رئيس التحرير: طلعت علوي

إسرائيل تطعن "كنزها الاستراتيجي" في القاهرة في الظهر

الإثنين | 07/12/2015 - 08:39 صباحاً
إسرائيل تطعن "كنزها الاستراتيجي" في القاهرة في الظهر

 رائد محمود

 

بالرغم من الخدمات الجليلة والفوائد العظيمة التي قدمها قائد الانقلاب العسكري في مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي لدولة إسرائيل، حتى غدا "كنز إسرائيل" الاستراتيجي بحسب وصف كبار المحللين الإسرائيليين وكبرى مراكز دراساتهم الأمنية، إلا أن إسرائيل لم تتورع عن طعن "كنزها الاستراتيجي" في ظهره، في لحظة تاريخية صعبة يمر فيها نظام السيسي بأسوأ لحظاته على الإطلاق، ويصفها مراقبون للشأن المصري بـ"الترنح".

"الجنرال" المطيع لإسرائيل، وقل إن شئت "معجزة إسرائيل"، قدم لإسرائيل خدمات جليلة لم يكونوا يحلمون بها، بعد أن استبعد الإخوان من الحكم وأحكم قبضته بحصار قطاع غزة ومنع الماء والهواء عنها؛ إلا أنهم وجهوا له ضربة قاسية ـ لعله لم يكن يتوقعها ـ بعد أن حصلوا على قرارات قضائية دولية تمنحهم الحق بالحصول على تعويضات من مصر تقدر بما يقارب الملياري دولار، وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام تعويضات أخرى في قضايا دولية مرفوعة ضد مصر.

السيسي الذي عبر عن أزمته الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها بالقول للمصريين "إي يعني حنجوع"، لم يكن في حسبانه أن يتلقى صفعة "الغاز" الأخيرة من إسرائيل، واضطر للجوء للطعن في المحاكم الدولية لعله يستطيع التفرغ للمشاكل الداخلية التي تحيط به من كل جانب، وتوشك أن تفقده "كرسي الحكم" الذي حصل عليه عبر انقلاب عسكري.

وبعد أن أدى السيسي مهمته التي طالما حلم بها الإسرائيليون بأن وضع مصر على هامش الإقليم وجعلها دولة منزوعة الأهمية الاستراتيجية، أثبت الإسرائيليون له أنهم أسياد البراغماتية والمصالح وأنهم لن يتورعوا عن جعل "خادمهم المطيع" يدفع لهم ثمن "البقشيش" على حمل "حقيبة المصالح الإسرائيلية" في مصر بكل أمانة وإخلاص، بدلا من أن يكون العكس.

تحذيرات من مغبة حكم التعويض

وكانت أول ردود الفعل الداخلية على فوز إسرائيل بالتحكيم الدولي ما قاله المذيع المصري عمرو أديب تعليقا على قرار غرفة التجارة الدولية بتغريم مصر مليار و76 مليون دولار لصالح إسرائيل، بسبب وقف تصدير الغاز لإسرائيل، من أن "الخلاف الحاصل هو بين شركتين، أي نزاع تجاري، والشركة الإسرائيلية تعرضت لخسائر في هذا الأمر، والفيصل في الموضوع أننا (إترزعنا) حكما، وهذا الحكم في قضية واحدة، ولو مصر خسرت التحكيم الدولي سوف تدفع تعويضات تصل لـ 8 مليار دولار بسبب الغاز".

ويبدو أن القادم أعظم وما ينتظر مصر من سياسات اقتصادية عقيمة يمارسها قادة المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم السيسي ستمضي باقتصاد مصر إلى القعر!.

إقرأ أيضا: صفقة الغاز مع إسرائيل تفقد مصر أهميتها الاستراتيجية

عبد الفتاح السيسي ومن سبقه من "العسكر" الذين قادوا مصر وأوصلوها دون اعتبار لمتطلبات المستقبل، إلى إهدار الثروة الطبيعية المتمثلة بالغاز، وبيعه بأسعار تقل عن متوسط البيع العالمي، سيدفعون فاتورة باهظة جدا من دماء الشعب المصري، ليس ماديا فحسب بل أكثر من ذلك بالتبعية بعد أن تحولت مصر من مصدر للغاز إلى مستورد لها، الأمر الذي سيزيد الأعباء على أبناء الشعب المصري المسحوقين على مدى عقود من حكم العسكر، ومع كل ذلك سيبقى السيسي "الخيار الأفضل لإسرائيل"، كما وصفه أحد الكتاب الإسرائيليين.

مصر تطعن على الحكم

وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، أعلنت أنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية كافة ضد الحكم الذي حصلت عليه شركات إسرائيلية على شركات تابعة للحكومة المصرية.

وأعلنت الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، بشأن صدور حكم تحكيم غرفة التجارة الدولية (ICC في جنيف) في النزاع مع شركة شرق البحر المتوسط  (EMG) وشركة كهرباء إسرائيل، بفرض تعويضات على هيئة البترول و"إيجاس"، بقيمة 288 مليون دولار، من أصل 1.5 مليار دولار كانت شركة EMG طالبت بها (ويمثل 19.2 في المئة من إجمالي التعويض المطلوب)، وبقيمة إجمالية تصل إلى 1.7 مليار دولار لشركة كهرباء إسرائيل من أصل 3.8 مليار دولار كانت شركة كهرباء إسرائيل طالبت بها (يمثل حوالي 39.5 في المئة من التعويض المطلوب)، وذلك بعد أن رفضت هيئة التحكيم العديد من التعويضات غير المبررة، بحسب ما جاء في البيان.

تعويض 1.76 مليار دولار لإسرائيل

وكانت شركة "كهرباء إسرائيل" أعلنت الأحد، أن شركات غاز طبيعي مصرية ستدفع 1.76 مليار دولار تعويضا لها عن وقف إمدادات الغاز.

ومصر تبيع الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بموجب اتفاق مدته 20 عاما، لكن الاتفاق انهار في 2012 بعد تعرض خط الأنابيب لهجمات على مدى أشهر من مسلحين في شبه جزيرة سيناء المصرية.

 

عربي21 

التعليـــقات