رئيس التحرير: طلعت علوي

كيفية انتقال السلطة في الشركات العائلية «2 من 2»

الخميس | 07/11/2019 - 10:47 صباحاً
كيفية انتقال السلطة في الشركات العائلية «2 من 2»


جيان باي لي / هينينج بيزونكا


في شركة أخرى شملتها الدراسة، احتفظت الأم بمنصبها الإداري طوال العملية. وبالنتيجة وبحسب أحد مديري الشركة، استمرت العائلة في التدخل. وشعر الابن أنه على الرغم من تحضيره لتولي المنصب ظاهريا، إلا أنه كان يعامل معاملة الطفل من الأم والأب. حاولت الأم إبعاد خلافات العمل عن المنزل، لكنها افتقرت إلى المصداقية في عيون ابنها بسبب تورطها في العمل. تخلت الشركة بعد أربعة أعوام عن الفكرة في سبيل الابتعاد عن المشكلات. وبقيت الشركة حتى عام 2018 دون خطة لمسألة تسلسل الخلافة.


تظهر هذه الأمثلة نمطا واضحا على المساهمة الإيجابية للأم، لكن فقط عندما تشغل دور الطرف الثالث، أي عند بقائها ضمن مجال واحد وفي هذه الحالة "العائلة". فكونها ركزت على جانب واحد وهو العائلة، أصبح ينظر إليها على أنها طرف محايد جدير بالثقة، وهما صفتان يصعب الجمع بينهما. فنحن نميل لأن نثق بالأشخاص الذين نعرفهم كونهم سيكونون إلى جانبنا. لكن عندما تكون علاقتنا من جهتين، يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل بأن المشكلات التي تنشأ في مجال واحد قد تصبح أسوأ إذا ما سمح لها بالانتقال للمجال الآخر.


ومع ذلك، فإن موقف الطرف الثالث قد يكون ضعيفا في بعض الأحيان، كما رأينا في ثلاث شركات أخرى. بتلك الحالات، طالب الأصهرة أو أقرباء الدم للأم (إخوتها مثلا) ممن يشغلون مناصب إدارية في الشركة، أن تدافع عن مصالحها في الشركة، متهمين إياها بخيانة ثقتهم عندما رفضت. وفي الوقت نفسه حاول زوجها وابنها أن يجعلاها تقف في صفهما. بالنسبة للأمهات الثلاث، تسببت الاضطرابات الناجمة عن المشاحنات العائلية المتصاعدة في خسائر فادحة. وتم تهميشهم كليا من عملية الخلافة على صعيد الأسرة والعمل، ليجدوا ذلك مؤلما. دون تدخلهم هددت النزاعات بين الأب والابن والأصهرة بتدمير العلاقات في العمل والعائلة. وإدراكا منهم لخطورة الموقف، اختار اثنان من المؤسسين تنحية الأصهرة، لتعود العملية إلى مسارها الصحيح وتصل إلى نهايتها بنجاح. في باقي الحالات بقي الأصهرة واستمرت المعركة. في النهاية، ترك الابن الشركة من تلقاء نفسه لتأسيس شركته الخاصة وأخذ معه أفضل الموظفين خلال تلك العملية.


الخلاصة هنا، حتى في حال وجود اعتراف بالحاجة إلى الالتزام بمجال واحد والرغبة في المضي به، فإن علاقاتنا الأوسع قد تجعل ذلك مستحيلا، ما لم يتم اتخاذ قرارات صعبة مثل التضحية بتآلف الأسرة لمصلحة العمل.


المشاركة بشكل أوسع لا تقتصر استنتاجاتنا على التعاقب من الأب للأبن. وجدت أبحاثنا أنه لا يوجد سبب يمنع أن يكون الأب هو الطرف الثالث، أو أي شخص مقرب من العائلة، أو مستثمر أو زميل مهم. فمن أهم متطلبات هذا الدور أن ينظر للشخص على أنه طرف محايد وجدير بالثقة، ويستطيع الفصل بين الأمور الشخصية والمهنية. فمن دون وجود ذلك الشخص، قد تخضع محاولة وضع خطة التعاقب على إدارة الشركة لعديد من العقبات. تشدد الدراسة التي قمنا بها على جانب مهم تحتاج إليه الشركة العائلية لوضع خطة ناجحة.

التعليـــقات