رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 13 تموز 2014

الإثنين | 14/07/2014 - 02:17 صباحاً


 

·        كتب موقع "واللا" العبري ان 21 فلسطينيا من سكان عمارة في حي التفاح في مدينة غزة قتلوا قبل منتصف الليلة الماضية، جراء قيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف منزل تيسير البطش، القائد العام لشرطة غزة. وقال الناطق بلسان وزارة الصحة ان كل القتلى كانوا من عائلة البطش. وان القصف اسفر عن اصابة 50 مواطنا آخرين على الأقل، كان من بينهم البطش نفسه.
·        وفي هذا السياق كتبت صحيفة "هآرتس" ان الجيش شن الغارة على منزل البطش في الساعة التي كان يخرج فيها المصلون من المسجد المجاور للمنزل، ما ادى الى قتل عدد من النساء والأطفال.
·        وقالت مصادر فلسطينية في غزة ان 150 فلسطينيا قتلوا في الغارات الإسرائيلية منذ بدء العميلة العسكرية على غزة، واصيب قرابة 900 فلسطيني آخر. وواصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف قطاع غزة طوال نهاية الأسبوع، وقتل يوم امس السبت ثمانية فلسطينيين في قصف لحي الشيخ رضوان شمال غزة. وعلم ان بين القتلى اثنين من ابناء عائلة اسماعيل هنية. وقال احد سكان الحي ان الشعور السائد هو ان إسرائيل محبطة وبسبب عدم نجاحها بإصابة قادة حماس فإنها تبحث عن اقربائهم وبيوتهم وتدمرها، دون أي اعتبار لمسالة ما اذا كانوا مجرد مدنيين.
·        ووقع هجوم قاس آخر، فجر امس في بيت لاهيا حيث اطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة وقتلت شابتين، فيما اصيب عدد آخر من نزلاء المؤسسة. وقالت جميلة عليا، مديرة المؤسسة، لصحيفة "هآرتس" ان البناية مؤلفة من طابقين وينزل فيها عادة بين 12 و17 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة البنات. وعندما وقع الهجوم تواجد في المؤسسة خمسة أشخاص فقط. وقالت: لا افهم لماذا فعلوا ذلك، نحن لا نتبع لحماس ولا لفتح، وانما نحن مؤسسة خيرية تقدم الدعم لأصحاب الاحتياجات الخاصة، فأي تهديد امني تشكل مؤسستنا"؟
·        وعلم امس، ان مجموعة من نشطاء حقوق الانسان الدوليين اعتصموا داخل مستشفى "الشفاء" في غزة بعد علمهم بنية سلاح الجو قصفه. وشكل النشطاء درعا بشريا لنزلاء المستشفى الذين لا يستطيعون مغادرته، وقدموا العلاج للمصابين. وقال مدير المستشفى ان سلاح الجو اطلق ليلة الجمعة – السبت، اربعة قذائف تحذير باتجاه المستشفى.
·        اصابة 4 جنود حاولوا التسلل الى غزة
·        كتب موقع "واللا" ان اربعة جنود من سلاح البحرية 13، اصيبوا امس السبت عندما حاولوا التسلل عبر البحر الى قطاع غزة للسيطرة على موقع للصواريخ طويلة المدى. فقد جوبه الجنود بنيران المسلحين الفلسطينيين الذين استخدموا اسلحة ثقيلة، عندما حاولوا التسلل في منطقة  السودانية، شمال القطاع. وعلى الفور تم ارسال المروحيات العسكرية الإسرائيلية وطائرات F-16 الى المكان، وحسب بعض التقارير فقد قتل ثلاثة مسلحين فلسطينيين.
·        مطالبة سكان شمال القطاع باخلاء بيوتهم!!
ذكرت الصحف الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية ان الجيش الاسرائيلي لاخلاء عدد كبير من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، تمهيدا لقصف مواقع ومبان يدعي استخدامها كمخابئ للصواريخ ومنصاتها. وكتبت صحيفة "هآرتس" ان الجيش يسعى الى خلق "مدن أشباح" في سبيل توسيع الهجمات الجوية. وقال ضابط في القيادة العامة ان اخلاء السكان سيتم بواسطة بيانات سيتم ايصالها الى السكان بواسطة محادثات هاتفية والقاء منشورات من الجو، وكذلك عبر وسائل الاعلام. وينوي سلاح الجو بعد اخلاء السكان العمل بكل قوة في القطاع!
وقال الضابط انه بعد صدور اوامر الاخلاء، ينوي سلاح الجو الغاء الكثير من القيود التي فرضت على عمل سلاح الجو. وحسب اعتقاد الضابط فان الجمهور الفلسطيني سيتجاوب مع التوجه العسكري الاسرائيلي، كما حدث في لبنان في السابق.
ووصف هذا الضابط الخطوة الإسرائيلية بأنها "اخلاقية من الدرجة الأولى" وزعم انها تتفق مع القانون الدولي، حسب ما اقتبسته "يسرائيل هيوم"! وزعم ان الجيش يطلب من السكان اخلاء منطقة يستغلها "نشطاء الارهاب". وبعد فترة من التحذير "سيكون الهجوم أكثر قوة، وسيساعد الاخلاء على حرية عمل كبيرة للجيش".
·        واضافت "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي استكمل في نهاية الأسبوع استعداده للتوغل البري. وقال القائد العام للجيش، بيني غانتس، انه "لا يوجد ما يعيق مواصلة تقدمنا. الجيش لا يحتاج الى القشة التي تكسر ظهر الجمل، كي ينفذ مناورة برية، وانما يحتاج الى توجيه سياسي".  وجاء التلميح الى العملية البرية في تصريح ادلى به وزير الامن موشيه يعلون، والذي قال لجنود "غبعاتي" والمظليين: "من المحتمل ان تدخلوا الى القطاع خلال الأيام القريبة، وانا متأكد من انكم ستعرفون كيف تجبون ثمنا باهظا من حماس".
·        من جهته يحافظ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو على غموض في ما يتعلق بالعملية البرية. وقال خلال تصريح ادلى به في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، يوم الجمعة، انه اوعز للجيش بالاستعداد لكل احتمال.
الى ذلك تواصل اطلاق الصواريخ على اجزاء واسعة من البلاد خلال نهاية الأسبوع، وشمل لأول مرة، منطقة "مكابيم - ريعوت" والجليل الغربي. ولأول مرة منذ شن حملة "الجرف الصامد" سقطت قذيفة في منطقة مفتوحة في "اصبع الجليل". ويسود التقدير بأن تنظيما فلسطينيا اطلق القذيفة من لبنان، ويجري فحص ما اذا تم تنسيق ذلك مع حزب الله. ورد الجيش الاسرائيلي بإطلاق النيران على المنطقة التي انطلقت منها القذيفة.
وبلغ عدد الصواريخ التي سقطت في إسرائيل، امس، 87 صاروخا تم اعتراض ستة منها، بينما تم منذ بدء العملية تسجيل سقوط 605 صواريخ في اسرائيل، تم اعتراض 143 منها. وفي المقابل شن سلاح الجو الاسرائيلي 1236 هجوما على غزة.
واعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، مساء امس السبت، انها سلمت بطارية ثامنة من منظومة القبة الحديدية لسلاح الجو.
ازدياد الضغط لوقف اطلاق النار ويعلون يعلن: بشروطنا فقط!!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان نهاية الأسبوع شهدت ازدياد الضغط الدولي لوقف اطلاق النار في غزة. وقال مسؤولون في القدس انه على الرغم من تسريع الاتصالات الدبلوماسية لم يطرح حتى الآن، أي اقتراح عملي لوقف اطلاق النار. وقالوا ان إسرائيل ستفحص أي اقتراح عملي يصل اليها وان هدفها هو ضمان الهدوء لفترة طويلة في الجنوب.
·        وكتبت "يسرائيل هيوم" ان ديوان رئيس الحكومة يرفض كشف الأوراق المتعلقة بالاتصالات الجارية لوقف اطلاق النار. ونشرت في نهاية الاسبوع المنصرم تقارير تحدثت عن سعي الرئيس الامريكي للتدخل، وكذلك رغبة تركيا وقطر بالتوصل الى صيغة لوقف اطلاق النار. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان إسرائيل رفضت الاقتراح التركي بزعم تقرب رئيس جهاز الاستخبارات التركية من ايران، لكنها مستعدة لمناقشة الاقتراح القطري، سيما وان قطر تستضيف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
·        واضافت مصادر سياسية في القدس ان الهدف هو تحقيق الهدوء وانه سيتم تحقيق ذلك بالطرق العسكرية او السياسية. وقال ضابط رفيع في الجيش ان هناك وساطة، ولكن المركب الهام هو ليس ورقة تحدد تفاهمات وانما فهم الجانب الثاني بأن امامه قدرات فاعلة، وقدرات دفاعية  جيدة جداً وانه لا فائدة من صواريخه وان هناك ثمنا باهظا للعنف والقصف من جانبه".
·        من جهته قال وزير الأمن موشيه يعلون انهم "اذا ارادوا وقف اطلاق النار فسيكون بشروطنا، والا سنواصل سحقهم"!
·        المطالبة بتفكيك اسلحة حماس كشرط لوقف اطلاق النار
·        اعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان انتهاء عملية "الجرف الصامد" باتفاق على وقف اطلاق النار يجب ان يشمل مطلبا اسرائيليا واضحا بتفكيك الأسلحة في قطاع غزة ووقف انتاج الصواريخ المحلية، والا فان العملية ستمنى بفشل ذريع.
·        وادعى كاتب المقال يوسي يهوشواع انه تم جر الجيش الى هذه العملية ولم يدخلها كما اراد، وهذا هو سب فقدانه لعنصر "تفوق المفاجأة" وعدم نجاحه بضرب قيادة حركة حماس او الصواريخ طويلة المدى. ويضيف: لقد بدأت في نهاية الأسبوع اتصالات اولية لوقف اطلاق النار، بوساطة مصرية او قطرية، وبالنسبة للجيش الإسرائيلي فان هناك شرطا اساسيا يجب طرحه على الطاولة، وهو حرية العمل لمهاجمة الأنفاق الهجومية والصناعات العسكرية التي تطورت في غزة وتنتج الصواريخ ذات المدى المتوسط والطويل.
·        كما يتحتم على إسرائيل طرح مطلب آخر يعتبره الكاتب ضروريا، وهو ان تواصل مصر اغلاق انفاق التهريب في رفح، وان يلتزم أي طرف يأخذ على نفسه دور الوساطة، بوضع حد للتضخم العسكري لحركة حماس. وحسب رأيه فان الجيش كان سيسره لو يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدور الوساطة، كونه يعتبره "شخصية يمكنها توفير البضاعة"! خاصة بعد سلوكه منذ اختطاف الفتية الثلاثة قبل شهر.
·        وحسب رأي الكاتب فانه اذا لم يتمكن الوسيط من ضمان تفكيك اسلحة حماس فستضطر اسرائيل الى منح نفسها حرية العمل في القطاع، والا سيجد الجيش نفسه يخوض جولة اخرى من الحرب بعد فترة قصيرة.
·        ويدعي الكاتب ان حماس ضاعفت قوتها الصاروخية 20 مرة منذ عملية "عامود السحاب"، دون ان تستعين بالتهريب من السودان او ايران. ويقول: يدعي الجيش في كل لقاء مع الصحفيين ان حماس ضعفت خلال هذه المواجهة، ولكن الحقيقة هي، وهذا تعرفه الاستخبارات، انها ضعفت بشكل يقل كثيرا عن الصورة التي تحاول اسرائيل بثها. فحتى يوم امس لم يتم قتل أي مسؤول كبير في التنظيم ولا حتى اولئك الذين يحملون رتب قادة الكتائب او الالوية. وحسب التقييمات فان الجيش سيحتاج الى عدة ايام من الهجمات الجوية المكثفة لتحقيق ذلك. وفي هذه الأثناء تم في الأسبوع الأخير هدم قرابة 100 منزل تابعة لنشطاء حماس في اطار عملية "اطرق السقف"، ولكن تأثير هذه الخطوة يمكن رؤيته فقط بعد انتهاء الجولة الحالية. ويجمع قادة الجيش على ان هذه العملية ستردع قادة حماس عن الوقوع في اغواء خوض جولة اخرى، تماما كما ارتدع حزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، بعد خروج نصرالله من الخندق ومشاهدة الدمار!
اتساع الاعتداءات على العرب في القدس
·        كتبت صحيفة "هآرتس" عن الاعتداء الذي تعرض له سائق حافلة ركاب "ايجد" في القدس عمر ديواني، يوم الثلاثاء الماضي من قبل اربعة يهود، في اطار الاعتداءات المتواصلة على الفلسطينيين في القدس انتقاما لمقتل الفتية الاسرائيليين الثلاثة قرب الخليل. وقال محمد ديواني، ان شقيقه عمر انهى ورديته في محطة "التلة الفرنسية"، وعندها صعد اربعة أشخاص الى الحافلة وسأله أحدهم ان كان يملك سيجارة، كي يسمع لهجته، وعندما قال عمر بأنه لا يدخن، انقض عليه الأربعة ودفعوه ولكموه على رأسه حتى فقد الوعي. وتم اخضاع عمر للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم وهو يعاني من اصابات بالغة في رأسه ورقبته.
·        وقال محمد ان سائقين آخرين، احدهما رياض ابو كف، واخر من عائلة ابو رميلة تعرضا للاعتداء في المحطة المركزية. وقال سائق سيارة أجرة ان شخصا توجه اليه ووجه اليه سؤالا، وعندما لاحظ انه عربي قام برش غاز الفلفل على وجهه.
·        ويتزايد العنف ضد المواطنين العرب في القدس، في المواصلات العامة والقطار الخفيف. وفي كثير من الحالات تحدث الضحايا عن شتمهم والاعتداء عليهم وانزالهم من القطار. وفي احد المشاهد التي تم توثيقها بالفيديو، شوهدت امرأة فلسطينية اثناء اجبارها على النزول من القطار مع طفلها، وتوجيه الشتائم اليها. وقال شهود عيان ان احدا من ركاب القطار لم يتدخل لمنع ذلك.
·        وتضيف "هآرتس": يشعر الفلسطينيون في القدس، في الأسابيع الأخيرة بفقدان الأمان والخوف من اجتياز الخط الوهمي الفاصل بين الاحياء الفلسطينية والاحياء العربية. ويلاحظ منذ دفن الشبان الاسرائيليين الثلاثة الذين اختطفوا وقتلوا قرب الخليل، تراكم عشرات الافادات التي ادلى بها الفلسطينيون حول تعرضهم لاعتداءات من قبل اليهود، وهي احداث اعادت رسم الخط الفاصل بين شقي المدينة.
·        وتنظم مجموعات من اليهود حملات ملاحقة للعرب في مركز القدس. وقالت الناشطة في جمعية حقوق المواطن، ليلى فطيشي، التي تتابع الظاهرة، ان نشطاء اليمين ومن بينهم نشطاء منظمة "لهباه"، يجرون استطلاعات للكشف عن المصالح التي يعمل فيها العرب للاعتداء عليهم. وكتب المحامي ابنير فينتشوك من الجمعية الى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، مطالبا اياه بالايعاز الى الشرطة للعمل بكل قوة ضد هذه الظاهرة.
·        وتنتشر في القدس مجموعات من رجال اليسار للدفاع عن العرب من خلال استدعاء الشرطة في حال وقوع اعتداءات عليهم. وتذمر بعض هؤلاء النشطاء من ردة تباطؤ الشرطة في الرد على شكاواهم.
·        الى ذلك، وللمرة الثانية على التوالي تم في نهاية الأسبوع تدمير النصب التذكاري الذي اقيم في المكان الذي قتل فيه الفتى محمد ابو خضير. وتدعي شرطة القدس عدم صحة الادعاء بوجود ظاهرة للاعتداء على العرب، وادعت انها تلقت بلاغات حول حالات منفردة وقامت بمعالجتها.
مقالات
·        يجب البحث عن وقف لإطلاق النار
·        تحت هذا العنوان تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية انه كما في المواجهات السابقة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، يستخدم رجال السياسة والمحللين في عملية "الجرف الصامد" الحالية، الأرقام لرسم توازن القوى. وبعد خمسة أيام من العملية العسكرية يجب التساؤل عن معنى هذه الأرقام. فهل يهمنا فعلا عدد الأهداف التي اصابها الجيش في قطاع غزة؟ وهل هناك أهمية لعدد الصواريخ التي اطلقتها حماس حتى الآن؟ ان رقما واحدا يحمل اهمية تقشعر لها الأبدان هو عدد القتلى.
·        وتضيف "هآرتس": بينما يمكن لإسرائيل ان تشير بكامل الرضا الى حقيقة ان صواريخ حماس لم تسبب لها الا أضرار في الممتلكات، تجاوز عدد القتلى في غزة المئة الأولى، وغالبيتهم من الأبرياء، اولاد ونساء قتلوا نتيجة "الاضرار الجانبية" التي ليس من الواضح ما اذا تم اتخاذ الاجراءات المطلوبة لمنعها، والتي تثير التساؤل عما اذا لم يكن قتل هؤلاء هو جزء من الخطوات العقابية.
·        وتضيف الصحيفة: "لا يزال صناع القرار ورئيس الحكومة في اسرائيل يستصعبون تعريف اهداف العملية. ويدعي بنيامين نتنياهو "ان العملية ستتواصل حتى تحقيق الهدوء. ويطرح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان اقتراحا بعيد المدى يدعو الى "المضي حتى النهاية" أي العودة للسيطرة على قطاع غزة. وهناك من يقترحون افكارا اخرى كاحتلال القطاع ونقل السيطرة عليه الى محمود عباس وانشاء جيش فلسطيني على غرار جيش جنوب لبنان. ان هذه الحلول خيالية وستؤدي نتائجها الى أضرار اكبر بكثير."
·        وتقول "هآرتس" انه في غياب العملية السياسية، تضطر إسرائيل الى الاعتماد على التفاهمات والترتيبات المرحلية التي لا تضمن الحلول المطلقة، ولكنها تتيح فترات من الحياة الاعتيادية. وهذا نوع من التفاهمات التي يتحتم على إسرائيل البحث عنها الآن مقابل حماس والسلطة الفلسطينية.
·         وتضيف: يمكن لإسرائيل الانتظار حتى يبدأ الرأي العام في العالم والعالم العربي بالضجيج، كما يمكنها ان تتوقع، وكما في عمليات سابقة، حدوث مفاجآت مأساوية في الجانب الاسرائيلي او الفلسطيني، ستؤدي الى تغيير استراتيجي. لقد اظهرت إسرائيل قدرتها على اعتراض صواريخ حماس والتسبب بضرر لغزة، وهذا هو الوقت كي يعمل الوسطاء على وقف اطلاق النار ووضع القاعدة لفترة هدوء طويلة.
·        الموت للعرب
·        تحت هذا العنوان يكتب غدعون ليفي في "هآرتس" ان هدف عملية "الجرف الصامد" هو اعادة الهدوء، والوسيلة لتحقيق ذلك هي قتل المدنيين، حيث تحول شعار "La-Familia‎‏" (شعار مستمد من اساليب المافيا) الى السياسة المعلنة. فإسرائيل تؤمن بكل جدية انها اذا قتلت مئات الفلسطينيين في غزة فانها ستحقق الهدوء.
·        ويضيف: ان تدمير اسلحة حماس لا يحقق فائدة، فقد اثبتت قدرتها على اعادة التزود بالأسلحة، وتدمير سلطة حماس يعتبر هدفا غير واقعي (وغير شرعي) لا تريده إسرائيل. فهي تعرف ان البديل يمكن ان يكون أسوا بكثير. وهكذا بقينا مع هدف "الموت للعرب" الذي تهتف به الحشود. وقد أعد الجيش "خارطة ألم"، وهي اختراع شيطاني جديد يأتي لاستبدال "بنك الأهداف" الذي لا يقل شيطنة. وتتسع هذه الخارطة بسرعة مرعبة.
·        ويقول: "انظروا الى قناة الجزيرة باللغة الانجليزية، وهي محطة مهنية ومتوازنة (خلافا لاختها العربية) وستشاهدون صور الجثث المتراكمة في غزة، وقائمة اليأس ازاء القتل الجماعي التي يتم تحديثها كل لحظة، هذا القتل الذي تفاخر به إسرائيل. وتضم القائمة عشرات المدنيين القتلى، بينهم 24 طفلا حتى يوم امس، ومئات الجرحى، والدمار والرعب والخراب، كما تشمل القائمة قصف مستشفى ومدرسة.
·         ويقول ليفي ان الهدف هو مهاجمة المساكن، ولن ينفع أي رياء، فالحديث عن جرائم حرب، حتى وان كان الجيش الإسرائيلي يسميها "مقرات قيادة" او "غرف اجتماعات". صحيح ان هناك هجمات اكثر وحشية من الهجمات الاسرائيلية، ولكن في هذه الحرب، والتي ليست الا هجمات متبادلة على المدنيين – الفيل مقابل الذبابة – لا وجود للاجئين، كما في العراق وسوريا. فسكان غزة لا يملكون فرصة الهرب لحماية انفسهم.. ففي القفص لا مكان للهرب.
·        ويقول ليفي ان قتل العرب تحول منذ حرب لبنان قبل اكثر من 30 سنة، الى وسيلة رئيسية في الاستراتيجية الإسرائيلية. فالجيش الإسرائيلي لم يعد يحارب جيوشا، وهدفه الرئيسي هو الجمهور المدني. لقد ولد العرب فقط كي يقتلوا ويتم قتلهم – هكذا يعرف الجميع – ولا هدف آخر لهم في حياتهم. واسرائيل تعمل على قتلهم. ويضيف: يجب طبعا الاشمئزاز من اسلوب حماس، فهو لا يوجه صواريخه الى الجمهور المدني فحسب، وانما رسخ قواعده داخل الجمهور المدني – ومن المشكوك فيه ان لديه أي مفر آخر في غزة المكتظة. ولكن هجمات سلاح الجو اجرامية بشكل لا يقل عن اجرام حماس بحق المدنيين، بسبب النتيجة وبسبب النوايا. ففي غزة لا يوجد أي بيت تقريبا لا يسكن فيه عشرات النساء والأولاد، ولذلك لا يمكن للجيش الإسرائيلي الادعاء بأنه لا ينوي اصابة الابرياء. واذا كان هدم منزل "مخرب" في الضفة قد أثار نقاشا واهنا، فانه يجري الآن هدم عشرات المباني على رؤوس سكانها.
·        ويتنافس جنرالات الجيش والمحللين على من يطرح اقتراحا أشد وحشية. لقد قال الجنرال اورن شحور، دون ان يرمش له جفن اننا "اذا قتلنا عائلاتهم فان هذا سيخيفهم". وقال آخرون دون أي خجل، ودون أي سؤال عن تقرير غولدستون التالي: "يجب خلق وضع يخرجون فيه من الخنادق. ولن يتعرفوا على غزة"!
·        ويخلص ليفي الى القول: "الحرب غير المحددة الهدف تعتبر من أفظع الحروب، والمس المقصود بالمدنيين يعتبر اكثر الوسائل اجرامية. صحيح ان الرعب يسود في اسرائيل الان، ايضا، ولكن من المشكوك فيه ان هناك إسرائيلي واحد يمكنه ان يتخيل ما الذي يمر به 1.8 ميلون نسمة في غزة الآن. غزة ليست "عشا للدبابير". انها منطقة يائسة يعيش فيها البشر. وحماس ليس جيشاً. وبعد قليل سيتم شن الف طلعة جوية أخرى، وسيتم اسقاط الف طن أخرى من المتفجرات، وإسرائيل تنتظر "صورة الانتصار". لقد حققت ذلك بالموت للعرب.
·        حماس لا ترحم أطفالها
·        في مقالة نشرها في "يسرائيل هيوم" ويدافع فيها عن جرائم قتل الاطفال والنساء في غزة، يحمل نداف شرغاي المسؤولية لحركة حماس، ويرى ان "هذه هي الحقيقية التي يجب المسارعة لتبليغها للعالم قبل ان تسيطر صور جثث المدنيين في غزة على الحوار الدولي وتقيد العمليات الإسرائيلية في الجنوب".
·        ويضيف شرغاي مدافعا بشكل واضح وعلني عن قتل المدنيين الفلسطينيين انه "مع كل الأسف لموتهم الا ان إسرائيل وجيشها وطائراتها لا تتحمل المسؤولية عن قتل الاولاد وامهاتهم، وانما يتحملها من ينصب الصواريخ والبنادق والجنود في حدائق الاطفال والمدارس ومؤسسات التعليم والمساجد والبيوت الخاصة، ويطلق النار على المدنيين الاسرائيليين" على حد زعمه. ويدعي "ان من يختلط عمدا بالمدنيين ويختبئ في المستشفيات والمباني الاسكانية انما يتعامل مع  المدنيين كدرع وحزام واق واكياس رمل، ويهدر دمهم!"
·        وحسب شرغاي فانه "لا يمكن لـ "مجرمي الحرب" ان يتوقعوا من إسرائيل تفضيل سلامة وأمن أولاد الأعداء على سلامة وامن اولادها".
·        ويزعم ان حماس انهت هذه الأيام "تدريب 120 الف ولد من غزة (من الصف الخامس وحتى الثاني عشر) في اطار مخيماتها الصيفية. وتشمل القائمة تدريبات شبه عسكرية واطلاق نار واختطاف وغرس ايديولوجية حماس والمبادئ الاسلامية المتطرفة التي تدعو الى تدمير إسرائيل. ويضيف شرغاي زاعما: تضع حماس هؤلاء الأولاد وربما غيرهم، واحيانا غصبا عنهم، كنوع من الاسرى، وراء قاصفات صواريخ الغراد والقسام، تماما وفق ذات الطريقة الاخلاقية التي اتبعتها حين استخدمت سيارات الاسعاف للارهاب. ويواصل شرغاي الدفاع عن قتل المدنيين في غزة، زاعما ان إسرائيل توجه نيرانها الى الارهاب ونشطائه، وانه عندما يصاب المدنيون فان ذلك يتم نتيجة خطأ!
·        ضوء في آخر النفق
·        تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" ان نشر قوة عسكرية كبيرة على ابواب قطاع غزة استعدادا للتوغل البري المحتمل وتدمير حماس، قد يكون المحرك الذي جعل اللاعبين المركزيين في ملعب الشرق الأوسط، وخاصة حماس، يفهمون ان إسرائيل تنوي تغيير شروط اللعب في الملعب الغزي، ولذلك فان وقف اطلاق النار فقط من شأنه منع ذلك.
·        ويضيف ان بوادر الضوء في آخر النفق بدأت تظهر صباح امس، عندما حولت حماس، ولأول مرة، تلميحا ايجابيا بشأن المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار. الا ان إسرائيل لا تخفض من وتيرة الحرب، وتواصل دحرجة مخططاتها. وسينتقل سلاح الجو، منذ اليوم، لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الجوية التي تشمل عشرات ومئات الأهداف في المناطق المأهولة التي حذرت إسرائيل من ضربها حتى اليوم. وابتداء من الليلة الماضية، تم تحويل تحذيرات الى السكان المقيمين في الأحياء والعمارات التي ينوي الجيش قصفها، تطالبهم بمغادرة بيوتهم خلال ساعات، وعلى الرغم من هذه التحذيرات الا انه يتوقع ان يتواصل ارتفاع الاصابات في صفوف المدنيين.
·        وحسب فيشمان فقد تم حتى الان تدمير اكثر من 2000 صاروخ، ويتم في الليالي الأخيرة تركيز الجهود على اصابة الأشخاص الذين يقومون بتفعيل هذه الصواريخ، وليلة امس تم قتل 14 منهم، وربما يكون هذا هو سبب انخفاض عدد الصواريخ التي يتم اطلاقها. مع ذلك يقول الجيش انه لا يمكن الاكتفاء بالنيران الجوية لتحقيق الانجاز المطلوب، وهناك حاجة الى طاقة جديدة بصورة مناورة برية.
·        وحسب فيشمان فان عدد القتلى في غزة وصل الى قرابة 130، يدعي ان نصفهم من النشطاء العسكريين، اما بشأن النصف الآخر فيدعي ان بين 30 -40% منهم قتلوا جراء خطأ(!) بينما قتل البقية لانهم لم ينصاعوا الى اوامر الجيش بمغادرة المباني. ويقول ان هذه التقسيمة لن يتقبلها العالم خاصة وان بين القتلى نساء واطفال. ويرى في الادعاء الذي يقول بأن قادة حماس مقطوعين عن الاحداث هو مجرد "اسطورة عمرانية". وحسب ادعائه فقد جلس قادة حماس خلال عملية عامود السحاب وعمليات سابقة في ملاجئ مستشفى "الشفاء"، ويفترض انهم يجلسون الآن، ايضا، في اماكن مشابهة. ويدعي انه لو كان يمكن للجيش احتلال مستشفى الشفاء لكان يمكنه السيطرة على خندق حكومة هنية والقيادة العسكرية لحماس!
·        ويتحدث فيشمان عن صحوة العالم بعد اسبوع وبدء التحرك لوقف اطلاق النار، ويشير بشكل خاص الى رفض إسرائيل السماح لتركيا بالتدخل مطلقا في الموضوع، مهما سيسبب ذلك من غضب لأردوغان. وحسب رأيه فان نقطة بداية الاتفاق لا تزال بعيدة حاليا، فإسرائيل تتحدث عن العودة الى تفاهمات "عامود السحاب" بينما تريد الذراع العسكرية لحماس اضافة شرط اطلاق سراح المحررين من اسرى حماس في صفقة شليط، والذين اعتقلوا مجددا، وكذلك فتح معبر رفح، وتحويل الاموال لدفع الرواتب.
·        ويحدد الموقف الإسرائيلي ضرورة منع خروج حماس من هذه المعركة وقد حقق أي انجاز. لكن فيشمان يرى ان قرار المجلس الوزاري في هذه المسألة يمكن ان يكون مرنا، ومن شأن وقوع خطأ يؤدي الى قتل عشرات الفلسطينيين ان يخفف الموقف الاسرائيلي. ويرى فيشمان في تدخل مصر للوساطة يخدم مصلحة حيوية مصرية. فمصر تتخوف من ان يتسرب التصعيد في غزة الى سيناء، وبالتالي الى غليان في الشارع المصري في اعقاب الصور القاسية التي تصل من غزة. وهذه ايضا فرصة بالنسبة للرئيس المصري السيسي، كي يثبت للأمريكيين قوته في المنطقة، وربما لرد الجميل لإسرائيل على وقوفها الى جانبه مقابل الحظر الذي فرضته عليه واشنطن.

press office 

التعليـــقات