عقد مجلس أمناء المعهد العربي للتخطيط اجتماعه الأول لعام 2013/2014 في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، برئاسة أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية في دولة الكويت د. عادل الوقيان ممثل معالي وزيرة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية رئيس مجلس أمناء المعهد العربي للتخطيط هند الصبيح وبحضور المدير العام للمعهد د. بدر عثمان مال الله وبحضور وزراء ومسؤولين حكوميين ممثلين عن الدول العربية الأعضاء في المعهد.
وقد اكتسب هذا الاجتماع أهمية كبيرة على طريق استكمال خطة التطوير الشاملة التي بدأت قبل نحو عامين والهادفة إلى تطوير الاختصاصات الرئيسية للمعهد في المجال التنموي، وذلك بما يواكب التحديات التنموية والتطورات الاقتصادية على مستوى المنطقة، وقد خلص الاجتماع في ختامه إلى اعتماد مشروع خطة النشاط للعام 2013-2014، كما تم التوافق على تأسيس مركز إقليمي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مقر المعهد بحيث يوفر خدماته لمختلف الدول العربية في هذا المجال، والتي تهدف جميعها إلى توسيع نطاق استفادة الدول العربية من الخدمات الأساسية التي يوفرها المعهد العربي للتخطيط.
مقاربة جديدة
وقد استهل مجلس الأمناء أعماله، بكلمة لأمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية د. عادل الوقيان عبر فيها عن شكره لجميع الأعضاء الذين مثلوا بلادهم العربية في مجلس الأمناء والجهود التي بذلوها في دعم المسيرة الإنمائية للمعهد العربي للتخطيط. وبعد ذلك، تطرق الوقيان إلى التحديات التنموية التي تواجه الدول العربية سواء لجهة تزايد الضغوط التنافسية وتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي أو ارتفاع نسب البطالة والحاجة إلى خلق فرص عمل جديدة، هذا بالإضافة إلى ضرورة اعتماد السياسات الهادفة للحد من العجز في الميزانيات العامة، وذلك إلى جانب المحافظة على برامج تحفيز النمو الاقتصادي.
ولفت الوقيان إلى أنه وفي ظل هذه التحديات، اعتمد المعهد العربي للتخطيط منذ نحو عامين مقاربة جديدة لتطوير مختلف اختصاصاته في مجال التدريب الدعم الفني والمؤسسي والخدمات الاستشارية والأنشطة البحثية، ففي مجال التدريب وتنمية القدرات ركزت إدارة المعهد على إعادة هيكلة هذه البرامج بما يواكب التحديات المشار إليها وتطوير وتحديث محتواها بما يواكب التطورات في إدارة التنمية والتوجهات الاقتصادية في الدول العربية، هذا بالإضافة إلى برامج جديدة منها ما هو مرتبط بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأضاف:" أما فيما يتعلق بالدعم الفني، فقد وسّع المعهد دائرة نشاطه من خلال الاستشارات الفنية بما يلبي احتياجات كافة الدول العربية على المستوى التنموي، في حين يستهدف المعهد في مجال البحوث العلمية اعتماد خطة تطويرية بهدف تغطية عدة قضايا تنموية مهمة كتنمية رأس المال البشري، سياسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية، التنمية المتوازنة وغيرها من القضايا المهمة.
كما تناول د.عادل الوقيان التطورات المهمة التي شهدتها أنشطة المعهد العربي للتخطيط بموجب إستراتيجية التطوير والتحديث، سواء عبر توسيع دائرة المستفيدين من الخدمات التدريبية والاستشارية والبحثية واستحداث آليات جديدة للتواصل مع الجهات الحكومية المختلفة في الدول العربية أو عبر استكمال ورشة تطوير مقر المعهد في دولة الكويت عبر عملية إعادة التحديث الشاملة لقاعات التدريب وتزويدها بالبنية التحتية الالكترونية المتطورة. وختم الوقيان كلامه متقدماً بالشكر لإدارة المعهد العربي للتخطيط على جهودها المستمرة والهادفة لتطوير أداء المعهد وسعيها الدؤوب لارتقاء بمستوى الخدمات ومساهمته في توفير كافة أشكال الدعم للمسيرة الإنمائية العربية، كما وجه شكره لإدارة وفريق عمل المعهد العربي للتخطيط في القاهرة على تعاونهم مع المعهد العربي للتخطيط في إنجاز وترتيب عقد اجتماع مجلس الأمناء.
تقييم الأداء
بدوره أعلن مدير عام المعهد العربي للتخطيط د. بدر عثمان مال الله عن انضمام المملكة المغربية للمعهد العربي للتخطيط ومشاركتها في اجتماع مجلس الأمناء وعبر عن ترحيبه بهذا الانضمام مشيداً في الوقت نفسه بدور المغرب في دعم العمل العربي المشترك وحرصها على تعزيز التعاون العربي. وأضاف أن الاجتماع السنوي لمجلس أمناء المعهد جاء ليقيم الأداء خلال الخطة السنوية الماضية والتي تم تنفيذها في إطار الإستراتيجية الخماسية التي اعتمدها المجلس، وذلك من خلال استعراض أبرز النشاطات التي نفذها المعهد ضمن نطاق اختصاصاته الرئيسية مشدداً على حرص المعهد على تطوير أهدافه ونشاطاته للارتقاء بخدماته ذات الطابع التنموي بما يتناسب مع التطورات التي يشهدها العمل الإنمائي العربي في كافة مجالاته، وبما يحقق نقلة نوعية في الهوية التنموية للمعهد ويعزز دوره كمؤسسة إقليمية متخصصة.
ولفت د. بدر مال الله إلى أن الرؤية الجديدة التي يعتمدها المعهد ستترجم في مجال البرامج التدريبية برفع طاقتها الاستيعابية بنحو 660 متدرباً إضافياً خصوصاً في ظل الطلب المتزايد من مختلف الدول العربية على برامج المعهد، علماً أن عدد المتدربين الذين استقطبهم المعهد خلال العام الماضي بلغ 1531متدرباً يمثلون مختلف الدول والمؤسسات العربية الإقليمية العاملة في مجالات التنمية والتخطيط، أما في المجال البحثي فقد توج المعهد العربي للتخطيط جهوده من خلال إعداد التقرير الأول للتنمية العربية والذي يشكل خارطة طريق للدول العربية في كيفية معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه الدول العربية في عدة قطاعات أساسية، في حين اتسع نطاق الخدمات الاستشارية المتخصصة التي يقدمها المعهد للحكومات العربية كماً ونوعاً، إذ أعد عدة دارسات استشارية مهمة كان من بينها دارسة حول التنمية الاقتصادية لصالح وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة وأخرى لصالح إمارة أم القيوين، بالإضافة إلى دارسة استشارية حول "تفعيل قسم اقتصاديات التعليم" لصالح مملكة البحرين.
مراكز استشارية متخصصة
من جهة أخرى أوضح د. بدر مال الله أن التطورات التي يشهدها المعهد العربي للتخطيط منذ نحو عامين أهلته للتحول إلى بيت خبرة عربي في مجال الاستشارات الفنية والدعم المؤسسي عبر اعتماد إستراتيجية واضحة واكبت التطورات والتحديات التي تشهدها الدول العربي على المستوى الاقتصادي مشيراً إلى أن هذه المرحلة ستتوج بإرساء آلية جديدة تنفيذاً لقرار سابق صادر عن مجلس الأمناء قضى بتأسيس مركز استشارات متخصص بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ليكون بذلك أول مركز إقليمي متخصص بتنمية هذا النوع من المشاريع، موضحاً أن هذا المركز يهدف بشكل خاص إلى تنفيذ برامج تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة القطرية، وكذلك إلى دعم جهود تنمية هذه المشروعات، وأضاف أن نشاط المركز يتركز بشكل رئيسي في تقديم الاستشارات والدارسات والتدريب المرتبطة بهذه الشريحة من المشاريع، بالإضافة إلى تقديم كافة الخدمات الاستشارية والإنمائية، كما أن المركز وبهدف خلق قيمة مضافة سيركز على خلق حلقة وصل بين المؤسسات المالية ومؤسسات الدعم الفني العربية العاملة في مجال تنمية وتطوير هذه المشاريع.