رئيس التحرير: طلعت علوي

أَضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تموز 2014

الأحد | 20/07/2014 - 03:10 مساءاً
أَضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تموز 2014

أَضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تموز 2014

الحكومة تؤيد توسيع العملية البرية في غزة

كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل يجمع على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، في وقت تم فيه، فعلا مساء أمس، توسيع العملية من خلال زج لواء ثالث هو لواء جولاني في القطاع لينضم الى القوات الفاعلة هناك.
يأتي ذلك في وقت اعلن فيه وزير الاستخبارات يوفال شطاينتس، امس، انه يعتقد بأن العملية العسكرية ستنتهي بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة. وحسب شطاينتس فان حماس تبدو غير ناضجة الآن لوقف اطلاق النار.
ويعتبر المجلس الوزاري العمل ضد الانفاق حدثا استراتيجيا كبيرا لا يقل عن وقف اطلاق الصواريخ. وقالت القيادة السياسية انها تملك الوقت ولا تشعر باي الحاح لإنهاء العملية. وكان رئيس الحكومة نتنياهو قد صرح خلال جلسة الحكومة، يوم الجمعة، ان الجيش يملك الوقت الكافي لتنفيذ المهمة، وانه اوعز للجيش بالاستعداد لاحتمال توسيع العملية بشكل كبير، واضاف "ان الجيش مستعد لذلك".
وواصل وزير الامن موشيه يعلون لهجة التهديد وقال: "من يحاول تشويش حياتنا فان دمه في رأسه، ومن يمارس الارهاب ضد إسرائيل سنضربه بقوة ونتسبب له بالندم على عمله، وستتواصل العملية طالما احتاج الأمر، وحتى  يعود الهدوء والأمن لإسرائيل".
وقال القائد العام للجيش بيني غانتس للجنود: "عليكم تنظيف هذه المنطقة، يجب اكتشاف فتحات الأنفاق. بالنسبة لكم هذه حرب، وهكذا انتم تدخلون الى هذه العملية، لديكم اعداء، ولديكم هدف".
سبعة قتلى إسرائيليين واكثر من 330 فلسطينيا
وكتبت صحيفة "هآرتس" ان قوات الجيش الاسرائيلي سيطرت، في نهاية الأسبوع، على مناطق في قطاع غزة، وأجرت تمشيطا واسعا للبحث عن الأنفاق. وقتل خلال المواجهات في غزة خمسة جنود وأصيب أكثر من عشرين، فيما قتل قرابة 100 فلسطيني، بينهم عشرات المسلحين في التنظيمات.
وتواصل اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل، ولكن بحجم منخفض، وتم خلال نهاية الأسبوع تسجيل سقوط 177 صاروخا واعتراض 49، فيما شن الجيش في نهاية الأسبوع 277 هجوما في القطاع.
وبالقرب من ديمونة في النقب، سقط صاروخ في مجمع بدوي وقتل المواطن عودة الودج (32 عاما) ليصبح بذلك المواطن الاسرائيلي الثاني الذي يقتل خلال حرب "الجرف الصامد". كما اصيبت ابنته آية (ثلاث سنوات) في رأسها، واصيب ابنه محمد (4 سنوات) بجراح طفيفة، بينما اصيبت زوجته (35 عاما) وامرأة أخرى من العائلة، بجراح طفيفة.
وبلغ عدد القتلى خلال الحرب حتى امس، 330 فلسطينيا وسبعة اسرائيليين. وكان الجندي ايتان براك (20 عاما) من هرتسليا قد قتل فجر يوم الجمعة جراء اصابته بنيران صديقة اطلقتها دبابة اسرائيلية في شمال القطاع. واعتقل الجيش الإسرائيلي منذ بدء التوغل البري 13 مسلحا فلسطينيا تم نقلهم الى اسرائيل. ويقوم الجيش بتفعيل عدة ألوية نظامية، ويتركز العمل على اكتشاف الأنفاق الهجومية الممتدة الى إسرائيل. وتم حتى يوم امس، العثور على 34 فتحة للأنفاق، من بينها انفاق تم حفرها تحت السياج الفاصل. ويمكن لتدمير الأنفاق أن يستغرق عدة أيام.
حماس نفذت عملية استراتيجية
وقالت "هآرتس" ان حماس تواصل بذل جهود كبيرة لاستخدام الأنفاق التي لم يتم اكتشافها بعد، لتنفيذ عمليات في النقب وضد الجنود العاملين داخل حدود غزة. وصبيحة امس السبت، قتلت خلية من حماس الضابط اموتس غرينبرغ (45 عاما) من هود هشارون، والجندي أدار برسانو (20) من نهريا، بعد عبورها لاحد الانفاق الهجومية واجتياز الحدود بين كيبوتس "عين هشلوشا" وكيبوتس "باري". وأصيب عدد من الجنود بجراح خلال المواجهة. وقتل احد المسلحين الفلسطينيين بعد مهاجمة سلاح الجو للمجموعة ، فيما تمكن الثمانية الآخرين من العودة الى قطاع غزة.
وكان المسلحون قد هاجموا قوة من الضباط الكبار، في لواء المدرعات 188، الذين كانوا يقومون بجولة في المنطقة. ويفحص الجيش لماذا لم يحرص ضباط القوة على التوجيهات الأمنية، وتحركوا في المنطقة بواسطة سيارة غير مدرعة وبدون حراسة، رغم تحذيرات قوة الاحتياط المرابطة في المكان.
وقال احد الضباط لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه  "كان يمكن للعملية ان تنتهي بحملة قتل واسعة". وحسب الصحيفة يستدل من التحقيق الأولي ان حماس خططت للعملية كعملية خاصة كان يفترض ان تركز على موقعين للجيش في المنطقة. وخرج المسلحون من النفق على بعد 300 متر من السياج الحدودي داخل إسرائيل. وبعد ان فهموا بأن الموقعين خاليين من الجنود، بقوا في الأراضي الإسرائيلية، ولسبب غير واضح تبين انهم خلعوا الدروع الواقية والقوها مع القنابل التي كانت في حوزتهم. وفي هذه الأثناء وصلت الى المكان قوة عسكرية لغرض المراقبة، واستغل المسلحون الفرصة وهاجموا احدى سيارات الجيب بصاروخ مضاد للدبابات. ووقع تبادل للنيران بين الجانبين، وتم قتل احد المسلحين فيما تمكن البقية من العودة الى القطاع.
وقال الجيش ان الاصطدام بالقوة العسكرية منع وقوع عملية كان يمكن ان تكون شديدة الخطورة. وعثر خلف المسلحين على اصفاد تدل على انهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات اختطاف.
ونشرت الذراع العسكرية لحماس بيانا قالت فيه ان "احدى الخلايا المختارة لكتائب عز الدين القسام نجحت بتدمير 3 سيارات جيب للجيش وتصفية ستة جنود". ونشرت حماس لاحقا صورة لبندقية "ام 16" تم انتزاعها من احد الجنود الاسرائيليين.
"نجاح العملية كان سيخرب الاستيطان في محيط غزة"
قالت مصادر اسرائيلية رفيعة لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان "حماس اعدت لتنفيذ عملية استراتيجية ضخمة في إسرائيل، على غرار عمليات "11 ايلول" (في الولايات المتحدة)، والتي كان من شأنها تدمير الاستيطان اليهودي في محيط غزة والتسبب بعدم تجرؤ أحد على السكنى هناك".
وأشارت تلك المصادر الى انه على الرغم من الخسائر البالغة، فان عملية "الجرف الصامد"، تتقدم جيدا. "نحن نستبق الجدول الزمني وكشفنا عددا كبيرا من الأنفاق يفوق ما خططنا له". وأضافت تلك المصادر: "الهدف الفوري هو كشف وتدمير الانفاق التي تصل الى البلدات الإسرائيلية". "وكلما تم كشف المزيد من الأنفاق، كلما ارتسم حجم التهديد الاستراتيجي الذي خططت له حماس. لقد بنوا منظومة متطورة من الأنفاق والمخابئ التي هدفت الى تحقيق احد غرضين: اما تسلل عشرات المحاربين الى بلدة إسرائيلية او لتنفيذ عمليات اختطاف. لقد عثر في حوزة المسلحين القتلى على حقن ومواد مخدرة، ما يدل على انهم خططوا لعمليات اختطاف كعملية غلعاد شليط، ولكن بنسبة عشرة اضعاف منها."
وتقدر المصادر العسكرية ان حماس قد تكون خططت لمهاجمة او لاختطاف اطفال: "تصور لو انه تم بضغطة زر تفجير بيت فيه اطفال او غرفة الطعام في كيبوتس"، قالت المصادر. ويدعي مسؤول كبير في المجلس الوزاري المصغر انه "لو لم تتوغل إسرائيل برا لكنا سنجد انفسنا بعد شهر او شهرين في ليلة كوابيس". ويدعي انه "لو وقعت عملية استراتيجية وسقط خلالها عشرات القتلى لتم تخريب الاستيطان اليهودي في محيط غزة لأنه لن يتجرأ احد على السكنى هناك بعد ذلك".
الى ذلك حذرت جهات سياسية رفيعة من توسيع العملية البرية خلال الأيام القريبة، والزج بمزيد من جيش الاحتياط في غزة. وقال احد المصادر: "نحن نقصد ما نقوله من أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وحتى اولئك الذين عارضوا في المجلس الوزاري العملية البرية يفهمون حيوية الأمر". وأضاف: "شكرا لله لأن حماس لم توافق على وقف اطلاق النار لأنه عندها لم نكن سنقوم بهذه العملية الحيوية ولكنا سنعيش مع قنبلة موقوتة في مدينة ملغومة تحت اقدامنا".

عشرات الإصابات بين الجنود الاسرائيليين
ويتبين من مختلف التقارير التي نشرتها الصحف الإسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي اصيب منذ التوغل البري بعدد كبير من الاصابات. وكتبت صحيفة "هآرتس ان ضابطا وجنديا آخرين قتلا مساء امس خلال المعارك في غزة. فقد قتل الملازم بار راهب (21) من رمات يشاي،  جراء اصابته بصاروخ مضاد للدبابات، وقتل جندي آخر خلال مواجهة مع مسلحين. وبلغ عدد الجنود المصابين في المواجهات 23 جنديا، ثلاثة منهم اصيبوا بجراح بالغة، وستة بجراح متوسطة.
وذكرت صحيفة "يسرئايل هيوم" انه بالإضافة الى العمليات التي وقعت في نهاية الأسبوع والتي كان أشدها قسوة "تسلل المخربين" وقتل الضابط والجندي واصابة رفاقه قرب السياج الحدودي، فقد امسك الجيش بحمار مفخخ. كما اطلق الجيش النار على دراجة مفخخة. واصيب احد ضباط الناحل بنيران قناص فلسطيني. وبعد ظهر امس تم اطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه قوة عسكرية في منطقة خان يونس، وقتل احد جنود سلاح الهندسة. وبعد ساعتين اصيب جندي آخر بنيران مضادة للدبابات. واصيب احد جنود الناحل بشظايا صاروخ اطلقه بنفسه على احد الجدران، وتسبب لنفسه بجراح بالغة. وفي ساعات السماء تم اطلاق صاروخ على دبابة، واصيب احد الجنود بجراح بالغة. وعند الساعة التاسعة مساء، خرج "مخرب" من احد الانفاق واطلق النار على قوة من كتيبة المظليين 101، فأصاب عددا من الجنود، وتم قتله. وقال ضابط كبير امس ان كل الاحداث التي وقعت تأتي تحت تهديد الانفاق، فنحن نسعى الى تدميرها، وهم يحاولون وقفنا وتحقيق اكثر ما يمكن من الانجازات بواسطة الانفاق التي تعتبر كنزا استراتيجيا لحماس. ونحن نرى ان حماس تحاول جباية ثمن لتدمير الانفاق.
الجيش يطلق النار على الأحياء المأهولة ويقتل عائلات بأكملها
وكتبت صحيفة "هآرتس" انه مع تقدم القوات البرية يجري فتح النيران على كل الاحياء والمباني الواقعة على مسافة 700 متر وكيلومترين من الحدود. ويستدل من معطيات غير رسمية ان قرابة 50 الف فلسطيني تركوا بيوتهم الواقعة على الأطراف الشرقية لقطاع غزة، هربا من نيران الجيش، وتجمعوا في مدارس الأونروا.
ويوم امس، وجه الجيش الإسرائيلي بلاغات الى سكان مخيمي اللاجئين البريج والمغازي، باخلاء بيوتهم والتوجه الى دير البلح. وتم نثر البلاغات من الجو. وتعمل لجان محلية في المخيمين على منع السكان من المغادرة، لكنه يبدو ان سكان المنطقة الشرقية قرروا ترك بيوتهم.
وقال مواطن من مخيم البريج لصحيفة "هآرتس" ان مدارس المخيم نفسه مليئة بالناس الذين تركوا بيوتهم. وأضاف: "الناس يميلون الى عدم المغادرة، ففي دير البلح نفسها تم تفجير سيارة مدنية وقتل ركابها، لا يوجد أي مكان آمن، فاذا كان علينا الموت فلنمت في بيوتنا".
وكما في كل ايام الهجوم على غزة قتل الجيش الإسرائيلي عائلات بأكملها. ويوم الجمعة صباحا، قتل ثمانية من افراد عائلة ابو جراد في الحي الشرقي لبلدة بيت حانون، في شمال القطاع. وفي قرية ناصر، شمال شرق رفح، اصاب احد الصواريخ الإسرائيلية ديوانا عائليا فقتل اربعة مواطنين، ثلاثة من ابناء عائلة ابو سنيمة ورابع من عائلة اللولحي. وبعد انتهاء صلاة التراويح، مساء الجمعة، اطلق الجيش النار على مجموعة من المصلين لدى مغادرتهم لمسجد الهدى في حي المنارة، فقتل ثلاثة من عائلة سالم. وفي الثانية بعد منتصف الليل، اطلق الجيش النار على مجموعة من المواطنين الذين جلسوا خارج بيوتهم في مخيم اللاجئين في خان يونس، وقتل تسعة مواطنين، بينهم ثلاثة اطفال. ومن بين القتلى شقيقان من عائلة السر، واربعة من عائلة الصالحية، بينهم ثلاثة أشقاء، وثلاثة من عائلة ناصر.
ويشار الى ان اسرائيل قتلت ثلاثة من عمال البلديات اثناء عملهم على اصلاح شبكات المياه والكهرباء، ما اضطر البلديات الى تعليق تصليح هذه الشبكات. ويعاني ثلث سكان قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي بعد اصابة شبكات الكهرباء، بينما يعيش بقية السكان وفق نظام خاص يتم خلاله تزويدهم بالكهرباء لعدة ساعات ثم قطعها.
20 طنا من الأدوية والمعدات الطبية
وفي ظل الأزمة الانسانية التي يواجهها القطاع، وامام الضغط الدولي وافقت إسرائيل، يوم امس، على فتح معبر ايرز بشكل مؤقت لإيصال معدات طبية وأدوية الى قطاع غزة. ودخلت الى القطاع خمس شاحنات تحمل 20 طنا من المعدات الطبية والأدوية تبرعت بها تنظيمات دولية والسلطة الفلسطينية.
وقال ناطق بلسان منسق العمليات في الأراضي الفلسطينية انه صودق على نقل المعدات الطبية والأدوية، بشكل استثنائي، بسبب الضائقة التي يعانيها الجهاز الطبي في غزة. وقال ضابط رفيع ان الضائقة الرئيسية التي يواجهها القطاع حاليا، هي نقص المعدات الطبية والمواد الغذائية الطازجة، كالحليب. وقال الضابط ان المواد الغذائية المحلية وتلك التي تصل عبر المعابر تكفي سكان القطاع لأسبوع او اسبوعين فقط.
وحسب منسق العمليات فقد تم حتى الآن ادخال 2.8 مليون ليتر سولار لمحطات توليد الطاقة.
وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت العمليات في غزة تهدف الى العقاب الجماعي، قال منسق عمليات الحكومة الجنرال يوآب مردخاي لشبكة "بي. بي. سي" العربية، انه "لو شئنا معاقبة السكان لما فتحنا معبر كرم ابو سالم يوميا لإيصال البضائع، ولما كنا فتحنا معبر ايرز لنقل الاولاد المصابين الى مستشفيات إسرائيل". وادعى ان قادة حماس يختبؤون في مستشفى "الشفاء".
تقدم في المفاوضات لوقف اطلاق النار
قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان مصر دعت رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل، الى القاهرة لمناقشة اتفاق وقف اطلاق النار. وكان مشعل قد اعتبر المبادرة المصرية "اتفاق استسلام".
وتتواصل الاتصالات في مصر لتحقيق وقف اطلاق النار فيما تتجاهل حماس، بشكل تظاهري المبادرة المصرية وتعمل مقابل قطر وتركيا. من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان المبادرة المصرية هي التي يجب اعتمادها.
وكتبت "هآرتس" في هذا الصدد ان الاتصالات الجارية لوقف اطلاق النار في غزة حققت تقدما طفيفا في نهاية الأسبوع. وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون وامريكيون ان هناك اجماعا دوليا وعربيا على دعم المبادرة المصرية كخطوة وحيدة لوقف اطلاق النار. وتواصلت في نهاية الأسبوع المحادثات الهاتفية واللقاءات المكثفة بين الولايات المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية وامين عام الأمم المتحدة وروسيا والدول الكبرى في اوروبا.
وتحدث الرئيس الأمريكي اوباما مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، واكد خلال المحادثة وفي مؤتمر صحفي لاحق، "دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، لكنه اعرب عن قلق بلاده ازاء التصعيد واصابة الأبرياء. وقال اوباما انه يريد المساعدة على وقف اطلاق النار ومستعد لارسال وزير خارجيته الى المنطقة اذا كان ذلك سيساعد على وقف اطلاق النار.
ومن المتوقع ان يصل كيري الى القاهرة غدا لمواصلة الدفع في تجاه تحقيق المبادرة المصرية. كما ينتظر وصوله الى إسرائيل في نهاية الأسبوع. كما سيصل الى القاهرة غدا، الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لدعم الجهود المصرية. ووصل الى القاهرة امس الأول وزير الخارجية الفرنسي لورين فابيوس للغرض نفسه بعد قيامه بزيارة إسرائيل يوم السبت الماضي.
ويجري منذ الاسبوع الماضي طرح مبادرتين لوقف اطلاق النار، اولها: المصرية التي تدعو الى وقف اطلاق النار فورا ومن ثم التفاوض حول المسائل المختلفة، كفتح المعابر الحدودية ودفع رواتب مستخدمي حماس وتوسيع منطقة الصيد في ميناء غزة. وتركز المبادرة المصرية على اعادة السلطة الفلسطينية الى غزة، لأول مرة منذ انقلاب 2007. وقال مسؤول فلسطيني ان مصر اوضحت لحماس بأن فتح معبر رفح يجب ان يقوم على عودة السلطة الفلسطينية للاشراف عليه دون أي تواجد لقوات حماس. وقد تبنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية المبادرة المصرية، بينما رفضتها حماس.
في المقابل حاولت قطر دفع خطوة حظيت بدعم تركيا، وتشمل الخطة تبني مطالب حماس كرفع الحصار البحري عن غزة وبناء ميناء بحري ومطار. وتركز المبادرة القطرية على الحفاظ على سلطة حماس في القطاع والاعتراف الرسمي بسيادتها على القطاع. وقد تبنت قيادة حماس هذه الخطة، ورفضت مناقشة الخطة المصرية. وطلبت إسرائيل والسلطة الفلسطينية من الولايات المتحدة مطالبة قطر وتركيا بالتوقف عن دفع خطة منفصلة لوقف اطلاق النار، فاوضح جون كيري لقطر وتركيا ان عليهما التدخل من خلال الوساطة المصرية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اجرى يوم الخميس محادثات مكثفة في مصر في محاولة لدفع مبادرة وقف اطلاق النار، والتقى هناك بموسى ابو مرزوق من حماس، وزياد الحية من الجهاد الإسلامي، وحثهما على القبول بالمبادرة المصرية. ووصل عباس، يوم الجمعة، الى انقرة لاجراء محادثات مع رئيس الحكومة التركية اردوغان والرئيس جول، واكد الحاجة الى الالتفاف حول المبادرة المصرية. ووصل عباس امس السبت، الى البحرين لنقل رسالة مشابهة، وسيصل اليوم الى قطر، في محاولة لدفع الامير تميم بن حامد آل ثاني للضغط على خالد مشعل كي يقبل بالمبادرة المصرية. وحسب وكالات الأنباء ستعقد في الدوحة اليوم جلسة بين عباس ومشعل لمناقشة الموضوع. ونشرت السعودية والامارات، في نهاية الاسبوع، بياني دعم للمبادرة المصرية.
توتر جديد بين إسرائيل وتركيا
كتبت "هآرتس" ان عملية "الجرف الصامد" ادت الى توتر جديد بين إسرائيل وتركيا. فبعد سلسلة من الهجمات التي شنها اردوغان على إسرائيل، والتظاهرات العنيفة امام السفارة الإسرائيلية في انقرة والقنصلية في اسطنبول، قررت وزارة الخارجية في القدس اعادة عائلات الدبلوماسيين ونشر تحذير الى الاسرائيليين بشأن السفر الى تركيا. وتدعي وزارة الخارجية ان المظاهرات العنيفة في تركيا جاءت بفضل خطابات التحريض التي القاها اردوغان ورئيس بلدية انقرة مليح غوكاتشي الذي اتهم إسرائيل بابادة شعب في غزة وانها اسوأ عشرة أضعاف من هتلر.
وامس اتهم اردغان إسرائيل بانتهاج وحشية تفوق وحشية هتلر. وقال بعد صلاة الجمعة، امس الأول، ان إسرائيل تهدد سلامة العالم. وأضاف: "إسرائيل كانت دائما عاملا للقمع وهي تواصل ذلك. لا يمكنني التفكير باي تطور ايجابي مع إسرائيل طالما اشغل منصبي. في الغرب قد يقولون انني ازيد التوتر، ولكن مهمتي هي ارضاء الشعب والله. إسرائيل تنفذ ارهابا الان، وتبيد شعبا".
وقالت الخارجية الإسرائيلية انها طلبت من اجهزة الأمن التركية تشديد الحراسة على المؤسسات الإسرائيلية لكن طلبها قوبل بالرفض. وعليه طلب وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان من عائلات الدبلوماسيين العودة الى إسرائيل، وامر بتوجيه احتجاج رسمي الى تركيا بادعاء "خرقها الفظ للأعراف الدبلوماسية ومعاهدة فيينا التي تلزم كل بلد على توفير الحماية للدبلوماسيين. وحمل ليبرمان الحكومة التركية كامل المسؤولية عن امن وسلامة الدبلوماسيين الاسرائيليين والعاملين معهم.
اعتقال 224 فلسطينيا في القدس اثر مظاهرات الاحتجاج على قتل ابو خضير
كشفت صحيفة "هآرتس" ان الشرطة الإسرائيلية في القدس اعتقلت 224 فلسطينيا من سكان المدينة، خلال الأسبوع الأخير، بتهمة رشق الحجارة واعمال الشغب التي تلت مقتل الفتى محمد ابو خضير. ومن بين المعتقلين ثمانية من عائلة ابو خضير.
وتم حتى نهاية الأسبوع الماضي، تقديم 50 لائحة اتهام ضد المعتقلين، وقالت الشرطة انها على وشك اعتقال آخرين. وقال المحامون الذين يترافعون عن المعتقلين ان التهم واهية واعتباطية. وقد امتنعت الشرطة بعد مقتل ابو خضير عن تنفيذ اعتقالات في المدينة، ولكن بعد اسبوعين بدأت بحملة اعتقالات واسعة في مختلف انحاء القدس الشرقية.
حزب ليبرمان يسعى لسحب مواطنة حنين الزعبي
كتب موقع "واللا" ان ملاحقة النائب حنين الزعبي تتواصل، والان يهدد حزب "يسرائيل بيتنا" بتقديم مشروع قانون خلال 48 ساعة، يطالب فيه بسحب المواطنة الإسرائيلية من النائب حنين زعبي. وتقود هذه الخطوة التصعيدية عضو الكنيست فانيا كيرشنباوم، التي قالت لموقع "واللا" انه "لا يمكن تقبل تحريضها ضد دولة اسرائيل".
وحسب الموقع الإسرائيلي سيفحص حزب "يسرائيل بيتنا" الامكانيات القانونية المختلفة لصياغة مشروع القانون كي يتسبب بسحب جنسية الزعبي اعتمادا على تصريحاتها ضد اسرائيل. وقالت كيرشنباوم ان مشروع القانون جاء في اعقاب المماطلة التي ينتهجها المستشار القضائي للكنيست في معالجة رفع حصانة الزعبي!
وكان العديد من النواب قد توجهوا الى المستشار القضائي للكنيست، قبل عدة أسابيع، مطالبين برفع الحصانة عن الزعبي في اعقاب قولها بأن الخاطفين ليسوا ارهابيين. وقالت كيرشنباوم: "لم يتم عمل أي شيء في الموضوع ولذلك قررنا القيام بخطوة حاسمة بأنفسنا". وحسب كيرشنباوم سيتم تقديم مشروع القانون الى سكرتارية الكنيست يوم غد الاثنين.
واضافت: "لقد سمعنا الزعبي في الأيام الأخيرة تشجع على المقاومة ضد إسرائيل. انوي الاجتماع بالمستشارين القضائيين لفحص كل الطرق الممكنة لسحب مواطنتها. فلتترك إسرائيل وتنضم الى عزمي بشارة في قطر".
وقالت الزعبي في ردها على اقوال كيرشنباوم: "هذا اقتراح فاشي لحزب فاشي، لا يترك أي وسيلة الا ويستخدمها لدوس حقوق الانسان في سبيل تبجيل الامة الطاهرة. يسرائيل بيتينو لا تريد سحب مواطنة الزعبي فقط وانما مواطنة كل المواطنين العرب الذين لا يهللون للأسطورة الصهيونية. مواطنتي ليست منة من احد، وانما بحكم كوني ابنة لهذه البلاد، خلافا لليبرمان الذي هاجر من روسيا، والطريق مفتوحة كي يرجع الى هناك، اذا لم يكن بمقدوره تحمل اهل البلاد الأصليين".
وكان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتس، قد هاجم الزعبي وجمال زحالقة، امس، لمشاركتهما في مظاهرة حيفا ضد الحرب على غزة، وقال: "الحادث في حيفا كان خطيرا، نواب مثل الزعبي وزحالقة جاؤوا لتحريض الجمهور والمس بالتعايش. يجب وضع حد لذلك، ويجب رفع حصانة الزعبي وزحالقة ومحاكمتهما".
شرطي يضع الاصفاد على ايدي حنين الزعبي!!
وجرت في نهاية الأسبوع، عدة تظاهرات في انحاء البلاد على خلفية عملية "الجرف الصامد" في غزة، وشهدت مواجهات عنيفة بين اليساريين واليمينيين، وبين المتظاهرين والشرطة في تل ابيب وحيفا. واصيب خلال تظاهرة حيفا العديد من المتظاهرين بعد مهاجمتهم من قبل متظاهري اليمين والشرطة.
وكان المئات من المتظاهرين قد شاركوا في مظاهرة نظمتها الجبهة والحزب الشيوعي في حي الكرمل في حيفا، امس، وردد المتظاهرون شعارات ضد الحرب والحكومة. وتظاهر امامهم مئات نشطاء اليمين الذين هتفوا "الموت للعرب" و"الموت لليساريين". وكان العشرات منهم يرتدون قمصان حركة "كاخ". ورشق نشطاء اليمين الزجاجات والحجارة على متظاهري اليسار. وتم اعتقال 13 متظاهرا. وقام نشطاء اليمين باحراق العلم الفلسطيني في شارع موريا في الكرمل، وهم يرددون "الموت للعرب". وهاجموا مواطنا عربيا مسنا مر في المكان واصابوه بجراح. وعندما وصلت الشرطة فروا من المكان.
وقال النائب محمد بركة: "جئنا للتظاهر ضد الحرب والفاشية المتفشية في إسرائيل، جئنا للقول انه توجد اصوات عقلانية في هذه الدولة، من اليهود والعرب غير المستعدين للصمت ازاء ما يحدث في غزة وداخل إسرائيل".
وفي تل ابيب اجتمع عدة مئات من نشطاء اليسار في ساحة "هبيما" وتظاهروا ضد العملية في غزة، فتظاهر امامهم عشرات نشطاء اليمين الذين هتفوا في وجوههم: "خونة" و"اذهبوا الى غزة". وحاول نشطاء اليمين مهاجمة نشطاء اليسار، لكن الشرطة فصلت بينهم. واعتدى نشطاء اليمين على متظاهرة يسارية. وقامت الشرطة باعتقال ثمانية أشخاص.
وكان مئات المتظاهرين العرب قد شاركوا في مظاهرة جرت في حيفا مساء الجمعة، ووقعت مواجهات عنيفة بينهم وبين الشرطة، ما اسفر عن اصابة البعض من الجانبين. وقال نواب حزب التجمع انهم تعرضوا للاعتداء من قبل الشرطة. وتم اعتقال 30 متظاهرا. ووصل الاعتداء على النواب حد قيام احد افراد الشرطة بتقييد النائب حنين الزعبي بالأصفاد، لكن قائد اللواء امر على الفور بفك القيد.
وادعى قائد شرطة حيفا انها اعتدت على شرطي وانه سيتوجه بشكوى ضدها الى المستشار القضائي للحكومة. وهاجم رئيس بلدية حيفا يونا ياهف النواب العرب وقال "ان جمال زحالقة وحنين زعبي والهامشيين والحمقى من امثالهم جاؤوا لخرق التعايش في حيفا، وانا احدد اننا اليهود والعرب هنا لن ندعم أي متطرف في المدينة"! وطالب من يريدون الاحتجاج بالابتعاد عن حيفا!

مقالات

سخاء بعد الحرب
تحت هذا العنوان تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان العملية البرية في قطاع غزة، التي تشكل مرحلة ثانية في عملية "الجرف الصامد" حققت انجازات معينة حتى الآن، ولكن بثمن من الضحايا في صفوف الجيش، وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين. واذا كان هناك من اوهم نفسه بأن العملية البرية ستكون سريعة، سهلة ورخيصة، فقد تبين خلال ساعات ان الواقع بالغ المرارة.
يمكن تفهم الجهود المبذولة لكشف الانفاق الهجومية لحماس، التي مست بالسيادة الاسرائيلية على اراضيها وهدفت الى تنفيذ عمليات ضد البلدات المدنية وقوات الجيش. وعملية هدم الانفاق تضعف الجانب الهجومي لحماس وهي عملية ضرورية وحيوية، لكنها تنطوي على مخاطر التصعيد. وفي الوقت ذاته يتواصل تقدم الجيش باتجاه المناطق المأهولة والمكتظة في القطاع، للوصول الى الصواريخ التي يصل مداها الى وسط البلاد. وفي سبيل الامتناع عن اصابة المدنيين يحثهم الجيش على ترك بيوتهم والتحرك الى الجنوب، الأمر الذي يصعد المشكلة الإنسانية في غزة.
لقد قتل حتى الآن اكثر من 300 فلسطيني خلال العملية، من بينهم 60 قتيلا سقطوا بعد التوغل البري، وتم اقتلاع الآلاف من بيوتهم. وحقيقة عدم قيام المجتمع الدولي بتفعيل ضغط ملموس لا تعني تشريع القتل الجماعي للمدنيين. كما لا يمكن تفسير الغمزة المصرية وهزة الرأس الامريكية على انها تسمح باحتلال غزة لوقت غير محدد. فمنذ دخول إسرائيل الى غزة اصبحت هي المسؤولة عن الجوانب الانسانية فيها.
لقد اوصى البطل الذي يعتمده بنيامين نتنياهو، ونستون تشرتشل، بعد الحرب العالمية الثانية واستسلام اعداء بريطانيا "بانتصار السخاء". ورغم الاحباط المتزايد ازاء استمرار المعركة يجب على اسرائيل السعي الى وقف اطلاق النار، من خلال منح حماس انجازا في مجال تحسين رفاهية السكان ولقمة عيشهم وحرية تحركاتهم. ويجب ان يعكس الاتفاق الجيد والراسخ التقاء مصالح بين الجانبين، بحيث يأخذ في الاعتبار الضائقة الصعبة التي يعيشها 1.8 مليون نسمة منذ سنوات طويلة. ومن شأن الحل السخي للضائقة اليومية للغزيين ان يضعف الاحباط ازاء اسرائيل ويتيح لهم العيش بكرامة، ويمكنه منع جولة عنف اخرى في المستقبل القريب. هذا هو وقت القيادة الموزونة والمعتدلة والسخية والمسؤولة، التي تفهم بأنه لا يوجد أي تناقض بين رفاهية الاسرائيليين والغزيين.
يمكن تفهم حماس
تحت هذا العنوان يكتب غدعون ليفي في "هآرتس"، انه بعد أن قلنا كل شيء عن حماس، وانها متزمتة وغير ديموقراطية ومتوحشة، ولا تعترف بإسرائيل، وتطلق النار على السكان، وتخبئ الأسلحة في المدارس والمستشفيات، ولا تعمل على حماية سكان غزة، من المناسب ان نتوقف للحظة والاصغاء لحماس، ويسمح لنا بوضع حد لأنفسنا، او حتى تقييم جرأة وقدرة عدونا المرير على الصمود في ظروف صعبة.
لكن إسرائيل تفضل صم آذانها امام مطالب الجانب الآخر، حتى حين تكون مبررة ويمكنها ان تتفق على المدى البعيد مع مصالحها. انها تفضل ضرب حماس بلا رحمة وبدون هدف، باستثناء الانتقام. وهذه المسألة واضحة جدا هذه المرة: اسرائيل تقول انها لا تريد اسقاط حماس، ولكنها غير مستعدة لسماع مطالبها. ولنفرض انهم جميعا "حيوانات بشرية"، ولكنهم هناك ليبقوا، حتى بالنسبة لإسرائيل، فلماذا لا يتم الاصغاء اليهم؟
لقد نشرت في الأسبوع الماضي شروط حماس والجهاد الاسلامي لوقف اطلاق النار لعشر سنوات، وحتى اذا كان يمكن الشك بأن هذه هي مطالب التنظيمات، فانه يمكن لها ان تشكل قاعدة عادلة للتفاوض وربما للاتفاق. ولا يوجد بين تلك الشروط أي شرط مبالغ فيه. انهم يطالبون بالحرية لغزة، فهل هناك ما هو اكثر عدلا من ذلك؟ لا يوجد أي طريق لإنهاء دائرة الدم الحالية بدون جولة اخرى بعد عدة أشهر، دون التجاوب مع هذه المطالب. ولن تحقق أي عملية جوية وبحرية وبرية أي حل، ويمكن تحقيق الهدوء فقط بتغيير التوجه ازاء غزة.
ان الشروط المطروحة هي مدنية، والوسائل لتحقيقها عسكرية، عنيفة واجرامية. ولكن الحقيقة المرة هي انه اذا لم تطلق غزة الصواريخ على إسرائيل فان احدا لا يهتم بمصيرها. انظروا الى مصير الزعيم الفلسطيني الذي يمقت العنف. لقد فعلت إسرائيل كل شيء من اجل تدمير محمود عباس. والاستنتاج المثير لليأس، هو انه يمكن تحقيق شيء بالقوة فقط.
هذه الحرب هي حرب مفر. صحيح ان إسرائيل بدأت الرد بعد قيام حماس بقصفها، ولكن خلافا لما تسوقه الدعاية الإسرائيلية، فان الصواريخ لم تسقط من السماء، وانما هناك اسباب. عودوا عدة أشهر الى الوراء: وقف إسرائيل للمفاوضات، الحرب التي فرضتها على حماس في الضفة بعد عملية قتل الفتية، والتي يسود الشك بأن حماس تقف خلفها، بما في ذلك اعتقال 500 من نشطائها، وقف دفع الرواتب لمستخدمي حماس في القطاع ومعارضة إسرائيل لحكومة الوحدة، التي كان من شأنها ادخال حماس الى الدائرة السياسية. ان كل من اعتقد بأن ذلك كله سيمر بهدوء يعاني من العجرفة واللامبالاة والعمى.
الدم يسفك الآن بكميات هائلة في غزة وكذلك في إسرائيل بشكل أقل. انه يسفك عبثا. حماس مضروبة من قبل إسرائيل ومهانة من قبل مصر، والفرصة الوحيدة لتحقيق حل حقيقي تكمن في الطريق المعاكس لذلك الذي تسلكه إسرائيل. إسرائيل تعتبر حتى مطلب انشاء ميناء في غزة لتصدير التوت الأرضي الممتاز، بمثابة كفر بالمبدأ. مرة اخرى يفضلون هنا الدم الفلسطيني على التوت الفلسطيني.
واذا كانت القبة الحديدية مجرد اكذوبة؟
تحت هذا العنوان يكتب روغل الفر في "هآرتس"، ان القبة الحديدية تعتبر بمثابة "إلاه داخل آلية" (Deus ex machina) بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي، فهي الإله الذي أطل لكي يحل كل المشاكل التي وقفنا عاجزين امامها. انها مخلصنا ونحن نسجد لها، دون أي تشكيك. وبما انه تم التحديد مسبقا بأنه يمكنها اعتراض 90% فقط من الصواريخ التي تطلق علينا، فهذا يعني ان كمية صغيرة من الضرر والجرحى والقتلى لن تجعلنا نستأنف على الحقيقة الكبرى والجديدة في حياتنا: القبة الحديدية تحمينا.
في المقابل يأتي التخفيف الهزلي لهذه الحرب من قبل الدكتور موطي شيفر، الحائز على جائزة أمن إسرائيل ومهندس الفضاء المختص بصواريخ الاعتراض. ويدعي شيفر ان القبة الحديدية هي مجرد اكذوبة، وهي لا تعترض شيئا، وانما تخلق صواريخ وهمية، وان دوي الانفجار الذي نسمعه في السماء ناجم عن صواريخ القبة الحديدية التي تفجر ذاتها. حتى كتابة هذه السطور، سببت صواريخ حماس ضررا قليلا في الأملاك والأرواح. ونحن نعتبر ذلك دليلا يثبت نجاعة وموثوقية القبة الحديدية، بينما يعيد د. شيفر ذلك الى افتراضه بأن كمية صواريخ حماس في غزة تقل بكثير عن الأرقام التي تُبلغ عنها القبة الحديدية، وان المقصود اسلحة متدنية لا تتجاوز اصابتها لنا نسبة 5%، أي اننا نحظى بنسبة 95% من الحماية دون أي علاقة بالقبة الحديدية (وبالمناطق المفتوحة التي لا تنضب والتي أنعم الله بها علينا فجأة، كنوع آخر من المنّ الذي أمطره علينا الله الخَيّر).
ويمكن العثور على تدعيم لما يقوله فيشر في مقالة نشرها في "هآرتس" قبل سنة ونصف، المحلل العسكري المرحوم رؤوبين فيداتسور، الذي اقتبس فيها البروفيسور ثيودور فوسطول، العالم الدولي المعروف، الخبير في الدفاع الصاروخي، والذي ادعى انه بعد قيامه بتحليل افلام الفيديو التي تم التقاطها خلال عملية "عامود السحاب"، بأن نسبة الاعتراض الناجحة من قبل القبة الحديدية "منخفضة جدا، وربما تصل الى 5%". كما كتب فيداتسور انه "في عملية عامود السحاب عالجت الشرطة 109 حالات ضربت فيها الصواريخ مناطق مأهولة، وهي معطيات تضاعف تقريبا، العدد الذي تحدث عنه الجيش".
إن ادعاء شيفر وفوسطول هو اكثر ادعاء هدام يمكن التفكير به. واذا كانا صادقين، فان المقصود قمة المؤامرات، وخديعة  تقوض أسس وجودنا: فهذا يعني ان القيادة السياسية تختلق، عن سابق معرفة، وعمداً، واقعا كاذبا وتقنع المواطنين بمصداقيته، انطلاقا من مصالح دكتاتورية واقتصادية. وحسب ذلك فان كوريا الشمالية باتت هنا.
ورغم هذا كله فان لا احد يهاجم د. فيشر. لأنه يتم الاحتفاظ بالهجوم لشنه على اليساريين الذين يدعون ان الطيارين الاسرائيليين هم مجرمو حرب، وان اسماعيل هنية هو تشرتشل وحماس هي ضحية، على غدعون ليفي واوري افنيري. فهذان يعتبران من الشخصيات الجدية ويتم التعامل معهما بجدية، يتهمونهما بالتحريض وبالتعاون مع العدو، ويكلفون انفسهم الرد عليهما. اما بالنسبة لادعاءات شيفر فيتم التعامل معها بنفي مطلق. كأنه حكاية. اصيب بالخرف، مسكين، واحمق القرية. انه شخص يتلقى مكالمة هاتفية مازحة في الصباح من شاي ودرور في الاذاعة. انه طرفة. سخيف ومجنون.
ولكن، هل يمكن ان تكون هناك خديعة كهذه؟ وان الجيش والحكومة يكذبان علينا بجبين صفيق؟ ما فجأة. انهم يحبوننا، انهم يحرسوننا، أليس كذلك؟ الحقيقة انني لا اعرف، ولا تتوفر لدي آليات لحسم الموضوع. لكن المدهش انه لم تقم أي وسيلة اعلام بفحص هذا الادعاء المثير للاهتزاز. لا احد يريد المعرفة.
المعركة على الأنفاق
تحت هذا العنوان يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، ان العملية البرية في غزة دخلت مرحلة اكثر تعقيدا، وقد جوبه التوغل الليلي الى قطاع غزة بمقاومة ضئيلة نسبيا من قبل حماس، فالقصف الجوي والمدفعي الذي رافق التوغل صعب على حماس التصدي في المرحلة الأولى. والآن يرسخ الجنود وجودهم داخل قطاع ضيق نسبيا، على اطراف المنطقة المأهولة، ويركزون على الهدف المركزي الذي انيط بهم: العثور على الانفاق وتدميرها. وهذه هي المرحلة التي تخرج فيها حماس من الصدمة وتحاول مفاجأة القوات الإسرائيلية خاصة من خلال استخدام شبكة الأنفاق، على جانبي السياج الحدودي.
وهنا يمكن وقوع صدام معين بين معايير القيادتين السياسية والعسكرية. فعمق المناورة لا يزال محدودا في الوقت الحالي، ولكن حجم القوات المشاركة في العملية اصبح كبير نسبيا. وبالنسبة للقادة الميدانيين فان المنطقة التي تسيطر عليها القوات يمكنها ان تكون ضيقة وتصعب حماية القوات العاملة على كشف الأنفاق. ويسهل ذلك على العدو شن هجمات على الجيش. ولكن بالنسبة للقيادة السياسية فان المصادقة على مواصلة التوغل تعني الدخول عميقا في قلب المناطق المأهولة، وهذا يمكن ان يسبب خسائر بالغة. وفوق هذا لا يزال المجلس الوزاري المصغر يفضل كما يبدو العملية المحدودة، على أمل ان توقف الخطوات السياسية الصدام العسكري. ومن شأن استمرار الحرب بوتيرتها الحالية ان يحدد المأزق.
لا يمكن مواصلة التعامل مع العملية في غزة كعملية أمن جار، انها حرب بقوة كبيرة جدا، لها انجازات وخسائر. في نهاية الأسبوع كشف الجيش 34 فتحة للأنفاق قرب الحدود وقتل عشرات الفلسطينيين المسلحين. وبدا الانجاز في مجال الانفاق مثيرا، ونجحت الاستخبارات بالإشارة الى كثير من الأنفاق الهجومية التي تم حفرها باتجاه إسرائيل، وتم الكشف عن جزء منها. ولكن في حادث اطلاق للنار قتل العريف ادار برسانو، والضابط اموتس غرينبرغ، والجندي بار راهب والجندي ايتان براك، الذي قتل كما يبدو بنيران صديقة. كما قتل جندي آخر. واصيب 23 جنديا، ويضاف اليهم عودة الودج الذي قتل جراء اصابته بصاروخ سقط على بيته في تجمع بدوي قرب ديمونة، وارتفع عدد القتلى الاسرائيليين الى سبعة، بينما بلغ عدد القتلى الفلسطينيين أكثر من 300 قتيل، اكثر من نصفهم من المدنيين.
وفي مقارنة مع عملية الرصاص المصبوب، يبدو ان حماس اكثر فاعلية في تفعيل الانفاق الهجومية. وعندما ينقل الجيش غالبية قواته الى داخل القطاع، تحاول حماس مفاجأته في الجانب الثاني من السياج. ويبدو ان التنظيم يحاول استغلال الأنفاق قبل اكتشافها، ومن هنا تأتي سلسلة الهجمات في اليومين الأخيرين، والمعدات التي عثر عليها الى جانب المسلحين القتلى تدل على ان الحديث عن خلية خاصة استعدت جيدا لسلسلة عمليات، تشمل اختطاف الجنود.
لقد فاخر الجيش باحباط العملية قرب الكيبوتس، لكنه يجب النظر الى الحادث كما هو: لقد قتلت حماس ضابطا وجنديا وكادت تنجح باصابة ضباط كبار من لواء 188. وبعد انتهاء الحرب، يتحتم على الجيش التحقيق في هذا الحادث جيدا: لماذا وصل الضباط الى السياج في خضم الحرب، بدون سيارة مدرعة، وكما يبدو بدون تغطية من قبل دبابة؟ هل لاءم سلوكهم الاوضاع العسكرية؟
لقد ترافق التوغل في غزة بانخفاض بنسبة 3% لحجم الصواريخ التي يتم اطلاقها على إسرائيل، وبانخفاض اكبر يوم امس. ولكن الجيش غير مقتنع بأن هذا الانجاز سيتواصل. فغالبية قطاع غزة لا يزال تحت سيطرة فلسطينية ومدى الصواريخ يتيح مواصلة القصف، خاصة وانه يتم تفعيل الراجمات من بعيد. مع ذلك يمكن للضغط العسكري ان يؤثر على حماس. وحسب تقييمات الاستخبارات فقد اطلقت حماس نصف كمية الصواريخ التي امتلكتها، او تم تدميرها في القصف الجوي، وخلت مستودعات الجهاد الاسلامي بسرعة. واذا افترضنا ان التنظيمات الارهابية ستفضل الاحتفاظ "بوجبة حديدية" من الصواريخ، فانه يبدو انها ستحاول ادارة اطلاق النيران بحذر اكبر، لكنها لا تزال تملك طول نفس لأسبوعين من القصف على الأقل.
لقد كانت حماس هي التي بادرت الى جولة الحرب الحالية وهي التي تملي خطواتها، من خلال جر الجيش الى داخل القطاع. في المقابل يستحق حذر حكومة نتنياهو الثناء، ولكن عندما تنتهي الحرب سيتحتم عليها تحليل نقطتين هامتين تتعلقان بمسألة كيف وصلنا مرة اخرى الى حرب برية في غزة: الاولى، هل تكهنت الاستخبارات في الوقت المناسب بالتغيير في توجه حماس واستعدادها لتحطيم الآليات كي تخرج من الشرك الذي وقعت فيه؟ والثاني، الم تساعد عملية الاعتقالات لقيادة ونشطاء حماس في الضفة على تسريع التصعيد في القطاع؟
مراوحة المكان في طرف النفق
تحت هذا العنوان يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان الناس يفتحون التلفزيون ويسمعون الجنرالات المتقاعدين ووزراء الحكومة يثرثرون حول الاستراتيجية ويستنتجون ان إسرائيل تدير حملة عسكرية في غزة، منحوها اسم "الجرف الصامد". لكن الحقيقة هي ان هذا العرض كاذب. فليست إسرائيل هي التي تدير المواجهة وانما حماس.
منذ اليوم الأول للعميلة ونحن ننتمي الى الجانب الذي يرد، والمجرور. احيانا يكون ذلك جيدا، فالسياسة المكبوحة خلال الايام العشرة الأولى للعملية قوبلت بترحاب من قبل الحكومات الهامة بالنسبة لنا في العالم، ومنحت الحكومة الإسرائيلية مجالا من المناورة السياسية. ولكن احيانا يكون ذلك أقل جودة، فالانتقال الى العمليات البرية يدفع جانبا التفوق الضخم لإسرائيل بفضل القبة الحديدية. فالآن تعمل ضد الجيش الإسرائيلي الصواريخ المضادة للدبابات والعبوات والمباني المفخخة وكل المنظومة التي تختص بها حماس. ويبدو ان الخطوة الوحيدة التي جرت بمبادرة من الحكومة الاسرائيلية هي الخطوة التي لم تحصل على الامتياز فيها، وهي الموافقة على اعلان هدنة انسانية بعد مقتل الاطفال الأربعة على شاطئ غزة بنيران قواتنا.
لقد جاءت المبادرة من موفد الامم المتحدة روبرت سري، الذي كان وزير الخارجية ليبرمان قد طالب بطرده من اسرائيل قبل عدة أسابيع. اما حماس فقد رفضت الهدنة وواصلت القصف الذي لم يسبب اضرار. وهكذا حولت إسرائيل حماس الى متهم باستمرار اطلاق النار في نظر العالم، وربما في نظر الكثير من الغزيين، ايضا.
يجب ان لا يخدعنا التعاطف من قبل الحكومات الأجنبية، فهو مؤقت ومحدود. لقد اوضحت الولايات المتحدة انها تدعم العملية الإسرائيلية طالما كانت محدودة في المنطقة المتاخمة للحدود، وتركز على الانفاق وراجمات الصواريخ، وستعارض التوغل المكثف في غزة.
حاليا ينشغل الجيش بالبحث عن الانفاق وهذه مسالة حيوية وتنقذ حياة الاسرائيليين، ولكن خلال يومين او ثلاثة، سيتقلص عدد الانفاق التي سيتم كشفها، وستراوح القوات مكانها، وسيواجه المجلس الوزاري المصغر مأزقا قاسيا: هل يمضي قدما، نحو اعماق غزة والمخاطرة بسقوط عدد كبير من الجنود وقتل الكثير من المدنيين الفلسطينيين، او ينسحب الى الخلف تحت وطأة النيران ويمنح حماس الانتصار.
لقد واجهت الجيش مثل هذه المعضلة في عملية "الرصاص المصبوب" بين كانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009. فبعد 12 او 13 يوما توصل الجيش الى ان التوغل استنفذ ذاته، ومرت عشرة ايام اخرى من النقاش الداخلي في المطبخ السياسي، ومراوحة المكان في غزة، حتى جاء قرار وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل، وهو القرار الذي خفف اطلاق النار من غزة لمدة ثلاث سنوات ونصف.
لكن الكثير من الامور تغيرت منذ ذلك الوقت، ففي الجانب العربي جاء الانقلاب المزدوج في مصر والذي احضر عدوا مريرا لحماس- مصر بقيادة السيسي. لقد ضعفت حماس، وتقوى ابو مازن، واضطرت حماس الى الترحيب بتشكيل حكومة الوفاق الوطني دون ان تتمثل فيها. وفتح ذلك الباب، على الصعيد الدولي على الأقل، امام عودة ابو مازن الى غزة. ومنذ بداية العملية تبحث إسرائيل عن وسيط يحقق وقف اطلاق النار. وكانت مصر وسيطا مريحا لإسرائيل. ولكن السيسي يعتبر مقبولا على حماس كما يعتبر اردوغان مقبولا على نتنياهو. وطلب الامريكيون المساعدة، واقترحوا ضم قطر، وربما تركيا لمحاولات الوساطة. لكن مصر واسرائيل رفضتا ذلك.
وهكذا سطع من جديد اسم ابو مازن، انه الوحيد الذي يمكن لكل اللاعبين الخارجيين الاستماع اليه، بما في ذلك قيادة حماس في الخارج. ويبدو ان الحكومة الإسرائيلية بدأت الفهم، ايضا، بأنه ليس المشكلة، وانما الحل. وحتى نتنياهو ذكره كشريك في احد بياناته في نهاية الأسبوع.
والمثير للسخرية ان حكومة الوحدة التي حاربتها حكومة نتنياهو بكل قوة، هي القاعدة التي يأتي عليها تدخل ابو مازن لحل مشكلة غزة وتبرير تدخله بدعم من إسرائيل. فما كان مرفوضا في الأمس اصبح محللا اليوم. يمكن للتفاهمات مع ابو مازن ان تحسن حياة سكان القطاع في نهاية العملية، دون ان يتم عرض الامتيازات كاستسلام لحماس. انها ستمنح الامل لسكان القطاع، وحماس ستستصعب معارضتها، لأنه اذا فعلت فستدفع ثمنا باهظا. حكومة إسرائيل تملك الكثير من المحللين الاستراتيجيين لكنها تفتقد الى استراتيجية خروج من غزة. وقد قلنا: إسرائيل لا تقود هذه الحكاية وانما تقودها حماس.
يجب تدمير حماس اولا
تحت هذا العنوان يكتب سيبر فلوتسكر في "يديعوت احرونوت" ان اليسار السياسي الإسرائيلي يقول: ان الاتفاق والتسوية السياسية مع السلطة الفلسطينية ستقضي على حماس، وفي تقديري ان العكس هو الصحيح: تدمير سلطة حماس في غزة هو شرط أساسي للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين. ولكنه ليس الشرط الكافي، فهناك الكثير من الشروط والخطوات، مثلا: تجميد الاستيطان بدل اطلاق سراح اسرى حماس.
يمكن لإسرائيل تدمير حماس، لكن اسرائيل لا تريد ذلك بل صرحت بذلك مسبقا. من هنا فان وجود حماس كتنظيم ضعيف يمكنه ان يخدم عدة مصالح، ويتفق مع الكثير من وجهات النظر الشخصية والأيديولوجية، ويجعل التسوية السياسية مستحيلة ويعظم التشكك والرفض.
الكثير من الاسرائيليين يسألون أنفسهم وبحق: اذا كان كل الفلسطينيين مثل حماس فلماذا يجب ان نوافق على الانسحاب ولو من كيلومتر واحد؟ والنتيجة: تعالوا نستوطن، تعالوا نضم الأراضي وننسى الأحلام.
هناك من يعتقدون ان حماس تعاني من اعراض تمرد الشباب وتتصرف كبلطجي بالغ، يصبح اكثر هدوء ويتخذ قرارات عقلانية أكثر كلما ازداد بلوغا. لكنني اعتقد ان هذا امل كاذب ينبع من عدم الفهم العميق لفوائد وجود حم

التعليـــقات