وكالات- شبكة راية الاعلامية
يعتقد الكثيرون أن اهتمام إيران بـ"جنوب العراق" ينصب حول الأماكن المقدسة، والغالبية الشيعية في هذه البقعة من العراق إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك.. فإيران ينصب اهتمامها بالمقام الأول على الحقول النفطية المتواجدة في الجنوب.. والتي تمثل "ثروة" طائلة لا يمكن أن يتصورها حتى من هم في الجنوب.
وبحسب تقرير اقتصادي لمجموعة العراق فإن جنوب العراق يحتوي على ثروات نفطية كبيرة.. منها ما يقدر بـ92 مليار برميل من احتياطات النفط العراقي التي يصل إجمالها الى 115 مليار برميل، أي أنها تمتلك وحدها –الجنوب- 80 في المائة من الاحتياط العام للعراق.
جنوب العراق لديه القدرة خلال السنوات العشر المقبلة أن يصل إنتاجه اليومي الى 10 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل إنتاج المملكة العربية السعودية.
ويتركز نفط الجنوب في حقل الرميلة، بالإضافة الى حقول أخرى بيعت في مزاد علني عام 2009 لشركات أجنبية عملاقة منها حقلي غرب القرنه المرحلة(1) والزبير. ولهذا فإن إيران.. تعمل جاهدة لامتلاك تلك الحقول النفطية بالجنوب... وعليه قامت طهران ببناء شبكة واسعة لتهريب نفط الجنوب.. حيث تقوم بشرائه بأسعار زهيدة ثم تعيد بيعه الى شركات نفطية عملاقة.. كنفط إيراني!!.
وحسب التقارير الأخيرة، بينت أن إيران تقوم بتهريب ما يقارب 10 في المائة من نفط الجنوب". إن القيمة السوقية لقطاع النفط الذي يتم سرقته من العراق كل يوم ويهرب لإيران وأحيانا بشكل علني، هو 20 مليون دولار يوميا تقريبا، وبذلك تتمكن إيران من الحفاظ على نفوذها في المنطقة في حين تستعد للدفاع عن نفسها ضد فرض عقوبات أكثر صرامة من المفروضة عليها حاليا ضد صادراتها النفطية.
إن طرق التهريب الرئيسية من العراق إلى إيران تبدأ من محطة نفط خور الزبير، حيث الجزء الأكبر منه يتقاطع مع النفط في جنوب العراق. والمهربون يقومون بحفر ثقوب في خط أنابيب في محطة النفط ومن ثم تحميل الحاويات من النفط في قوارب صغيرة.
ويتم تصنيع القوارب محليا في البصرة وتحمل عادة بين 70 و120 برميلا من النفط الخام، مستعينة بزوارق تعبر من ممر خور الزبير إلى الخليج العربي، ومن ثمة يتم تحميله بناقلات النفط المتجهة الى إيران.
ولا تتوقف السرقات الإيرانية عند هذا الحد، بل هناك سرقات أخرى للنفط العراقي تحدث أيضا في طريق قرب شبه جزيرة الفاو، فقد قام المهربون، بعمل ثقوب في خطوط الأنابيب تحت الأرض، وذلك باستخدام معدات الثقب الهيدروليكية لتجنب الحرائق.. ومن ثمة ينقل النفط الخام المسروق المهرب من جزيرة أم الرصاص قرب شبه جزيرة الفاو، بالقوارب حتى نهر بهمنشهر (أحد روافد نهر الكارون) إلى مصفاة عبادان في إيران للتصنيع والتصدير.
ولا يتوقف التهريب عند هذا الحد... حيث يتم تهريب النفط على طول النهر المعروف باسم شط العرب، على الرغم من أنه الأقل شيوعا نظرا للطبيعة الخطرة من الممر المائي، إضافة الى زيادة المراقبة على طول الطريق الذي تستخدم خلاله الزوارق العراقية عالية السرعة في السفر على طول شط العرب الى المياه الإقليمية الإيرانية لتفريغ حمولتها، لكن يظل هذا الطريق مكلف نظرا لعدد الرشاوى التي تحتاج إلى أن تدفع على خلال الرحلة اليومية للتهريب.