رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 تشرين أول 2014

الأربعاء | 22/10/2014 - 10:11 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 تشرين أول 2014

الأردن يطالب بتوضيح اسرائيلي لمشروع قانون يهدف الى تقسيم باحات الحرم القدسي
قالت صحيفة "هآرتس" ان الحكومة الأردنية طالبت اسرائيل بتوضيحات حول مشروع القانون الذي قدمته ميري ريغف (الليكود) والذي يهدف الى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي والسماح لليهود بالصلاة في باحته.
وكانت ريغف قد طرحت مشروع القانون هذا سوية مع النائب حيلك بار (العمل)، قبل نصف سنة، لكن بار سحب توقيعه عن المشروع بعد ممارسة الضغوط عليه من قبل حزبه. وقالت ريغف لصحيفة "هآرتس" انها تنوي مواصلة دفع القانون فور بدء الدورة الشتوية، واذا لم تنجح بذلك فستدرس امكانية التوجه الى المحكمة العليا كي تأمر بفتح الحرم امام المصلين اليهود.
وزعمت ريغف انه لو كان المسلمون يحترمون دخول اليهود الى الحرم خلال الأيام والساعات التي حددتها الحكومة، لما كانت ستطرح مشروع القانون. وقالت: "لا أنوي دخول الأقصى، ولكن الجبل (كما تسمي الحرم) مكان مقدس لليهود والمسلمين. لماذا يمكن لليهود والمسلمين الصلاة في الحرم الابراهيمي ولا يمكنهم عمل ذلك في "الهيكل" (الحرم)؟ على الحكومة الأردنية بالذات نقل رسالة واضحة في هذا الشأن، مفادها ان العرب والمسلمين يواصلون الصلاة في الأقصى واليهود يسمح لهم بالصلاة في الجبل"!
وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان السفير الأردني لدى اسرائيل وليد عبيدات، توجه الى وزارة الخارجية بعد النشر في الصحف عن نية الكنيست التصويت على مشروع القانون، وقال انه بلاده قلقة جدا من التقارير حول ذلك وتطلب توضيحات من الحكومة الاسرائيلية. وبعد تسلم التوجه الأردني تم تحويل تقرير الى سكرتير الحكومة، ابيحاي مندلبليت، والى مستشار الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة، يوسي كوهين، كي يفحصا الموضوع ويحولان ردا الى الأردن.
يشار الى أن نتنياهو صرح عدة مرات مؤخرا انه يدعم بقاء الوضع الراهن في الحرم القدسي، رغم الانتقادات التي يوجهها اليمين، واوضح في لقاء مع القناة الثانية ان تغيير الوضع الراهن قد يتسبب باندلاع حرب دينية.
وعلم انه الى جانب التوجه الدبلوماسي الى اسرائيل، فان الملك الأردني عبدالله، يعمل على الحلبتين العربية والدولية من أجل منع تمرير القانون الاسرائيلي. وقال السفير الأردني لدى السلطة الفلسطينية، خالد شوابكة، امس الثلاثاء، لوكالة "معا" الفلسطينية ان "اسرائيل تحاول تفريغ الوصاية الأردنية على الأقصى من مضمونها، وتمرير قوانين ومخططات تهدف الى السيطرة على الاقصى، ولكن بسبب منظومة العلاقات بين البلدين، بما في ذلك اتفاق السلام، فان الأردن يملك الكثير من الوسائل لتفعيل الضغط على اسرائيل والمجتمع الدولي من اجل وقف هذا الخرق".
واكد ان المسجد الأقصى يعتبر خطا احمر، ولا يمكن للأردن تقبل السياسة الاسرائيلية في القدس. واوضح ان الملك اوعز الى الحكومة بالعمل على كل المستويات القضائية والسياسية لوقف العدوان على المسجد الأقصى، وان وزير الخارجية الأردني نقل رسائل عاجلة الى مجلس الأمن ونظرائه في العالم، يطالب فيها بوقف المس بالمسجد الأقصى.
يشار الى أن موضوع الحرم القدسي يحظى باهتمام الجمهور الديني القومي منذ عدة سنوات، لكنه تعاظم في السنة الأخيرة، بفضل نشاط عشرات التنظيمات التي تعمل في موضوع "جبل الهيكل"، وبفضل عدد من النواب والسياسيين الذين يعملون في الموضوع بشكل متواصل. وعلى سبيل المثال يستدل من معطيات توصلت اليها جمعية "مدينة الشعوب" ان رئيسة لجنة الداخلية البرلمانية ميري ريغف عقدت في السنة الأخيرة جلسات لمناقشة الموضوع يفوق عدد الجلسات التي ناقشت الموضوع طوال عشر سنوات. وتقود ريغف خلال الجلسات خطا هجوميا على الشرطة بادعاء انها تعمل بوهن ضد "العنف الاسلامي" في الحرم.
وتنتمي ريغف الى مجموعة من السياسيين الذين يطالبون بتغيير الوضع الراهن في الحرم والسماح لليهود بالصلاة فيه. وينشط في هذا المجال، ايضا، وزير الاسكان اوري اريئيل، والنائب موشيه فايغلين، وهما يكثران من زيارة المكان. وقبل اسبوع اعلن نائب وزير الأديان، ايلي بن دهان، في حديث مع "هآرتس" انه قدم قبل عدة اشهر مسودة اقتراح الى رئيس الحكومة، يدعو الى السماح لليهود بالصلاة في الحرم.
ولم يرد نتنياهو، حتى الآن، على الوثيقة، ولا تتوقع تنظيمات "الهيكل" ردا منه، لأنه يحرص جدا على كرامة القصر الملكي الأردني ويحذر من اجراءات تشكل خرقا للوضع الراهن. وفي هذا الاطار أمر نتنياهو، قبل عدة أشهر، بتفكيك الجسر الخشبي المؤقت الذي اقيم بجانب جسر المغاربة، بعد تسلمه احتجاجا من الأردن.
ليفني ولبيد يشكلان تحالفا داخل الائتلاف لدفع العملية السياسية
في الوقت الذي اشارت فيه صحيفة "يسرائيل هيوم" الى نية نتنياهو الاجتماع مع قادة كتل الائتلاف، اليوم، للاتفاق على خطوط عمل خلال الدورة الشتوية التي ستبدأ الأسبوع المقبل، يبدو انه سيكون في انتظار نتنياهو تحالفا يعتبر قويا نسبيا، ويكرس اهتماما لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين. فقد ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني، التي تعتبر نفسها شخصية محددة الهدف، وان هدفها الرئيسي في الحكومة الحالية هو العملية السياسية مع الفلسطينيين، ابلغت الصحيفة بأن الطريق لتحقيق هذا الهدف ستكون من خلال بلورة جبهة سياسية مشتركة مع كتلة "يوجد مستقبل" برئاسة يئير لبيد.
وقالت ليفني انها اجرت مؤخرا، محادثات مع لبيد، وان ما تقوله يعبر عن رأيه، ايضا، وهو انهما سيعملان معا مع بداية الدورة الشتوية، الأسبوع المقبل، على تشكيل جبهة موحدة في الحكومة في الموضوع السياسي، تضم 25 نائبا، عدد اعضاء حزبيهما، وسيعملان معا من اجل التوصل الى اتفاق سياسي، وضد التطرف ونهج داني دانون (رئيس مركز الليكود)، بل وسيتعاونان في مسائل الدين والدولة.
وقد اكد لبيد ما قالته ليفني وقال ان بينهما تعاونا وثيقا في الموضوعين الأولين، واما بالنسبة للثالث، الدين والدولة، فيشاركهما الموقف افيغدور ليبرمان، ايضا. لقد قال لبيد لليفني انه لا يوافق على كل مواقفها في المسألة السياسية، ولكنه يتحتم عليهما العمل الموحد والتنسيق معا. وحسب التفاهم بينهما سيعمل الحزبان كما لو كانا كتلة واحدة في كل ما يتعلق بالموضوع السياسي.
وقد تولد هذا التعاون في اعقاب الضغط الذي مارسه نواب من الكتلتين على لبيد وليفني كي يحركا العملية السياسية. والمح رئيس كتلة "يوجد مستقبل" النائب عوفر شيلح، وعضوي الكنيست عمير بيرتس وعمرام متسناع، من الحركة، الى احتمال انسحاب حزبيهما من الائتلاف في حال عدم النجاح في استئناف المفاوضات السياسية خلال الدورة الشتوية.
في المقابل حددت ليفني لنفسها خطا متزمتا في مجال مسؤولياتها كوزيرة للقضاء، فهي تصد القوانين غير الديموقراطية وتدعم القوانين الليبرالية، وتعتبر البيت اليهودي اكثر تطرفا من المتدينين المتزمتين في كل ما يتعلق بقضايا الدين والدولة.
وفي هذا السياق، وفي محاولة منه لتجاوز الدورة الشتوية بدون أي عوائق تهدد بحل الحكومة واجراء انتخابات جديدة، يلتقي رئيس الحكومة نتنياهو، اليوم، بقادة كتل الائتلاف الحكومي، في محاولة لتسوية امور الائتلاف قبل بدء الدورة الشتوية للكنيست، حسب ما تنشره "يسرائيل هيوم". وتقدر جهات في الائتلاف بأنه على الرغم من الخلافات الصعبة بين الأحزاب حول الكثير من القضايا، فان الدورة الشتوية للكنيست لن تشهد ازمات تؤدي الى حل الحكومة.
وكان نتنياهو قد صرح، خلال احتفال بعيد ميلاده، امس، ان "الأمر الأخير الذي نحتاجه الآن هو اجراء انتخابات، وهذا آخر ما يريده الجمهور الاسرائيلي الآن. ونريد الاستمرار مع هذه الحكومة، وهذه الكنيست، ومواصلة قيادة إسرائيل في الطريق الصحيح" وقال "ان الهدف الأول هو رؤية المولود، واذا لم تتم رؤية المولود فلن تحدث نهضة هنا ولن تكون أي اهمية للرؤية ولا للعمل ولا لأي شيء آخر، لأنه في نهاية المطاف فان الاحداث هي التي تحدد وتسيطر على الجمهور الذي يتحتم قيادته. هذا الأمر يشتق مما نفعله امام العالم الناشئ وكيف نضمن مستقبل الدولة، فمستقبل الدولة هو مستقبل الشعب".
وسيوجه نتنياهو الدعوة للحفاظ على وحدة الصف الى قادة كتل الائتلاف، يئير لبيد وافيغدور ليبرمان وتسبي ليفني ونفتالي بينت، خلال اجتماعه بهم اليوم. ويسعى نتنياهو الى تلخيص طريق التعاون تمهيدا لافتتاح الدورة الشتوية، خاصة في مجال القوانين والتصديق على الميزانية.
ولا ينوي نتنياهو دفع "قانون التهويد" خلال الدورة القادمة، بسبب معارضة الاحزاب الدينية. لكن النائب اليعزر شتيرن، من حزب "الحركة"، والذي قدم مشروع القانون قال بأن عدم تمرير القانون قد يقود الى خروجه من الائتلاف بل وربما الاستقالة من "الحركة". وقال ان هناك نائبا آخر سيخرج معه من الائتلاف.
وقبل ان يضطر نتنياهو الى مواجهة المشاكل في ائتلافه، سيكون عليه مواجهة المشاكل في بيته، حزبه الليكود. فبعد اعلان قراره تبكير موعد الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب الى اواخر شهر نوفمبر المقبل، اعلن رئيس مركز الحزب داني دانون، انه لن يعقد، الاسبوع القادم، اجتماع المركز الذي كان يفترض فيه تحديد موعد الانتخابات. وقاله انه لن يسمح باختطاف انتخابي لرئاسة الليكود، وسيقترح على رئيس الحكومة مواعيد ممكنة لإجراء المنافسة الملائمة والمستقيمة كما يليق بالحزب الحاكم.
الأردن يوفر حماية لداعية الاستيطان والترانسفير اوري اريئيل خلال زيارته الى البتراء
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه على الرغم من تحذير مقر مكافحة الارهاب للإسرائيليين من السفر الى الأردن، بسبب "التهديدات المتواصلة وعداء قسم من الجمهور الأردني لإسرائيل"، الا ان ذلك لم يمنع وزير الاسكان الاسرائيلي، داعية الاستيطان والترانسفير وتقسيم الحرم القدسي، اوري اريئيل من القيام مع زوجته بزيارة قصيرة الى مدينة البتراء حظي خلالها بحراسة امنية مشددة، اسرائيلية واردنية.
ويتبين مما نشرته القناة الثانية انه على الرغم من ان الوزراء لا يحظون بالحراسة خلال رحلاتهم الشخصية الى الخارج، الا انه بسبب كون الأردن دولة عربية، والوزير اريئيل شخصية تخضع للتهديد، فقد قرر الشاباك الاسرائيلي تنظيم حراسة مشددة له بالتنسيق مع الأردن. وتم ارسال ثلاثة حراس مع ارئيل من إسرائيل، فيما اهتم الأردن بارسال اربعة حراس لحمايته.
يعلون يهاجم قطر وتركيا ويتهمهما بدعم عمليات حماس ضد إسرائيل
كتب موقع "واللا" العبري ان وزير الأمن موشيه يعلون، شن خلال لقائه امس الثلاثاء، مع نظيره الامريكي تشاك هيغل، هجوما على قطر وتركيا، زاعما انهما تدعمان "ارهاب" حماس ضد اسرائيل.
وحسب الموقع فقد "هاجم يعلون بشكل فظ المساعدات التي تقدمها قطر وتركيا لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل، وقال ان تركيا تمارس لعبة ساخرة، فحماس تحظى بدعم تركي وقطري، وتملك قيادتين للارهاب، في غزة واسطنبول". وحسب يعلون "فان حماس نقلت مقر قيادة الارهاب من دمشق الى اسطنبول، في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، ويمثلها هناك صلاح العاروري الذي يقوم بتفعيل الارهاب ضد إسرائيل، وحاول تنفيذ انقلاب في الضفة ضد سلطة ابو مازن".
وناقش يعلون وهيغل سلسلة من القضايا المطروحة على جدول الاعمال في الشرق الاوسط، منها: تهديدات حماس، الوضع في سوريا، الحرب ضد داعش، والمفاوضات بين الدول العظمى وايران. واعتبر يعلون الخطر الايراني لا يزال يشكل "التهديد الرئيسي"، وقال: "نحن نتعقب المفاوضات مع ايران، ومن المهم ان يشمل استمرار التخصيب والنشاط الارهابي الايراني". وبخصوص تهديدات منظمة "الدولة الإسلامية" قال ان "داعش تهدد الاستقرار الاقليمي ويجب الطموح الى تدعيم القوات المعتدلة في الشرق الاوسط التي تحارب داعش ونحن نؤمن انه يمكن وقفها".
نائب إسرائيل يهدد المقدسيين برجال المظليات!
هدد عضو الكنيست، الكولونيل احتياط، موطي يوغيف (حزب البيت اليهودي) سكان القدس الشرقية بارسال رجال المظليات لمحاربة ما يسميه ظاهرة رشق الحجارة والزجاجات الحارقة اذا لم تتوفر لدى الشرطة القوى الملائمة لعمل ذلك. وكتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان يوغيف اعتبر رشق الحجارة والزجاجات الحارقة تجاوز كل الحدود، وطالب الشرطة بإعادة الأمن الى سكان المدينة.
وتساءل يوغيف: "من يسيطر على احياء شرقي القدس؟ وقال "ان مراكز العمليات المتزايدة في القدس تحتم تعاملا آخر، وفي مقدمة ذلك تحديد هدف اعادة الأمن والنظام الى كل مناطق القدس الموحدة وسكانها وزوارها". وحسب رأيه فان "محاولة استيعاب الاحداث الارهابية وعدم مواجهتها يؤدي الى تدهور الاوضاع فقط، واخراجها عن السيطرة وفقدان الامن وتهديد حياة المواطنين". واضاف ان "شرطة القدس تعمل باصرار، ولكن حجم قواتها صغير ويجب تدعيمها بقوات خاصة وجيدة من الشرطة وحرس الحدود، تجيد معالجة مجمل الأحداث، واذا كان ينقص الشرطة قوات خاصة، سيكون من المفيد جدا تذكير المشاغبين العرب في القدس بالمظليين أصحاب القبعات الحمراء".
مقالات
لنجعل اليمين يتحطم
تدعو كارولاينا لاندسمان في مقالة تنشرها في "هآرتس" الى ترك اليمين ينفذ مخططاته، على أمل أن يؤدي ذلك الى تحطيم نفسه وبالتالي اسرائيل على صخرة الواقع، وربما يمكن عندها انقاذ إسرائيل من سيطرة اليمين وانهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.
وكتبت لاندسمان انه قد يكون من الملائم ان يتوقف المعسكر الديموقراطي التوقف للحظة ويفكر بالدينامية الغريبة بين اليمين واليسار في اسرائيل، وما اذا كان ذلك يدفع الدفاع عن الديموقراطية الاسرائيلية، قبل قيامه بشن هجوم لإنقاذ الديموقراطية من ايدي المعتدية التالية عليها، عضو الكنيست اييلت شكيد التي تسعى الى تمرير تعديل قانوني يمنع المحكمة العليا من الدفاع عن حقوق الانسان.
وتقول لاندسمان ان اسرائيل تسيطر بالقوة العسكرية منذ 47 عاما على الشعب الفلسطيني، وغالبية الاسرائيليين لا يعرفون او لا يذكرون حياة لا ترتبط بالسيطرة على شعب آخر. وقد يكون هذا هو تفسير كون المجتمع الاسرائيلي استوعب الوضع كمسألة اعتيادية، ويستطيع الحكم على نفسه وتقدير نجاحاته واخفاقاته بشكل مفصول عن ميزته الرئيسية: كونه مجتمعا محتلا. هذا وهم طبعا، لأن كل نشاط حياتي، وكل ابداع ونمو على خلفية احتلال الشعب الفلسطيني يعتبر نشاطا مسببا للموت والدمار والذبول. وتكمن مأساة الوجود الاسرائيلي في كون الهيكل العظمي في خزانتنا لا يزال حيا – أي أن الفلسطينيين لا يزالون أحياء.
لقد تم تجنيد الديموقراطية الاسرائيلية لاحتلال الشعب الفلسطيني وحولت المدنيين كلهم الى شركاء في مخالفات الدولة. ان حقيقة تعزز السيطرة على الشعب الفلسطيني من قبل سلطة اسرائيل الديموقراطية، تضخم المسؤولية التي يتحملها كل مواطن اسرائيلي عما يتم ارتكابه باسمه. لو كانت تقوم هنا دكتاتورية لكان يمكننا على الأقل الادعاء دفاعا عن انفسنا، من خلال طرح مقولات مثل: "ما الذي يمكننا عمله؟" و "كان ذلك خطيرا" و"تخوفنا على حياتنا وحياة اولادنا". ولكن أي الكلمات سيكون بمقدورها الدفاع عنا في كتب التاريخ؟ هذا وضع صعب، نصبح فيه اكثر متهمين بالظلم الذي يرتكب باسمنا، طالما كنا ديموقراطيين.
ليس غريبا ان معسكر اليسار يزيف الدكتاتورية ويتهم اليمين بالسيطرة على السلطة. فهكذا فقط يمكن مواصلة ترديد "ما الذي يمكننا عمله" بدل دفع الثمن المطلوب لفرض التغيير الحقيقي للواقع الاسرائيلي. ما الذي يعنيه ان تكون ديموقراطيا؟ هل نطالب باسم الديموقراطية بالدفاع عن السياسة غير الديموقراطية للدولة؟ عن اولئك الذين اخذوا الديموقراطية وعروها من روحها، ويقدمون لنا جثة فكرة ويطلبون منا الفرح بها كما لو كانت مخلوقا لا يزال حيا؟ يجب القول لهؤلاء: اننا لا نضاجع الأموات، واذا كان هذا هو ما اصاب الديموقراطية الاسرائيلية فإننا لا نرغب بها اكثر.
يتحتم على من يقلق على الديموقراطية الاسرائيلية فك ارتباطها باحتلال الشعب الفلسطيني. ان التطوع للدفاع عن السلطة الحالية امام أبعاد سياستها يعتبر خيانة سياسية. وآخر مثال على ذلك محاولة احباط التصويت البريطاني على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. يتحتم على من يعارضون الاحتلال التوقف عن القيام بدور الكابح للأبعاد الطبيعية لاستمرار سياسة الاحتلال. بل عليه عمل العكس وترك مجموعة نتنياهو تنزلق على المنحدر الحاد الذي تقود الدولة نحوه.
هل يريدون بناء المستوطنات؟ فليبنوا. هل يريدون تحديد صلاحيات المحكمة العليا؟ فليفعلوا. وبالمناسبة على قضاة المحكمة العليا الاستقالة. هل يريدون تحريض العالم ضدنا؟ فليحرضوه. هل يريدون التوسط بين الدولة الاسلامية وحماس؟ هيا فليفعلوا. هل يريدون فحص ما سيحدث عندما لا يتبقى لحشود الفقراء ما يخسرونه؟ فليجربوا ويشاهدوا ما سيحدث. هل يريدون معرفة ما سيحدث لشعب محتل يسدون كل طرق العمل امامه؟ فليتفضلوا. هذا اعتراف مؤلم، ولكن ربما فقط عندما يتحطم اليمين على أرض الواقع، أي عندما يحطم الدولة على ارض الواقع، تنضج الظروف لتحقيق التغيير السياسي، وامكانية ان نصبح، أخيرا، شعبا حرا في بلادنا.
الحل: سحب جوازات السفر من الإسرائيليين
يرى الكاتب سلمان مصالحة في مقالة نشرها في "هآرتس" ان الأراضي الفلسطينية ليست محتلة من قبل إسرائيل فحسب، وانما من قبل المجتمع الدولي كله، ويطرح فكرة يعتبرها ستسرع انهاء الاحتلال، وهي سحب جوازات السفر الاجنبية من المستوطنين.
ويوقل مصالحة: يجب قول الحقيقة، وهي انه لو كان الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يريد فعلا انهاء الاحتلال الاسرائيلي وحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، لكان قد فعل ذلك منذ زمن. فلديه ما يكفي من الآليات الفاعلة جدا لتغيير الوضع.
ما الذي نحصل عليه بدون تفعيل هذه الاليات؟ طوفان من التصريحات. المرة تلو الأخرى نسمع من قادة الغرب ذات الكلمات المنافقة التي تعتبر الاستيطان في المناطق المحتلة غير قانوني وعقبة امام السلام. لقد بلغ جيل هذه التصريحات كجيل الاحتلال الاسرائيلي، منذ حزيران 67 وحتى يومنا هذا. لم يتعلم العالم ان التصريحات التي تفتقد الى الأسنان لن توقف سلب العقار المسمى "الاستيطان اليهودي في أرض اسرائيل".
كل التصريحات التي سمعناها على مدار السنوات لم تفكك ولو بيتا صهيونيا واحدا على تلة فلسطينية. لقد كانت هذه التصريحات طوال سنوات الاحتلال بمثابة حبوب مهدئة للجسد الذي يواجه حالة يائسة. يكفي اذن، الاختباء وراء الكلمات الجوفاء. آن الأوان لتسمية المولود باسمه: الاحتلال في فلسطين هو ليس اسرائيليا فقط، وانما احتلال غربي، اوروبي، امريكي، روسي وغيره. ولذلك فانه يجب توجيه المطلب الفلسطيني الى العالم الغربي كله: توقفوا عن بيعنا الضريبة الشفوية الخالية من أي شيء. آن أوان مطالبة العالم باتخاذ تدابير فاعلة بمقدورها كتابة الفصل الأخير من السيمفونية اللامتناهية للاحتلال الإسرائيلي غير الاخلاقي.
لا حاجة الى مقاطعة إسرائيل اكاديميا، ولا مقاطعة منتجات المستوطنات، فهذه الخطوات لن تقود الى انهاء الاحتلال. هناك طرق اكثر فاعلية لتحقيق الهدف المنشود، وستؤدي الى تفكيك مشروع الاستيطان خلال فترة قصيرة.
لقد نشر مؤخرا ان اسبانيا تفكر بمنح المواطنة لأحفاد اليهود الذين طردوا من هناك في فترة محاكم التفتيش. وقد اثار النشر اهتماما كبيرا بين احفاد هذا الجمهور الواسع في إسرائيل. وكان يمكن للخطوة الاسبانية ان تكون متكاملة لولا الشائبة الصغيرة، ذلك انه كشف النقاب، قبل فترة، عن وجود امر داخلي في قسم القوى البشرية في الجيش يحذر الاسرائيليين الذين يحملون جواز سفر اسباني، من ان "الانسان الذي يحمل جواز سفر مضاعف، إسرائيلي واسباني، او المواطن الاسباني المقيم بشكل دائم في البلاد ويخدم في جيش اجنبي يمكنه ان يفقد مواطنته الاسبانية بل وقد يتعرض للعقاب حسب القانون الاسباني". ولذلك، ولأن الجيش يهتم بمواطنيه، فانه يتيح للشبان "الاسبانيين – الإسرائيليين، الذين يتحتم عليهم الخدمة العسكرية، تأجيل خدمتهم لمدة عامين، حتى يتم لهم في نهاية الأمر الحصول على اعفاء من الخدمة.
هناك الكثير من الاسرائيليين الذين يحملون، اليوم، مواطنة مضاعفة، ويمكن الافتراض بأن الكثير من "الوطنيين" و"منتصبي القامة" من سكان المستوطنات يملكون جواز سفر أجنبي. هذا دليل آخر على ان احتلال فلسطين ليس اسرائيليا فقط، وانما احتلال دولي بكل ما تعنيه الكلمة.
وها هي امامنا، اذن، طريقة انيقة جدا لتفكيك المستوطنات وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. يتطلب الأمر فقط، صدور قرار اداري بسيط من قبل دول الغرب، يطالب كل من يحمل جوازات سفرها بإخلاء الاماكن التي تشكل "عقبة امام السلام"، حسب تعريفهم. ويجب على تلك الدول ان تضيف تحذيرا يقول ان كل من يواصل السكن في "العقبة امام السلام" سيفقد مواطنته. وعندها سنرى كيف سيبدأ كل "الوطنيين" انصار الاستيطان و"منتصبي القامة القومية" بحزم حقائبهم والعودة الى داخل حدود إسرائيل المعترف بها دوليا. ومن هنا ستكون الطريق لإنهاء الاحتلال قصيرة جدا.
بيبي أ، بيبي ب
يكتب ايتان هابر في "يديعوت احرونوت" عن ازدواجية مواقف رئيس الحكومة نتنياهو وتصريحاته المخادعة في الموضوع السياسي، ويقول انه كان يخرج دائما من "محادثات الخلفية" التي يدعو اليها رئيس الحكومة عددا من الصحفيين، بانطباع يقول ان هذا الشخص بدأ يفهم وجود فارق بين التصريح الكلامي والعمل، وانه يمر بما مر به من سبقوه في رئاسة الحكومة، مناحيم بيغن ويتسحاق رابين وايهود براك واريك شارون وايهود اولمرت.
ويقول هابر انه خرج من كل لقاء مع نتنياهو بشعور عميق يقول انه بات يفهم دوره التاريخي وانه سيقود دولة اسرائيل نحو تطبيق فكرة "الدولتين للشعبين"، وهو اقل ما يمكن من الشروط لنيل الحياة في هذه الجزيرة الصغيرة والعاصفة. ويضيف انه كان يتقاسم انطباعاته هذه مع الاصدقاء، ومن بينهم الوزير السابق حاييم رامون، الثعلب السياسي المحنك، وكان يضحك طوال الوقت بعد اطلاعه على كل بشارة يحملها اليه هابر من ديوان رئيس الحكومة، ويقول له: "انه (نتنياهو) يخادع، ويضلل ويكذب دون أن يرمش له جفن".
ويذكر هابر بان صديقا آخر قال له ان هذا هو السبب الذي جعل صديق نتنياهو رولاندو ايزن، يقرر في حينه، تعيينه وكيلا له لبيع أثاث "ريم". ويرى ان نتنياهو هو افضل وكيل مبيعات عرفه شعب إسرائيل خلال الجيل الأخير، ويكتب انه "يستطيع بيع البذور "للأخوة حمامة" (تجار بذور كبار) واكياس القهوة لعوفرا شتراوس (رئيسة شركة تبيع القهوة).
ويضيف: قبل عدة أيام قال صديق نتنياهو، رونالد لاودر في التلفزيون، بأن صديقه رئيس الحكومة يعتبر رجل اتصالات رائع، واثنى على خطابه الاخير في الأمم المتحدة. ولكن لاودر الامريكي، لم يختار هذه المقولة صدفة، فقد قيلت في حينه عن الرئيس رونالد ريغن، ولكنني كمن حظي ، ولم يسعد، بلقاء الرئيس الامريكي واتذكر البطاقات التي قرأ عنها ما كتبوه له في البيت الأبيض، سأكتب هنا بحذر: ان الرئيس الامريكي لم يبد بالنسبة لنا كرسول للحكمة على الأرض".
من المؤكد انه يمكن القول عن نتنياهو بأنه نجح. فالرأي العام في إسرائيل اشتراه، مع طابعه وبرامجه وتصريحاته. انه يتحدث تماما كما يفكر الشعب، لغة بيبي هي اللغة المسيطرة اليوم في الشارع الاسرائيلي. لقد نجح بترسيخ مقولة ان الشعب المقيم في صهيون يملك لوحده مفتاح هذه الخزينة المسماة "مواطنو دولة اسرائيل". لكن الحقيقة هي ان لدينا بيبي نتنياهو مضاعفا، فنتنياهو الأول هو الذكي الذي يفهم ما يدور حولنا، ولا يريد بأي شكل من الأشكال السيطرة على ملايين الفلسطينيين، لكنه – وهذا هو نتنياهو الثاني – ليس مستعدا للمخاطرة بمنصب رئيس الحكومة، حتى وان كان يخاطر الآن بمستقبل دولة إسرائيل، وهناك من سيقولون بوجودها ايضا.
لقد قال يتسحاق رابين ذات مرة: "رئاسة الحكومة بالنسبة لي هي خيار وليست هاجسا"، اما لدى نتنياهو، كما انطبع المقربون منه ايضا، فان رئاسة الحكومة تعتبر هاجسا. فنتنياهو ليس مستعدا باي شكل من الأشكال للتخلي عن بدلة السياسي لصالح بدلة القائد. وهو من الذين قيل فيهم: "سياسي يفكر في الانتخابات القادمة، قائد يفكر بالأجيال القادمة".
بالنسبة لنتنياهو يعتبر القاء الخطابات اهم شيء، ولذلك فانه يستثمر، كما يبدو، الكثير من الاتصالات مع الجمهور الذي يرتبط فيه، الجمهور الذي يشتري كل الخدع والأحابيل. في هذه المرحلة، كما يبدو، لا يرى نتنياهو نفسه خارج ديوان رئيس الحكومة، ولا يفكر بأي امكانية اخرى باستثناء دورته الحالية. البديل الوحيد الذي قد يبدو له هو ان يكون رئيسا للولايات المتحدة. ربما اذا سألتموه عن ذلك ستحصلون على جواب يهودي اعتيادي في صيغة سؤال: في الواقع لم لا؟

التعليـــقات