رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 كانون الثاني 2017

الخميس | 19/01/2017 - 02:47 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 كانون الثاني 2017

 

اضراب في الوسط العربي، اليوم، احتجاجا على جريمة القتل في ام الحيران

تكتب صحيفة "هآرتس" ان لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في اسرائيل، اعلنت امس، الحداد لثلاثة أيام والاضراب العام في السلطات المحلية العربية، اليوم الخميس، في اعقاب الاحداث التي وقعت في قرية ام الحيران في النقب، امس. وتقرر اعلان الاضراب في الجهاز التعليمي في النقب، بينما يتم تكريس اول حصتين في بقية المدارس العربية في البلاد، للحديث عن الموضوع.

ودعا رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، الجماهير العربية للوصول الى ام الحيران، اليوم الخميس، والمشاركة في تشييع ابن القرية يعقوب موسى ابو القيعان، الذي قتلته الشرطة، وتحويل الجنازة الى تظاهرة احتجاج ضد هدم البيوت العربية. كما تقرر تنظيم مسيرة، يوم السبت، في وادي عارة، فيما جرت مساء امس، تظاهرات في العديد من المدن والبلدات العربية في الجليل والمثلث.

ومن بين التظاهرات التي جرت، مساء امس، تظاهرة في مدينة تل ابيب بمشاركة النائبين دوف حنين (القائمة المشتركة) وعيساوي فريج (ميرتس). وقال حنين: "لدينا في اسرائيل رئيس حكومة متورط الان في تحقيقات جنائية. هناك مقولة مقلقة جدا وهي ان عمق التحقيق كعمق الحريق الذي يشعله. رئيس الحكومة نتنياهو حدد المواطنين العرب كهدف سهل". كما تظاهر حوالي 150 شخص بجانب منزل رئيس الحكومة في القدس، وهتفوا: "اليهود والعرب ضد هدم البيوت"، "كفى لهدم البيوت، كفى لقتل المواطنين" و"حكومة الفساد تقود العنصرية".

وكان ابو القيعان قد دهس صباح امس، الشرطي ايرز (عمادي) ليفي، وقتله، فيما اصيب شرطي اخر بجراح متوسطة. وحسب الشرطة فقد نفذ ابو القيعان عملية دهس، لكن شهود عيان قالوا ان ابو القيعان تعرض الى نيران الشرطة اولا، ففقد السيطرة على سيارته ودهس الشرطيين.

واثار الشريط الذي نشرته الشرطة بعد الحادث تساؤلات عديدة حول ظروف الحادث. ففي الشريط تظهر الشرطة وهي تتقدم نحو السيارة وتطلق النار، وبعد ذلك اسرعت السيارة واصابت الشرطيين. وليس من الواضح ما اذا كان السائق على قيد الحياة حين دهس الشرطيين.

وادعى وزير الامن الداخلي في منشور له على صفحة تويتر ان الشرطة طالبت السائق بالتوقف ولما لم يصغ اليها اطلقت النار في الهواء، وعندها اسرع بسيارته لدهس قوات الشرطة. وكتب اردان: "من اجل توضيح الشريط (سيما انه سيقوم الان من يدعمون المخرب): السيارة سافرت باتجاه قوات الشرطة، فطالبوها بالتوقف، وعندما واصلت – اطلقت الشرطة النار في الهواء، فحرف المخرب المقود واسرع لكي يدهس افراد الشرطة".

وكانت قوات كبيرة من الشرطة قد وصلت الى ام الحيران صباح امس، لحماية القوات التي حضرت لهدم 15 منزلا في اطار مخطط إخلاء القرية التي ستقام على اراضيها مستوطنة يهودية. وبعد حادث الدهس وقتل المواطن والشرطي اندلعت مواجهات في القرية.

وبعد فترة وجيزة من تسريب الشريط الذي التقطته طائرة تابعة للشرطة، نشرت الشرطة شريطا اخر اضافت اليه عناوين حول الحادث. ولا يشير شريط الشرطة الى قيام افرادها بإطلاق النار قبل وقوع حادث الدهس، وتعتبر بداية الحادث منذ لحظة زيادة سرعة السيارة.

وقالت الشرطة بعد نشر الشريط انه "في الشريط يمكن رؤية المخرب وهو يقف على جانب الطريق، فيما كانت اضواء السيارة مطفأة، وحين لاحظ طاقم المحاربين سارع نحوهم وأصابهم".

ويثير توقيت هدم 15 منزلا في ام الحيران، بعد اسبوع من هدم 11 منزلا في قلنسوة، غضبا كبيرا في المجتمع العربي. وربط العرب بين حملة الهدم الاخيرة وبين التقارير المتعلقة بالتحقيقات ضد رئيس الحكومة نتنياهو، وادعوا ان سكان البلدات العربية يواجهون التمييز مقارنة بمستوطني عمونة. ووجه مركز عدالة القانوني، الذي يترافع عن سكان ام الحيران، اصبع الاتهام لنتنياهو وحكومته، وقال ان "شرطة اسرائيل تثبت مرة اخرى انها تعتبر الجمهور العربي عدوا".

والتقى عدد من ممثلي القائمة المشتركة، مساء امس، مع سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل، والمسؤول عن الشرق الاوسط في المفوضية الاوروبية، وطالبوا بالتدخل الاوروبي لوقف هذا التعامل مع المواطنين العرب وهدم بيوتهم. وقال النائب يوسف جبارين، رئيس طاقم العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، قبل اللقاء، ان القائمة المشتركة ستطالب بالتدخل الاوروبي الناشط من اجل اجبار الحكومة الاسرائيلية على تغيير سياستها ازاء المواطنين العرب، وكي تتوقف الحكومة عن هدم البيوت العربية وتصادق على خرائط هيكلية تتجاوب مع احتياجاتهم".

وعقب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد ظهر امس على الاحداث العنيفة خلال إخلاء ام الحيران، وقال: "ليس فقط ان مثل هذا الحادث لا يردعنا، بل انه يعزز قوتنا، ويعزز اصرارنا. دولة اسرائيل اولا هي دولة قانون، وسيتم فيها تطبيق القانون بشكل متساوي".

وجاء من مكتب نتنياهو ان الاخير عقد جلسة مشاورات مع وزير الامن الداخلي غلعاد اردان والقائد العام للشرطة روني الشيخ، وفي ختام اللقاء صدر بيان جاء فيه ان "رئيس الحكومة يبعث بتعازيه الى عائلة الشرطي ايرز عمادي. لقد كان ايرز شرطيا ممتازا، وهو ابن شرطي، وقتل صباح اليوم (امس) في عملية دهس. هذا هو حادث الدهس الثاني الذي يقع خلال ايام معدودة. نحن نحارب ظاهرة القتل هذه التي تضرب اسرائيل والعالم".

واضاف نتنياهو: "اطلب من الجميع، وعلى رأسهم اعضاء الكنيست، اظهار المسؤولية والتوقف عن تأجيج الغرائز والتحريض على العنف. الجمهور البدوي هو جزء منا، نحن نريد دمجه في المجتمع الاسرائيلي وليس جعله متطرفا، وابعاده عن مركز حياتنا. قوات الشرطة تعمل في المكان وفقا للصلاحية ولا احد يملك حق اعاقة عملها".

وهاجمت وزيرة القضاء اييلت شكيد، النائب ايمن عودة في اعقاب المواجهات في ام الحيران، وقالت ان "ايمن عودة محرض وكاذب. بدل تهدئة جمهوره ودعم التعايش، يفعل العكس. الجمهور العربي لأسفي هو الذي ينتخبه ويتواجد في هذه المأساة". وقالت للقناة 20: "هذه احداث قاسية جدا، هي في الاساس نتاج تحريض النواب العرب وحركات اليسار المتطرف التي دخلت الى الصورة في الأيام الاخيرة".

وتطرق رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الى المواجهات وقال: "نحن في خضم حادث رهيب، قتل خلاله الشرطي ايرز ليفي على ايدي مخرب في عملية ارهابية اجرامية". وقال انه تحدث مع القائد العام للشرطة ومع قادة المجتمع العربي، مضيفا: "علينا الفصل بصورة واضحة بين العملية الارهابية الصعبة التي وقعت في الصباح، وبين تطبيق القانون وهدم المباني غير القانونية التي لا يمكن ترخيصها". وحسب اقواله، "يجب المحاربة بقبضة حديدية وبدون مساومة" وتنظيم الاستيطان البدوي في الجنوب "هو تحدي قومي ومدني يواجه اسرائيل منذ سنوات بعيدة".

وقالت القائمة المشتركة انها تحذر من ابعاد التصعيد الخطير لهدم القرى العربية في النقب واقامة مستوطنات على انقاضها. الهجوم العسكري الذي شنته الشرطة وقوات الامن على ام الحيران يعيد الى الذاكرة احداث اقتلاع وهدم البلدات العربية خلال نكبة 1948". واضافت القائمة ان الشرطة حولت تقارير كاذبة الى وسائل الاعلام في ادعائها بأن مقتل الشرطي خلال المواجهات هو "عمل ارهابي" متعمد، وذلك قبل اجراء أي فحص.

واتهم وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان النائب ايمن عودة الذي اصيب خلال المواجهات، بالتحريض وطالب المستشار القانوني للحكومة بفتح تحقيق ضده. وقال: "يجب التحقيق مع النائب عودة بسبب التحريض وعرقلة عمل الشرطة". كما اصيب النائب اسامة السعدي خلال المواجهات. وتم نقل عودة والسعدي الى مستشفى سوروكا حيث تم تقديم العلاج لهما.

وخلال تشييع جثمان الشرطي قال قائد الشرطة روني الشيخ في كلمته: "في الآونة الأخيرة تظهر ايديولوجيات متطرفة مثل داعش. الجميع يعرفون ان المخرب عمل مدرسا في مدرسة تم فيها اعتقال ستة معلمين اختاروا تعليم ايديولوجية داعش. العنف الداخلي هو ظاهرة تدل على غياب الحكم. للأسف بعض القادة قرروا عدم شجب العملية، وبعضهم اختار التحريض بدل تطبيق القانون. شرطة اسرائيل ستعمق دورياتها في الوسط العربي وستحارب الارهاب حيث يظهر. الاعمال الارهابية لن تضعفنا".

اوباما: "الوضع الراهن غير مستقر، يهدد اسرائيل وسيئ للفلسطينيين"

تكت "هآرتس" انه خلال المؤتمر الصحفي الاخير الذي عقده الرئيس الامريكي براك اوباما، مساء امس في البيت الابيض، قبل يومين من تسليم الادارة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، تطرق الى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وقال: "لا زلت قلقا ازاء الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، وانا قلق ايضا، لأن الوضع الراهن غير مستقر وهذا يشكل خطرا على اسرائيل، سيئ للفلسطينيين، وسيئ للمنطقة وسيئ للأمن القومي الأمريكي. لقد فعلت كل ما استطعت من اجل حله، استثمرنا الكثير من الطاقة والجهود والوقت. كان من الواضح لنا دائما انه لا يمكن لنا فرض السلام. نحن يمكننا توفير المنصة لكنه لا يمكننا اجبارهم على صنع السلام".

وأضاف اوباما انه "في ضوء المتغيرات السياسية الاسرائيلية والفلسطينية، وفي ضوء كل المتغيرات في المنطقة وتخوف اسرائيل من الفوضى في المنطقة ونمو داعش، فان كل ما اردنا عمله هو الحفاظ على فكرة الدولتين للشعبين، لأنه لا يوجد بديل اخر. انا لا ارى أي حل لهذا الصراع بشكل تبقى معه اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية من دون قيام دولتين. عدم قيام دولتين يعني في مفهوم معين استمرار الاحتلال. ستبقى لدينا دولة واحدة مع ملايين البشر الخاضعين للاحتلال. لا يمكن حتى تسميتهم مواطنين".

وتطرق اوباما الى قرار مجلس الامن بشأن المستوطنات، وقال ان "الهدف من مشروع القرار كان القول بأن وتيرة نمو المستوطنات تجعل حل الدولتين مستحيلا. كان من المهم لنا بث رسالة، دعوة الى اليقظة والتحذير من ان هذه اللحظة تمر. يجب على الاسرائيليين والفلسطينيين الفهم بأن هذه اللحظة تختفي. الرئيس الجديد ستكون له سياسته الخاصة، وموقفه المخالف لموقفي. سنرى كيف سيكون موقفه في النهاية ازاء اسرائيل. لا اريد التنبؤ اليوم بما سيحدث. ما يمكن قوله هو ان الوضع متقلب جدا. كما قلت في مرات سابقة كثيرة، هناك ابعاد كثيرة لخطواتنا. وسيكون على الرئيس الجديد اعادة تقييم ما فعله سابقوه. اذا قام بإجراء تغيير كبير في السياسة، يجب عليه التفكير بما سيحدث لاحقا، وانه ستكون ابعاد لكل خطوة".

ليبرمان يمدد ولاية ايزنكوت لسنة رابعة

تكتب "هآرتس" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، قرر امس الاربعاء، تمديد ولاية رئيس الاركان غادي ايزنكوت لسنة رابعة. وحسب بيان الوزير، فقد تم اتخاذ القرار بالتشاور مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وسيتم طرحه للتصويت عليه في الحكومة بعد اسبوع ونصف.

وقال ليبرمان ان الجنرال ايزنكوت هو رئيس اركان يحظى بالتقدير، ويقود الجيش بنجاح وبمهنية كبيرة. وحسب البيان فان "التعاون المثمر في العمل معه سيسمح بمواصلة دفع المخططات واعداد الجيش للتحديات التي تنتظره، وتعزيز امن اسرائيل".

يشار الى ان ايزنكوت سيخضع هذا الاسبوع لما سمي "اجراء طبي" في مستشفى بيلنسون. وخلال غيابه عن قيادة الجيش سيتسلم مكانه نائبه يئير جولان. وقد صادق وزراء الحكومة على تسليم قيادة الجيش لجولان، خلال جولة محادثات هاتفية جرت امس. وسيتسلم جولان قيادة الجيش ابتداء من اليوم وحتى موعد لا يتجاوز الخامس من شباط.

سلاح الجو يتسلم المجموعة الاولى من صواريخ "السهم 3"

تكتب "هآرتس" ان وزارة الامن الاسرائيلية والوكالة الامريكية لمكافحة الصواريخ، سلمتا لسلاح الجو الاسرائيلي، امس الاربعاء، المجموعة الاولى من صواريخ منظومة الدفاع الجوي "السهم 3". وتسهم منظومة "السهم 3" في ترقية القدرات الاسرائيلية على التصدي للصواريخ الباليستية، وتكمل بذلك الطبقة الثالثة من منظومة التصدي للصواريخ والقذائف. هذه المنظومة ستكمل قدرات التغطية التي توفرها منظومة "السهم 2"، بالإضافة الى منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ والقذائف متوسطة المدى، وبطارية "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى.

ويجري انتاج صواريخ "السهم 3" في الصناعات الجوية الاسرائيلية بمشاركة شركة "اليسرا" التابعة لمجمع "البيت"، وشركة بويينغ الامريكية والادارة الامريكية. وتركز المشروع كله ادارة "السور" في وزارة الأمن. وقال رئيس الدائرة موشيه فتال، امس، ان "صواريخ السهم 3 تتمتع بقدرات تكنولوجية خارقة على مستوى عالمي. قدراتها على التصدي اطول وأعلى – أعلى بكثير من الغلاف الجوي – واكثر دقة. هذا ارتقاء كبير لغلاف الدفاع في دولة اسرائيل، وسوية مع صواريخ السهم 2، ستتوفر فرص تصدي تقلص فرص اصابة الدولة".

في ظل التحقيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من المتوقع ان يقرر الوزراء، يوم الاحد القريب، ما اذا سيدعمون مشروع القانون الذي يهدف الى منع التحقيق مع رئيس الحكومة اثناء توليه لمنصبه. وبادر الى مشروع القانون هذا رئيس لجنة الداخلية البرلمانية، النائب دودي إمسلم (ليكود)، المسؤول عن مراقبة الشرطة من قبل الكنيست. وقالت المعارضة ان إمسلم يستغل ذلك من اجل اضعاف المحققين، بينما اوضح إمسلم بأن المقصود خطوة مبدئية لا تهدف الى تحرير نتنياهو من التحقيق، ولذلك اضاف بندا يحدد بأن القانون لن يسري على تحقيقات بدأت قبل المصادقة عليه.

هذا القانون يشكل عمليا، تعديلا لقانون اساس الحكومة، ويحدد ان "المستشار القانوني للحكومة لا يسمح بالتحقيق تحت طائلة التحذير مع رئيس حكومة يؤدي مهامه، الا في حال ارتكاب مخالفات الجنس او العنف او الامن او المخدرات، او اذا كان من شأن تأجيل التحقيق ان يسبب ضررا امنيا او اقتصاديا كبيرا". كما يحدد التعديل القانوني بأنه لا تسري الاقدمية على تحقيقات، تم وقفها في هذه الظروف، ويمكن مواصلة التحقيق فيها بعد انهاء رئيس الحكومة لولايته.

وكتب امسلم في مقدمة مشروع القانون انه "في السنوات الأخيرة كانت هناك حالات انشغل فيها رؤساء الحكومة بالتحقيقات ضدهم، واحيانا بسبب امور حدثت قبل توليهم لمنصبهم. من اجل منع ذلك، يقترح التحديد بأنه لا يتم فتح تحقيق بتاتا ضد رئيس الحكومة خلال شغله لمنصبه". وقال مسلم ان "على رئيس الحكومة اتخاذ قرارات مصيرية في مسائل تؤثر على الجمهور كله، ولذلك يجب ان يوجه كل طاقاته من اجل معالجة هذه الامور".

قانون ضم "معاليه ادوميم" يسعى لضم منطقة E1 كلها

كتبت "هآرتس" ان مشروع قانون ضم "معاليه ادوميم" المتوقع طرحه للتصويت يوم الاحد القادم، يسعى لفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنة، وبالتالي على المنطقة E1 التي تم ضمها الى منطقة نفوذها. وقد اثارت مخططات البناء في هذه المنطقة انتقادا دوليا شديدا، فتم تأخيرها كلها لأسباب سياسية منذ عام 2005.

لكن المبادر للقانون، النائب يوآب كاش (الليكود) قال انه اذا ثار خلاف في الائتلاف فانه سيوافق على التسوية وترك المنطقة E1خارج المناطق التي سيتم ضمها. واضاف: "بالتأكيد قد نضطر كجزء من تسوية الى تمرير القانون بدون E1، وهذه مسألة يمكن دراستها.. لا اريد لأحد ان لا ينضم الى الاجراء بسبب كون السيادة ستشمل المنطقة E1".

يشار الى ان منطقة E1 تمتد على مساحة 12 كلم مربع، شمال وغرب مستوطنة معاليه ادوميم. ويعارض العالم البناء الاسرائيلي فيها لأن ذلك سيعني فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وسيصعب اقامة دولة فلسطينية متواصلة.

وقال كيش ان 80% من الجمهور يؤيدون فرض السيادة على معاليه ادوميم. في هذه المرحلة سنترك للجنة التي ستناقش القانون في الكنيست، تحديد خطوط السيادة، وقد يتم تحويل الصلاحية الى وزير الداخلية. لقد تعمدنا عدم ذكر منطقة E1 بشكل مفصل في القانون".

ورفض رؤساء احزاب "كلنا" و"يهدوت هتوراه" و"شاس" المشاركة في الائتلاف، كشف مواقفهم من مشروع القانون، علما ان اللجنة الوزارية التي ستناقش مشروع القانون تتخذ قرارها بناء على تصويت الوزراء. لكن قرار دعم او اسقاط مشروع قانون حساس، يتم في أحيان متقاربة على اساس توجيهات رئيس الحكومة، او وفقا لنقاشات سابقة تجريها كتل الائتلاف.

وقالت مصادر في الليكود، امس، ان نتنياهو قد يؤخر التصويت على مشروع القانون او يمنعه، "لأنه لا يريد تحدي ترامب مع مشروع قانون من شأنه احداث تغيير جوهري في المنطقة، بعد يومين فقط من دخوله الى البيت الأبيض" حسب ما قاله احد المسؤولين الكبار في الحزب.

ترامب لـ"يسرائيل هيوم": "لم أنس وعدي بشأن نقل السفارة وانا لا اخرق الوعود"!

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمراسل صحيفة "يسرائيل هيوم" انه لم ينس وعده بشأن نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وقال انه شخص "لا يخرق وعوده". وفي رده على سؤال حول ما يحدث في اسرائيل، قال: "لم اعد استطيع انتظار بدء العمل مع اسرائيل. في نهاية الأسبوع سيبدأ الاتصال بيننا بشكل رسمي".

جاء اللقاء مع ترامب على خلفية لقاء تم تنظيمه له في واشنطن مع اعضاء السلك الدبلوماسي، في اطار التحضير لمراسم تسليمه مقاليد الرئاسة رسميا يوم غد الجمعة. وقالت كيلان كونوي المستشارة الرفيعة لترامب، لمراسل الصحيفة ان طاقم ترامب يدعم بالتأكيد نقل السفارة، واعربت عن رأيها بضرورة عمل ذلك "بالسرعة القصوى". ولا تتأثر كونوي من التهديدات التي تسمعها بشأن الخطوة المتوقعة، وتعتبر نقل السفارة مسالة طبيعية.

في المقابل، اطلق رئيس بلدية القدس، نير بركات، امس، حملة دعم للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، توجه من خلالها الى المواطنين الاسرائيليين لكي يرحبوا بدخول ترامب الى البيت الابيض، ويدعمون قراره بشأن نقل السفارة الامريكية الى القدس. ويدعو بركات المواطنين الى التوقيع على عريضة الكترونية تشكر ترامب على دعمه الراسخ لإسرائيل وعلى وعده بنقل السفارة الى القدس. وقال بركات انه سيتم تحويل العريضة مع التواقيع الى ترامب عبر قنوات امريكية رسمية.

وحسب بركات فقد جاءت دعوته للتوقيع على العريضة على خلفية المعارضة القوية لنقل السفارة من قبل اعداء اسرائيل. وقال: " بعد ثماني سنوات من ادارة اوباما التي حدث خلالها تدهور كبير في علاقات الصداقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، وصل صديق حقيقي الى البيت الأبيض، انا وكل مواطني اسرائيل نرحب بالرئيس المنتخب دونالد ترامب مع انتخابه زعيما للعالم الحر ونشكر له دعه لإسرائيل وجهوده لنقل السفارة الى القدس. سأتوجه الى كل اطراف المجتمع الاسرائيلي لكي نلمح لواشنطن بأن اكبر صديقة للولايات المتحدة لا تزال هنا".

فصل صحفية من اذاعة الجيش لأنها كتبت: "انا ايضا كنت سأدهس الشرطي لو جاؤوا لإخلائي من بيتي بالقوة"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان ادارة اذاعة الجيش الاسرائيلي قررت، امس، فصل المذيعة حين الملياح، على خلفية المنشور الذي كتبته على صفحتها في الفيسبوك بعد دهس الشرطي في ام الحيران في النقب. فقد كتبت الملياح: "انا ايضا كنت سأدهس الشرطي لو جاؤوا لإخلائي من بيتي بالقوة من اجل بناء بلدة لأشخاص اقوى مني". وبعد فترة وجيزة من ذلك تسلمت الملياح قرار فصلها من الاذاعة. وقال قائد الاذاعة يارون ديكل انه "لا يوجد مكان بين مذيعي اذاعة الجيش لمن يؤيد دهس الشرطي، وذللك قررت انهاء التعاقد فورا مع حين المياح".

وكانت الملياح قد شطبت المنشور بعد فترة وجيزة من نشره، وكتبت: "الشرقيون، البدو، العرب، الجمهور الضعيف جدا في الدولة، يقفون عاجزين، في غبعات عمال، ليفتا، وفي كل حي او قرية، امام قوات كبيرة وعنيفة ولا يملكون ما يكفي من القوة او لوبي قوي بما يكفي في الكنيست للمحاربة دفاعا عن حقوقهم. المسألة هي انه عندما يحدث ذلك، هناك جماهير اخرى تجلس على اراضي تابعة للدولة وتفعل ما تشاء فيها لأنه لن يخرجهم احد منها، وذلك لأنه يملكون جهازا قويا، والكثير من القوة، وينضوون تحت اسماء مثل "حركة الكيبوتسات" وغيرها من الجهات الاقتصادية والسياسية القوية، التي تسمح لهم بسرقتنا جميعا برعاية القانون. لكنه لا يريد احد التحدث عن ذلك. انا لن اسمح للعناوين بتحويلي الى مهووسة تدعم القتل".

قانون القومية المعدل يحدد "المساواة في الحقوق لكل المواطنين"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون ستناقش، يوم الاحد المقبل، "قانون القومية" المعدل، الذي صاغه النائب بيني بيغن. ويشار الى انه جرت خلال السنوات الأخيرة عدة محاولات لتمرير قانون يحدد الهوية اليهودية والديموقراطية للدولة بروح وثيقة الاستقلال، الأمر الذي لم يتم حتى اليوم.

وقد عارض اليسار مشروع القانون حتى اليوم، لأنه، حسب اقوالهم، يفضل الجوهر اليهودي على الديموقراطي. لكن رئيس الحكومة نتنياهو اعلن دعمه للقانون بمختلف نصوصه السابقة، لأن هذا الأمر يعتبر بالنسبة له استمرارا مباشرا لمطالبته  بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في اطار المفاوضات السياسية.

ويضم مشروع القانون الذي صاغه بيغن، والذي يعتبر اكثر اعتدالا من كل النصوص السابقة للقانوني، بندين فقط. الاول يحدد بأن اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، التي تقوم على اسس الحرية والعدالة والسلام وفقا لرؤى انبياء اسرائيل، وتحقق المساواة في الحقوق لكل مواطنيها". وتعتبر عبارة "تحقق المساواة في الحقوق لكل مواطنيها" بمثابة التجديد الذي يضيفه بيغن الى مشروع القانون، ذلك انها لم تظهر في أي مشروع قانون سابق، ولا حتى في القوانين الاسرائيلية القائمة. وقال بيغن ان النص الذي اختاره يتفق مع وثيقة الاستقلال. اما البند الثاني فيحدد بأن "دولة اسرائيل هي ديموقراطية".

مراقب الدولة يضع اللمسات الاخيرة على تقرير الانفاق

تكتب "يديعوت احرونوت" ان مراقب الدولة، يوسيف شبيرا، وطاقم مكتبه يعملون هذه الأيام، على انهاء تقرير المراقبة بشأن "اخفاق الأنفاق"، تمهيدا لتحويله الى لجنة السرية البرلمانية التي ستقرر ما اذا ستسمح بنشر اجزاء منه، لاطلاع الجمهور الواسع.

وسيجري تقديم التقرير، الذي يتوقع ان يشمل انتقادات شديدة والاشارة الى اخفاقات القيادتين السياسية والعسكرية خلال عملية الجرف الصامد في غزة، بعد تسلم المراقب، خلال الأشهر الماضية، لملاحظات الشخصيات التي تمت مراقبة سلوكها، وسماع تعقيبها على ما جاء في مسودة التقرير.

وسيصل التقرير اولا الى رئيسة لجنة مراقبة الدولة في الكنيست، النائب كارين الهرار (يوجد مستقبل)، ومن ثم يتوقع بدء المعركة السياسية على نشر او منع نشر التقرير على الملأ.

وكما سبق ونشرت الصحيفة قبل ثلاثة أشهر، تتخوف المعارضة من قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بممارسة الضغط السياسي لمنع نشر التقرير، بواسطة اللجنة الفرعية لشؤون الامن، التي تضم غالبية من الائتلاف الحكومي، تحت ستار الحفاظ على أمن الدولة. وتضم اللجنة الفرعية خمسة نواب، ثلاثة منهم من الائتلاف الحكومي، وهم رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان، الذي يتوقع ان يدعم كل ما يقرره نتنياهو، والنائب يعقوب مرجي (شاس) وميراف بن اري (كلنا). اما المعارضة فتمثلها رئيسة اللجنة كارين الهرار والنائب ايال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني). ومن شبه المؤكد ان هذين الاخيرين سيدعمان نشر التقرير.

وكان مراقب الدولة قد اعلن قبل نصف سنة، انه اذا جرت محاولة لمنع نشر التقرير، وفرض السرية عليه، فسيوصي بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. وقال مقربون من المراقب في نهاية تموز الماضي، ان مقربين من نتنياهو قاموا بحملة هدفت الى تقزيم استنتاجات التقرير، وادعوا انه "تقرير غير جدي صادر عن مراقب غير جدي"، وذلك لأن المراقب لم يعالج قضية الأنفاق فقط، وانما ركز، ايضا، على اداء المجلس الوزاري المصغر لمهامه، وشكل اتخاذ القرارات التي جرّت اسرائيل الى عملية عسكرية متواصلة. كما سيتضمن التقرير الكامل فصول تتعلق بالرد التكنولوجي على مشكلة الانفاق، الاستعدادات للدفاع عن الجبهة الداخلية في مواجهة تهديد الصواريخ والقذائف، سياسة الاعلام ونشاطات الجيش في سياق القانون الدولي.

وقالت النائب الهرار امس: "امل تسلم التقرير قريبا، وكلي امل بأن يتصرف اعضاء اللجنة الفرعية بموضوعية في قرار ما اذا سيتم كشف التقرير للجمهور او احاطته بالسرية".

 

مقالات

حادث ام الحيران: بدل تخفيض اللهيب، اردان يهاجم عودة

يكتب ينيف كوفوفيتش، في "هآرتس" ان الشرطة سارعت، امس الاربعاء، الى نشر روايتها للحادث في ام الحيران. ولكن كلما مضت الساعات وتراكمت الافادات، ازداد الشك بشأن تسلسل الاحداث. الشريط الذي وثق للحادث، افادات شهود العيان، واقوال ابناء عائلة المواطن الذي تم قتله، يعقوب ابو القيعان، ترسم صورة مختلفة جدا للصورة الرسمية حول ظروف موت الشرطي ايرز ليفي.

تلك الافادات تطرح تساؤلات سيكون على الشرطة الرد عليها، ومن بينها، ما يتعلق بتوقيت وظروف اطلاق النار الاول، الذي يشير الشريط الى انه سبق عملية الدهس. كما تبرز الفوارق بين الاستعداد لإخلاء عمونة – حيث تم التخطيط للشوارع التي سيتم اغلاقها في المنطقة، والشرطة التي ستقود القوة يفترض ان لا تكون مسلحة – وبين ما حدث في ام الحيران، حيث وصلت قوات الشرطة وهي مدججة بالسلاح من اخمص قدميها حتى قمة رأسها.

لقد تمسكت الناطقة بلسان الشرطة، ميراف لبيدوت، خلال الكثير من اللقاءات الصحفية طوال امس، بالرسالة التي تدعي تنفيذ عملية دهس على خلفية قومية، وقعت بعدها فقط مواجهات بين سكان ام الحيران والشرطة التي حضرت الى القرية. واعلنت ان "السيارة اندفعت تماما باتجاه القوات من اجل تنفيذ عملية"، واشارت الى ان "المخرب هو ناشط في الحركة الاسلامية". وبعد عدة ساعات من الحادث بدأت الشرطة ترديد الادعاء بأن سائق السيارة كان متماثلا مع داعش. ولإثبات ذلك، تم نشر صورة لأعداد من صحيفة "يسرائيل هيوم" عثر عليها في منزل ابو القيعان، وتظهر على اغلفتها عناوين حول عملية دهس في الخليل وعملية تخريب نفذها داعش ضد طائرة روسية. واضاف القائد العام للشرطة روني الشيخ: "الجميع يعرفون بأن المخرب هو مدرس في مدرسة سبق ان تم اعتقال ستة معلمين فيها اختاروا تدريس ايديولوجية داعش".

في المقابل نشر وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، كمية استثنائية من البيانات التي اتهم فيها النواب العرب – هذا في الوقت الذي تحدثت فيه قيادة الشرطة من وراء الكواليس مع قادة البدو في محاولة لتهدئة الاوضاع. وكتب على صفحته في الفيسبوك: "هذا الدم على ايديكم ايضا"، في اشارة الى نواب القائمة المشتركة. وصرح في بيان اعلامي: "آمل ان لا يتحول هذا الى يوم يشير الى تحول في تعامل البدو مع سلطات الدولة، ولكن اذا حدث ذلك، فان للنائب (ايمن) عودة مساهمة كبيرة جدا في هذا الأمر". وخلال حوالي ساعة وصلت الى مراسلي الجنائيات ثلاث بيانات اخرى من اردان، عاد واكد فيها تحميل المسؤولية للنواب العرب وطالب بالتحقيق مع عودة بشبهة التحريض على العنف واعاقة الشرطة عن اداء مهامها.

الحادث في ام الحيران – علامة فارقة وخطيرة في العلاقات بين إسرائيل والبدو في النقب

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الحادث الذي وقع في النقب، فجر امس، والذي قتل خلاله مواطن بدوي وشرطي، يشكل علامة فارقة وخطيرة في العلاقة بين اسرائيل والبدو في النقب. الحملة التي قامت بها الشرطة لهدم بيوت قرية ام الحيران تعقدت وتدهورت الى مواجهة عنيفة، وحسب رواية الشرطة فقد قام المواطن يعقوب موسى ابو القيعان بدهس الشرطي ايرز (عمادي) ليفي، وعندها تم اطلاق النار عليه وقتله من قبل افراد الشرطة الآخرين. واسهمت اصابة رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة بعيار اسفنجي، بصب الزيت على النار.

لقد ادعى مواطنون بدو صباح امس، انه تم قتل السائق من دون أي سبب. هذا الادعاء يثير التشكك، أن الحقيقة هي انه قتل خلال الحادث شرطي تم دهسه. ومع ذلك، فان رواية الشرطة، ايضا، تحتم عرض اثباتات اخرى. قبل عدة اشهر فقط، اتضح ان ما تم وصفه في البداية كعملية دهس في شعفاط في شمال القدس، كان عدم فهم تم في نهايته اطلاق النار على سائق وقتله من قبل الشرطة.

من الممكن طبعا، ان يكون وصف الشرطة دقيق تماما، ولكن في الوقت الحالي، يبدو ان هناك نوع من المبالغة في التسرع الحاسم لجهاز الاعلام في الشرطة (كما يبدو فان قسم الناطق بلسان الشرطة هو اول جهاز حكومي يدمج علامات الاستفهام في بياناته الاعلامية؛ من كان يتصور بأن تأثير رجل العلاقات العامة راني راهف سيصل بعيدا الى هذا الحد؟) الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي تعلم، في قسم من بياناته بشأن الاحداث في المناطق، على الاقل، الحذر في استنتاجاته الاولية.

لا مفر من التذكير بأنه خلال موجة الحرائق في بداية كانون الاول الماضي، اعلن وزير الامن الداخلي غلعاد اردان وكبار المسؤولين في الشرطة وجهاز المطافئ بأن قسما كبيرا من الحرائق نجم عن عمليات احراق تمت على خلفية قومية. ربما يتضح في المستقبل صحة ادعاءاتهم، لكنه تم هذا الاسبوع إخلاء سبيل اخر معتقل عربي من اسرائيل في هذه القضية، دون ان يتم تقديم ولو لائحة اتهام واحدة على خلفية قومية.

الى جانب ذلك، مفاجئ جدا اسراع الشرطة الى ربط السائق بتنظيم داعش (الدولة الاسلامية). حسب الشرطة كان السائق ناشطا في الحركة الإسلامية في اسرائيل. البيان حول فحص علاقته بداعش يبدو مبكرا جدا. في بداية الاسبوع الماضي، ايضا، ادعى رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الامن ليبرمان، خلال زيارتهما الى موقع الحادث في حي قصر المندوب السامي في القدس، بأن المخرب الذي دهس وقتل اربعة جنود ينتمي الى داعش. لكنه لم يتم حتى اليوم عرض أي دليل يثبت ذلك.

صحيح ان الشاباك يشعر بالقلق ازاء ارتفاع التماثل مع داعش بين البدو في الجنوب، وقيامه قبل سنة باعتقال مجموعة من المعلمين البدو الذين اتهموا بالعلاقة بالتنظيم. ولكن مرة اخرى، ان القفزة المنطقية من العضوية في الحركة الإسلامية الى النشاط في داعش تحتم عرض ادلة، لم يتم عرضها بعد.

هدم البيوت في ام الحيران جاء بعد اسبوع فقط من هدم بيوت في بلدة قلنسوة في المثلث. في نهاية كانون الاول كادت الدولة تتجمد في مكانها امام ازمة إخلاء البيوت في بؤرة عمونة. حتى الان لم يتم هدم أي بيت في عمونة، بينما وصلت الجهود لسن قانون تنظيم المستوطنات، الى الفشل. ولكن نتنياهو واردان يهتمان في المقابل، باستغلال خطوات تطبيق القانون ضد الجمهور العربي لتحقيق مكاسب سياسية في صفوف المواطنين اليهود.

لقد تولد الانطباع بأن ازمة عمونة، الى جانب توقع الجمهور لخطوات حاسمة ضد الارهاب بعد عمليات كتلك التي وقعت في حي قصر المندوب السامي، تحث على القيام بعمليات لتطبيق القانون بشكل عدواني بالذات في البلدات العربية داخل الخط الأخضر. حتى اذا استنفذت الدولة النقاش القانوني في مسألة إخلاء المواطنين البدو في ام الحيران، وكانت ملزمة بالعمل، فان السؤال هو كيف تتجه نحو تنفيذ ذلك، وما هي الرسالة التي تبثها الى الشرطة والجمهور البدوي على خلفية الخط الحازم للحكومة.

الى جانب المظاهرات والمواجهات العنيفة، من المناسب الانتباه الى الحقيقة التالية. منذ الاول من كانون الثاني في العام الماضي، اليوم الذي قتل فيه نشأت ملحم من المثلث، ثلاثة مواطنين اسرائيليين في عملية اطلاق للنيران في تل ابيب، قتل 23 اسرائيليا في العمليات. اكثر من نصف القتلى، 12 شخصا، اصيبوا من قبل مخربين يحملون بطاقة هوية اسرائيلية، بعضهم من العرب الاسرائيليين والبعض الاخر من سكان القدس الشرقية. هذا تطور مقلق، ابدى الشاباك رأيه فيه ايضا.

اذا عرضت الشرطة خلال الفترة القريبة ادلة تثبت ان ما حدث هو عملية دهس وعملت حاليا بوعي من اجل كبح التوتر، يبدو انه سيكون من الممكن منع امتداد النيران الى البلدات البدوية والمجتمع العربي كله. كما يتحمل النواب العرب المسؤولية عن اعادة الهدوء، المسؤولية التي لا يسارع بعضهم لاظهارها. ومع ذلك، لا شك انه اضيفت هنا مادة مشتعلة للتوتر السائد منذ فترة طويلة.

من المؤكد ان مشاكل المجتمع العربي في اسرائيل لا تبدأ ولا تنتهي بالتوتر مع الحكومة او الشرطة. فحسب افادات مواطنين عرب، ترتبط ايضا بالجريمة المتفشية في البلدات، في غياب التطبيق الاداري ووجود فيضان من الأسلحة غير القانونية.

يجب قتل كل ما يأتي لتنفيذ عملية، ويجب تطبيق مخطط بيغن – برافر

يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" انه يجب على كل ام اسرائيلية – عبرية وغير عبرية – ان تعرف بأن كل من يرشق حجرا او يدهس بسيارته او يتعمد اصابة رجل من قوات الامن، سيتم اطلاق النار عليه وقتله على الفور. بالذات في الدولة التي تطالب جنودها وشرطتها بالانضباط والامتناع عن اصابة الأسير والقاتل العاجز بعد انتهاء المعركة – من المهم التوضيح بأن كل شك بإصابة من يرتدون الزي العسكري الرسمي، سيتم الرد عليه بالضغط الفاعل على الزناد سواء بعيار رصاص او عيار مطاطي، حسب الظروف.

عملية دهس كهذه وقعت صباح امس في ام الحيران. القائد العام للشرطة روني الشيخ وصف البدوي الذي نفذ عملية الدهس يعقوب ابو القيعان، بالمخرب الذي قتل الشرطي ايرز شاؤول ليفي (عمادي). الموت المثير للقشعريرة يرمز الى تدهور العلاقات بين اليهود والعرب. مون منفذ عملية الدهس يترافق بالأسف الانساني، ولكن ليس بطلب الصفح او الندم.

هناك اساس لتصديق الشرطة. لكن حسب ادعاء نواب القائمة المشتركة، فقد سبق اطلاق النار من قبل الشرطة عملية الدهس البدوية. هذا الوضع يحتم اجراء فحص عادل، من دون أي مواربة، وفورا. تحقيق وحدة "ماحش" يحتاج الى غلاف شعبي من قبل شخصيات مهنية. وفي المقابل يتحتم اجراء فحص اساسي لما حدث في الليلة التي سبقت الحادث المأساوي. هل قام كل شيء وسقط على مسألة ما هو "المأوى" الذي سيحصل عليه من سيتم اخلاءهم الى أن يتم انشاء البيوت التي وعدوا بها؟ هل سيتم توفير سقف يأويهم منذ الآن ام مع بداية نيسان فقط؟ وربما يجري الحديث عن حمولة تتميز عن حوالي الف بدوي اخر انتقلوا الى حورة حسب القانون، بكون جزء من ابنائها مسجلين كنزلاء في السجون، وتسعى الى المواجهة؟

في الواقع، ان بلدة ام الحيران غير القانونية تتواجد في ذروة اجراءات الاخلاء. صحيح انه لا توجد لها علاقة بالمخطط الملائم الذي اعده بيني بيغن وايهود برافر، لحل مشكلة البدو في النقب، والتي تم احباطها لسوء الحظ بسبب التآمر عليها من قبل اليمين المتطرف وتحريض الحركة الاسلامية الشمالية، لكن هناك فرصة كبيرة بأنها لو كانت تمر الان في اجراءات التنفيذ المتقدمة، لكانت الأجواء في النقب قد احبطت يوم امس المأساة والغضب الذي سيرافقها منذ الان وصاعدا.

لقد تصرفت الشرطة بشكل صحيح في تنفيذها لقرار الجهاز القضائي، الذي صودق عليه بشكل ثابت ويجب تنفيذه بشكل حرفي في كل قطاع وفي كل الأوقات. ولكن في الأساس يجب دمج خطة بيغن – برافر مع العمل الحكيم الذي يقوم به اوري ارييل لتوفير حل عملي حسب المخطط، لضائقة بدو النقب، قبل ان تتحول الى أزمة مزمنة.

المأساة بدأت فقط

يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت"، ان ياسر ابو القيعان سأله: "هل ترى الجرافتين هناك اعلاه؟". اعلاه، على التلة، كانت تقف جرافتان تم استئجارهما لتمهيد الأرض لمستوطنة يهودية جديدة، سيطلق عليها اسم حيران، والتي ستقام الى جانب انقاض البلدة البدوية ام الحيران.

"قل لي يا اخي"، واصل ياسر. "حسب رأيك من الذي يحرسهما؟"

من؟ سألته. فقال ياسر: "عمي. نحن نحافظ عليهما، وهم يلقون بنا".

وقفنا في ساحة مسجد القرية، بين مجموعة ضمت حوالي 20 رجلا، راكموا خلال الليل والصباح اطنان من الغضب. كان يصعب عليهم قول ما الذي يغضبهم اكثر – موت يعقوب ابو القيعان، قريب العائلة الذي تم اطلاق النار عليه عندما سافر باتجاه الشرطة، ام ادعاء الشرطة، الذي تم نشره بتوسع في وسائل الاعلام،  بأن القتيل كان يدعم داعش، او هدم بيوتهم او عدم قدرتهم على منع كل هذه الأخبار السيئة.  احد الشبان صرخ في أذني: "اريد شيئا واحدا. دم يهودي. احضروا لي يهوديا. سأقتل يهوديا". وحاول البالغون تهدئته، لكنه كان يندفع مجددا، بين الحين والآخر.

ياسر ابو القيعان خدم في الجيش الاسرائيلي، في الكتيبة البدوية. ويقول: "لو قال لهم قائدهم بان لا يستخدموا النيران الحية لما حدث ما حدث. هذا أمر من الجهات العليا. انهم يريدون رؤية الكثير من الدم".

التعليـــقات