رئيس التحرير: طلعت علوي

الارض والاستيطان

الجمعة | 03/06/2005 - 11:26 مساءاً

الارض والاستيطان

فياض عبد الكريم فياض

        يوما بعد يوم تزداد معاناة المواطنين والمزارعين وسكان القرى والمناطق المجاورة للمستوطنات  من اعمال اعتداء المستوطنين .... واصبحت تلك الممارسات عادية  لا تؤثر في النفوس ولا تحرك مشاعر المشاهدين  لان عددها اصبح مرتفعا  ومتكررا ....  ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل بناء المستوطنات وايجاد البؤر الاستيطانية الجديدة  هو عمل عشوائي ابن لحظته ؟ ام انه مخطط  له سابقا وموجود في خططهم السابقة ومدرجة في برامجهم الانتخابية ؟؟!!  للاجابة على السؤال على المعني بالجواب الاطلاع على الخطة الاستراتيجية لدولة اسرائيل حتى عام 2030 .!!!!!

    لحماية الارض لا بد من زراعتها بالاشجار المثمرة او الزراعة الحقلية المستدامة ليجعل سيطرة المستوطنين عليها اصعب , تشير الارقام والاحصائيات ان ما يزيد عن نصف اراضينا جرداء بدون زراعة مع انها جميعا قابلة للزراعة بالاشجار  البعلية المثمرة او الحرجية ... نعم نحن نعاني من شح في المياه ومن جو اصبح متقلبا وغير مستقر ولكن ايضا بالتعامل الصحيح مع التربة وطبيعة الارض يمكن تطبيعها  واقلمتها لتصبح الارض منتجة . ولكن مع الاسف بدل ذلك نرى ان هجرة للارض في ازدياد ونرى هجرة للزراعة وهجرة من الريف الى المدينة .

 

   المستوطنون عنصريون ومعتدون واعداء للانسانية  ولكن السؤال : لماذا يقدم المستوطن على اقامة كرفان في جبل مقفر وبدون كهرباء في البداية ودون اي وسائل للمعيشة  ويضحي بمتاع الدنيا من اجل اقامة البؤرة الاستيطانية قبل ان تصبح بؤرة شرعية حسب شريعتهم .... ولكن هذه البؤر المسيطر عليها دون حق  تبقى ارضا مغتصبة لا يمكن باي حال من الاحوال اعتبارها  ملكا او ارضا لغير اصحابها .  بعد الاستيلاء على الارض يقوم الغرباء بزراعتها بالكروم والبساتين التي تصبح قطعا من جنة الدنيا ؟؟ هل مزارعوهم اقدر من مزارعينا  على الانتاج ؟؟؟ طبعا الجواب لا ! وبكل تاكيد لا !  ولكن الامكانيات التي تتاح لهم والوسائل التكنولوجية التي يستخدموها افضل مما يملك مزارعنا وصاحب الارض ..... لانه مع الاسف غالبا وليس دائما من يعملوا في هذه المزارع هم الفلسطينيون من القرى المجاورة للمستوطنات ولربما ان ابناء اصحاب الارض انفسهم هم من يعمل في هذه المستوطنات . لقمة العيش عزيزة والفقر والجوع اقرب الى الكفر حسب ما رواه الام علي كرم الله وحهه ... ولكن الوطن اغلى ! ان امتناع العمال كافة ودون استثناء من العمل في المستوطنات يقلل الدافعية لدى المستوطنين في الاستثمار الامثل لهذه الارض  وان توفر الايدي العاملة السهلة والرخيصة على حسب معاييرهم يشجع على بلع المزيد من الارض والتوسع في المستوطنات.

   اقترح ان يكون هناك برنامج توعية يتغلغل في اعماق العاملين في المستوطنات وليس التهديد والتخويف وان يصار الى تشكيل جمعيات تعاونية للعناية بقطع اراضي تمنحهم الحكومة حق استثمارها وزراعتها لهذه الجمعيات وبذلك نكسب ثلاثة عصافير بدل عصفور واحد .

التعليـــقات