رئيس التحرير: طلعت علوي

"القدس المفتوحة" تعقد ورشة عمل حول خطتها الاستراتيجية

الخميس | 17/12/2015 - 08:40 صباحاً
"القدس المفتوحة" تعقد ورشة عمل حول خطتها الاستراتيجية

عقدت جامعة القدس المفتوحة، امس الاربعاء، ورشة عمل حول الخطة الاستراتيجية لها وإعداد الخطط التشغيلية للأعوام (20152016م-20182019م)، وذلك تحت رعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة، وبمشاركة رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، في فندق أبراج الزهراء بمدينة البيرة، وفي قطاع غزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).

وافتتحت الورشة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم الوقوف للسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وتولى إدارة الورشة د. ماجد صبيح مساعد رئيس الجامعة لشؤون التخطيط، وذلك بحضور أعضاء مجلس الأمناء، ونواب رئيس الجامعة، ومساعدي الرئيس، ومديري الفروع، وعمداء الكليات، ومديري المراكز والدوائر.

وقال صبيح إن عملية التخطيط الاستراتيجي في "القدس المفتوحة" تسير وفق المعايير العلمية والمشاركة الفاعلة لجميع دوائر الجامعة ومجالات العمل، وقد وتم أغناء هذه العملية من خطة استراتيجة إلى أخرى، اعتماداً على كادر الجامعة دون الاستعانة بالخبراء الأجانب على قاعدة "أن فلسطين أدرى بشعابها"، وقال إن نسبة الإنجاز فيما يتعلق بالخطة الاستراتيجية السابقة كانت (83%).

وعرض أ. جاسر خليل، مدير دائرة التخطيط في جامعة القدس المفتوحة، آلية العمل، ومسودة الإطار العام للخطة الاستراتيجية للجامعة. وقال إن معايير ضبط العمل كانت موجودة دائماً في "القدس المفتوحة"، إذ إن الجامعة من المؤسسات السباقة في هذا المجال، وقد بادرت الجامعة أيضاً بإجراء التقييم الخارجي، ونحن نستشرد بنتائج التقييم الخارجي للاطلاع على درجة الإنجاز والوقوف على النقاط التي نحن بحاجة إلى عمل المزيد من أجل الوصول إليها.

وقال إن تفاعل متطلبات التعليم مع المخرجات سيساعد الجامعة في الوصول إلى رؤيتها المتمثلة في الريادة والإبداع في مجال البحث العلمي، وصولاً إلى مجتمع العلم والمعرفة في فلسطين، وذلك في إطار من القيم التي توحدنا وتوجهنا في كل منحى من مناحي عمل الجامعة.

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمناء م. عدنان سمارة، إن جامعة القدس المفتوحة هي "جامعة في وطن ووطن في جامعة"، وتتميز بأنها تعمل كأسرة واحدة، وإن رئاسة الجامعة ومجلس الأمناء والجميع يحرصون على التوافق بشكل دائم، لأن الجامعة تعمل بشفافية. وبين أن الهدف من الورشة اليوم هو العمل على رفع مستوى الجامعة، فخلال السنوات الماضية استطاعت أن تنجز مباني خاصة بها، لتصبح كل فروعها في العام 2017م مملوكة للجامعة وموائمة للتعليم المدمج الذي تنتهجه الجامعات العالمية.

وأشار م. سمارة إلى أن الجامعة تركز على الأنظمة والقوانين والمناهج، فقد باتت مهتمة بالبحث العلمي، والنشر، وعدد الأبحاث التي تنشرها. وها نحن في مجلس الأمناء الأخير أخذنا قرارات لرفع شأن الجامعة، كان أولها إنشاء مركز أبحاث للزراعة في أريحا، والثاني يقضي بتطوير مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليكون رافعة للتكنولوجيا في فلسطين، أما الثالث فدعم فضائية "القدس التعليمية" لتقوم بالدور المطلوب منها في الجامعة وفي المجتمع الفلسطيني. ثم قدم م. سمارة تهانيه لجامعة القدس المفتوحة بتعيين ابنها الدكتور إبراهيم الشاعر وزيراً للشؤون الاجتماعية، ومن قبله د. حسين الأعرج وزير الحكم المحلي، عضو مجلس الأمناء.

من جانبه، قال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو إن الهدف من الورشة هو بلورة الخطة الاستراتيجية لجامعة القدس المفتوحة، وقال إن أحلام القيادة في إنشاء "القدس المفتوحة" قد تحققت بفعل ما تشهده من تطور في الوقت الراهن.

وقال أيضاً إن الجامعة ولدت ولادة عسرة في أحضان الجامعات الأخرى، فواكبت التطورات، وكانت في كل مراحلها تبحث عن هدفها ورسالتها عبر التخطيط الاستراتيجي، مبيناً أن تطور عمل دائرة التخطيط في الجامعة دفعها لأن تنقل مناقشة خططها الاستراتجية من الداخل إلى الخارج، ليتسنى للمجتمع أن يشارك في إعدادها من أجل الحصول على أفضل خطط تسهم في تطويرها، وأضاف قائلاً: "دعونا الجهات التي لها باع في التعليم العالي، وعلى رأسها الوزارة، لتشاركنا هذه النقاشات، ودعونا أيضاً الوزارات المختصة والقطاع الخاص، وصولاً أن يصبح لها يد في التخطيط الاستراتيجي للجامعة في الهدف والرسالة.

وقال أ. د. عمرو إن "القدس المفتوحة" لها وضع وطني خاص، وهي تنتشر في أرجاء الوطن كافة، وكل من فيها يشكل قدوة وطنية، لذا رفعنا شعاراً فيها أن الخطأ ممنوع. ثم أشار إلى التطور الذي حدث في الجامعة في الفترة الأخيرة عبر الاهتمام بالتكنولوجيا، إذ أصبحت جميع وسائط التعليم الإلكتروني متوافرة فيها، وعلى رأسها فضائية "القدس التعليمية".

دور الأطراف ذات العلاقة في تذليل العقبات

حول دور الأطراف ذات العلاقة في تذليل العقبات، ومساندة الجامعة في التغلب على التحديات التي تواجهها، وتوظيف الفرص المتاحة، أثار مدير الجلسة د. ماجد صبيح مجموعة من التساؤلات، ثم تحدث عدد من الضيوف وعلى رأسهم د. أنور ذكريا الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم، وأ. ناصر قطامي وكيل وزارة العمل، وأ. د. محمد السبوع رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، وأ. فتحي خضر مدير عام الرقابة الإدارية الخارجية في ديوان الموظفين العام، وأ. محمود سحويل مساعد الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والإدارية في الشركة العالمية للتأمين، ممثلاً عن القطاع الخاص.

وفي هذا السياق، قال د. زكريا إن تجربة جامعة القدس المفتوحة أرست كثيراً من النجاح، ونحن معنيون بأن تولي الجامعة دورها في التنمية المجتمعية اهتماماً مضاعفاً، وقد حرصت الوزارة على إشراك "القدس المفتوحة" في تدريب المعلمين، ونثمن ما تقوم به الجامعة من جهود كبيرة، ولكن التحدي بوجود فائص من الخريجين يستدعي استحداث تخصصات جديدة وإلغاء أخرى موجودة بهدف المواءمة بين المعطيات الكمية والنوعية. وقال أيضاً إن الورشة فرصة للمراجعة ولمعرفة أين نقف، ونتعهد بأن تكون مخرجاتها محط اهتمام مجلس التعليم العالي، وبأن الوزارة ستتعامل بإيجابية مع أي توصيات تسهم في تطوير التعليم العالي في فلسطين.

ووضّح أ. د. السبوع سبل تذليل التحديات التي تواجه التعليم العالي الفلسطيني، مشيراً إلى أن جامعة القدس المفتوحة عودت الجميع الريادة والإبداع. وتعد هذه الورشة (مناقشة الخطة الاستراتجية لجامعة القدس المفتوحة) ثقافة جديدة في المجتمع الفلسطيني، وتحسب نقطة إبداع لها.

وبين أ. د. السبوع أننا نعيش في ظل العولمة، وباتت ثورة العلوم التكنولوجية ووسائل الاتصال والتواصل تشتت التعليم، لذا فإن أحدث وسائل التعليم والتعلم اليوم تقوم على التعليم المبني على الطالب، وهو المنهج الذي تتبعه "القدس المفتوحة" إلى جانب الجامعات العالمية الكبرى في العالم، داعياً الجامعات الأخرى إلى إدخال هذا النوع من التعلم إلى مناهجها وطرقها، حتى لا يبقى هذا النمط مقتصراً على "القدس المفتوحة". ثم تمنى للورشة التوفيق، مؤكداً أن هيئة الاعتماد والجودة ستبقى مساندة للتعليم الجيد والنوعي في فلسطين.

من جانبه، تحدث أ. قطامي عن سبل تذليل التحديات أمام الخريجين في سوق العمل، وقال إن واقع الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن وضع سوق العمل الفلسطيني في غاية السوء بسبب الاحتلال، وعدم القدرة على التحكم بالموارد، وصعوبة ضمان الديمومة في الخطط.

وقال إن الخريجين الفلسطينيين لم يعودوا قادرين على المنافسة في سوق العمل العربية والعالمية، ويجب أن نعمل من أجل توفير خريجين قادرين على المنافسة كما كان في السابق، مشيراً إلى أن حجم الداخلين سوق العمل سنوياً هو (45) ألفاً، وكل فرصة عمل تحتاج إلى ما يتراوح بين (10-15) دولاراً، وهذا يعني استحالة إيجاد حل للبطالة داخل فلسطين، ويجري استيعاب نحو (15) ألفاً فقط من الداخلين الجدد، فيما يجد (30) ألفاً أنفسهم ملتحقين بركب العاطلين عن العمل، ونحن في وزارة العمل أعددنا خطة تشغيلية للسنوات الخمس المقبلة.
من جانبه، تحدث أ. خضر عن ضعف التدريب التأهيلي في معظم مؤسسات المجتمع، وعن كيفية مواجهة هذه التحديات وتذليلها، وقال إن الخطة المطروحة اليوم مؤشر إيجابي لعمل هذه الجامعة وتطورها.

وقال إن الديوان يقوم على أن يكون عمل ثلثي المؤسسات العاملة في السلطة الوطنية تخصصياً والثلث المتبقي مسانداً، فإذا ما علمنا أن عدد موظفي الخدمة المدنية (91) ألفاً، يشكلون (1%) من مجموع السكان، فهذا عدد قليل مقارنة بالدول المحيطة، علماً أن أكثر من ثلثي القطاع العام في فلسطين يعملون في التعليم والصحة، من هنا فإن التخطيط للجامعات يجب أن يأخذ هذا الأمر بعين المتبصر.

إلى ذلك، تحدث أ. سحويل عن مواصفات الخريجين المطلوبة للقطاع الخاص، باعتباره قائد التنمية في فلسطين، مبيناً أن خطة استراتيجية للجامعة تناقش على هذا المستوى الرفيع لا شك في أن تكون خطة ناجحة. وقال إن القطاع الخاص يقع على عاتقه عبء كبير في استيعاب الخريجين الجدد، بالتزامن مع إشباع القطاع العام بالموظفين، مشيراً إلى أن القطاع الخاص يواجه تحديات في التوظيف، أبرزها عدم قدرته على توفير ما يتراوح بين (45-50) ألف فرصة عمل سنوياً.

بيان صحفي

التعليـــقات