رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 24 حزيران 2018

الأحد | 24/06/2018 - 10:08 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 24 حزيران 2018


عريقات يتهم: كوشنر وغرينبلات يحاولان إسقاط السلطة الفلسطينية
تكتب "هآرتس" أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قال أمس السبت، إن زيارة الوفد الأمريكي للشرق الأوسط تهدف إلى إسقاط السلطة الفلسطينية و "القضاء على الأونروا" - وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. وحسب عريقات، يسعى الوفد إلى إزالة قضية اللاجئين الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات.
وكان الوفد الأمريكي، الذي يضم كوشنر وغرينبلات، قد اجتمع في الأيام الأخيرة، مع زعماء في الشرق الأوسط، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي مقابلة مع محطة إذاعة "صوت فلسطين"، قال عريقات إن جولة الموفدين الأمريكيين جارد كوشنير وجيسون غرينبلات جاءت بعدما ظنت الإدارة الأمريكية أنها أسقطت ملف القدس. وأضاف: يريدون الآن شطب "الأونروا" من خلال طرح تقديم المساعدات مباشرة للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين بعيدا عن الوكالة الأممية إلى جانب ترتيب صفقة مالية لقطاع غزة بقيمة بليون دولار لإقامة مشاريع، أيضا بمعزل عن الأونروا، وتحت ما يسمى حل الأزمة الإنسانية وكل ذلك من أجل تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار عريقات، إلى أن التركيز على موضوع غزة والحديث عما يسمى أزمة إنسانية كلام حق يراد به باطل ويحمل أهدافا خطيرة وراءه. وكشف أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الموفدين الأمريكيين خلال لقائهما الجمعة، استعداده لتلبية احتياجات غزة من خلال اقتطاع الأموال اللازمة من العائدات الضريبية للسلطة الوطنية.
وأضاف أن الهدف الثاني لزيارة الوفد الأمريكي يتمثل بما تحدثت عنه الولايات المتحدة مؤخرا عبر مقال لغرينبلات، وهو تغيير النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية وإسقاط رئيس السلطة محمود عباس والقيادة الفلسطينية. ومن أجل استهداف القيادة، تبدأ الإدارة الأمريكية بمحاولة إشاعة حالة عدم استقرار وبلبلة في الضفة الغربية.
أما الهدف الثالث، وفق عريقات، فهو محاولة كسر الإجماع الدولي والالتفاف حول القضية الفلسطينية ورفض ما يسمى بـ"صفقة القرن" والمؤامرات الأمريكية التصفوية.
وحسب عريقات، فإن الأطراف التي التقى بها الأميركيون في الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر أوضحت للوفد أن حل النزاع لن يكون إلا بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما في ذلك الاتفاق على قضية اللاجئين. وقال: "نحن نقدر الموقف العربي ونأمل أن تفهم الإدارة أن القضية الفلسطينية ليست قابلة للمساومة".
واجتمع عريقات مع وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي في عمان، بعد لقاء الأخير مع كوشنر. وقال إن الولايات المتحدة لا تملك خطة يمكن أن تشكل قاعدة لمفاوضات جدية مع إسرائيل.
وكان نتنياهو قد اجتمع يوم الجمعة، مع كوشنر وغرينبلات في مكتبه في القدس. وحضر اللقاء سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون دريمر. وقال مكتب نتنياهو والبيت الأبيض إن الطرفين ناقشا التقدم في عملية السلام والوضع في قطاع غزة.
وتكتب "يسرائيل هيوم" في هذا الصدد، أن المتحدث بلسان الرئيس أبو مازن، نبيل أبو ردينة، قال إن "التفاف المبعوثين الأمريكيين وتجاهلهما للقيادة الفلسطينية لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود: إن عنوان تحقيق السلام لا يتم إلا من خلال القيادة الفلسطينية، المدعومة من الدول العربية، التي أوضحت ذلك للمبعوثين الأمريكيين".
وقال مسؤول فلسطيني كبير آخر للصحيفة إن "أبو مازن يتعرض لضغط هائل كي يوافق على مقابلة مبعوثي ترامب والاستماع إلى النقاط الرئيسية للخطة التي تم وضعها في واشنطن، لكن أبو مازن أوضح أنه لا يرى الأمريكيين كوسيط عادل ولا يريد مقابلتهما".
وكتبت "يديعوت احرونوت" أن مصادر في ديوان أبو مازن صرحت بأنه "يجب على الوفد الأمريكي أن يتخلص من وهم إمكانية خلق واقع زائف من خلال المناورات السياسية وتزوير التاريخ، العنوان الصحيح لإقامة سلام عادل وشامل يتواجد لدى صناع القرار الفلسطينيين - الرئيس الفلسطيني أبو مازن".
وتكتب الصحيفة أن اختيار الوفد الأمريكي التركيز على الوضع في غزة يرمز إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى تخفيض التوقعات والتلميح إلى أن الظروف لما تنضج بعد لعرضة صفقة القرن. وتضيف أنه على الرغم من تصريح نتنياهو ب
أن "الزيارة كانت مهمة لأمن الدولة"، فإن إسرائيل تخشى قيام الأمريكيين بتضمين الخطة مركبات أقل مريحة لها في مسالتي القدس والمستوطنات، من أجل إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات. وقال مصدر سياسي: "في الوقت الحالي لا يبدو أن الأمريكيين اتخذوا قرارا بشأن وضع الخطة ومتى سيتم ذلك. السبب هو أن الإدارة تستثمر معظم جهودها الدبلوماسية في كوريا الشمالية وإيران."
قطار من إسرائيل إلى السعودية؟
تدعي "يسرائيل هيوم" أن هناك خطوة أخرى، تدل على التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، باستثناء الموقف من ايران. ووفقا لما تنشره الصحيفة فقد اتفق رئيس الوزراء ووزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، هذا الأسبوع، على إطلاق خطة لإنشاء سكة حديد بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. ووفقا للخطة سيتم عبر هذا الخط نقل البضائع من أوروبا إلى الدول العربية عبر إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية مع شركاء من السلطة الفلسطينية.
وحسب الخطة من المفترض أن يصل الخط إلى جسر الشيخ حسين، في شمال غور الأردن، ويمر عبر الحدود إلى المملكة الأردنية، ومن هناك سيتم مد خط للسكة الحديدية باتجاه الجنوب، ليصل إلى المملكة العربية السعودية، التي باتت جاهزة للتواصل مع البنية التحتية المخطط لها.
وفقا للخطة، سيتم تنفيذ المشروع بشكل مشترك من قبل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية مثل الصين، التي لديها مصلحة اقتصادية في الطرق البحرية والبرية لنقل البضائع إلى الشرق. وأوعز نتنياهو إلى رجاله، بما في ذلك رئيس مجلس الأمن القومي، بتقديم المساعدة لتنفيذ الخطة.
ووفقاً للضالعين في الخطة، فإن المبادرة تقوم على أساس الأمن المشترك والاستخبارات والمصالح الاقتصادية، كجزء من التعاون المتنامي بين دول المنطقة ضد إيران. وقال الوزير يسرائيل كاتس إن "المبادرة ستعزز الاقتصاد الإسرائيلي ومكانة إسرائيل في المنطقة، فضلاً عن المحور المعادي لإيران في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة وبتعاون إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول العربية المعتدلة".
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، تم تفعيل خط نقل مماثل بواسطة مئات الشاحنات التي تنقل يوميًا من خليج حيفا إلى جسر الشيخ حسين وبالعكس، البضائع القادمة من أوروبا وتركيا أو من الدول العربية.
زيارة الأمير ويليام تكاد تسبب أزمة دبلوماسية قبل وصوله غدا
تكتب "يسرائيل هيوم" أن زيارة المير ويليام إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تكاد تسبب أزمة قبل وصوله المنتظر إلى المنطقة اليوم. وسيكون الأمير ويليام أول شخص من العائلة الملكية البريطانية يزور إسرائيل بشكل رسمي، كجزء من جولة إقليمية ستبدأ في الأردن. ومن المتوقع وصول الأمير إلى عمان، اليوم، حيث سيتم استقباله في المطار من قبل ولي العهد الأمير حسين، بسبب تواجد الملك عبد الله في واشنطن. وفي ساعات السماء سيغادر عمان قادما إلى إسرائيل.
وقد أثارت زيارة الأمير إلى الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية عدة حوادث دبلوماسية قبل أن تبدأ، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن زيارته والذي استخدمت فيه بريطانيا مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة". وبعد الاستياء في إسرائيل، غيرت السفارة البريطانية في إسرائيل صيغة الإعلان وقالت إن "دوق كامبريدج سيزور المملكة الأردنية، إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
وسيصل الأمير إلى رام الله، يوم الأربعاء، بعد يومين في إسرائيل. وسيجتمع بالرئيس الفلسطيني أبو مازن ويتوقع أن يتناول طعام العشاء على مائدته. وكان أبو مازن قد صرح عشية الزيارة انه يرحب بهذه الزيارة الهامة، مضيفا: "أنا وشعب فلسطين كله نأمل بأن تسهم الزيارة في تدعيم الصداقة الطويلة بين الشعب الفلسطيني والأمة البريطانية".
الجيش الإسرائيلي أطلق النار على مطلقي الطائرات الورقية
كتبت "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي، أعلن، أمس السبت، أن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على مجموعة من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلال محاولتهم إطلاق بالونات مشتعلة باتجاه إسرائيل، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. ووفقا لسلطة المطافئ فقد اندلع، أمس السبت، 26 حريقا في غلاف غزة، نتيجة للطائرات الورقية والبالونات المشتعلة، وتمت السيطرة عليها.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع بأنه قلل من شأن تأثير الطائرات الورقية المشتعلة والضرر الذي تسببت به لسكان محيط غزة والمستوى السياسي، لكن تقرر عدم تصفية مطلقي إطلاق الطائرات الورقية خوفا من إلحاق الضرر بالسكان غير المتورطين والتصعيد الذي سيسببه.
المئات تظاهروا في قطاع غزة. ووزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن إصابة سبعة أشخاص بجراح خطيرة
في خبر آخر تكتب "هآرتس" أن مئات الفلسطينيين تظاهروا، أمس الأول الجمعة، قرب السياج الحدودي في قطاع غزة، بحسب اللجنة المنظمة للمظاهرات. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد أصيب 44 شخصاً بنيران الجيش الإسرائيلي، سبعة منهم جراحهم خطيرة. وتم نقل 86 منهم إلى المستشفيات في قطاع غزة.
وجرت المسيرات، يوم الجمعة، دعما لجرحى المسيرات، التي بدأت في نهاية آذار. وحضر الكثير من الجرحى إلى الخيام المقامة على طول السياج مع آلاف المتظاهرين. وأشادت حماس بمشاركة الجرحى، وقالت: "هذا دليل على أن كل محاولات ردع وإخافة المشاركين قد فشلت".
إصابة ثلاثة جنود في عملية دهس يشتبه بأنها متعمدة
تكتب "هآرتس" أن ثلاثة جنود من قيادة الجبهة الداخلية أصيبوا بجروح طفيفة جراء اصطدام سيارة بهم، مساء أمس السبت، في قرية حوسان، بالقرب من مستوطنة بيتار عيليت. ويجري فحص الاشتباه بوقوع عملية دهس متعمدة. ووفقاً لمكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أصيب الجنود في الأطراف، وتم نقلهم للعلاج في مستشفى "شعاري تصيدك" في القدس.
وقال مصدر أمني فلسطيني لصحيفة "هآرتس" إن المشتبه به، وهو من سكان مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم، اتصل بالسلطات الأمنية الفلسطينية وادعى أن الحادث كان مجرد حادث طرق. واتصل المشتبه به بسكان من مخيم اللاجئين وأوضح لهم أن ذلك كان حادثًا وأنه حاول تسليم نفسه عبر السلطة الفلسطينية، لكن الأجهزة الأمنية رفضت مساعدته في ذلك.
وقال مصدر فلسطيني في مخيم اللاجئين لصحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي اعتقل شقيق المشتبه به قبل يومين، وبالتالي لا يمكن الاستبعاد أنه حاول الانتقام.
إسرائيل تمول بمئات آلاف الشواكل مزارع يهودية غير قانونية في الضفة الغربية
تكتب صحيفة "هآرتس" أن الدولة تدعم مالياً مزرعتين غير قانونيتين أقامهما المستوطنون في الضفة الغربية على أرض ليست حكومية. وتقع إحدى هاتين المزرعتين في مستوطنة إفرات، في منطقة غوش عتصيون، والأخرى في مستوطنة جيفاع بنيامين، في وسط الضفة الغربية. وفقاً لميزانية إفرات، حولت الحكومة، العام الماضي، مبلغ 992،000 شيكل إلى المزرعة القائمة فيها، لكن ليس من الواضح ما هي الوزارات الحكومية المسؤولة عن تحويل الميزانية. وتم إنشاء المزارع من قبل السلطات المحلية في المستوطنات، وتخصص وزارة التعليم ساعات للدراسة فيها. وأكدت السلطات ووزارة التعليم العلاقة بالمزارع التي تستخدم في "التعليم الزراعي الإيكولوجي" ويتم إحضار الطلاب إليها.
وتم تأسيس المزارع منذ حوالي عقد مضى على جيوب في منطقة الأراضي الحكومية التي بنيت عليها المستوطنات. ولا تستطيع الدولة بناء أو ترتيب المباني غير القانونية في هذه الجيوب لأنها قد تكون ذات ملكية خاصة للفلسطينيين. في حالة المزرعة في إفرات، تبين الصور الجوية التاريخية التي تحتفظ بها جمعية "كرم نبوت" أن المنطقة التي أُقيمت فيها كانت مزروعة في الماضي ويُعتقد أنها تنتمي إلى الشخص الذي زرعها، كما هو منصوص عليه في القانون العثماني الذي كان ساريا في الضفة الغربية.
وقال درور اتاكس من منظمة "كرم نبوت": "مرة أخرى، تم ضبط استيلاء مستوطنة إفرات على أرض جيرانها الفلسطينيين. هذه المرة أيضا، سيقولون إن هذه هي "أرض حكومية"، كما هو الحال في أرض المكتبة، والمتنزهات، ومواقف السيارات ونادي الشباب (في المستوطنة 12). لكن الحقيقة بسيطة: إفرات هي فرع أكثر ذكاء بقليل في مشروع السلب الذي تديره إسرائيل في الضفة الغربية."
بعد انسحاب الولايات المتحدة، الممثلون الإسرائيليون يغيبون عن مجلس حقوق الإنسان الدولي
قال دبلوماسيون لوكالة أسوشيتد برس إن الممثلين الإسرائيليين تغيبوا عن المناقشات الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد انسحاب الولايات المتحدة من المجلس. وقال الدبلوماسيون إن إسرائيل "خفضت" مشاركتها في المجلس بعد أيام من انسحاب الولايات المتحدة منه بادعاء "التحيز المزمن" ضد إسرائيل.
وأوضح الدبلوماسيون أن الخطوة لم تكن قرارًا رسميًا ويمكن أن تتغير من يوم إلى آخر. وأكد متحدث باسم المجلس أن إسرائيل لم تشارك في المناقشات يوم الجمعة وأن مقعدها ظل فارغا. ولم يشارك الممثلون الإسرائيليون في مناقشات يوم الجمعة، التي تناولت التمييز ضد النساء. وقد افتتحت الدورة الحالية للمجلس يوم الاثنين. ويشار إلى أن إسرائيل ليست احدى 47 دولة عضوا في المجلس، وتتمتع بمكانة مراقب فقط. ورفضت وزارة الخارجية التعليق على النبأ.
مقالات
"صفقة القرن" قد تسقط في القاهرة
يكتب تسفي برئيل في "هآرتس"، أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات لا يساوره أدنى شك بأن الهدف من "صفقة القرن" الأمريكية هو "الإطاحة بالقيادة الفلسطينية واستبدال محمود عباس"، كما قال يوم أمس السبت. عريقات متأكد بأن الأمريكيين ينوون تجاوز الأونروا عن طريق تحويل الأموال المخصصة للاجئين مباشرة إلى البلدان المضيفة لهم، مما سيؤدي إلى تقويض مشكلة اللاجئين، احدى القضايا الأساسية المعقدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أن ما تتخوف منه السلطة الفلسطينية هو ما وصفه الفلسطينيون بأنه "مؤامرة إسرائيلية وأمريكية وسعودية ومصرية تهدف إلى الفصل بين غزة والضفة الغربية وتوفير حل اقتصادي لغزة مع تقوية حماس، وبالتالي تجنب المفاوضات السياسية حول مستقبل فلسطين"، كما قال مصدر رفيع في السلطة الفلسطينية لصحيفة "هآرتس". وكما يبدو فإن هناك ما يستند إليه هذا التخوف. وفقا لتقارير وسائل الإعلام المصرية، التي تعتمد على مصادر دبلوماسية غربية، فإن الخطة الأمريكية هي إقامة منطقة تجارة حرة بين غزة والعريش، حيث سيتم بناء خمسة مشاريع صناعية كبيرة. وبناء على طلب إسرائيل، ستقام هذه المشاريع على أراضي مصر، وهي التي ستشرف على أنشطتها وعلى مرور العمال من غزة إلى سيناء. وسيأتي ثلثا العمال من غزة والثلث الآخر من سيناء، وسيتم بناء ميناء فلسطيني - مصري مشترك ومحطة طاقة شمسية، وإذا ما نجح التخطيط فسيتم إنشاء مطار أيضا.
وسيبقى قطاع غزة في أيدي حماس، ولكن بالتنسيق الكامل مع مصر التي أجرت في الأشهر الأخيرة مفاوضات مكثفة مع قيادة حماس حول إجراءات السيطرة على المعابر الحدودية. مصر، التي فتحت معبر رفح في رمضان، ستبقي المعبر مفتوحًا لمدة شهرين آخرين، حتى عطلة عيد الأضحى، وتنوي تركه مفتوحا إلى أجل غير مسمى. والمعبر مفتوح الآن ليس فقط أمام تحركات الناس، ولكن أيضا لنقل البضائع ومواد البناء - خلافا لموقف إسرائيل. وتوضح مصر لإسرائيل أنها إذا لم توافق على التخفيف بشكل كبير عن قطاع غزة، فإن سياسة الإغلاق يمكن أن تنهار.
هذه هي أيضًا رسالة لا لبس فيها للسلطة الفلسطينية، مفادها أنه إذا استمر محمود عباس في عرقلة المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حماس وفتح، فسوف يتم الفصل بين غزة والضفة الغربية، وبذلك سينتهي الحل السياسي الموحد بين الجزأين الفلسطينيين. ويبدو أن الرسالة المصرية بدأت تؤتي ثمارها؛ فوفقا ليحيى رباح، المسؤول الكبير في فتح في الضفة الغربية، من المتوقع أن تبدأ السلطة الفلسطينية في دفع الرواتب المجمدة للمسؤولين في غزة. بالإضافة إلى ذلك، ستستأنف محادثات المصالحة بين فتح وحماس بالتنسيق مع مصر، بهدف تجديد نشاط حكومة التوافق في غزة.
في الوقت نفسه، فإن مصر، التي تشعر بقلق خاص إزاء التطورات في غزة، لا تقبل المبادرة الأمريكية بشكل كامل. وفي يوم الخميس، بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات عباس كامل، أوضح المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي، أن مصر لا تدعم الفكرة السعودية بأن تكون عاصمة فلسطين في أبو ديس.
وقال المتحدث "إن مصر تدعم جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة وفقا للقرارات الدولية السابقة ومبدأ الدولتين لشعبين ضمن حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة فلسطين". وأضاف أنه "لا يمكن لأي خطة اقتصادية لتنمية غزة أن تكون بديلاً عن خطة سياسية مقبولة للفلسطينيين." بهذه الطريقة، تقسم مصر العملية إلى مرحلتين: المساعدات إلى غزة وتنمية اقتصادها كجزء من تعزيز الحدود بينها وبين غزة، والمفاوضات السياسية الشاملة المستقلة عن التطورات الاقتصادية في قطاع غزة.
كما التقى ملك الأردن، عبد الله، مع المبعوثين الأمريكيين، وهو قلق بشكل خاص من نية المملكة العربية السعودية حرمانه من رعاية الأماكن المقدسة في القدس التي ضمنتها له اتفاقيات السلام بين إسرائيل والأردن. كما يقلقه استمرار السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، كجزء من اتفاقيات السلام. على المدى القريب، لا يعترض الملك الأردني على التطوير الاقتصادي المنفصل لغزة، لكنه يضم صوته إلى الموقف العربي التقليدي القائل بأن غزة والضفة الغربية لن تكون أجزاء منفصلة عن الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ووفقاً لمصادر عربية، يبدو أن الملك السعودية، سلمان، وابنه ولي العهد محمد بن سلمان يختلفان في هذه المسألة. ففي حين يؤيد الأمير محمد بشكل قوي الخطة الأمريكية والفصل بين غزة والضفة الغربية، فإن والده يشعر بالقلق إزاء الانتقادات التي سيتعرض لها هو والمملكة لأن هذا يعين تخليه عن مبادئ المبادرة السعودية (المبادرة العربية لعام 2002) عبر تفكيك "المشكلة الفلسطينية" إلى عنصرين والتخلي عن المطلب المبدئي – الأيديولوجي الذي يعتبر القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
ومع ذلك، فإن المبادئ السياسية لـ "صفقة القرن" لا تسبب فقط الخلاف بين القادة العرب. فبيان ترامب، الذي قال فيه إنه سيسعى لدى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر للمشاركة في تمويل مشاريع جديدة في غزة، يواجه معارضة شديدة من قبل السعودية والإمارات لمشاركة قطر. وقد أوضحتا للمبعوثين الأمريكيين أن مشاركة دولة قطر تعني إدخال إيران إلى غزة من الباب الخلفي، وانهما يمكنهما لوحدهما تحمل أعباء التمويل الخاص، الذي يقدر بمليارات الدولارات، إذا تم الاتفاق على ذلك مع مصر وإسرائيل. وقد أعلنت الإمارات بالفعل في العام الماضي، أنها مستعدة لتخصيص 40 مليون دولار لبناء محطة لتوليد الطاقة، وتمويل النشاط الجاري في غزة بقيمة 15 مليون دولار.
في حين أن النزاع العربي الأمريكي حول التسوية النهائية للمشكلة الفلسطينية يلعب إلى يد إسرائيل، فإنه سيتعين عليها قريبا اتخاذ قرار عملي بشأن غزة. ظاهرا، إن تركيز الحل في غزة على المشاريع الاقتصادية يلعب إلى أيدي إسرائيل عن طريق تحويل غزة إلى قضية إنسانية، وليست قضية سياسية. ومع ذلك، من المرجح أن تؤدي النزاعات السياسية في إسرائيل إلى نسف هذه الخطوة بطريقة قد لا تضع إسرائيل في مواجهة عسكرية في غزة، فحسب، بل مواجهة مع واشنطن أيضًا.

التعليـــقات