رئيس التحرير: طلعت علوي

غزة: الليمون سلعة نادرة في موطنها

الجمعة | 03/08/2012 - 10:25 صباحاً
غزة: الليمون سلعة نادرة في موطنها
مكتب قطاع غزة (شبكة راية الإعلامية)يترنح قطاع غزة تحت وطأة حصار إسرائيلي منذ 5 أعوام ونيف، ولا يكاد يفرح أهل غزة بدخول سلعة إلا وتغيب أخرى، حيث يعاني من ركود اقتصادي كبير تجلى بشكل واضح على نقص بعض الحاجات الأساسية في الحياة العملية بالقطاع من كل الجوانب .الليمون مادة أساسية يحتاجها كل بيت فلسطيني، خاصة في شهر رمضان وحرارة الصيف التي تدفع المواطنين لشرب كميات أكبر من السوائل، وعلى رأسها عصير الليمون الطبيعي، لكن في ظل الغلاء الفاحش لسعر كيلو الليمون الذي تجاوز كل الفواكه، حيث وصل قبل أيام إلى ما يزيد عن 3 دولارات للكيلو الواحد.ويلجئ المواطن الغزي بدلا عن ذلك إلى العصائر الاصطناعية رخيصة الثمن والتي تتماشى مع الدخل المتواضع والضعيف لسكان قطاع غزة المحاصر.(أم أحمد) إحدى النساء التي أجبرتهن الظروف للعمل في سوق غزة المركزي قالت أن الليمون شحيح في أسواق غزة بسبب تجريف الاحتلال للأراضي الزراعية من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، خصوصا في فترة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وسلسلة التوغلات شبه اليومية التي يصاحبها أعمال تجريف للأراضي الزراعية.السيدة الخمسينية صاحبة بسطة خضار واصلت حديثها قائلة: "صرنا نستورد ليمون تركي ومصري وهو ليس بجودة ليمونا، فالليمون البلدي أحسن بكثير (..) بس الناس لم يبقى لها أراضي زراعية وان شاء الله يعودا لأراضيهم ويزرعوها"في حين رأى سعيد (41 عام) أحد باعة الليمون في سوق فراس انه "من المؤسف أن يعاني بلد يشتهر بالحمضيات من نقص في الليمون .. هذه مشكلة كبيرة، ويعتقد محدثنا أن السبب يعود إلى تجريف الأراضي الزراعية وإحباط المزارعين من زراعة الأشجار لعدة سنين ثم يجرف الاحتلال تعب سنين العمر بكل بساطة".وأضاف سعيد أن المزارعين أصبحوا يفضلون زراعة محاصيل سنوية موسمية كالخضروات بدلا من الأشجار المثمرة التي تحتاج سنوات عديدة لكي تثمر".المختصون في الزراعة يرون أن قطاع غزة الذي كان يتميز بتصدير الحمضيات يعاني من نقص واضح في إنتاج الحمضيات بسبب تجريف قوات الاحتلال لكثير من الأراضي الزراعية، وعدم استثمار أراض المحررات (المستوطنات سابقا) في تعويض تلك الأراضي، وغياب سياسة وطنية لدعم المزارعين، وتنظيم زراعتهم حسب احتياجات السوق المحلية، فضلا عن مشكلة نقص المياه وقلة مساحات الأراضي الزراعية بسبب غزو مساحات البناء نظرا لمساحة قطاع غزة الصغيرة جدا، مقارنة بعدد السكان، حيث يعتبر قطاع غزة أصغر مكان في العالم لأكبر عدد من السكان.
التعليـــقات