رئيس التحرير: طلعت علوي

مؤسسة "فيصل الحسيني" تواصل تطوير البرامج وتأهيل البنى التحتية في 29 مدرسة ومؤسسة تعليمية وثقافية في القدس

الثلاثاء | 05/02/2019 - 02:36 مساءاً
مؤسسة "فيصل الحسيني" تواصل تطوير البرامج وتأهيل البنى التحتية في 29 مدرسة ومؤسسة تعليمية وثقافية في القدس

 

أعلنت مؤسسة فيصل الحسيني أنها تمكنت خلال العام 2018 من تنفيذ مجموعة من المشاريع التطويرية لصالح 29 مدرسة في مدينة القدس ومؤسسة تعليمية وثقافية مقدسية، وذلك ضمن مختلف برامجها من تطوير شامل داخل المدارس وتطوير خاص بالبنى التحتية ومساعدات صغيرة وطارئة.

وفي تقرير لها، بيّنت المؤسسة أن عدد الطلبة المستفيدين من كافة البرامج قد بلغ 6290 طالب وطالبة، حيث استفادت 15 مدرسة ضمن برنامج التطوير الشامل الذي يستهدف تطوير البرامج التربوية والتعليمية والأجهزة والأثاث، فيما استفادت 5 مدارس من البرنامج الشامل لدعم الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعلم، وتم إنجاز أعمال ترميم في 8 مدارس وبناء طابق في مدرسة تاسعة، وتم تزويد 9 منها بمجموعة من الأجهزة والأثاث ضمن برنامجي تطوير البنية التحتية في مدارس القدس وتأهيل وتطوير وتجهيز المدارس في القدس، كما ساهمت المؤسسة في دعم 6 مؤسسات ضمن برنامج المساعدات الصغيرة والطارئة.

وفي إطار تطوير البرامج التربوية والتعليمية، أوضح البيان أن برنامج "التطوير الشامل يرمي إلى تطوير بيئات مدرسية قائمة على قيم الديمقراطية وحقوق الطفل والتعليم الجامع والمساواة الجندرية والبحث العلمي، بما يشمل تنظيم مسابقات القراءة والأبحاث العلمية وبرمجة الروبوتات والتوعية والتشخيص والتدخل في مجال عسر التعلم وتفعيل استخدام التكنولوجيا في التعليم.

وحول ذلك، قالت فدوى الحسيني المديرة التنفيذية لمؤسسة فيصل الحسيني إن المؤسسة تصب جل اهتمامها على دعم التعليم في القدس، وتعمل على بناء نموذج تعليمي فلسطيني قادر على تطوير مواطنين متمكنين من بناء دولة فلسطينية قائمة على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة، وذلك في الوقت الذي تحارب به المدينة تحديات الأسرلة ومحاولات التضييق على المسيرة التعليمية والتربوية، مضيفة أن برنامج التطوير التي تواصل المؤسسة تنفيذه في المدارس، قد حقق نجاحات إضافية وبشكل ملحوظ في تطوير أساليب التعلم.

واعتبرت الحسيني أن هذا النجاح يعد قفزة نوعية وفريدة في عدة مجالات ولا سيما في عالم تعليم مادة التاريخ على مستوى المدارس، والذي من المتوقع أن يمتد تأثيره على كيفية تناول كافة المواد التعليمية من منظور قائم على استخدام مهارات التفكير العليا.

 

تعزيز قيم الحوار والديمقراطية والبحث العلمي

وأضافت الحسيني: "حققت المؤسسة أيضا نجاحات على صعيد تحفيز المعلمات والمعلمين على قيادة الحوارات مع الطلبة في كتب خارج المنهاج بهدف تنمية بيئات مدرسية قارئة، إلى جانب فتح حوارات عميقة مع طواقم المدارس والأهالي في مجالات التفكير الناقد والبيئات المدرسية الهادفة إلى تطوير مواطنين يحملون قيما مثلى".

فيما ذكر تقرير المؤسسة أن الطاقم الفني الذي يشرف على تنفيذ المشاريع مكون من18  مستشارة تربوية ومستشارا ومدربات ومدربين، و 12 متطوعة، فيما شارك في التدريبات المختلفة خلال العام أكثر من 280 معلمة ومعلما.

وأشار التقرير إلى أن مشاريع البحث العلمي قد أدت إلى إنتاج أعداد من البحوث العلمية في مختلف المجالات التي قدمها وطورها الطلبة، فخلال العام 2018، شارك 393 طالبة وطالباً في تطوير أبحاث علمية تنوعت مجالاتها بين العلوم الطبيعية والتاريخ والعلوم الاجتماعية، تقدم منهم 301 طالبة وطالباً لمسابقات البحث العلمي. وطور94  طالبة وطالباً مشاريع ارتكزت على برمجة وبناء الروبوتات، التي تهدف إلى تمكين الطلبة من استخدام مفاهيم العلوم والرياضيات في برمجة وبناء الروبوتات، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من مختلف العلوم التي تؤثر على تطورنا وعلى حياتنا اليومية.

أما على صعيد مسابقة القراءة؛ فقد أشار تقرير المؤسسة إلى أن 1195 طالبة وطالبا من الصفوف الثالث الأساسي وحتى الصف العاشر اشتركوا في مسابقة القراءة التي جرت بداية العام 2018، فيما شارك 934 طالبة وطالبا من الصفوف الثالث وحتى السادس الأساسي في مسابقة القراءة التي جرت نهاية العام 2018، ويحضّر اكثر من 500 طالب وطالبة أنفسهم لمسابقة الصفوف من السابع وحتى العاشر. وقد هدفت المسابقة إلى تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الطفل والتعليم الجامع والمساواة الجندرية والبحث العلمي. ومن جهة أخرى استفاد 292 طالبا وطالبة متحدين صعوبات تعلمهم عبر برامج الدعم الأكاديمي والإدراكي والنفسي.

 

تأثير البرنامج على أداء الطلاب

وحول مدى تأثير مشروع تطوير البحث العلمي في مجال العلوم الطبيعية، أشارت المعلمة آلاء ريان من مدرسة نور القدس إلى أن المشروع كان له بالغ الأثر على الطلبة، والعمل بروح الفريق الواحد بينهم، ونمت لديهم مهارات التساؤل والاستنتاج وهي أساس البحث العلمي، ناهيك عن تنمية حب المطالعة والقراءة، وأضافت ريان أن الطالب/ة أصبح لديه/ا الجرأة بأن ي/تضع فرضيته/ا الخاصة والمخالفة لفرضية المعلمة وفرضية زملائه/ا ما نما روح احترام الطلبة لآراء بعضهم البعض وتقبل الرأي الاخر .

بينما شدد أستاذ التاريخ في مدرسة الأميرة بسمة يوسف فقها على وجود تغيرات بنيوية ملحوظة في أنماط تفكير الطلاب، واستخدامهم لبعض مصطلحات البحث التاريخي؛ مثل التركيز عل مصطلح السياق التاريخي واستخدامه في الحديث عن أحداث تاريخية معينة ومصطلح الحقيقة التاريخية وعدم الاكتفاء بأخذ الروايات التاريخية على أنها وجهات نظر بما حدث وتابعة لسياقات اجتماعية واقتصادية وسياسية مؤدلجة.

وحول مشروع برمجة وبناء الروبوت الذي تواصل المؤسسة تنفيذه مع 14 مدرسة في مدينة القدس، أوضح التقرير، أن هذا المشروع يهدف إلى تمكين معلمات ومعلمي مادتي الرياضيات والتكنولوجيا من تعليم الطلبة المهارات الأساسية لبرمجة وبناء الروبوت، بالاستناد إلى الرياضيات والعلوم في التطبيق وتعلم العمل ضمن الفريق، مضيفة أن العديد من مشاريع الطلبة المتميزة قد شاركت في مسابقات نهاية العام الدراسي، فيما سيشارك عدد آخر من المشاريع ضمن مسابقة شهر آذار القادم.

تطوير البنية التحتية في 19 مدرسة

وفي سياق مشاريعها لتطوير البنية التحتية في المدارس والتطوير الشامل، فقد قامت مؤسسة فيصل الحسيني بتقديم مجموعة من الاجهزة والاثاث (674 جهازا الكترونيا وحقائب علمية و3697 قطعة اثاث) لصالح 19 مدرسة.  كما ذكر التقرير أن المؤسسة أتمت أعمال ترميم وبناء في 9 مدارس تضمنت: اعادة تأهيل طابق الابتدائي في احدى المدارس بشكل جذري، وتأهيل مبنى إضافي لمدرسة ثانية مما اتاح الفرصة لاضافة ثلاث صفوف، وقسم إداري جديد ومكتبة ومرافق علمية متنوعة، بالإضافة إلى بناء طابق تعليمي إضافي في مدرسة أخرى. فيما تنوعت باقي أعمال البنية التحتية  ما بين توفير غرف مصادر لمدرستين وتأهيل الساحات وتوفير مداخل رئيسية آمنة لمدرستين، وبناء مظلات في ثلاث مدارس، وتأهيل مقصف في مدرسة، وتوفير مخارج وأدراج طوارئ في مدرستين، ورفع سعة الكهرباء في مدرستين أخرتين وغيرها من أعمال التطوير والترميم التي تهدف إلى توفير مدارس صالحة للاستخدام الآمن وضمن بيئة صحية مناسبة. 

وذكر تقرير المؤسسة أن الأجهزة والمعدات المقدمة تنوعت ما بين حواسيب وبروجكترات تفاعلية، وطابعات وماكنات تصوير، وحقائب بناء وبرمجة الروبوتات، فيما تنوع الأثاث المقدم ما بين أثاث صفي من طاولات وكراسي للطلبة وللمعلمين والمعلمات، وأثاث المختبرات وأثاث المكتبات وغرف المعلمات والمعلمين والإدارات، بالإضافة إلى توريد ما يلزم من ألعاب ووسائل تعليمية وقرطاسية.

وحول أعمال الترميم التي جرت في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس، قالت مديرة المدرسة بسمة قرش: "أعمال الترميم تركت آثارا ايجابية في نفوس الطلاب والموظفين والإدارة بشكل عام، كما ساعدت على البدء بعام دراسي مميز وإيجابي وفعال"، مضيفة أن أفضل ما في البناء المرمم هو ملائمته للطلاب ذوي الإعاقة.

كما أوضحت مديرة مدرسة جيل الأمل الأساسية رنا فرعون أن مشروع البناء وفر مناخا دراسيا نفسيا اجتماعيا، وبيئة آمنة وصفوف واسعة مريحة وجدران نظيفة، وأضافت أن التجهيزات الإلكترونية سهلت عملية التعليم من خلال تفعيل الوسائط التعليمية والتي تضفي جوا مرحا مليئا بالنشاط.

شكر للداعمين

وقد أوضح التقرير أن قيمة مصاريف أعمال المؤسسة خلال العام 2018 قد بلغت حوالي 3.1 مليون دولار، وثمنت فدوى الحسيني الدعم والتمويل المقدم من كل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي-الكويت عبر منحة بإشراف مؤسسة التعاون في مجال البرامج والبنى التحتية، والدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي لبرامج المؤسسة، بالإضافة إلى التمويل المقدم من بنك فلسطين. كما تقدمت بالشكر لمجموعة من المتبرعين الأفراد وفي مقدمتهم السيدة سعاد الحسيني.

من جهته، أكد رالف طراف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين أن التعليم هو حق أساسي لكل انسان ولكل طفل، ونحن نؤمن أن التعليم والبحث والتطور العلمي هي عناصر أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي يحترم الآخر ويحترم التعددية وحقوق الانسان، مشددا على أن المؤسسات التعليمية يجب أن توفر بيئة صحية وآمنة لكل الأطفال،  لا سيما أن القدس الشرقية تشهد وضعا صعبا، فالمدارس ضيقة والصفوف ممتلئة والعقبات كثيرة، وأضاف: "لذا نحن نفتخر بهذا البرنامج لأنه يساهم في دعم التعليم في القدس الشرقية ومواجهة هذه التحديات".

أما د.تفيدة الجرباوي المديرة العامة لمؤسسة "التعاون" فقد عبرت عن تقديرها للإنجازات التي حققتها مؤسسة فيصل الحسيني ضمن برنامج التطوير الشامل، مشيرةً أنه تم تنفيذ ثلاثة مشاريع مع مؤسسة فيصل الحسيني تضمنت تأهيل وتطوير البنى التحتية وتجهيز المدارس بالأجهزة والأدوات التعليمية، وأيضا برنامج صعوبات التعلم. وأضافت أن قيمة العقود بلغت ما يقارب 3 مليون دولار أمريكي تنفذ على مدى 3 سنوات، بدعم سخي من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، كما اكدت د. الجرباوي على أن "التعاون" مستمرة في دعم قطاع التعليم في فلسطين كونه من القطاعات الأساسية الدافعة لعجلة التنمية عبر تمكينها للطلبة والمؤسسات الفلسطينية.

فيما أكد رشدي الغلاييني مدير عام بنك فلسطين على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسة فيصل الحسيني في تطوير التعليم في المدينة المقدسة، مضيفا أن المجتمعات تنهض دائماً بالتعليم والقراءة والمعرفة والبحث العلمي، وأشار الغلاييني الى أن الدعم الذي يقدمه البنك الى مؤسسة فيصل الحسيني ينطلق من إيمان البنك بضرورة دعم المؤسسات المقدسية لتبقى نابضة بالحياة والانجاز ورفع أدائها خدمة لأهالي المدينة بشكل خاص والوطن بشكل عام.

 

بيان صحفي

التعليـــقات