رئيس التحرير: طلعت علوي

الشرق الأوسط مُهيأ لاستثمار رؤوس الأموال من خلال التجارة البينية المتزايدة بين الأسواق الناشئة من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ولاسيما مع توجه الاقتصاد العالمي إلى الاستثمار في أسواق بديلة عن أسواق الدول الغربية

الجمعة | 03/06/2005 - 11:15 صباحاً
الشرق الأوسط مُهيأ لاستثمار رؤوس الأموال من خلال التجارة البينية المتزايدة بين الأسواق الناشئة من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ولاسيما مع توجه الاقتصاد العالمي إلى الاستثمار في أسواق بديلة عن أسواق الدول الغربية

الشرق الأوسط مُهيأ لاستثمار رؤوس الأموال من خلال التجارة البينية المتزايدة بين الأسواق الناشئة من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ولاسيما مع توجه الاقتصاد العالمي إلى الاستثمار في أسواق بديلة عن أسواق الدول الغربية

 

 

إن ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي وتزايد حجم التجارة البينية بين دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط سوف يؤديان إلى إحداث نقلة جذرية في البيئة التنافسية لشركات الخدمات المالية، سواءً على مستوى منطقة دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط أو غيرها من الدول الأخرى، وفقاً للتقرير الذي نشرته بي دبليو سي حول "مشروع بروجيكت بلو: استثمار رؤوس الأموال تزامناً مع نهوض الأسواق الناشئة وترابط علاقاتها البينية".   

يبرز التبادل التجاري بين دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط في شكل كيان مترابط سريع النمو، فهذه الدول تتجاوز نظيرها في الدول الغربية. إن نمو هذه الدول بهذه الصورة يضع منطقة الشرق الأوسط في موقع مثالي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التبادل التجاري على المستوى المحلي وكذلك على مستوى دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.   

 

وفي تصريح لجراهام هايوارد، شريك ومدير قسم الخدمات المالية لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط، فقد أفاد "أن المغزى الحقيقي ليس فقط سرعة النمو داخل منطقة دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، بل كيف لهذه التدفقات التجارية بين أسواق هذه المنطقة أن أصبحت على هذا النحو من الترابط المتبادل. ومع ارتفاع حجم التجارة البينية لدول هذه المنطقة وتنامي الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط، فإن نسبة كبيرة من حجم التبادل التجاري في العالم سيتم توجيهها بعيداً عن الدول الغربية بأسرها. ويتعين على المؤسسات المالية أن تجد حلولاً للاستفادة من التجارة البينية للأسواق الناشئة بما يعزز التنافس التجاري."

يُلقي هذا التقرير الضوء على مدى ترابط التجارة البينية والتدفقات الاستثمارية بين دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، والحيز الذي تشغله منطقة الشرق الأوسط داخل المحيط التجاري لهذه الدول التي تُشكّل فيما بينها تكتلات يرتفع معدل النمو التجاري فيها ارتفاعاً ملحوظاً، وبالأخص بين دول آسيا وأمريكا اللاتينية وبين دول أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. 

 

إن التنوع المتسارع في الاقتصاديات المحلية والاستثمارات العالمية المتمثلة في صناديق الاستثمار السيادية للدول الإقليمية وتزايد مكانة منطقة الشرق الأوسط كمحور تجاري عالمي من شأنها جميعاً أن تعزز من القوة والقدرة الاقتصادية للمنطقة، ولا سيما مع ارتفاع حجم التجارة البينية والتدفقات الاستثمارية فيما بين دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط تزايداً ملحوظاً يماثل ذلك الارتفاع في معدلات النمو والحجم المتوقع لأسواق منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الأسواق الناشئة. ينمو التبادل التجاري لدول منطقة الشرق الأوسط مع غيرها من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بسرعة أكبر من مثيلتها مع دول أوروبا وأمريكا الشمالية حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2011 مع دول آسيا 624 مليار دولار مقارنة بـ 106 مليار دولار مع دول أمريكا الشمالية و181 مليار دولار مع دول الاتحاد الأوروبي.  


وأضاف أكيلش كيرا، مدير في بي دبليو سي وعضو في فريق عمل مشروع بروجيكت بلو: "إننا نشهد الآن مرحلة فاصلة حيث يرتفع حجم التبادل التجاري لدول منطقة الشرق الأوسط مع غيرها من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بسرعة أكبر من مثيلتها مع دول أوروبا وأمريكا الشمالية. كما أن الصين تزاحم الولايات المتحدة حالياً لكي تكون السوق الأكبر للنفط القادم من منطقة الشرق الأوسط. وتتدفق إلى الشرق استثمارات كبيرة من الغرب في مجال البنية التحتية على أثر هذا التحول. إن القدرة على استقطاب عملاء من الأسواق الجديدة المتطورة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدفقات التجارية والفرص الاستثمارية المرتفعة القيمة سوف يكونان عاملي حسم في المفاضلة بين المؤسسات المضلعة بتقديم الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط."    

كما يلقي هذا التقرير الضوء على توجه العملاء إلى طلب الدعم لتنفيذ عمليات الاستحواذ والخدمات التجارية وتوفير التمويل اللازم بالعملة المحلية بما يساعدهم على تأسيس شركاتهم الخاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. فإذا عجزت مؤسسات الخدمات المالية عن تقديم الدعم المطلوب والحضور القوي على الأرض، فقد ينصرف العملاء عن هذه المؤسسات إلى مؤسسات تستطيع تلبية متطلباتهم.

 

واختتم جراهام هايوارد، شريك ومدير قسم الخدمات المالية لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط، حديثه قائلاً:

"في قطاع مثل قطاع الخدمات المالية الذي ينمو نمواً مطرداً على مستوى العالم، فإن العالم سوف يستشعر مدى الأثر المترتب على نهوض الأسواق الناشئة وترابط علاقاتها البينية حيث إن أنماط النمو المتعارف عليها قبل نشوء الأزمة المالية سوف يطرأ عليها لا محالة بعض التغيير. وسوف يكون من الضروري إعادة النظر في مسألة النمو من جوانب عدة وستكون ملاحقة العملاء من كلا طرفي التدفقات التجارية أمراً حاسماً.     

 

إن القدرة على توقع أية تغيرات في توقعات العملاء، والسلوك واستغلال التحالفات التجارية، والتقنيات الحديثة والاستجابة السريعة لهذه التغيرات تعتبر على الأرجح أمراً لا غنى عنه في نجاح إدارة أي ملف متطور حول الرقابة والمخاطر والذي يؤثر على أسواق دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وكذلك الأسواق العالمية الأكثر اتساعاً."  

التعليـــقات