رئيس التحرير: طلعت علوي

وزير الخارجية د. رياض المالكي: نسعى لتطوير مواقف الدول من العدوان الإسرائيلي باتجاه نموذج أمريكا اللاتينية

الإثنين | 25/08/2014 - 09:56 مساءاً
وزير الخارجية د. رياض المالكي: نسعى لتطوير مواقف الدول من العدوان الإسرائيلي باتجاه نموذج أمريكا اللاتينية



     في ضوء برنامج عمل الوزارة الهادف إلى فضح الطابع العنصري للحرب الإسرائيلية العدوانية على شعبنا في قطاع غزة، ومن خلال الحراك السياسي والدبلوماسي المكثف الذي يقوم به وزير الخارجية د. رياض المالكي مع الدول كافة، ومراكز صنع القرار فيها، بالإضافة إلى تعليماته المتواصلة لسفارات دولة فلسطين في العالم لمتابعة جولاته ولقاءاته وزياراته، يتضح للوزارة أن ردود فعل الدول تجاه هذا العدوان الإسرائيلي البربري ضد أهلنا في قطاع غزة ناتج عن مسارين أساسيين:


1)  ردود فعل طبيعية آنية فورية تحمل طابع إنساني لما تشاهده العين الإنسانية المجردة على شاشات التلفزيون من عمليات تدمير وقتل لا تتحملها هذه العين الإنسانية، خاصةً وأن حجم الدمار يفوق كل ما يمكن توقعه أو استيعابه أو قبوله تحت أي مبرر أو مسمى، وأن هذه الآلية بدأت ترسم ملامح تشابهية بين الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية في برلين ودرزدين مقارنة مع الدمار الذي خلفته هذه الحرب البربرية الإرهابية الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة، هذا التعاطف التعبيري عبر عن ما يلتزمون به من معايير تضامنية، أو ما يمكن تقديمه من مساعدات إنسانية ضمن هذا السياق، لهذا السبب فاقت ردود الفعل كل التوقعات، لوجود حالة رفض إنسانية جماعية عفوية لحجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وكذلك رفض إدعاءات إسرائيل تحت أي مسمى لتبرير هذا الدمار الهائل.


2)  من جهة أخرى هناك كثير من الدول التي تشكلت فيها حالات سياسية تضامنية مع الوضع الفلسطيني بحيث تم نسج هذه العلاقات على مدار سنوات طويلة، واستُثمر فيها الكثير من العلاقات والزيارات والاتصالات كما هو الحال في امريكا اللاتينية التي فاقت كل التوقعات في ردود فعلها، وتفوقت على كل الأقاليم الجغرافية والقارية بما فيه القريبة لنا جغرافياً أو تاريخياً أو دينياً أو دماً.

وبالتالي ليس مستغرباً على من زرع هذه البذور واستثمر فيها كما هو الحال في وزارة الخارجية الفلسطينية التي طورت منذ عام 2007 هذا السجل في الاستثمار في امريكا اللاتينية، وخلقت ذلك التحول بالمفهوم التاريخي عبر الاعترافات بدولة فلسطين أولاً، ومن ثم التعاطف الكبير مع قضايا فلسطين ثانياً، وصولاً إلى الإنسجام مع الذات ضمن مفهوم تطبيق القانون الدولي، بحيث عبرت بعفويتها السياسية عن قناعاتها المبدئية وقراراتها المنسجمة مع مفهوم القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لهذا السبب تطورت ردود فعل دول امريكا اللاتينية متقدمة تماماً عن كل سابقاتها لتشكل حالة نوعية وجب دراستها من قبل كل المراقبين. وفي ذات الوقت يضع ضغطاً إضافياً على وزارة خارجية دولة فلسطين لكي تعيد إنتاج نفس تجربة امريكا اللاتينية في مواقع جغرافية أخرى أصابها الترهل والغياب، بحيث انعكس ذلك في مواقفها التضامنية التقليدية تجاه فلسطين كما هو الحال على سبيل المثال في القارة الافريقية، أو في المجموعة الاسلامية أو الآسيوية ضمن مجموعة عدم الانحياز.

 

بيان صحفي

التعليـــقات