رئيس التحرير: طلعت علوي

2مليون ريال.. للتدخل العاجل في غزة

السبت | 19/07/2014 - 02:38 مساءاً
2مليون ريال.. للتدخل العاجل في غزة

خلال تكريم متطوعي الهلال الأحمر .. المهندي:
الاحتياجات الطارئة تشمل الإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات


أعرب سعادة السيد صالح علي المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري عن حزنه لما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة من عدوان وقصف وحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومن تدهور للأوضاع الإنسانية في القطاع والاعتداءات اليومية التي يتعرّض إليها الأفراد والمنشآت وتحديدًا الطبية منها والإنسانية.

وقال: إن الأطفال يعانون من هول وويلات الحرب، وقد لا يعلم الكثيرون أن غزة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان، الأمر الذي يعني أن تأثير النزاعات المسلحة يسبب دمارًا على كافة المستويات ويحصد الأرواح ويخلّف الجرحى والمعاقين تاركًا آثارًا نفسية وهمومًا يصعب الشفاء منها.

ونوه المهندي بإطلاق الهلال الأحمر القطري نداءً إنسانيًا لإغاثة أهل غزة ورصد مبلغ 2 مليون ريال للتدخل العاجل في قطاع غزة في المجالات الطارئة.

جاء ذلك خلال حفل أقامه الهلال الأحمر القطري لتكريم متطوعي ورعاة مؤتمر حوار الدوحة 2014 حول الهجرة تقديرًا منه لدورهم الكبير في إنجاح المؤتمر.

كان الهلال عقد مؤتمر حوار الدوحة حول الهجرة الشهر الماضي بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية بمشاركة رؤساء أكثر من 25 جمعية وطنية من دول الخليج وجنوب شرق آسيا والدول العربية والأوروبية ورؤساء كبرى مؤسسات وشركات الدولة المختلفة من القطاعين العام والخاص، وبدعم من المجلس الأعلى للصحة، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وشركة شيفرون فيليبس، والشركة الوطنية للإجارة، والشركة المتحدة للتنمية.

وقال المهندي: إن نجاح المؤتمر وخروجه بهذه الصورة المشرفة جاء نتيجة للعمل الصادق الدؤوب على مدار أسابيع متواصلة من الإعداد والتجهيز، فقد أثبت متطوعونا من خلال إخلاصهم وتفانيهم أن جهودهم تُحدث إضافةً إيجابية في حياة الآخرين. والهلال بدوره يقدّم كل الدعم لمتطوعيه من خلال التدريب والتمكين لدعم قدراتهم وتحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتهم وخاصة في مجال الأعمال التطوعية والخيرية.
وأضاف أن هذا المؤتمر كان الأول من نوعه حول الهجرة، وشكّل فرصة لمناقشة ما يمكن تحقيقه وكيفية تسخير مواردنا للتعاطي مع تحدياتها. وجسّدت الجهات الراعية مدى إيمانها بقيم المصلحة العامة والمسؤولية الاجتماعية، في ضوء أهداف واستراتيجية رؤية قطر الوطنية 2030، لذلك لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر لشركاء النجاح رعاة المؤتمر الذين دعموا فكرة المؤتمر لتخرج للنور، إذ لم يكن ليكتب لنا هذه النتيجة المشرفة إلا بمساندتهم ودعمهم.

من جانبه، قال الدكتور محمد غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري: إن هناك حوالي 400 مليون شخص حول العالم يواجهون نوعًا من أنواع الهجرة الاقتصادية أو السياسية أو الهجرة بسبب الحروب أو لأسباب أخرى، ولنواجه هذا كجزء من الحركة الدولية والاتحاد الدولي، بدأنا هذا الحراك من الدوحة لتكون قاعدة انطلاق لمبادرات تتبناها الجمعيات الوطنية. نحن نعلم أن حوار الدوحة سيتم تبنيه في أكثر من دولة بحيث تقوم الجمعيات الوطنية بالقيام بنشاط يتناسب مع الأوضاع المحلية في كل دولة، وهذا أساس للحراك الدولي حتى يكون هناك أمل حقيقي على مستوى العالم ليكون للجمعيات الوطنية حول العالم دور حقيقي في عملية الهجرة في كل دول العالم، ونسأل أن يكتب لهذا الموضوع النجاح على مستوى العالم".

وأضاف "قبل فترة وجيزة تم الإعلان عن خطة وطنية للصحة في غزة وضعها الهلال بالتعاون مع وزارة الصحة في غزة والجامعة الإسلامية، ونترحّم اليوم على الدكتور مفيد مخللاتي وزير الصحة في ذلك الوقت، والذي كان شريكًا حقيقيًا في بناء وتنفيذ هذه الاستراتيجية خلال الفترة الماضية".

يشار إلى أن الهلال الأحمر كان أطلق مؤخرًا نداء إغاثة لجمع مبلغ 3 ملايين دولار (10,950,000 ريال قطري) نقدًا لدعم 40,000 شخص (6,000 أسرة متضررة) من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة لفترة ستة أشهر. ورصد الهلال الأحمر مبلغ 2 مليون ريال قطري للاستجابة العاجلة، حيث بدأ بتنفيذ تدخل طبي عاجل.

وتشمل الاحتياجات الطارئة التي رصدها الهلال توفير الإمدادات والمستلزمات الطبية والوقود للمستشفيات، وكاستجابة أولية لهذه الأوضاع خصص الهلال الأحمر مليوني ريال من صندوق الاستجابة للكوارث للتدخل العاجل في قطاع غزة في المجالات الطارئة.

وقدّم الهلال الأحمر على مر السنين للأشقاء في غزة كل ما في وسعه لمساعدتهم على النهوض من هذه المآسي المتكررة وعمد إلى الاستثمار بالإنسان بالدرجة الأولى وتجهيز وتأهيل البنية التحتية خاصة قطاع الصحة وتقديم التدريب والتمكين على المستوى التعليمي.

بدأ وجود الهلال في غزة عام 2003 بمشروع المنح الطبية للأطباء والذي شمل تدريب أكثر من 60 طبيبًا تدربوا على تخصصات مختلفة منها جراحة الأعصاب والقلب والتخدير والأشعة والأطفال الخدج. كما تم تأهيل عدد من الأقسام الرئيسية في المستشفى الأوروبي ومستشفى الشفاء شملت أقسام الجراحات التخصصية وتجهيزه وتشغيله بتكلفة 18 مليون دولار.

وقام الهلال بتنفيذ مشروع لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة بدعم من حملة الفاخورة والبنك الإسلامي للتنمية، حيث ركزت جهوده على تأهيل أصحاب الإعاقات السمعية والبصرية والحركية وتجميع إحصاءات عن أعداد وأنواع الإعاقة وبناء القدرات وتأهيل المباني لاستقبال متحدي الإعاقة.

كما ساهم الهلال في خلق فرص عمل ودعم رواتبهم لمدة 6 أشهر. وامتدت جهود الهلال لمشاريع المياه والإصحاح حيث قام بترميم وصيانة العديد من شبكات المياه والصرف الصحي في الفترة الماضية وكل ذلك قمنا به بغرض تحسين سبل العيش للسكان ومساعدتهم على النهوض من المآسي المتكررة بحقهم.

وتسبّبت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الضحايا منذ بداية الأزمة إلى 178 شخصًا و1361 جريحًا.

وشملت الأضرار تدمير 1390 منزلا على رؤوس قطانيها، إضافة إلى تدمير عدد من المرافق العامة كالمدارس والمساجد ومرافق الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز الإسعاف، ونتيجة لتهديد قوات الاحتلال بتكثيف عملياتها العسكرية وأوامر الإخلاء من قبل قوات الاحتلال وصل عدد النازحين إلى 21.600 شخص.

وتواصل مستشفيات غزة والمرافق الصحية توفير الخدمات الطبية لأعداد هائلة من الإصابات، على الرغم من الأضرار التي طالت بعض الأقسام في مستشفى غزة الأوروبي والتدمير الكلي لأحد أقسام مستشفى الوفاء للتأهيل ونقص الأدوية واللوازم الطبية بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع، علاوة على نقص الوقود بالنسبة للمستشفيات التي تعتمد على مولدات كهربائية.

ومن هذا المنطلق ندعو الجميع للمشاركة في دعم هذه الحملة للتخفيف عن أهلنا في غزة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بهم، سائلين المولى عز وجل أن يخفف عنهم كرباتهم ويرحم شهداءهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.


© Al Raya 2014

التعليـــقات