتذر وطلب توضيح الامور خلال لقاء شخصي معه، واتفق معه على الالتقاء بعد عودته من الولايات المتحدة.
في المقابل نشر براتس على صفحته في الفيسبوك ملاحظة اعتذر فيها عن تصريحاته ضد ريفلين واوباما وآخرين وعلى عدم اطلاع رئيس الحكومة عليها من قبل. وادعى انه كتبها بشكل ساخر يلائم الشبكة الاجتماعية والشخص المستقل، ومن الواضح له انه في المنصب الرسمي يجب ان يتصرف ويعبر بشكل آخر.
وبعد نشر بيان نتنياهو وملاحظة براتس، قال الناطق بلسان البيت الابيض، جوش ارنيست للصحفيين ان اعتذار الناطق الموعود باسم نتنياهو كان "مسألة حتمية". وقال ان نتنياهو هو من سيقرر من سيمثله.
الاديب عاموس عوز يرفض احتفاء سفارات إسرائيل به
كتبت الصحف الاسرائيلية الرئيسية الثلاث ان الاديب الاسرائيلي عاموس عوز اعلن بانه لن يشارك بعد في المناسبات الادبية التي ستنظمها سفارات إسرائيل في العالم على شرفه، وذلك "احتجاجا على تطرف سياسة الحكومة الحالية في مجالات مختلفة"، وقال انه قرر انتهاج هذه الخطوة رغم معارضته للمقاطعة الدولية لإسرائيل.
واشارت "هآرتس" الى ان عوز الحاصل على شهادة إسرائيل للأدب، هو احد كبار الكتاب في اسرائيل، وقد ابلغ قراره هذا قبل عدة أشهر لدور النشر التي تستضيفه في الخارج. ويعتبر عوز صوتا واضحا لا يخشى التعبير عن مواقفه في القضايا السياسية، ومنذ عدة سنوات يعتبر متماثلا مع حركة "ميرتس" بل تم ترشيحه في مكان رمزي في قائمتها للكنيست (المكان 116).
واوضح عوز في حديث لصحيفة "هآرتس" قائلا: "في اعقاب التطرف في سياسة الحكومة الحالية في مختلف المجالات ابلغت دور النشر التي تدعوني الى الخارج بعدم رغبتي بدعوتي الى مناسبات تنظمها على شرفي السفارات الإسرائيلية. ومع ذلك فانا اعارض بشدة حركة "بي دي اس". خطوتي هي احتجاج ضد الحكومة وليس ضد الدولة".
الملك عبدالله: "تركيب الكاميرات في باحات الحرم بمسؤولية اردنية فقط"
كتبت "هآرتس" أن الملك الأردني عبدالله، اعلن يوم الاربعاء الماضي، بأن مشروع تركيب الكاميرات في الحرم القدسي هو مشروع اردني سيتم تنفيذه من قبل وزارة المقدسات والأوقاف فقط.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية ان الملك عبد الله اجتمع يوم الاربعاء بوفد من الفلسطينيين في القدس الشرقية، والذي اطلع الملك على تخوفه من الاحداث الأخيرة في القدس في الآونة الأخيرة، ومما يحدث في محيط المسجد الأقصى. وقال الملك ان "مشروع تركيب الكاميرات سيتم بالتعاون مع اخوتنا الفلسطينيين وستوفر الكاميرات صورا من كل انحاء الحرم وسيحتاج الأمر الى ستة أسابيع حتى يتم تركيب كل الكاميرات".
وقال الملك انه لن يتم تركيب كاميرات داخل المساجد وانما في باحات الحرم الخارجية فقط. واكد رفض الأردن لإجراء تغيير في الوضع الراهن وانه لن يطرأ أي تغيير على الموقف الأردني بهذا الشأن. وقال: "لدينا في الأردن القدرة على المناورة في الخيارات الخاضعة لنا على المستوى القانوني والدبلوماسي. نحن نتعقب ما يحدث في المسجد الأقصى ومدى التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بالموضوع".
السلطة تعيد الى إسرائيل باب قبر يوسف ومفتاحه
كتب موقع "واللا" ان اسرائيل قامت قبل عدة ايام ومن خلال عملية سرية تمت في ساعات الليل، بترميم قبر يوسف في نابلس، بعد احراقه من قبل فلسطينيين. وصباح يوم الخميس قامت السلطة الفلسطينية بخلع الباب الذي قامت إسرائيل بتركيبه على مدخل القبر. وقال محافظ نابلس اكرم الرجوب لوكالة "معا" ان ترميم القبر تم خلافا للتفاهمات بين الفلسطينيين واسرائيل والتي تحدد بأن السلطة هي المسؤولة عن القبر. وقال ان السلطة تهتم بترميم القبر بنفسها وعلى حسابها.
وفي تطرقه الى خلع الباب قال الرجوب: صحيح ان إسرائيل سلمتنا نسخة من مفتاح الباب لكننا قمنا بتفكيكه وارسلناه اليها مع المفتاح. وذكّر الرجوب بأن السلطة الفلسطينية شجبت احراق القبر لأنه ينطوي على معاني دينية بالنسبة للفلسطينيين ايضا. وقال ان اعمال الترميم والزيارات يجب تنسيقها معنا.
المستوطنون يعيدون بناء كنيس على ارض فلسطينية في الخليل
كتب موقع "واللا" ان المستوطنين اعادوا بناء الكنيس في بؤرة "حزون دافيد" التي اقاموها على اراض فلسطينية خاصة في الخليل، بشكل مخالف للقانون. وكانت المحكمة العليا قد امرت بهدم هذا الكنيس، ومنذ ذلك الوقت قامت قوات الأمن بهدمه عشرات المرات، اذ ان المستوطنين يقومون كل مرة باعادة بنائه. وهذه المرة تم بناء الكنيس بأمر من رئيس مستوطنة كريات اربع الذي اقام ايضا مكتبا له في المكان. وقالت حركة "يكسرون الصمت" في تعقيب لها انه يثبت مرة اخرى بأن المستوطنين يرتكبون جرائم قومية، وهذه المرة برعاية رئيس المجلس المحلي شخصيا، وبشكل يشكل خطرا على حياة الجنود".
إسرائيل تغلق العديد من مداخل الخليل اثر عمليات اليوم الاخير
كتب موقع واللا، ان جنديا (20 عاما) اصيب مساء الجمعة بجراح بالغة جراء تعرضه للنيران في منطقة شمال الضفة. وقد اصيب الجندي في الجزء العلوي من جسده. ووقع هذا الحادث بعد حوالي ساعة ونصف من اصابة شاب (16 عاما) بجراح متوسطة واصابة شاب آخر (18 عاما) بجراح طفيفة جراء تعرضهما الى النيران قرب حاجز الصيدلية القريب من الحرم الابراهيمي. وكان رجل (40 عاما) قد اصيب ايضا بجراح بالغة بعد تعرضه الى الطعن في المركز التجاري شاعر بنيامين، في منطقة بنيامين. ولاذ المهاجم بالفرار، كما يبدو بواسطة سيارة كانت في انتظاره.
واضاف الموقع انه فشلت يوم الخميس اول عملية يتم تنفيذها منذ تحديد النظم الجديدة لسلوكيات الجنود في الضفة. فقد حاولت المسنة الفلسطينية ثروت ابراهيم الشعراوي (72 عاما) دهس جنود على شارع 35، شمال الخليل. وتم اطلاق النار عليها واصابتها بجراح بالغة توفيت متأثرة بها في مستشفى شعاري تصيدق. وعثر على سكين داخل سيارتها.
وحسب الموقع فانه في اعقاب استخلاص العبر من موجة الارهاب في الشهر الأخير، تم تحديد نظم سلوكيات الجنود المرابطين في الضفة، حيث أمر الجنود بوضع الخوذ على رؤوسهم وارتداء دروع واقية والامتناع عن السير في الاماكن التي يكونون فيها عرضة للدهس، الا اذا حتم الأمر ذلك، وعندها يتطلب منهم الامر اظهار اليقظة والاستعداد حتى اجتياز المسار.
كما تم توجيه القوات لتخطيط مواعيد نشاطاتها والامتناع عن كشفها مسبقا، وكذلك الامتناع عن كشف نقاط الضعف في عمليات التمشيط والدوريات الراجلة على ارصفة الشوارع. كما تلقى الجنود اوامر بنصب حواجز من الاسمنت على مفارق الطرق الرئيسية من اجل رفع مستوى الأمن. ولهذا الغرض تم تحويل ميزانية خاصة من وزارة الأمن الى كتيبة الضفة بهدف نشر المزيد من الكاميرات واجهزة الانارة ووسائل الحماية في مناطق الاحتكاك.
الى ذلك كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قتل، (الخميس)، مواطنا فلسطينيا عندما حاول تنفيذ عملية طعن على مفترق "غوش عتصيون" على شارع 60 في الضفة الغربية. ولم يسفر الحادث عن وقوع اصابات أخرى. وقال الجيش الاسرائيلي ان "المخرب" حاول طعن جندي من كتيبة "شمشون" المرابطة في المكان. وحسب مصادر فلسطينية، فان "المخرب" هو مالك طلال الشريف، من سكان الخليل.
ويستدل من تحقيق أولي أن جنديان كانا يرابطان عند مفترق "غوش عتصيون" لاحظا فلسطينيا أثار اشتباههما فأمراه بالحضور اليهما، وقاما باستجوابه في محاولة لمعرفة نواياه. وعندما استدار احد الجنود للتبليغ عبر جهاز الاتصال عن المشبوه، استل الفلسطيني سكينا، فلاحظ الجندي الآخر ذلك واطلق عليه النار وقتله. ويشار الى ان هذا الجندي قتل فلسطينيين آخرين في المكان نفسه قبل عشرة ايام.
إسرائيل تسمح بتصدير الأثاث من قطاع غزة بينما تمنع دخول الخشب لتصنيعه!!
كتبت "هآرتس" ان اسرائيل اعلنت مؤخرا انها ستسمح بتسويق الأثاث من قطاع غزة في أراضيها وفي أراضي الضفة الغربية، لكن الأمر الذي يمنع ادخال الخشب الى القطاع يجعل اعلان الحكومة غير ذي صلة. وكان منسق عمليات الحكومة في المناطق قد اعلن لأول مرة منذ 2007، ان اسرائيل ستسمح بتسويق الأثاث والحديد والنسيج من غزة.
واوضحوا في مكتب المنسق ان الهدف هو "تحسين الاقتصاد في القطاع وتقليص البطالة في غزة" كوسيلة للحفاظ على الاستقرار والأمن. ولكن إسرائيل تمنع ادخال الواح الخشب التي يزيد سمكها عن خمسة سنتيمترات الى القطاع، بل تم قبل شهر تشديد الأمر ومنع ادخال الواح الخشب التي يزيد سمكها عن سنتمتر واحد، بادعاء ان الذراع العسكرية لحماس تستخدم الواح الخشب كبديل لألواح الباطون في بناء الانفاق.
ويدعي الفلسطينيون ان الادعاء الاسرائيلي مبالغ فيه لأن كمية الباطون التي تم ادخالها الى القطاع في السنة الأخيرة تكفي لانشاء عشرات الأنفاق. وحسب تقدير صناع الأثاث في غزة فان منع دخول الخشب الى القطاع سيؤدي الى اغلاق حوالي 80% من مصانع وشركات الأثاث في القطاع ووقف التسويق الى الضفة والقضاء التدريجي على تزويد السوق المحلي واضافة مئات السكان الى دائرة البطالة الضخمة والتي وصلت في الربع الثاني من العام 2015 الى 41.5%.
وقال امين عام تجار الخشب والأثاث في غزة وضاح بسيسو لصحيفة "هآرتس" انه قبل فرض الحصار على قطاع غزة في 2007، كان يعمل في هذا المجال 9000 عامل وحقق مدخولا ماليا بقيمة ثلاثة ملايين دولار شهريا. واضاف: "لا نعرف ما الذي نفعله بالقرار الاسرائيلي. من جهة يريدون ان ننتج ونعمل بل ويسمحون ببيع الأثاث في إسرائيل والضفة، ومن جهة ليس لدينا مواد خام. كيف يمكن بناء الأثاث من دون الواح الخشب والمواد الأساسية الأخرى؟"
وقال بسيسو انه تم طرح الموضوع قبل اربعة أشهر خلال لقاء مع ممثلي مكتب المنسق في حاجز ايرز، لكن الامور لا تتحرك منذ ذلك الوقت، وهناك نقص خطير في المواد الخام.
وتوجهت منظمة "غيشاه" في بداية الأسبوع الى منسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي وطالبته بإلغاء امر منع ادخال الخشب الى القطاع، وقالت المنظمة "ان كبار المسؤولين في الجهاز الأمني يصرحون بأن ترميم قطاع غزة هو مصلحة إسرائيلية واضحة، لكن هناك فجوة مثيرة للاحباط بين هذه التصريحات والسلوك الفعلي". وجاء من مكتب المنسق ان "ادخال الخشب يحتم الحصول على تصريح بما يتفق مع الفحص الأمني، بسبب التخوف من استخدامه لنشاط تخريبي معادي لإسرائيل".
هدف اللقاء بين نتنياهو واوباما بني على فرضية ان الشرق الاوسط غير مستقر
كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجتمع مع الرئيس الامريكي براك اوباما، يوم الاثنين القادم، في محاولة لتخطي الرواسب التي تولدت خلال قيادة اوباما للاتفاق النووي مع ايران والذي عارضه نتنياهو بشدة. وسيتناول هذا اللقاء، وهو الأول من نوعه، منذ سنة، الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي على دول المنطقة، والمساعدات الامريكية لقوة اسرائيل خلال العقد القادم.
وحسب مصادر سياسية، تم بناء هدفي اللقاء على فرضية واحدة: الشرق الاوسط غير مستقر، ولن يبقى مستقرا خلال العقد القادم. وتستند هذه الفرضية الى تقارير كتبتها طواقم مهنية في الدولتين، ولذلك تم بناء نموذج يحدد بأن الولايات المتحدة ستمنح اسرائيل "وسائل متعددة امام التهديدات المتعددة، من اجل اعداد حلول متعددة".
كما سيناقش نتنياهو واوباما المساعدات المالية الامريكية لإسرائيل وتعميق التعاون في مجالات السيبر والقوة الجوية والبرية والبحرية، والاستخبارية والفضائية. وستطالب إسرائيل بتوفير رد دفاعي في مواجهة الصواريخ طويلة المدى والصواريخ الدقيقة.
وقال مسؤول سياسي رفيع ان إسرائيل والولايات المتحدة تفهمان حقيقة انه بعد الاتفاق النووي ايضا، لم يصبح النظام الايراني أقل خطورة. الاموال التي يتم تحويلها الى ايران مع رفع العقوبات، يتم تحويلها لتمويل الارهاب. وقال ان "الولايات المتحدة واسرائيل تريان بعين واحدة الوضع القائم وتقيمان بشكل مماثل الوضع المتغير في المنطقة".
اوكونيس يشبه وسم منتجات المستوطنات بمقاطعة اليهود قبل الكارثة
كتبت "يسرائيل هيوم" ان نائبة وزير الخارجية، النائب تسيبي حوطوفيلي، التقت الخميس، مع وزير الخارجية الاسباني، خوسيه مانويل غارسيا مرغاليو، وطلبت منه العمل ضد نية الاتحاد الاوروبي وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية. وستلتقي حوطوبيلي خلال الايام القريبة، قادة من دول اوروبية اخرى للغرض نفسه.
الى ذلك الغى وزير العلوم اوفير اوكونيس، الخميس، مشاركته في مناسبة اقيمت في هرتسليا بمشاركة سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل، لارس فابورغ اندرسين. وبعث برسالة شديدة اللهجة الى السفير كتب فيها ان "المبادرة الى وسم المنتجات هي وصمة اخلاقية على جبين اوروبا، تدل على انه لم يتم استخلاص الدروس التاريخية. قلد تعلمنا من الماضي ان ما بدأ بمقاطعة المصالح التجارية لليهود، وصل الى وسم البشر ومن ثم الى الابادة المنهجية". من جهته وصف رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد، خلال زيارة الى برلين، وسم المنتجات بأنه سلوك غير مسؤول وغير مهني بتاتا ويجب معالجته.
لائحة اتهام ضد فلسطينية من غزة تتهمها بالتجسس لصالح "شهداء الاقصى"
كتبت "يسرائيل هيوم" ان نيابة اللواء الجنوبي قدمت الى المحكمة المركزية في بئر السبع، يوم الخميس، لائحة اتهام ضد نسرين حسن، 40 عاما، من سكان حيفا وغزة، وام لأربعة اطفال، بادعاء اقامة علاقات مع كتائب شهداء الاقصى في غزة والانضمام الى التنظيم والتجسس على اسرائيل.
وتدعي لائحة الاتهام ان نسرين، ومنذ تزوجت من مواطن غزي، قبل حوالي 15 سنة، اقامت في غزة واسرائيل، وخلال السنة الاخيرة اقامت في غزة ودخلت الى اسرائيل بحجة زيارة عائلتها في حيفا. وقبل سنتين ارتبطت بعلاقات مع كتائب المجاهدين التابعة لكتائب شهداء الاقصى، وتجندت للقيام بمهمات لصالح الكتائب في اسرائيل. وفي هذا الاطار التقت خلال العامين الأخيرين مع نشطاء التنظيم وتسلمت مهام بالتجسس، من بينها تصوير مواقع استراتيجية في الدولة، خاصة المواقع الحكومية. وقامت المتهمة بتخزين المواد على جهاز هاتفها الخليوي، وبعد عودتها الى غزة سلمت المواد لنشطاء التنظيم.
كما يستدل من لائحة الاتهام انها وصلت في شهر آذار الى موقع تدريب عسكري لتنظيم المجاهدين في غزة، حيث دربوها على تركيب عبوة ناسفة، ووافقت على تنفيذ عملية بمساعدة عبوة، وهكذا تآمرت مع العدو في حربه ضد إسرائيل وتآمرت على التسبب بقتل اسرائيليين اينما كانوا، والمس بأمن الدولة. وكانت قوات الأمن قد اعتقلت حسن قرب حاجز ايرز قبل حوالي اسبوعين، بعد التحقيق معها من قبل الشاباك وشرطة اللواء الجنوبي.
وتنسب لائحة الاتهام الى حسن: مساعدة العدو خلال الحرب، تسليم معلومات للعدو بهدف المس بأمن الدولة، التآمر لمساعدة العدو خلال الحرب والتجسس والاتصال مع عميل اجنبي، والعضوية في تنظيم غير قانوني والتآمر وغيرها.
وادعت عائلتها انه تم جباية الاعتراف منها باعمال لم تقم بها تحت طائلة الضغط النفسي والجسدي ومنعها من النوم. وقالت ان من يعرف نسرين يعرف بأن تهمة التجسس مثيرة للسخرية وعبثية. يجب الفهم بأن من يقيم في غزة يتواجد على اتصال مع جهات في حماس بشكل يومي، خاصة اذا كان المقصود شخصا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية ويتقاسم وقته بين غزة واسرائيل، فرجال حماس هم العنوان لكل من يعيش في غزة ويحتاج الى التأشيرات".
اطلاق سراح النصراوية اسراء عابد
كتبت "يديعوت احرونوت" انه تم يوم الخميس اطلاق سراح الشابة النصراوية نسرين عابد من الناصرة، التي سبق واطلقت قوات الأمن النار عليها في المحطة المركزية في العفولة بعد الاشتباه بأنها مخربة، لأنها لوحت بسكين امام قوات الأمن، وبهدف الانتحار.
وقالت عابد بعد خروجها من السجن: "لم اهدد احد ولم انو تنفيذ عملية، ولم اشكل أي خطر في أي مرحلة. كان يمكنهم اخذ السكين مني دون اصابتي. مع ذلك انا لست غاضبة على احد. انا خريجة التخنيون واريد خدمة المجتمع ومواصلة العيش بهدوء وسلام". وقالت عابد ان ظروف اعتقالها كانت صعبة جدا، "كنت معزولة عن الجميع ولا ازال اعاني من الألم، لكن حالتي تحسنت يوميا. اريد مواصلة التعليم وبث رسالة الى صديقاتي اليهوديات والقول لهن بأني احبهن". وقال محاميها خالد ابو احمد ان اطلاق سراحها كان الامر المطلوب.
الصوت اسرائيلي والتوقيع امريكي
كتبت "يسرائيل هيوم" ان 369 عضو في الكونغرس الامريكي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وقعوا على رسالة علنية تطالب رئيس السلطة الفلسطينية بشجب العنف بشكل مطلق ووقف التحريض ضد المدنيين الإسرائيليين الأبرياء.
وبادر الى هذه الرسالة عضو الكونغرس الجمهوري اد رويس، والنائب الديموقراطي اليوت انجل. وجاء في الرسالة: "اذا لم يتم اتخاذ خطوات فورية لوقف التحريض واعادة السيطرة على الوضع، والعنف المتزايد- بما في ذلك الطعن واطلاق النار واعمال الارهاب الأخرى، فانك تتآمر على فرص حل الدولتين للشعبين".
ووجه النواب اصبع الاتهام الى ابو مازن وطالبوه بوقف التحريض ومواصلة التنسيق الامني مع إسرائيل والموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بدون شروط مسبقة.
نتنياهو قرر تعديل قانون تقاسم الاعباء
حصلت "يديعوت احرونوت" على الصيغة التي يجري العمل عليها لتغيير قانون تجنيد المتدينين، والتي يستدل منها ان غالبية مطالبهم تحققت، ما يعني انه سيتم الغاء الاتفاقات التي تم التوصل اليها في الكنيست السابقة. ويشار الى ان المتدينين طالبوا مع تشكيل الحكومة الحالية بإلغاء التوجيهات التي صودق عليها في الكنيست السابقة بمبادرة من حزب "يوجد مستقبل"، بل هددوا مؤخرا بالامتناع عن دعم ميزانية الدولة خلال التصويت عليها في 19 نوفمبر الجاري.
وفي ضوء ذلك، عقد رئيس الحكومة نتنياهو، يوم الاثنين الماضي، جلسة حاسمة مع سكرتير الحكومة ابيحاي مندلبليت ووزيرة القضاء اييلت شكيد، ووزير الأمن موشيه يعلون، وممثلي المتدينين موشيه غافني ومئير فوروش، والمستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين، والمستشار القانوني لوزارة الأمن احاز بن أري. وتم الاتفاق خلال الجلسة على الغاء العقوبات الجنائية التي سبق فرضها على المتدينين في حال عدم توفير العدد المطلوب من المجندين. ومن المتوقع ان تصوت الكنيست على التوجيهات الجديدة قبل 19 نوفمبر، الموعد الأخير للمصادقة على الميزانية.
اعتقال لبناني تسلل الى اسرائيل
كتبت "يسرائيل يهوم" ان قوات الجيش الاسرائيلي اعتقلت ، امس، مواطنا لبنانيا غير مسلح، بعد قيامه بالتسلل عبر الحدود في منطقة بلدة افيفيم في الشمال. وبعد التحقيق الاولي معه تبين ان المقصود ليس حدثا امنيا ويبدو ان الشخص يعاني من مرض نفسي. كما جاء من "اليونيفل" ان المتسلل محمود عاصي، معروف بأنه مريض نفسي. وعليه بدأت إسرائيل الاعداد لإعادته.
مقالات وتقارير
النكبة السورية
يكتب شلومو افنيري، في "هآرتس" ان الصور الرهيبة تمزق القلب: حشود من الناس يهربون من وادي القتل السوري ويشقون طريقهم في الحقول نحو حدود تكون احيانا مغلقة في وجوههم. انهم يكتظون في قوارب متهالكة يفترض بها أن تنقلهم الى شاطئ الامان، يتجمعون في محطات القطار. اوروبا التي تعاطت على مدار سنوات مع الحرب الاهلية في سوريا كأمر يجري في الجانب المظلم من القمر، تكتشف بان الاجراس تقرع لها ايضا: اخفاق الصمت لديها يهدد بتقويض انغلاقها على نفسها. فالعجز يميز سياسة الخارجية للرئيس الامريكي براك اوباما، الذي رسم بهراء تلك الخطوط الحمراء لاستخدام الرئيس السوري بشار الاسد للسلاح الكيميائي، وبعد ذلك تراجع وشكك بمصداقية الولايات المتحدة كقوة عظمى.
وقد قاد ذلك الى تنصيب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مكانة المقرر في موضوع الحل المحتمل في سوريا. ولكن هذه الجوانب الانسانية والسياسية لا تتعلق بأسس المأساة الجارية في الدولة التي كانت إلى ما قبل فترة وجيزة، من الدول الرائدة في الشرق الاوسط وهي الآن تتفكك الى مركباتها الدينية والعرقية. سكانها يتمزقون بين نظام الاسد الدموي والوحشي والقمعي وبين حركة دينية متزمتة تستخدم تكنولوجيا حديثة كي تنقل للعالم رسائل مخيفة تذكر بالقرون الوسطى.
هذه هي النكبة السورية.
ستكون لهذه النكبة آثار بعيدة المدى على صورة الشرق الاوسط، لكنه لا يمكن توقعها جميعا بشكل مسبق. صحيح أن مصر، أقوى واكبر الدول العربية، هي التي كانت الدولة المركزية في العالم العربي، ولكن سوريا كانت دوما عاملا محرضا ورائدا في الحركة القومية العربية. في سوريا وفي لبنان، اخيها غير الشقيق، نشأت بذور الحركة القومية العربية في اواخر القرن التاسع عشر.
في اعقاب الثورة العربية في الحرب العالمية الاولى، كان يخيل للحظة ان مملكة عربية شاملة بقيادة فيصل، ابن الشريف حسين من مكة، ستقوم في دمشق وتقود إلى تكتل قومي لعموم العرب. لقد سعى ميشيل عفلق، رجل دمشق ومؤسس حزب البعث، الى منح القومية العربية الشاملة، التي تتغلب على الفوارق الدينية والطائفية، اساسا ايديولوجيا يدمج القومية والاشتراكية، والذي رافقته، احيانا، اصداء شبه فاشية؛ واعتبر نظاما البعث في دمشق وفي بغداد، رغم العداء الذي نشأ بينهما على مدى السنين، نفسيهما نواة للوحدة العربية.
لقد نظر مفكرون سوريون، تأثروا بالحركات القومية في اوروبا، الى سوريا الشمالية كبروسيا وسبويا، الشماليتين ايضا، واللتان كانتا اساس الوحدة بين المانيا وايطاليا. ومن هنا وحتى اعتبار الاسد الاب في نظر مؤيديه كما لو أنه بسمارك العرب، كانت المسافة قصيرة. حقيقة أن دمشق كانت عاصمة خلافة الامويين منحتها هالة تاريخية محوطة بالأساطير والرموز، ورغم الطابع العلماني لنظام البعث الا أنه الشرعية من الذاكرة الاسلامية.
أين اختفى كل هذا؟
من ينظر الى اللاجئين السوريين الذين يتدفقون الان نحو اوروبا سيلاحظ أن معظمهم شباب من الطبقة الوسطى، كما يشهد لباسهم وحقيقة انه كان في وسعهم دفع الاف الدولارات للمهربين الذين جاءوا بهم الى اوروبا. ويتجه الاهتمام الاعلامي بشكل طبيعي اليهم، ولكن معظم اللاجئين السوريين هم من المعدومين الذين لا يملكون أي شيء وليس في وسعهم تجنيد المبالغ الطائلة اللازمة لتمويل رحلة العذاب الى اوروبا.
أما الفقراء والمساكين حقا فيكتظون في مخيمات اللاجئين في تركيا (مليوني نسمة)، وفي لبنان (1.5 مليون حسب تقديرات غير رسمية) وفي الاردن (نحو 700 الف). وحسب معطيات وكالة الامم المتحدة للاجئين (UNHCR)، فان نحو 5 مليون سوري نزحوا من منازلهم وهم لاجئون في بلادهم. وقتل نحو ربع مليون سوري، معظمهم مدنيون، في الحرب.
هذه معطيات قاسية، ولكنها بعيدة عن الاهتمام الدولي لان هؤلاء اللاجئين اقل قدرة على الوصول الى كاميرات التلفزيون. اللاجئون الشباب الذين يتدفقون الى اوروبا هم المفتاح للتدهور الفظيع في سوريا نفسها. فسكان سوريا قبل الحرب الاهلية كان يبلغ عددهم اكثر من 17 مليون نسمة، ومن الصعب الا نتساءل كيف حدث أنه في دولة مع هذا العدد الكبير من السكان، لا توجد سوى جهتين قويتين: قوات الاسد من جهة، وقوات داعش من جهة اخرى. كيف لم تنشأ بين 17 مليون نسمة قوى معارضة فاعلة، سواء للنظام القمعي أم لداعش، ولماذا لم تنجح قوى المعارضة المعتدلة (ويوجد كهذه) في تجنيد عشرات الاف المقاتلين الذين يتمكنون من ايجاد بديل لهاتين الجهتين؟
كان يمكن لمخزون القوى هذا، لو انه تحقق، عرض بديل للخيارين الاجراميين اللذين يقاتلان الواحد الاخر في سوريا. لكن هذا لم يتحقق لان الاسس الاجتماعية التي كانت قادرة على المشاركة فيه قررت الهرب، واذا كان ممكنا فإلى اوروبا. هذا هو السبب الحقيقي للنكبة السورية. لا يحق لاحد أن يحكم على الناس الشباب، وبعضهم ذوو عائلات، قرروا ألا يقاتلوا دفاعا عن موطنهم، وانما البحث عن ملاذ آمن، بعيدا عن وطنهم النازف. ولكن النتيجة هي أنه لم يتبقَ في الدولة المخزون البشري الذي كان يمكنه أن يشكل اساسا لسوريا ديمقراطية، ليبرالية ومتسامحة نسبيا.
لقد تفككت الرؤيا الايديولوجية للهوية السورية التي تشكل جزء لا يتجزأ من العالم العربي، واولئك الذين كانوا مستعدين لان يقاتلوا، فعلوا ذلك في اطار الميليشيات القبلية، الدينية والعرقية. وبضغط الاحداث يتبين أن الهوية السورية لم تعد قائمة. يوجد سنة وعلويون، مسيحيون واكراد، شيعة ويزيديين، وكلهم يحاربون بعضهم البعض. وباستعارة من اللغة السياسية العربية، فان "الشعب السوري الاصيل" لم يعد قائما، ببساطة، وليس هناك من هو مستعد لان يحارب في سبيله. حتى الاسد اضطر لان يعتمد على مقاتلي حزب الله من لبنان وعلى الحرس الثوري الايراني، بينما تجند داعش مؤمنين سُنة من كل العالم. لقد تآكلت سوريا، عرش القومية العربية، بين هذه القوى.
يمكن أن نجد تشبيهات واضحة بين البعد الاجتماعي للنكبة السورية وما حصل للفلسطينيين في 1948 كما أظهر د. ايتمار رداي في كتابه "بين مدينتين – يافا والقدس في 1947/1948″. عندما تدهور الوضع الامني في البلاد في اواخر عهد الانتداب، هربت البرجوازية الفلسطينية الميسورة والمثقفة في يافا والقدس (وحيفا ايضا) في معظمها الى مصر ولبنان. اما معظم القتال فخاضه متطوعون (ومرتزقة) من الدول المجاورة، ممن لم يكن دافعهم للتضحية كبيرا على نحو خاص. وعندما لا يكون العمود الفقري للمجتمع – الطبقة الوسطى، المثقفة والميسورة – مستعدا للقتال في سبيل وجوده ("الدفاع عن الوطن")، فانه لا يكون قادرا على البقاء.
في "فلسفة التاريخ" تساءل هيغل عن جذور افول مدينة "بوليس" اليونانية الكلاسيكية. وحسب رأيه فقد حصل هذا عندما لم يعد المواطنون على استعداد للقتال في سبيل مدينتهم، وفضلوا الاعتماد على المرتزقة وفداء أنفسهم بفدية من الخدمة العسكرية، التي كانت تعتبر تاريخيا رمزا للمشاركة المدنية. ومن دون الحكم على الشبان السوريين الذين يفضلون ظروف دول الرفاه في اوروبا على الاستعداد للقتال في سبيل بديل للأسد وداعش، تكون النتيجة هي تفكك الدولة السورية.
قد ينشأ في اعقاب التدخل العسكري الروسي في سوريا، تحالف دولي ينقذ نظام الاسد ويضمن استمرار وجود سوريا كدولة، وربما يكون ذلك داخل حدود ضيقة وبدون الاسس الاجتماعية الاهم لوجودها وادائها لمهامها. وربما تقوم بدلا من سوريا التي تأسست في أعقاب اتفاق سايكس بيكو، سوريا جديدة وفق اتفاق بين بوتين – روحاني، يحظى أيضا بدعم من اوباما (مع صك على الاسنان). ماذا سيعني هذا بالنسبة لقاعدة وحصانة ومستقبل القومية العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص؟ هذا سيبقى للمؤرخين.
الفلسطينيون الأعزاء
تكتب كارولينا ليندسمان، في "هآرتس" ان بلدية القدس ابتلعت ضفدع الاعلام الاسرائيلي الذي يقول إن مصدر موجة العنف الاخيرة هو التحريض، وقررت الانضمام الى الحرب ضد الارهاب في احيائها من خلال خلق علاقة مباشرة مع الفلسطينيين، وليس مع قيادتهم.
"حوار مع الاولاد على هذا الموضوع ("حتمية الموت"، ك. ل) يمكنه أن يمنع الأولاد من اتخاذ قرارات متهورة بان يمسوا بأنفسهم او بغيرهم"، كما شرحت رسالة بعثت بها البلدية الى اهالي 20 الف تلميذ في جهاز التعليم الرسمي في القدس الشرقية. "الاولاد يواجهون صعوبة في الفهم… الرسائل التي يطلعون عليها، وللكبار دور مركزي… مساعدتهم على الفهم… وعدم الانجرار خلف الشائعات والمعلومات المشوهة".
اذا لم يكن الفلسطينيون حقا سوى قطيع تحرضه جهات ذات مصلحة، فليس ثمة خطوة أكثر حكمة من التوجه اليهم مباشرة. بعث هذه الرسالة، التوجه المباشر الى اهالي الشباب ومحاولة توجيههم وتزويدهم بالنصائح حول كيفية منع تحريض ابناءهم وتحويلهم إلى مخربين – هو حل ذكي. فمن يهمه أن اسرائيل تصر منذ سنين على أن العنف هو الطبيعة الثانية لدى الفلسطينيين، وانه ليس هناك من يمكن الحديث معه، وانهم كانوا وسيكونون دوما معنيين بإبادتنا. اذا لم يكن هناك من يمكن الحديث معه، فلماذا يبعثون اليهم بالرسالة؟
اذا تجاهلنا حقيقة انه يجب أن تكون ساذجا كبيرا او ثعبانا كبيرا كي تصدق بأن الفلسطيني الذي يشتبه بأن ابنه ضالع في عمل ارهابي سيتوجه لطلب المساعدة من اليهود، فان المسؤولين في مديرية التعليم في بلدية القدس لم يفهموا كما يبدو ان فكرة التحريض ليست سوى حرفا للأنظار. فاذا كان العنف مصدره في الميدان نفسه، وأنه انفجار عفوي لشباب محبطين، فان المطلوب هو توجيه نظرة مباشرة الى الميدان نفسه من أجل العثور على عوامل الاحباط فيه.
من يريد حقا تهدئة العنف يتعين عليه العمل من أجل تغيير تلك العوامل. ولكن المشكلة، بالطبع، تكمن في كون جهاز الامن يقدم تقارير مختلفة عما تريد الحكومة سماعه. لقد شرح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هيرتسي هليفي للحكومة، ان "الشباب الذين نفذوا العمليات يشعرون بانه ليس لديهم ما يخسروه"،. وليس صدفة أن الوزير زئيف الكين قفز واوضح لهليفي بأنه لم يذكر التحريض. وحسب المصادر التي حضرت الجلسة، فقد اضاف الكين بانه يسود الانطباع من أقوال رئيس شعبة الاستخبارات بان اسرائيل هي المذنبة وليس التحريض.
نتنياهو وحكومته يوسعون ويقلصان السياق الظرفي للاشتعال الحالي بما يتفق مع احتياجاتهم السياسية. فعندما يكون مريحا لهم، يعتبرون الفلسطينيين مجرمين بالفطرة، وعندما يكون مناسبا لهم يصبح الفلسطينيون قطيعا يتم تحريضه من قبل جهات ذات مصلحة؛ وعندما يكون مجديا الحديث معهم لأسباب أمنية – يكون هناك من يمكن الحديث معه، وعندما لا يكون هذا مجديا، لأسباب سياسية – فليس ثمة من يمكن الحديث معه.
حتى عندما يدور الحديث عن "تحريض" بمعنى تمرير الأوامر بطريقة غير رسمية ، ينبغي السؤال من يحرض ولماذا. فاذا تم نسب التحريض الى جهات من خارج المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون، فإنه يفهم من ذلك ان الشعب الفلسطيني هو اسير سياسي في ايدي مصالح اقليمية، وبالتالي كان من المناسب أن تعمل اسرائيل على تعزيز استقلاله، كي يتمكن من الصمود في وجه الجهات الاجنبية. اما اذا كان التحريض منسوبا لممثلي الفلسطينيين، فأنهم بطبيعة الأمر، يمثلون المزاج الفلسطيني، أي ذاك الاحباط الذي يولد العنف والذي تسعى اسرائيل الى انكاره.
آن الأوان كي تستمع حكومة اسرائيل الى جهاز الامن الذي يحذرها مرارا وتكرارا من المخاطر الكامنة في الجمود السياسي. أي مستقبل يتوقعه اليمين لدولة اسرائيل؟ إذ لا حاجة لشهادة في علم النفس كي يعرف المرء بانه ينبغي معالجة اسباب الاحباط وليس أعراضه. يمكن لإسرائيل أن تبعث برسالة ايضا إلى والدة ابو مازن اذا كانت ترغب بذلك، ولكن الى أن تتصدى لأسباب احباط الشعب الفلسطيني، وتجد السبيل – أي سبيل – لتخفيضه، فانها ستواصل المعاناة من العنف الذي سيبقى يتعزز.
وراء الضباب، يمكن رؤية المزيد من العنف
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان النقاش حول موجة العنف في المناطق يذكر قليلا بالتعامل مع العاصفة الرملية الكبيرة التي داهمت اسرائيل في منتصف الاسبوع، للمرة الثانية خلال شهرين. موجة الارهاب خطيرة جدا، ولكن المقصود في كلا الحالتين حادث مفاجئ يهاجم من دون أي تحذير مسبق، ويجعل الحياة صعبة هنا. وكما هو الحال بالنسبة لأضرار العوامل الجوية، يلوح في الافق الاشتباه بأن المسألة مرتبطة بشكل ما بالاضطراب الذي يحطم العالم العربي من حولنا، منذ حوالي خمس سنوات (لقد تم تفسير العاصفة الرملية السابقة، في ايلول، على انها نتاج ترك الفلاحين السوريين لأراضيهم واتساع الصحراء، نتيجة للحرب الأهلية). مع ذلك يسود الأمل بأن العنف سينتهي في وقت ما، كما انتهى الضباب، ولكن بشكل أبطأ.
لكن اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليست شريكة في هذا التوقع، رغم أن قوة العمليات وعددها يشهد انخفاضا منذ اسبوعين، ورغم ان العمليات تركزت خلال هذه الفترة في منطقة الخليل، وشمالها، الا انه تصدر تقييمات موحدة عن الأذرع الامنية بشأن تولد وضع جديد، يمكن أن يرافق اسرائيل لفترة طويلة. صحيح ادعاء هذه الاجهزة بأن الرد المحلي الفاعل في القدس (التهدئة السياسية في الحرم القدسي الى جانب وجود الشرطة المتزايد في الأحياء الفلسطينية) نجح بصد موجة العمليات، وانه لم تتولد حتى الان في مدن الضفة كتلة حرجة يمكنها تقليد الانتفاضتين السابقتين.
ولكن رجال الاستخبارات متشائمين على المدى الطويل. اذ يسود لديهم الانطباع بأن منظومة الدعامات التي خلقتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية للحفاظ على الضفة الغربية في حالة استقرار نسبي منذ عقد زمني، بدأت بالتضعضع. وعلى هذه الخلفية، سيكون من الصعب اعادة الهدوء والاستقرار لفترة طويلة، وتولد احتمال حدوث اشتعال اكثر خطورة، حتى اذا ساد الهدوء المؤقت. حسب احد التحليلات الاستخبارية التي سمعها اعضاء المجلس الوزاري المصغر، فان التغيير يرتبط بتعامل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبو مازن، مع مستقبل المفاوضات مع إسرائيل ودخول سلطته في حالة الغسق.
منذ ورث ياسر عرفات في 2004، يتمسك عباس غالبية الوقت بالحل وفقا لاتفاقات اوسلو: مفاوضات سياسية هدفها النهائي اقامة دولة فلسطينية كجزء من حل الدولتين. وقد دعم فشل مبادرة كيري في آذار 2014، التغيير الذي طرأ على وجهة نظر عباس، وبالتالي على سياسته. الرسالة الجديدة التي حددها في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية أيلول، تدعي ان الدولة الفلسطينية باتت هنا، وحقيقة واقعة.
اذا رغبت إسرائيل بتوثيق ذلك من خلال اتفاق سياسي دائم، فلتتفضل وتبلغنا ذلك. وفي هذه الأثناء سيواصل الفلسطينيون عملهم من خلال اتخاذ خط قتالي في مؤسسات المجتمع الدولي. لقد عرض عباس خلال خطابه في الأمم المتحدة سياسته هذه والمح بذلك الى الجيل الشاب في المناطق بأن القيادة تحولت اليه. ووقعت هذه الرسالة على آذان صاغية، وامتزجت في التوتر الذي تزايد في كل الأحوال حول الحرم القدسي. وعندما اندلعت المواجهات العنيفة في بداية تشرين الأول، مع قتل الزوجين ايتام ونعمى هانكين، قرب نابلس، تأخر تدخل عباس.
لقد انشغل مسؤولون كبار في السلطة، خاصة في التنظيم، الحركة الميدانية لفتح، في التحريض المضاد لإسرائيل بشكل علني، ولكن عباس اختار الصمت. وفقط عندما اتضح له انه يفقد السيطرة على الاوضاع وان رجال التنظيم يشاركون بشكل فاعل في تنظيم المسيرات العنيفة التي تهدف الى مواجهة الجنود الاسرائيليين على مخارج المدن الفلسطينية، اصدر عباس توجيهات حادة للتنظيم بالتوقف عن ذلك. لكن هذا لم يوقف موجة عمليات الطعن - التي كان غالبية منفذيها من الشبان الذين يفتقدون الى انتماء تنظيمي – وانما قلص، على الأقل، من حجم المواجهات العنيفة الحاشدة مع قوات الجيش في الضفة.
والان، ايضا، بعد حوالي شهر من تدخل عباس، لا يزال موقف التنظيم يعتبر الحاسم بشأن التطورات. ويتم وصف ذلك كنقطة ارخميدس: اذا عاد التنظيم الى جبهة المواجهات، فسيحمل رجاله معهم اسلحتهم الى الجبهة الاولى. وبما ان التنظيم يعتبر الجسم المسلح الأكبر بعد الجهاز الأمني الفلسطيني، فانه يتوقع ان تكون لذلك ابعاد بالغة.
في هذه الأثناء يواصل عباس كبح جماح رجاله، ولكن هكذا، ايضا، من الواضح ان الرئيس – وكذلك كل الضالعين الآخرين على الحلبة الفلسطينية – باتوا يحسبون نهايتهم السياسية. النقاش العلني حول الاستقالة المتوقعة والصراع على وراثته يضعف مكانة عباس.
يبدو ان إسرائيل تشعر بقلق من الفوضى التي يمكن ان تحدث في الضفة اثر حدوث ازمة سياسية داخلية، بشكل يفوق قلقها من الابعاد السياسية لموجة العنف المتواصلة بقوة منخفضة. لأنه تقف في الخلفية مصاعب اقتصادية متزايدة في السلطة، وهناك ايضا، امكانية ان يؤدي الدمج بين هذه الضغوط الى تفكك المسؤولية الكاملة للسلطة، لتعود وتشد إسرائيل مرة اخرى الى الداخل، للسيطرة على الجمهور في الضفة خلافا لمصالحها.
السيناريو السوري
تقرر الولايات المتحدة، اخيرا، محاولة وضع حد للمذبحة المتواصلة في سوريا والعمل بشكل فاعل لابعاد الطاغية بشار الأسد عن السلطة. وتعرض الولايات المتحدة على جنرال سوري، من الطائفة العلوية، استلام زمام السلطة وضمان سلامة الطائفة. إسرائيل تكتشف الخطة وتحذر الادارة من خطوات طموحة نهايتها الفشل. الامريكيون يرفضون الاصغاء للتحذيرات والجنرال الذي تواجد مع ابنته في سويسرا حيث تجري عملية جراحية طارئة، يسافر عائدا الى بلاده على أمل ان يصبح الزعيم الجديد. لكن شيئا يتشوش في الخطة: احدهم زرع عبوة في طائرة الجنرال فقتل في الانفجار، لتؤول خطة امريكية اخرى مليئة بالطموح، الى خيبة أمل كبيرة لكل الاطراف.
هذا سيناريو خيالي، حاليا. لكن كتاب سيناريوهات الفصل الخامس من سلسلة التلفزيون "ارض الوطن" لم يبحروا بعيدا على جناحي الخيال. المسلسل الأمريكي الذي يشارك في انتاجه عدد من الإسرائيليين، يركز هذه السنة على الاضطرابات العربية واثارها على ما يحدث في اوروبا وتبدو، تقريبا، وكأنها مستمدة من صفحات جرائد الأسابيع الأخيرة. لكنه تم استكمال التصوير في الصيف المنصرم – ولم يتوقع حتى منتجو المسلسل، التغيير الضخم الذي احدثه التدخل الروسي في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد.
الهجمات الجوية الروسية المكثفة في شمال سوريا، ضد اهداف عديدة لتنظيمات المتمردين، تتواصل هذا الأسبوع، ايضا. وتم بحجم اصغر قصف اهداف في جنوب سوريا، ايضا. ويصرح الروس بأن الهجمات تركز على درعا، المدينة التي بدأ فيها التمرد قبل نحو خمس سنوات. ولكن، عمليا، تم توجيه قسم من عمليات القصف الى مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان، من بينها في موقع يحمل الاسم الرمزي تل الخير الذي تتذكره اجيال الضباط في الجيش الاسرائيلي من السنوات التي استعد فيها الجيش لاحتمال عودة السوريين الى مفاجأتهم كما في يوم الغفران. ولكن الفيلق السوري الخامس لم يعد هناك منذ زمن، وتحولت تل الخير الواقعة على مسافة 18 كلم تقريبا من الحدود الإسرائيلية، الى حصن لتنظيمات المتمردين.
بيان صحفي