رئيس التحرير: طلعت علوي

تكسي درويش وهوية تاريخية صامدة في ظل التقلبات السياسية

الجمعة | 03/06/2005 - 10:46 مساءاً

 

تم انشاء مكتب تكسي درويش سنة 1952، وذلك حين هاجرت اسرة مدير مكتبه محمود درويش من اللد الى بيرزيت وفي ذلك الوقت اصبح هناك طلب للاردن، رام الله –عمان- الشام- بيروت، لقبل 1967، بعد ذلك تواصلت مشكلة الاحتلال، وأصبحت التكسيات تصل ما بين رام الله وعمان، في 1970 منعوا السيارات من الدخول للاردن وصارت تصل للجسر فقط.
واصل محمود درويش مدير مكتب تكسي درويش الشهير في رام الله حديثه عن نشأة مكتبه وتاريخه الممتد منذ بدء الهجرة حتى الان، حيث كانت الاسرة تمتلك مكتب تكسي قبل الهجرة وبعد التهجير واصلت عملها، حيث بقيت طبيعة العمل  الشغل على التكسي العمومي.

محمود درويش يقف في قلب مكتبه موجها نظره واصابعه الى جدران المكتب التي تحمل تاريخا مجسدا بالصور للاسرة قبل تهجيرها من منشأها الاول وافرادها من الاجداد والاخوة الذين يقفون الى جانب سياراتهم التي تحمل الرقم الفلسطيني قبل ان تهجر الاسرة ليصبح مكتبها في مدينة رام الله، مكتب تكسي درويش المكتب الاول في مدينة رام الله، التقينا بمديره درويش ليحدثنا عن المحطات التاريخية التي مر بها هذا المكتب في ظل الاحتلال الاسرائيلي..

الاحتلال بطبيعة الحال عقبة لا يمكن تجاوزها..
كعادة الاحتلال الذي يشكل عقبة اساسية لاي عمل او نشاط في فلسطين، فهو العقبة الاساسية في عمل المكتب، فقد حدد عدد التكسيات العاملة على الجسور، وقد كانوا يعطوا تصاريح للتكسيات وهذا قبل 1993، ويتم دفع مبلغ 738 شيكل لتصريح لمدة شهر واحد فقط.
وقبيل عودة السلطة بقليل- وذلك عام 1993 - فتحت الاستراحة، واصبح المكتب ينقل الركاب من بيوتهم للاستراحة، في الوقت الذي كانت التكسيات تتعرض لمشاكل كثيرة في الاستراحة من ناحية الادوار وتحديد اعداد المسافرين والازمة وغيرها من هذه الضغوطات، والادارة المدنية الاسرائيلية كانت صاحبة قرار تحديد عدد المسافرين، حيث كان يسمح بمرورما بين 1-3 باصات يوميا، في حين كانت اعداد المسافرين تتراوح ما بين 1000 – 2000 مسافر، وكانوا ينامون في الاستراحة عدة ايام حتى يتسنى لهم السفر، ولا يشكل ذلك الا عبئا على المسافر الذي يتكبد المخاسر الطائلة وذلك لوجود تكاليف اجار الفنادق واجار السيارات وكل هذا تحت احتمالية "يطلع او ما يطلع".

سمعة طيبة ناتجة عن خدمة المواطن...
ومكتب درويش سمعته طيبة، فهو يقدم خدمات للمواطنين تميزه عمن سواه، مثل احضار ادوية من عمان وتقارير طبية، وتحويلات وصور اشعة، ومساعدة المحتاجين، او ان هناك من هو زائر لاول مرة لعمان مثلا، حينها يقوم مندوبنا في الاردن بارشاده، او ان هناك من يريدالتأكيد على حجزه لطيارة، وهكذا، بهذه الالية نقدم خدماتنا للمواطن، والناس عادة يثقون بالمكتب، فالتكسي يصلهم لبيوتهم اينما كانوا، والسائقون هم ذوو سمعة طيبة، فالمكتب لا يشغل ايا كان، فهناك من لهم عشر سنوات واكثر يعملون فيه.
كما انه للمكتب اتصال دائم مع المعابر، وهناك متابعة لاخبار الجسور حتى يتم توفير الصورة الصحيحة للمواطن للحصول على ثقته، "كلامنا لا مجال فيه للضحك على الناس، وهواتفنا النقالة مفتوحة 24 ساعة".

مطلبنا لمصلحة المواطن...
سيارات المكتب تقف ببابه، وقبل سنة من الان منعت دائرة السير الفلسطينية تواجد السيارات البرتقالية بباب المكاتب رغبة منها في تنظيم المدينة، يحترم درويش ذاك المطلب الا انه يطالب بتواجد سيارة واحدة على الاقل بباب المكتب لنقل الركاب الذين لديهم ظروف خاصة، فهناك من تكون برفقتها اطفال وتحمل حقائب كثيرة، وهناك كبار السن وذوي الاعاقات ... كل هؤلاء لا يستطيعون السير لمسافة طويلة حتى يصلو للتكسي، وبالتالي هذا الطلب يصب في خدمة المواطن اولا واخيرا حسب قوله.

حسناء الرنتيسي – السفير الاقتصادي

التعليـــقات