رئيس التحرير: طلعت علوي

الثقافة المضادة للإسراف

الجمعة | 03/06/2005 - 05:07 مساءاً

من ارشيف السفير: 

الثقافة المضادة للإسراف في الشهر الكريم


لأن شهر رمضان شهر الخيرات والبركات..وتكثر فيه موائد الإفطار الجماعي،والعزائم العائلية،تواجه ربات البيوت بعض المشاكل إزاء كيفية التصرف ببقايا الطعام من الإفطار..وهل من المفروض أن تعد مائدة كبيرة تماشيا مع العادات السائدة في رمضان والتي تقتضي وضع مايشتهي الصائم ومايرغب به من المأكولات والأطباق وغيرها من أصناف عدة؟ أم انها تعد ما يحتاج جسم الصائم من العناصر الغذائية،وفي الوقت نفسه تشعره بالشبع؟
تساؤلات كثيرة وآراء عدة، تنوعت في طرح هذا الموضوع، فالتقينا ببعض ربات البيوت لمعرفة مدى قدرتهن على تحقيق التوازن الغذائي والإقتصادي معا.

 

أم هيثم، وهي أم لتسعة أبناء وبنات، تحاول قدر الإمكان أن لاتجعل الطعام يبيت لليوم التالي، وتقول: عائلتي بالرغم من أنها كبيرة العدد إلا أنني أعد الطعام بكميات مناسبة، بحيث لاتزيد عن حاجتنا، وخصوصا أن أولادي ليسو من النوع الجيد في الأكل أي أننا أحيانا لانكمل الطبخة ويتبقى منها القليل، لكني لا أحتاج إلى التخلص منها أو إبقائها ليوم اخر، حيث أنهم بعد ساعات قليلة من الإفطار يشعرون بالجوع ويعودون للطعام كنوع من التسلية أثناء السهرة.
وتؤكد أنه من الضروري إحتواء الطعام على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها أطفالها للنمو والطاقة، مثل المعادن والفيتامينات التي توجد في طبق السلطة والخضار الطازجة، والبروتينات الموجودة في اللحوم، كما أنها تحرص في وجبة السحور على تواجد الحليب والألبان والبيض.

ثقافة الهدر في رمضان باتت العنوان الرئيس الذي يمثل الشهر الكريم في بيوت المسلمين، ويعود ذلك إلى الشراهة الاستهلاكية في المواد الغذائية، والتي تشكل عبئا على الأسرة والمجتمع  ككل ، ولا نختلف نحن المجتمع الفلسطيني كثيرا في هذا،  فكل أسرة فيه تسعى إلى تقديم أشهى أنواع الطعام والحلويات طوال الشهر الكريم، وكأن الساعات التي تلي ساعة الإفطار فرصة لحشو أجسامنا بعدد مهول من الأطعمة والأشربة قبل الدقيقة الأخيرة من الإمساك .
أما أم اشرف وهي من عائلة متوسطة الدخل، تضم عشرة أنفار، تؤكد أنها تمارس ماتربت عليه وتوارثته ، من تفنن -على حسب قولها- في أشكال وأصناف الطعام على مائدة الإفطار، بالرغم من تأكدها بعدم استهلاك الكمية كلها في اليوم نفسه، لكنها لا تستطيع تغييرهذه العادة، وخاصة أن كل شخص يشتهي أكلة معينة، وتحاول أن تلبيها له وبهذا تكون قد أسرفت بالطعام وأرهقت الميزانية بدون وعي وإدراك..لذلك تقول إنها تحاول أن تجبر أولادها أحيانا على تناول الطعام الزائد في اليوم التالي، لكنها تواجه صعوبة في تقبلهم لهذا الأمر.
وكمحاولة للتخلص من الهدر ينبغي التخلص من العادات الإستهلاكية المتوارثة التي ليس لها علاقة بالشهر الكريم ، وتقدير الكميات المطلوبة بحسب حاجة أفراد الأسرة .وعلى ربة الأسرة أن تتأكد من حاجتها الفعلية للمواد وتقدير ميزانية بما يتناسب مع دخل الأسرة أضافة إلى أختيار عروض الأسعار المناسبة، فلو تأكدت كل أسرة من هذه النقاط لكان رمضان أخف الشهور وأقله مصروفا وأكثره توفيرا .
                                                                                 
خالدة سمور– هيا قيسية
السفير الاقتصادي 

التعليـــقات