رئيس التحرير: طلعت علوي

غزة على وقع التحولات والصراعات العالمية والإقليمية

الإثنين | 21/07/2014 - 04:27 مساءاً
غزة على وقع التحولات والصراعات العالمية والإقليمية

اشرف عكة


ان الربط بين ما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة و تأثيرات نهاية الحرب الباردة على الامن العالمي ليبين ذلك التحول في سياق التنافس والصراع الدولي على المنطقة وفلسطين وقضيتها والتحولات المحدثة في قلب العالم وقبلة الإنسانية و معالم السياسية العالمية ليبين صحة الافتراضات والتنبؤات حول مستقبل القضية والمنطقة بل و العلاقات الدولية المتسمة بالعنف والمرشحة على مزيدا من التوترات والفوضى المنظمة والتشرذم والتفتت للمجتمعات والدول ولمنظومة العلاقات والقيم والقواعد التي حكمت النظام الدولي والعالمي خلال القرن الماضي وبدايات القرن الحادي والعشرين لتبشر بعالم ينقلب على كل أوجهه التعاون وليطور أنظمة دائمة تدقدق ليل نهار طبول الحرب وتنشر الرعب في كل مكان في عالم اليوم والمستقبل ،وتكون غزة مكان في حالة من الحلات المتماثلة لمناطق عدة عربية وإقليمية ودولية، تطبيق لرؤيا العنف المتجذر في سلوك الدول والجماعات الطامحة  للقتل والتدمير والراعية للمارقين والمنقلبين على قواعد القانون الدولي والإنساني وقيم الديمقراطية والمواطنة والحريات والعدالة ،ومفاهيم المجتمع العالمي والسلم الدولي والامن الجماعي والاستقرار الإقليمي ونبذ الإرهاب هلامي المفهوم ودموي الهوى ،والمنظم لقلب الباطل الى حق المصالح رديئة القيم لا أخلاقية الفكر والمنطلقات باغية الشعوب وقاهرة الروح وطاردة الموارد الى بث الفتن والحروب .


لا يمكن فهم ما يجري في غزة وعلى وقع الحرب والدم الا في اطار اشمل من التحليل والتمحيص في مجريات احداث العالم والمنطقة  وصراعاته وتحولاته الكبرى ، ما بعد الحرب الباردة اثارها الكلية وسياق الحروب والنزاعات العالمية والإقليمية وتداعياتها ، مرورا  بما يعرف الربيع العربي والثورات والانقلابات والصرعات الايدلوجية والعرقية والطائفية لما قبل وبعد الحالة الجديدة بمسمياتها وتشابكاتها وتداعيتها ومآلاتها ومخاضها ، خاصة ان التاريخ و التحقيب لتلك الأحداث يجعلنا نضعها في سياق متصل وفي نفس الاناء لأنها كل متربط متداخل في اتون تصارع وتقاسم القوى العظمى والإقليمية مناطق النفوذ انطلاقا من أمنها القومي في عالم الاعتماد على الذات الذي بشر بنهاية مضامين سيادة الدولة بمفهومها السائد منذ عقود خلت ،حيث ان الامن العالمي الجديد ميدان لصراع وحشي تسعى فيه الدول لتحقيق مصالحا على حساب الاخرين لتكون غزة في هذا مسرحا للتقاتل والمبادرات والمبارزات للتصفيات ولاختبارات  القوة وفرض الشروط حتى لو على بحر دم اهل غزة واطفالها ولكن الربط المنطقي يأتي في اطار فهم اعتبارات الأطراف الداخلة على خط المعركة خارج ساحات الوغى وبعيدا عن أصوات المدافع وازيز الطائرات وعويل وبكاء المشردين والأطفال لمعرفة الدافع والسياق لحركة الأطراف والاعبين الاقليمين والدوليين في لعبة الدم والسياسة في العالم المتحول والمنطقة المتفجرة على ضفاف غزة.


ظهر الموقف الأمريكي في أسرع حالة مستنفرا كل جهود الوساطة لوقف النار بين أطراف النزاع ورسم للأطراف الخط المرجعي والملاذ والاستعداد لحظة الالم والوجع والعودة الى خط الهدنة تأكيدا للانا الاعب والمنقذ ولكن في لحظة النزول عن الشجرة والسير في شروط لعبة الدم المثقلة بالمصالح العليا ولضرورات الامن القومي للولايات المتحدة في خارطة العالم وملامح الشرق الجديد ولاعبيه الجدد في الإقليم المقلم بخرائطه ودويلاته "سايكس امريكي نيو عرب ماب " و "إسرائيل امراتي فلسطين ماب "تأسيس لرؤيا الشرذمة والتقسيم للمنطقة والتصفية للقضية الفلسطينية على وقع تناقضات العام والمنطقة وحتى الداخل الفلسطيني ولكن هذه  المرة بفعل اممي واقليمي بحركة الدولاب الأمريكي وبمثلث المصالح التركي القطري الإيراني المصري وبنقطة الصفر الفلسطيني ،حيث أراد الأمريكي القول بشكل واضح لإسرائيل والمقاومة معا ما يجري لنا فيه ونحن الفعل الفاعل والمبتدأ والخبر ، لهذا فان الحظة لم تحن بعد لانتقال الى مرحلة الهدنة وان التسويات الكبرى لم تأتي بعد لهذا قبلت إسرائيل المبادة المصرية لوقف النار ولم تنتظر الراعي الأمريكي حيث قالت للأوباما وكيري الرسالة وصلت هذا يفسر لعبة الدم والمصالح فبينما أراد الأمريكي فرض لا عبية الجدد برز الحال لمراد الأمريكي من معركة ضفاف البحر الأبيض والاحمر لتبدا من ليبيا وتونس والمغرب واليمن ومصر والعراق وسوريا وايران ولبنان و خطوط العرض والطول بين اسيا وافريقيا الى اسيا الوسطي والقوقاز وافغانستان وأوروبا وجورجيا  وأوكرانيا والصين وروسيا وتكتلات بيركس وبريك ومنظمة الامن والتعاون الأوروبي وشنغهاي والناتو  والدرع الصاروخي والبحر الأسود والبلطيق والمحيط الهادي والهندي خارطة مشروع القوة والدفع للدور الأمريكي للقرن الحالي، باعتبارها ما زالت تملك القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والمنفردة والمهيمنة المسيطرة عل مفاعيل السياسة العالمية لتسير غزة في ركب التسويات الكبرى والاستراتيجيات الرادعة الوقائية في السلوك السياسي الأمريكي من اجل اجهاض قدرات وثبات الطرف المقابل، سواء أكان دولة واحدة ام مجموعة دول، ام أفرادا وأم حركات أم منظمات وهي حالة الحرب الدائرة في غزة بين المقاومة وإسرائيل ودول المصالح في المنطقة وهنا ارادت الولايات المتحدة ان تقول للجميع ان أمريكا حاضرة في قلب التسوية وشروط الهدنة والضامن لها والمحدد للاعبيها ووسطائها وادوارهم وحدود فعلهم لهذا ارتبكت إسرائيل وقادتها واخرجت المبادرة المصرية بعد ان رفضتها المقاومة مصر من دائرة التأثير المباشر والاعب الإقليمي الحصري المعتمد علية والذي رعى اتفاقات وهدن وتسويات سابقة بين إسرائيل وغزة  على عكس المرات السابقة حين قامت مصر بدور الوسيط بين إسرائيل وحماس.

وتلاقا هنا الموقف المصري  مع إسرائيل وما كانت تريده مزيدا من الوقت لحشد الدعم الدولي ولتحقيق إنجازات سريعة على ارض المعركة من تدمير للبنى التحتية من انفاق مع تكثيف الغارات الجوية قبل الدخول في معمعان الحرب البرية التي لن تكون بعيدة عن المخاطر التي حاولت تجنبها إسرائيل ورغم ان غزة تقع في مثلث الأمن القومي المصري الانها  أي مصر فضلت البقاء بعيدا لإفساح المجال لترتيبات ابعد مدى في تبدل واضح لمرتكزات الامن القومي المصري واوليات تهديدات الاسلاميين وخطرهم على العدو الإسرائيلي ،وباطلاع على ما أرادته الولايات المتحدة بان تكون الضامن لأي اتفاق مع إسرائيل سارعت الطلب من قطر الدخول على خط المبادرات في وثيقة مثيرة للجدل عن ترتيبات ابعد مدى لولادة محور جديد امريكي قطري حمساوي لما لقطر من دور مباشر وحليف موثوق اكثر من المصرين الذين فضلوا صياغة سيناريوهات وترتيبات تأخذ ابعادا تقف في مواجهة تداعيات الحرب البرية على امنها القومي التي رات فيها حتمية المخطط بعد ان وقعت ضحية وفريسة واستعجال المبادرة ،بينما ارادت الولايات المتحدة رسم ملامح اتفاق شامل تكون فيه أراضي سيناء وطنا بديلا كحل يشكل طريق تصفية القضية الفلسطينية بأدوات الهبل الفلسطيني وتراخي المصري في درئ الخطر نزولا عند اعتبارات العداء لحركة الاخوان المسلمين وتحالفها مع حماس دون ادراك للمخاطر والمخططات الامريكية ولأدوار الاعبين الاخرين على خط النار والتسويات أمثال قطر وايران وتركيا مثلثات التحالفات على اعتاب التسويات الكبرى للمنطقة والعالم فان المقارنة بين المبادرة المصرية والمبادرة الأميركة القطرية التركية يبين ذلك القادم لغزة بالصفر الفلسطيني الملبس بالدولاب الأمريكي مبادرة مرتبكة وسريعة انقلبت على الذات وبدلت معاير الامن القومي وحولت مصر الى ناقل تهديدات إسرائيل للمقاومة وان حماس عدوها وحلفائها في مصر سيستفيدون من نصرها او بقاء قوتها ولم تقدم على صعيد المعابر والحدود والتسوية أي جديد سوى تجنيب المقاومة الهلاك على ايدي الإسرائيلي وساوت بين جرائم إسرائيل وفعل المقاومة ولم تستشر المقاومة او تكلفها المقاومة بذلك وظهرت كمتبرع مستعجل للعب دور المهزوز في سياق اللعبة الأكبر من الحالة في غزة وكأن مصر عاجزة عن قراءة الموقف الأمريكي الغير متعجل لهذا الدور والذي حضر منذ زمن لاعبيه لهذه اللحظة أمثال القطرين والأتراك، الذين ما زلوا يقدموا خدماتهم في سوريا والعراق وتونس وليبيا وغيرها من مناطق الإقليم المتفجر، وبالمقابل قدموا مبادرة من  ستته نقاط بأن تفرج اسرائيل فورا عن كل الاسرى المعاد اعتقالهم من صفقة شاليط مؤخرا بالضفة الغربية، تسمح اسرائيل بإقامة ميناء بحرية بغزة، فتح معبر رفح 24 ساعة يوميا، فتح جميع للمعابر بين غزة واسرائيل كاملا، تسمح اسرائيل الصيد 12 ميل (19 كم) من شواطئ غزة، الوسيط والضامن للاتفاق بين حماس واسرائيل تكون واشنطن وليس مصر.


ان قراءة ما يجري في غزة ليس بعيدا عما يجري في عالم التحالفات والتكتلات والصفاقات والتصفيات الكبرى على ارض سيناء غزة بفعل تركي إيراني امريكي إسرائيلي بصفر الإنجازات الفلسطيني على مستقبل القضية والناظر الى تلك الدول احلافها وسلوكها واطماعها وامتداها وتناقض مواقفها يفسر الترابط بين ما يجري في أوكرانيا وغزة بحيث ان طريق العنف والدم هو سلوك لاعبي العالم الساعية لتوتير الأجواء في غزة سعيتا لتأكيد دورها واكبر مثال تركيا التي اقنعت حماس برفض المبادرة المصرية وايران الممول لحماس والمقاومة بالسلاح ترغب في لعب إقليمي جديد على ساحة التقسيمات العالمية فأي تناقض بين الفعل والعمل والقول الا في حفلة مصالح الكبار على انقاض خارطة المنطقة وشعوبها وعناصر قوتها وشهدنا في الأيام الأخيرة دخول فرنسا وأوروبا على خط الحراك ولربما سنرى روسيا والصين في غزة بمبادرة جديدة ان الناظر والمراقب لما يجري على بحر الدم في غزة يستطيع ان يستنتج عدده حقائق اولاها لا احد يكترث بالدم الفلسطيني وثانيها ان الولايات المتحدة تقسم حالة الحالة الى مصالحها وليس صحيح انها مرتبكة بل في سياق ترتيبات جديدة للحالة الفلسطينية والمنطقة ولا مرة كانت غائبة عن التحرك الأمريكي بل اوكد انها تريد حشر الجميع في مربع الفعل الإرادة الامريكية في خارطة التقسيم الكبرى ،ان الاعبين الاقليمين أدوات خاسرة في مسارح الاحداث سواء قطر او تركيا وايران واي كان لان المشروع لما بعد سايكس بيكو القديم دخل حيز التنفيذ بعد احتلال العراق ولم تعد معادلات الاحتواء المزدوج او لاعبين اقليمين مؤثرين واخرين ليس كذلك في حسابات الأمريكي بل جعل لاعبين هامشين من هد أنظمة ودول كبرى وقطر الصغيرة خير مثال وتايوان للصين وجورجو جيا لروسيا وأوكرانيا وغيرها في معادلات ما بعد الحرب الباردة واستراتيجيات الردع التي لم تنتهي الا بحلات عنف اكبر امتدادا واتسعا ومرحلة التحقيب التي اردت ان ابين فيها ما يجري في غزة والحرب الباردة واثارها هي تلك المرحلية الانتقالية بدماء الاخرين الصغار والاعبين الاقليمين والهامشين لما بعد التحضيرات لعنف الكبار على ساحات الدمار العالمي مالم تقدم الحروب والنزاعات الثانوية في غزة وأوكرانيا الكاس الكافي من الدم المخمر لعودة الامن الدولي والعالمي حتى ولو بصياغات اقل امتزاجا للرغبة في الدمار الشمال وعلى قسمة الموارد والنفوذ والمصالح والمحظور في اطار ما لم تشير الاحداث ولا التحولات ولا القادة الا ثقلا مخضب  بدم الأبرياء الصغار شعوب وجماعات  وافراد ودول فقيرة في سياسة الحاضر بدأ من أوباما وبوتين  وهولاند وبلير ساركوزي والسيسي وار دوغان والخامنئي وبشار   والمالكي الى حلات أخرى مثل نتنياهو وعباس ومشعل واخرين ليس لهم سوى الانتظار وتلقي الاتهامات بالفشل حينا وبالخيانة حينا اخر ان العالم ليخزى اليوم من بشاعة اعمال القادة والسياسيين ودول المصالح وأصحاب النفوذ العالمي مما يجري على ارض الدم قبلة العالم ومهد الديانات وروح السلام على درج التقاسم ،فيا فعل المقاومة عظيم العطاء بالدماء فحذارى من الضياع في لحظة صفر السياسة على وقع التقاسم الصغير بفعل هيجان التقاسم العالمي ولعبة الأمم قبل القيامة المشيطنة بفعل الإنسانية وقادة العالم ان التحرك الأهم نحو غزة عدم وقعوها فريسة بين اسود الدم العالمي والمتشبثين بالانا المريضة لن ندفع ثمن تصفيات مستهلكة مكشوفة الأدوات لعبة الكبار عرفها الصغار بلعبة الطفولة البريئة التواقة للحرية والاستقلال بعيدا عن شعارات العار وسريا القتال والعنف المتجذر في علم الامن المنتقل الى حلات اكثر عنفا واتسعا من غزة .

التعليـــقات