رئيس التحرير: طلعت علوي

رحلة المعابر

السبت | 04/06/2005 - 11:33 صباحاً
رحلة المعابر

 

رحلة المعابر


فياض عبد الكريم فياض


         رغم المعاناة الشديدة التي نشعر بها كلما ممرنا بالمعابر من فلسطين الى الاردن او من الاردن الى فلسطين او فلسطين الشمالية الى فلسطين المستقلة في الجنوب ,الا ان من عاصروا بداية الاحتلال  وفترة السبعينات من القرن الماضي يعتبرون ان الرحلة هذه الايام هي نزهة ,فليس هناك انتظار على الجسور لايام  وليس هناك رحلة يغادر المسافر منزله الساعة الثانية عشر ليلا ليبقى في السيارة في الاغوار حتى الصباح من اجل تامين عدم العودة من الجسر خائبا , وتلك الايام كان من يضعون العقال والشماغ على رؤوسهم اكثر مما هو عليه الان بدرجات وكان على المسافر خلط عقاله الذي يضعه على راسه مع حذائه الذي يطئ به الارض , ما زال التفتيش العاري ماثلا امام الاعين وصراخ الاطفال عندما تجبر المجندة امهاتهم على تعريتهم ...... ايام نامل ان لا تعود  .


    الاسبوع الماضي كان لي سفر يوم الجمعة  الى عمان ووصلت معبر الكرامة مبكرا اي قبل الثامنة وكان رقمي 1334 وهذا غير مزعج ... عند الوصول الى نقطة استلام الامتعة لوضعها في الحافلة الاردنية .... شاهدت بام عيني الاستهتار بممتلكات العالم وبالاستخفاف بالانسان والانسانية  ...... فكانت الطرود بكافة اصنافها من حقائب ممتازة الى حقائق عادية الى اكياس وشوالات  الى كافة اصناف الكراتين  ... كلها مكومة فوق بعضها البعض والشباب في الشاحنة يرمو بالطرود رميا وليس حملا ..... والفتوة من الشباب  وبعضلاتهم المفتولة يتعامل مع الامتعة المتواجدة في الاعلى كتعامل اللاعب بالكرة ......
   الان فهمت بشكل اعمق مغزى الحملة الوطنية "حملة بكرامة"  للمسافرين عبر معبر الكرامة .....!!!!!


[email protected]

التعليـــقات