رئيس التحرير: طلعت علوي

شركات الاتصالات، هل أصبحت عائقا في وجه الحكومة الذكية؟

الخميس | 24/09/2015 - 09:32 صباحاً
شركات الاتصالات، هل أصبحت عائقا في وجه الحكومة الذكية؟

يستكشف خبير تقني فرص وسيناريوهات عديدة أمام شركات الاتصالات التي تواجه حاليا تحديات عديدة للابتكار في خدماتها أو التراجع في ظل التطورات التقنية وتوجهات السوق.

ويقول:" ماذا لو أصبحت شركة الاتصالات بمثابة بوابة موحدة ومحمية لكل الخدمات الإلكترونية بدلا من ولوج المشتركين لأنظمة الحكومة الذكية؟ اذ انه الأن يوجد العديد بل المئات من الخدمات للحكومة الذكية ولكن الوصول اليها بشكل موحد يمكن القول عنه بانه مستحيل وحتى على مستوى اعرق واكثر الدول تقدما في مجال الحكومة الذكية. لو اردت ان تعد عدد التطبيقات الذكية المتصلة بجهة حكومية واحدة فقط لوجدت العديد من التطبيقات.

 

يلفت عاصم حجازي خبير توطين التقنية، إلى أن توجه شركات الاتصالات على المسار الصحيح يجعلها بمثابة العمود الفقري للخدمات الذكية، ويتيح لها أن تتولى دورا محوريا في مشاريع الحكومة الذكية المنطقة العربية.

ويحذر حجازي من تراجع دور شركات الاتصالات مع انتشار تطبيقات عالمية أفقدت شركات الاتصالات زمام المبادرة.

ويشير بالقول إنه وطالما أن الحكومة الذكية تقدم خدماتها إلى كافة شرائح المجتمع فإن خدمات الاتصالات أصبحت ذات أولوية كبرى.

لكن عمل الخدمات الذكية يستدعي في أحيان كثيرة اشتراكات بخدمات البيانات من شركات الاتصالات، وإلا فإن هذه الخدمات الذكية ستهمل أعدادا كبيرة من الجمهور ممن لا يوجد لديهم خدمة البيانات عبر هواتفهم الجوالة.

 

إذ  تشير الأرقام إلى أن الهواتف الذكية استحوذت على 57٪ من إجمالي الهواتف المسجلة على شبكات دولة الإمارات خلال الربع الثاني من العام الماضي، ليبرز السؤال: ما نسبة المشتركين من خدمة البيانات من هؤلاء من كافة الشرائح التي تستهدفها الحكومة الذكية، وكيف يمكن تلافي إقصاء الشرائح الباقية؟

 

يجب ان تقدم شركات الإتصالات خدمات مجانية للعملاء للدخول الى مواقع الحكومة الذكية واستخدام الخدمات الذكية من خلال تطبيقات مجانية ومن خلال باقة بيانات مجانية لجميع المواقع والتطبيقات المتعلقة بالحكومة الذكية

 

يبرز هنا اقتراح تقديم شركات الاتصالات لخدمات بيانات مجانية لتطبيقات وخدمات الحكومة الذكية بحسب الاستشاري عاصم حجازي، وهو خبير في توطين تقنية المعلومات، ويقدم استشاراته مع ورشات عمل في مؤتمرات الحكومة الإلكترونية في دول مجلس التعاون عن مفهوم الحكومة الإلكترونية.

يذهب حجازي أبعد من ذلك في تلميحه للدور الهائل الذي يمكن أن تلعبه شركات الاتصالات في الحكومة الذكية، إذ يشير إلى أن شركات الاتصالات لا تستفيد من بيانات المشتركين لتخصص لكل منهم ما يحتاجه، فمثلا، تعرف شركات الاتصالات حاجات كل مشترك من خلال بياناته لديها وبروفايل هويته ID profile ، سواء كان مواطن أو مقيم وبلده ونوع عمله إلخ. ويمكن بضوء ذلك أن تقوم شركة الاتصالات بتوفير بوابة مناسبة له لكل تطبيقات الحكومة الذكية التي يحتاجها هو فقط. اذ ان الوضع الحالي للمستخدم بانه لا يعرف اين يبدء او اين ينتهي من الكمية الهائلة للتطبيقات والمواقع.

فرص وخدمات ضائعة

أما لجهة أمن المعلومات، ينبه حجازي بأن شركات الاتصالات تحتاج لتعزيز دورها وأداءها في حماية المشتركين وبياناتهم من الاختراق من خلال فرض معايير أمن معلومات على الهواتف الذكية التي تعمل ضمن شبكتها أو حتى تلك التي تباع في السوق عند تفعيل الخدمات لها. ويمكن لشركات الاتصالات أن توثق أجهزة الهاتف الجوال المطابقة لمعاير حماية البيانات، فبمجرد شراء مشترك لهاتف ذكي جديد واتصاله بالشبكة يمكن لشركة الاتصالات تنبيهه بأن هاتفه الجوال معرض للاختراق.

 

يحذر حجازي من أن دور شركات الاتصالات والفوائد التي تقدمها للمستهلك أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه قبل 5 سنوات عندما كان السائد أن تقتصر الخدمات على رسائل نص SMS   ومكالمات هاتفية، بينما أصبح اليوم هناك واتس اب وفايبر وسكايب وتطبيقات أخرى عديدة تستحوذ على استخدام المشترك بخدمات الاتصالات، ويبدو أنه مع تطور الهاتف الذكي بدأت المزايا التي تحصل عليها من شركات الاتصالات بالتراجع لتجعل من هذه الشركات مجرد مزود لخدمة الإنترنت ISP.

فما فائدة التقدم التقني الذي جلب تقنيات الجيل الرابع 4G عندما يندر إجراء مكالمة فيديو مع صديق أو مع أحد أفراد العائلة، فالكلفة مرتفعة حاليا من جهة، والكثيرون لا يعرفون تلك الميزة من جهة ثانية، نظرا لاستخدامهم تطبيقات مؤتمرات الفيديو.

 

arabianbusiness

التعليـــقات