رئيس التحرير: طلعت علوي

الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي العالمي تُحلل المشهد الاقتصادي العالمي وتبحث سُبل إدارة المخاطر الاقتصادية العالمية

الأربعاء | 29/10/2014 - 09:51 صباحاً
الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي العالمي تُحلل المشهد الاقتصادي العالمي وتبحث سُبل إدارة المخاطر الاقتصادية العالمية


هشام الشيراوي: نموذج دبي الاقتصادي مثالاً يحتذى به في الأسواق العالمية  ومزايا وإمكانات دبي تساهم في صياغة مستقبل الاقتصاد الإسلامي

 

ضمن فعاليات الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، والمقامة في الفترة من 28 وحتى 30 أكتوبر الجاري بتنظيم غرفة تجارة وصناعة دبي ومؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، أقيمت مساء أمس جلسة خاصة بعنوان "المشهد الاقتصادي العالمي"  وجلسة أخرى تناولت طرق إدارة المخاطر العالمية في قطاع الأعمال.

شارك في جلسة "المشهد الاقتصاد العالمي"  كل من معالي داتو سري مصطفى محمد، وزير التجارة الدولية والصناعة الماليزي؛ وداتوك رانجيت أجيت سينج، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية في ماليزيا؛ وروجر بوتل، المدير الإداري في "كابيتال إيكونويكس" في المملكة المتحدة؛ وسعادة هشام الشيراوي، رئيس مجلس إدارة "عالم المناطق الاقتصادية" ونائب رئيس مجلس إدارة "غرفة تجارة وصناعة دبي"؛ وأتسوتوشي نيشيدا، رئيس شركة "توشيبا". وأدارت الجلسة ميشا بيلاي، الصحفية ومقدمة البرامج في "بي بي سي وورلد نيوز" في المملكة العربية المتحدة.

واستعرض سعادة هشام الشيراوي، رئيس مجلس إدارة "عالم المناطق الاقتصادية" والنائب الثاني لرئيس مجلس إدارة "غرفة تجارة وصناعة دبي" ، في كلمته نموذج دبي في قدرته على الصمود أمام الأزمات وتحولها خلال فترة قصيرة لتصبح من أهم المراكز الاقتصادية في العالم، مستشهداً بأهم معالم دبي الاقتصادية كميناء جبل علي ثالث أكبر ميناء في العالم، والمنطقة الاقتصادية في جبل علي.

وأضاف الشيراوي: "إن ما يميز دبي هو تنوع أنشطتها وركائزها الاقتصادية القائمة على التجارة والسياحة والخدمات اللوجيستية والمالية، لافتاً إلى أن نموذج دبي الاقتصادي بات مثالاً يحتذى به في الأسواق العالمية وأن دبي باتت رقماً صعباً في المعادلة الاقتصادية العالمية". وأوضح أن القيادة الرشيدة ووجود الفرص وحُسن الإدارة واعتماد مبادئ الشفافية والمساءلة وأحدث الوسائل التقنية وآخرها الخدمات الذكية عزز مكانة دبي ومسيرتها نحو التنمية الاقتصادية المستدامة.

ولفت الشيراوي إلى أن دبي قادرة على لعب دور رئيسي في مجال قطاع الاقتصاد الإسلامي حيث قطعت الإمارة شوطاً كبيراً منذ إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة الاقتصاد الإسلامي، في مجال تطبيق رؤيتها لتكوم عاصمة الاقتصاد الإسلامي، مؤكداً أن مزايا دبي وإمكاناتها ومبادراتها تشكل القاعدة الأساسية لصياغة مستقبل الاقتصاد الإسلامي العالمي.


فيما أشار روجر بوتل، المدير الإداري في "كابيتال إيكونويكس" في المملكة المتحدة، في كلمته إلى التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة مشيراً إلى أن  الدول الاسلامية يتعين عليها اعتماد  اصلاحات هيكلية ووضع التشريعات اللازمة، والاستثمار في رأس المال البشري، وتحسين التعليم لتحقيق النمو المستدام والقضاء على الفقر.

وأشار معالي داتو سري مصطفى محمد، في كلمته الرئيسية إلى إعادة اكتشاف مبادئ الدين الإسلامي التي تركز على تحقيق العدالة الاقتصادية وتحقيق الرفاهية للجميع موضحاً أن المسلمين الأوائل في مختلف المجالات تمكنوا من تحقيق التطور وتعزيز اقتصادهم، مؤكدأ أن الأوضاع  غير المستقرة التي تشهدها بعض الدول  الإسلامية حالياً لايمكن التغلب عليها إلا بتطوير منظومة التعليم التي تؤدى إلى تنمية اقتصادية شاملة، مبدياً استعداد ماليزيا مشاركة تجربتها الاقتصادية الناجحة مع الدول الأخرى.

وأكد أتسوتوشي نيشيدا، رئيس شركة "توشيبا"، في كلمته على أن التنمية الاقتصادية المستدامة ترتكز على ثلاثة عوامل تتمثل في التعليم والطاقة وتكنولوجيا المعلومات مضيفاً أنه ينبغي على الحكومات العناية بالكفاءات وتوفير البرامج التدريبية اللازمة والاستثمار في التعليم والصحة من أجل النهوض والارتقاء بالمجتمع. وأشار نيشيدا إلى أنه في مجال الطاقة هنالك حاجة إلى تقليل الانبعاثات الغازية والحفاظ على الطاقة وبناء مدن ذكية لبناء مجتمعات ذكية وتوفير التقنيات المتقدمة لتحقيق نمو مستدام..

 

واختتم داتوك رانجيت أجيت سينج، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية في ماليزيا، الجلسة من خلال كلمة أكد خلالها على أن الاقتصاد العالمي يمر بفترة انتقالية داعياً إلى تطوير نماذج اقتصادية مرنة، مسلطاً الضوء على التمويل التمويل الإسلامي كخيار إيجابي وأنه يرتبط ليس فقط بمشاركة أكبر في التوزيع العادل لفرص النمو بل أيضاً بالنمو المستدام والشامل.

وشارك في الجلسة الخاصة بإدارة المخاطر العالمية في قطاع الأعمال، كل من أمير ميرشي، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مؤسسة "ريو تينتو ألكان"  وتان سري داتو أزمان حاج مختار، العضو المنتدب لشركة "خزانة ناسيونال بيرهاد"، من ماليزيا، وأحمد أُبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سيمارك"، وراجو مالهوترا، رئيس شركة "ماستركارد" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و جيرالد لوليس، الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة "جميرا".

وأكد المشاركين على كبر حجم المخاطر والأزمات التي يشهدها العالم اليوم، مبينين أنه يمر بمرحلة عصيبة تواجه فيها الشركات العالمية العديد من الأزمات المالية وتداعيات الكوارث الطبيعية، وبما يعوق من التطوير السريع والمحافظة على مسيرة الربحية والمسار السليم للأعمال، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته على ضرورة مواجهة هذه المشكلات بحلول مبتكرة وعدم الركون لها لتحقيق النمو والنجاح.

أوضح أمير ميرشي، في كلمته الافتتاحية للجلسة أن هناك نماذج مختلفة للمخاطر التي يمكن التعامل معها من خلال التنبؤ بها قبل حدوثها من خلال اتباع مناهج محددة عبر فريق عمل متخصص مما يقود إلى اتخاذ قرارات ناجحة وعملية وتحقق النتائج الإيجابية على المدى الطويل.

فيما أوضح  تان سري داتو أزمان حاج مختار، أن المخاطر والأزمات الاقتصادية  يمكن تجاوزها من خلال اتباع مناهج وآليات عمل محددة تقوم على الفهم السليم والعميق للمتغيرات الاقتصادية وما يرافقها من أزمات ومخاطر وكيفية التعامل معها والمرونة في إيجاد الحلول الكثيرة المناسبة لكل حالة من الحالات الاقتصادية التي تواجه الشركات على اختلاف أعمالها. فيما بين إقبال أحمد أُبي، أن المخاطر التي تواجه الشركات الكبرى ترتبط في الوقت الحالي بالمتغيرات والأحداث التي يمر بها العالم اليوم، وأشار إلى أن أهم التحديات التي تواجه العالم يمكن تقسيمها إلى مجموعة من التحديات، والتي تركز على قطاعات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، ولابد من التكيف مع هذه المتغيرات الاقتصادية بشكل دائم لضمان الأداء الجيد على المستوى الاقتصادي العام.

وبين أن هناك أيضاً مشكلات تواجه العالم اليوم هي التغييرات التي تحدث في أسعار الفائدة والأزمات المالية وأزمات المياه والتغيير المناخي والأمن الغذائي والجفاف وانعدام الأمن، ولهذا فإنه لابد من أن يكون هناك تعاون بشكل دائم ومتواصل لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية لأنها ترتبط بمجملها في الأداء الاقتصادي العام في العالم.
واما يونج سو كيم، رئيس شركة "سامسونج الخليج للإلكترونيات" فقد بين أن القيمة الأساسية لأي شركة من الشركات هي في المبيعات والأرباح ومن أبرز المخاطر التي تواجهنا في عالم الإلكترونيات هي التغيير المناخي والأزمات الصحية والأوضاع السياسية المتغيرة وما يرافقها من مشكلات تعوق الأمن والاستقرار.

فيما ركز راجو مالهوترا، على الفرص التي تتاح حالياً في أفريقيا معتبراً أنه لابد من البحث عن الفرص المستدامة التي تحقق النمو المستمر للشركات، والبحث عن الفرص التي تقود إلى تحقيق التطور الاقتصادي على المدى الطويل، ولهذا فلابد من ابتكار نماذج جديدة من الشراكة التي تمكن من مواجهة المخاطر وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ومن جانبه اعتبر جيرالد لوليس، أن قطاع الضيافة والسياحة يواجه الكثير من المخاطر التي تعوق حركه نموه باعتباره  أول قطاع يتأثر بالمتغييرات التي تطرأ في العالم، وعبر عن تفاؤله خلال السنوات المقبلة بحدوث معدلات نمو كبيرة بما يسهم في تحقيق فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل حول العالم.

تُنظم غرفة دبي الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في إطار جهودها الرامية لدعم رؤية الإمارة لتصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي. وبحضور أكثر من 2000 مشارك من أكثر من 100 دولة.

التعليـــقات