رئيس التحرير: طلعت علوي

شحادة اقتصاديًا، إسرائيل غير قادرة على خوض حرب طويلة المدى

السبت | 04/06/2005 - 07:20 صباحاً
شحادة اقتصاديًا، إسرائيل غير قادرة على خوض حرب طويلة المدى

شحادة: اقتصاديًا، إسرائيل غير قادرة على خوض حرب طويلة المدى

 

اسحق خطيب،موقع بكرا

أكد خبراء اقتصاديون أن التدخل العسكري الأمريكي ضد سوريا سيلحق أضرارا اقتصادية بمصر و منطقة الشرق الأوسط، لكن حجم الأضرار سيتوقف على ما إذا كانت الضربة تستهدف مواقع حربية فى سوريا أم ستشمل ضرب الجيش السوري كما حدث فى العراق، و مدى رد فعل النظام السوري، موقع "بكرا" وفي هذا السياق أجرى مقابلة صحافية مع الباحث في الإقتصاد الإسرائيلي مطانس شحادة لمعرفة اذا ما كانت إسرائيل مستعدة لخوض أي حرب أقليمية بناءً على تلك التقديرات، حيث قال شحادة: "من الصعوبة الإجابة عن هذا السؤال بمعزل عن عدة عوامل ومتغيرات. أبرزها الصورة الاقتصادية العامة في دولة اسرائيل والأوضاع الاقتصادية في اوروبا والولايات المتحدة، حلفاء اسرائيل. ثانيا، طبيعة الوضع الأمني واحتمال تطوره الى حرب شاملة أم ستكون حرب محدودة المدة والانتشار. وطبعا يتعلق بطبيعة الرد العسكري".

 

القدرة على خوض حرب قصيرة المدة

وأضاف شحادة: من حيث الاوضاع الاقتصادية لإسرائيل، صحيح ان الاقتصاد الاسرائيلي غير موجود في ازمة اقتصادية حادة او في ركود عميق، لكن نحن نتحدث في الوقت الراهن عن عجز كبير في ميزانية اسرائيل يصل قرابة 40 مليار دولار وعن ارتفاع مستمر في ميزانية وزارة الامن في السنوات الاخيرة لتصل الى قرابة 50 مليار شيكل. لذلك فان اي زيادة في مصاريف الامن سوف تزيد من العجز المالي، وتؤدي الى خفض الميزانيات في بنود صرف اخرى، مثل الاستثمار والبنى التحتية.

 

وقال: من حيث التهيئة العسكرية والاقتصادية يمكن القول ان اسرائيل يمكنها خوض حرب قصيرة ومحدودة. لكن في حال طالت هذه الحرب وتوسعت، يمكن ان تكبد الاقتصاد الاسرائيلي خسائر كبيرة. منها، توقف حركة الانتاج في عدد من المناطق الساخنة؛ الحاجة لاستدعاء قوى الاحتياط الامر الذي يكلف خزينة الدولة كثيرا ويوقف ايضا الدورة الاقتصادية؛ كذلك يمكن توقع خسائر في البنى التحتية والحاجة لتعويض معدات وعتاد عسكري. وكل هذا سوف يستنزف الميزانية الاسرائيلية لسنوات طويلة دون ان يكون امكانية اقتصادية حقيقية لدى حلفاء اسرائيل، الولايات المتحدة وأوربا، لمساعدة اسرائيل بشكل كبير بسبب ازماتها الاقتصادية.

العدوان على لبنان 2006، الإستثمارات الأجنبية أنقذت إسرائيل

 

وأضاف: من جهة اخرى تحتفظ اسرائيل باحتياط هائل من العملة الأجنبية تناهز وفقا للتقديرات نحو 50 مليار دولار. مما قد يسهل عليها امتصاص ازمة اقتصادية وعجز مالي. كذلك تحافظ اسرائيل بشكل دائم على احتياط وفير من المواد الغذائية الأساسية والسلع والنفط والوقود لحالات الطوارئ.

وأختتم قائلا: من حيث المبدأ يمكن لإسرائيل خوض حرب محدودة ولفترة قصيرة، لكنها سوف تتضرر كثيرا في الجانب الاقتصادي اذا طالت الحرب وتوسعت وطالت العمق الاسرائيلي الاقتصادي. وسيكون من الصعب عليها تعويض هذه الخسائر دون المساس في بنود ميزانية أساسية وتوقف مشاريع استثمار في البنى التحتية. ويمكن ان يدخل الاقتصاد الاسرائيلي في حلقة ركود وأزمة اقتصادية مفرغة، وارتفاع نسبة البطالة وتراجع الدخل والانتاجية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية. فعلى سبيل المثال في العام 2006 وعلى اثر الحرب على لبنان بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية في اسرائيل الى أرقام قياسية اقتربت من 11 مليار دولار. أما في الوضع الحالي من الصعب تخيل ضخ استثمارات خارجية بهذا الحجم.

التعليـــقات