رئيس التحرير: طلعت علوي

أسواق السلع الأولية مهددة بهبوط حاد قبل تحفيز صيني لمكافحة «كورونا»

الثلاثاء | 25/02/2020 - 10:40 صباحاً
أسواق السلع الأولية مهددة بهبوط حاد قبل تحفيز صيني لمكافحة «كورونا»


 

أكد "جولدمان ساكس" أن أسعار السلع الأولية قد تنخفض بشدة قبل أن يساعد تحفيز صيني يستهدف مكافحة تأثير فيروس كورونا في وقت لاحق من العام في أن يحقق القطاع العائد المتوقع له في 12 شهرا بنحو 10 في المائة.
وبحسب "رويترز"، قال محللون لدى البنك في مذكرة بتاريخ 21 شباط (فبراير) "التعهد بالتحفيز جعل أسواق السلع الأولية تتحرك مثل أسواق الأسهم، ما يعزز مخاطر تصحيح حاد".


ويتوقع البنك عوائد بواقع -0.5 في المائة و4.9 في المائة و9.5 في المائة على السلع الأولية على مدى فترة قدرها ثلاثة وستة و12 شهرا على الترتيب على المؤشر ستاندرد آند بورز جي. إس. سي. آي للسلع الأولية الزاخر بالنفط.
وعلى مدى 12 شهرا، يتوقع البنك عائدا 14.3 في المائة من الطاقة، و4.3 في المائة من المعادن الصناعية وعائدا سلبيا 0.8 في المائة من المعادن النفيسة.
وتتعرض أسواق السلع الأولية لضغوط إذ يؤدي نمو المخاوف من أن يتحول فيروس كورونا الشبيه بالإنفلونزا إلى وباء إلى تصاعد القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
بينما تأثرت أسعار المعادن الصناعية سلبا بفعل تزايد المخزونات.


وقال جولدمان ساكس إنه بخلاف ضعف الطلب الناجم عن استمرار الاضطرابات في الصين وتراكم المخزونات، فإن تباطؤ الانتعاش الاقتصادي ربما يضاف إلى خطر أن تتجاوز مخزونات النفط الطاقة الاستيعابية للتخزين، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الخام.
لكن أسعار الذهب ربحت نحو 5 في المائة منذ بداية الشهر الجاري. ويعد المعدن الأصفر تحوطا في مواجهة الضبابية المالية والاقتصادية.
وأضاف جولدمان ساكس أن الذهب قد يتجه صوب 1750 دولارا للأوقية (الأونصة) إذا جرى احتواء الفيروس خلال الربع الأول من 2020، بينما قد يدفع أي استمرار للوباء في الربع الثاني الأسعار صوب 1850 دولارا.


ويهدد انتشار فيروس كورونا المستجد بتشويه صورة قطاع الرحلات البحرية السياحية إذ يرى خبراء أن السفن تشكل بؤرا كبيرة لانتقال العدوى، ما قد يؤدي إلى زعزعة أوضاع الشركات الكبرى الناشطة في هذا المجال.
وقد استقطبت محنة ركاب سفينة "دايموند برينسس" المودعين في الحجر الصحي في اليابان وسط تمدد الإصابات بسرعة على متنها، انتباه العالم أجمع.
وباتت هذه السفينة نموذجا عن مخاطر انتشار الأوبئة في الأماكن المحصورة: فمن أصل 3700 راكب وأفراد طاقم، أصيب أكثر من 630 شخصا بفيروس كورونا المستجد ما جعل من السفينة بؤرة العدوى الأكبر خارج الصين.


ويقول جون أكسفورد أستاذ علم الفيروسات في جامعة كوين ماري في لندن إن "هذه السفن السياحية ناقل ممتاز للأوبئة، من حالات الرشح البسيطة إلى التهاب المعدة والأمعاء".
ويضيف "هذه السفن تكون دائما مكتظة. مع هذا العدد من الركاب، قد يحصل إخلال في شروط النظافة".
وأشارت المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) إلى تسجيل ثمانية أوبئة التهاب معوي العام الماضي على متن سفن سياحية.
كذلك أحصي في الأعوام الأخيرة تفشي أوبئة مختلفة بما يشمل حالات حصبة وجدري وبكتيريا الإشريكية القولونية أو السالمونيلا، ما ينسف متعة السفر عبر هذه الرحلات التي تكلف تذكرتها آلاف الدولارات.


ويقول الطبيب سايمن كلارك من جامعة ريدينج البريطانية "مع الأسف، عادة ما يكون ركاب الرحلات السياحية التقليدية مسنين ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة".
واجهت السلطات اليابانية انتقادات على خلفية طريقة إدارتها أزمة "دايموند برينسس" وسط اعتقاد أن الحجر على الركاب أسهم في تسريع تفشي الفيروس.
وقد حجر على سفينة أخرى في هونج كونج فيما أصيبت راكبة في سفينة سياحية ثالثة رست في كمبوديا بالفيروس.
ولمواجهة هذا الوضع، ألغت الشركات الكبرى بينها "رويال كاريبيين" و"كوستا كروزس" (التابعة لمجموعة "كارنيفال" الرائدة عالميا في القطاع) و"إم إس سي كروزس"، كل رحلاتها التي كان مقررا انطلاقها من المرافئ الصينية.


وتسدد هذه الأزمة ضربة قوية للقطاع إذ إن آسيا هي ثالث كبرى الأسواق العالمية خلف الولايات المتحدة وأوروبا، مع 4.24 مليون راكب في 2018 بحسب اتحاد "كليا" المهني. ويمثل الصينيون أكثر من نصف زبائن الرحلات السياحية في آسيا.
لكن هل يؤدي وباء كورونا المستجد إلى نفور دائم من الرحلات البحرية السياحية؟
يقول ستيوارت تشيرون الخبير في القطاع في الولايات المتحدة "كما في حالات أزمات صحية سابقة (مع سفن)، قد يحصل تباطؤ في الحجوزات لأن الناس قلقة من الأوضاع".
لكن فور تلاشي فيروس كورونا المستجد وتوقف وسائل الإعلام عن التداول بأخباره، "يمكن توقع عودة قوية للحجوزات مع استعادة الوضع الطبيعي".
وثمة هوة بين النظرة السائدة لدى الناس والواقع. يقول تشيرون "عندما تكتشف فيروسات على متن السفينة، يجري اتباع آليات ونظم مختلفة لتطهير المركبة ومنع تفشي العدوى".
وفي المحصلة، من أصل 31 مليون راكب شاركوا في رحلات سياحية بحرية العام الماضي، 1038 فقط أصيبوا بالتهاب معوي أي ما نسبته 0.003 في المائة وفق أرقام أوردها الخبير نقلا عن مراكز "سي دي سي" الأمريكية.


الطفرة الكبيرة التي شهدها هذا القطاع يصعب إهمادها على ما يبدو، إذ إن نسبة ارتياد سفن السياحة تضاعفت تقريبا خلال عقد.
ورغم تنامي الدور الآسيوي في هذا القطاع، كان ما يقرب من نصف ركاب الرحلات البحرية السياحية في 2019 من الأمريكيين الشماليين وفق الاتحاد الدولي لشركات رحلات السفن السياحية.


ومن شأن ذلك تخفيف الأثر السلبي لناحية نسبة ارتياد هذه السفن بمواجهة هذا الوباء الذي لا يزال بجانبه الأكبر آسيويا.
وتقر تارا سميث أستاذة علم الأوبئة في جامعة كنت ستايت يونيفرسيتي الأمريكية بأن فيروس كورونا المستجد يشكل بلا شك "نموذجا أقصى"، إلا أن المخاطر الصحية تزيد في كل الحالات في الرحلات البحرية السياحية إذ إن "السفن تؤجج ظروف انتقال العدوى بفعل التلاصق الدائم بين الركاب".
إلى ذلك، أعلنت الشركات الكورية الجنوبية أمس، حالة استنفار تام لتقليل أي تداعيات محتملة لتفشي فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد 19) إلى أدنى مستوى ممكن، في ظل احتمالات انتشار الفيروس المميت في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية، وفقا لـ"الألمانية".


كانت كوريا الجنوبية قد رفعت حالة الاستنفار أمس لمواجهة فيروس كورونا إلى الحالة القصوى أو اللون الأحمر وهو أعلى درجة من أربع درجات لحالات الاستنفار، وذلك في أعقاب ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض إلى نحو 700 حالة، حيث تم التأكد من إصابة أغلبهم خلال الأيام الأربعة الماضية.
وتتركز أغلب الإصابات في مدينة دايجو والمناطق المحيطة بها في إقليم جيونجسانج الشمالي.
وأعلنت بعض الشركات المحلية في المدينة والمناطق المحيطة بها وقف الأنشطة في مصانعها بشكل مؤقت.
وذكرت شركة سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية للإلكترونيات أنها اضطرت إلى إغلاق مصنع الهواتف الذكية في مدينة جومي على بعد نحو 45 كيلومترا من مدينة دايجو بشكل مؤقت، وذلك بعد تأكد إصابة أحد العاملين في المصنع بالفيروس الجديد.


وكانت الشركة قد أغلقت المصنع خلال اليومين الماضيين لاستكمال أعمال التعقيم ومكافحة العدوى وتم فتحه في وقت لاحق من أمس، وصدرت تعليمات للموظفين الذين كانوا يخالطون الشخص المصاب بوضع أنفسهم في الحجر الصحي لمدة أسبوعين.
واضطرت شركة جي. إس كالتكس كورب ثاني أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية إلى غلق مركز أبحاثها في مدينة دايجيون خلال اليومين الماضيين بعد اكتشاف مخالطة أحد موظفيها لشخص مصاب بالفيروس الجديد في مدينة دايجو، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.


وأشارت يونهاب إلى أنه رغم التأكد من عدم إصابة العامل بالفيروس، فإن الشركة اضطرت إلى تعقيم منشآتها.
واضطرت شركة إس. كيه هاينكس ثاني أكبر شركة رقائق إلكترونية في كورية الجنوبية إلى مطالبة نحو 800 عامل في مجمع آيشون على بعد نحو 70 كيلومترا من العاصمة سيئول بوضع أنفسهم في العزل بعد اكتشاف أن أحد الموظفين الجدد كان قد خالط مريضا بالفيروس. وتم إجراء تحليل للموظف فيما بعد وتأكد عدم إصابته، لكن الشركة أبقت على إجراءات الحجر الصحي للعمال

في الوقت نفسه تعاني شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية بالفعل تداعيات انتشار الفيروس بسبب النقص الشديد في مستلزمات الإنتاج نتيجة توقف عديد من المصانع في الصين التي تشهد أكبر انتشار للفيروس في العالم.
وقالت شركة كيا موتورز كورب ثاني أكبر منتج سيارات في كوريا الجنوبية إن مصنعها في جوانجيو على بعد 300 كيلومتر من العاصمة سيئول عانى بالفعل من اضطراب الإنتاج ليفقد نحو عشرة آلاف سيارة من الإنتاج منذ 4 شباط (فبراير) الجاري، قبل أن يستأنف العمل بشكل طبيعي أمس.
ولحماية عمال مصانعها من الفيروس قررت مجموعة إل. جي جروب التي تضم شركتي إل. جي إلكترونيكس وإل. جي ديسبلاي منع العمال الذين يعيشون في مدينة دايجو وجيونجدو وإقليم جيونجسانج الشمالي من دخول مصانعها بشكل مؤقت.

كما طالبت موظفيها بالحد من تحركاتهم في أنحاء البلاد خاصة السفر إلى دايجو وإقليم جيونجسانج الشمالي. كما طالبت الموظفين الذين زاروا هذه المناطق خلال الفترة الماضية بالبقاء في منازلهم مؤقتا. وقالت مجموعة إس. كيه جروب ثالث أكبر مجموعة اقتصادية في كوريا الجنوبية أنها تفرض إجراءات وقائية صارمة.
كما قررت بعض الشركات الكورية الجنوبية التي تطبق نظام الاشتراك في المقعد في مكاتبها والذي يعني تبادل استخدام المقعد نفسه والمكتب بين أكثر من موظف، تعليق العمل بهذا النظام وتقليل انتقال الموظفين من مقعد إلى آخر.
من جهتها، تعتزم مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران مواصلة رحلاتها من وإلى إيطاليا في الوقت الحالي رغم تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا هناك.


وقال متحدث باسم لوفتهانزا أمس، "نحن نراقب الوضع من كثب"، مبينا أنه لا توجد حتى الآن أي تعديلات أو إلغاءات في جدول الرحلات.
وذكر متحدث باسم شركة "فرابورت" المشغلة لمطار فرانكفورت الدولي أن المطار لم يسجل حتى الآن توقف رحلات من أو إلى إيطاليا، موضحا أن اتخاذ مثل هذا القرار يكون من اختصاص السلطات أو شركات الطيران نفسها.


يذكر أن "لوفتهانزا" أوقفت رحلاتها من وإلى الصين منذ كانون الثاني (يناير) بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد هناك.
وقال متحدث باسم الشركة إنه ليس من المقرر تسيير رحلات إلى البر الرئيسي الصيني على الأقل حتى نهاية جدول الرحلات الشتوي في 28 آذار (مارس) المقبل.

التعليـــقات