طهران- نقلا عن العربية نت- شبكة راية الاعلامية
باتت العقوبات على إيران اليوم أكثر صرامة من السنوات الماضية، حيث كانت معظم المراكز التجارية في المنطقة مفتوحة للسفن الإيرانية، كما أن السواحل كانت في قمة النشاط في التبادل حتى فترة الأشهر الربعة الماضية.
ومنذ أواخر العام الماضي بدأت الولايات المتحدة فرض عقوبات أكثر دقة على طهران، خصوصا في قطاع التمويل الدولي، والحد من قدرة طهران على تحويل وارداتها من صادرات النفط الخام إلى العملة الصعبة، ومنذ ذلك الحين، بدأ الريال الإيراني طريقه نحو الانهيار.
وبحسب تقرير نشرته اليوم الفايننشال تايمز فإن العملة الإيرانية فقدت 60 في المائة من قيمتها مقابل الدولار في أسواق العملات غير الرسمية، في وقت بات الطلب الإيراني على السلع الاستهلاكية للتجار بسوق خصب في شبه جزيرة مسندم العمانية يتعرض لنقص شديد.
ويقول محمد شريف تاجر سلع استهلاكية، إن "الطلب على منتجات شركته انخفض إلى خمس ما كان عليه قبل أربعة أشهر، هذا المكان كان مشغولا دائما، ولكن انظر الآن إلى الأمر". ويقول تاجر عماني آخر" كنا على أمل في تمرير بضائعنا من دبي إلى الزبائن في إيران، لكن من يستطيع معرفة ما سيحدث إذا كانت هناك حرب قادمة".
وبحسب الجريدة فقد أصبح سوق خصب في سبات بسبب العقوبات التي ضربت إيران في العمق بعد استمرار طهران في برنامجها النووي المثير للقلق لدول الخليج . لقد توقفت البنوك العالمية عن تمويل التجارة الإيرانية، كما أن عقوبات الولايات المتحدة أصبحت تهدد بقطع رأس أي مؤسسة لا تنفذ بعناية قوانين العقوبات الكافية على نظرائها الإيرانيين.
ووفقاً لمصادر اقتصادية فإن منافذ العقوبات على إيران ليست كلها مغلقة تماما، فتدفق التجارة الدولية على مسارات متعددة ما زال يخترق هذه الاسوار، خصوصا اذا عرفنا بان الايرانيين باتوا اكثر ذكاء في التلاعب بالأسماء الوهمية، في التعامل مع التجار في المنطقة.
بالطبع إيران تكافح من أجل القيام بأعمال تجارية متعددة، وإنجاز صفقات المقايضة والمعاملات بغير الدولار، وكما يقول المصرفيون فإنه رغم القيود المفروضة على البنوك الايرانية في اطار العقوبات، إلا أن طهران يمكنها الاستحواذ بشطارة على ترتيبات الدفع البديلة.
لقد أقدمت إيران على مقايضة النفط الخام الآن على المواد الغذائية مع الصين وروسيا حتى بنهاية هذا الاسبوع، وأكدت أنها كانت قد اتفقت مع الهند على استخدام الروبية بدلا من الدولار الأمريكي حيث باتت المعاملات بين البلدين قائمة على هذا النحو وفقا للاتفاق بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن أحمد سبحاني، المدير العام لشؤون غرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، يوم السبت، قوله لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية ايرنا أن تركيا أبلغت طهران عن زيادة حادة في تسجيل الشركات المدعومة من ايران خلال العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، فان التجارة بين إيران ودبي وسلطنة عمان باتت تتراجع بسرعة رغم تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية، حيث يؤكد التجار ان العقوبات الدولية اصابت العملة الايرانية بالانهيار مما اثر بشكل سلبي ومباشر على التجارة مع دبي .
وقد تسببت تقلبات العملة الإيرانية التي نجمت عن محاولات الحكومة المتقطعة لدعم الريال، في خراب العملة. وقال مسؤول في ميناء خصب يتخذ من دبي مقرا له "لقد توقف تمويل التجارة في السلع البيضاء عبر المضيق إلى إيران، وأدى عدم ثبات سعر الريال إلى خروج الكثير من التجار من أعمالهم.