رئيس التحرير: طلعت علوي

مع منيب المصري

الجمعة | 03/06/2005 - 12:25 صباحاً
مع منيب المصري

منيب المصري

"محطة لتوليد الطاقة في شمال الضفة على مرحلتين بكلفة 200 مليون دولار لكل مرحلة،

ومصنع للحديد وآخر للاسمنت، ومناطق صناعية"


خاص – السفير الاقتصادي

 

من ارشيف السفير الاقتصادي. 

ستكون منطقة شمال الضفة الغربية، على موعد مع مؤتمر فلسطين للاستثمار في نسخته الثانية "ملتقى الشمال"، وهو ضمن سلسلة من الجهود للقطاعين العام والخاص في إبراز الفرص الاستثمارية في فلسطين لرجال الأعمال العرب والأجانب، وقد بدا هذا الجهد بمؤتمر الاستثمار الذي عقد في بيت لحم في أيار الماضي، وسيستكمل في مؤتمر ثالث سيعقد في لندن يومي 15 و16 كانون الأول القادم.
إننا نتطلع إلى ملتقى الشمال كمنصة حقيقية لاطلاع المستثمرين المحليين والعرب والأجانب على الفرص الاستثمارية المتاحة في شمال الضفة الغربية، وكثيرة ومتنوعة، ونستهدف أساسا أربعة قطاعات هي: الزراعة والصناعة والبني التحتية والسياحة الداخلية.
لقد بادرت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، مع عدد من الشركاء، إلى الدعوة لهذا الملتقى، من منطلق إيمانها أولا بحاجة هذه المنطقة بمحافظاتها الخمس: نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وسلفيت وطوباس الى كم كبير من المشاريع التنموية خصوصا للحد من البطالة المتفاقمة فيها، وثانيا لإدراكنا بتوفر فرص حقيقية في هذه المنطقة، التي حرمت طويلا من الاستثمار في شتى المجالات.
إن الهدف الذي تسعى "باديكو" وشركاءها الى تحقيقه يتمثل بإعادة ولو جزء بسيط من استثمارات فلسطينيي الشتات الى وطنهم، وكذلك فلسطينيي الداخل، وحشد ما أمكن من الاستثمارات العربية والأجنبية، في خدمة الاقتصاد الفلسطيني على طريق بناء الدولة، مع التركيز هذه المرة على منطقة شمال الضفة الغربية، على أمل أن يكون في المستقبل مؤتمرات تركز على مناطق أخرى كجنوب الضفة وقطاع غزة.
حتى الآن، تشير كل الدلائل الى أن الملتقى مقبل على تحقيق أهدافه المرجوة، فقد أكد نحو 300 رجل أعمال من الخارج، الغالبية العظمى منهم من فلسطينيين الشتات، وبعض العرب والأجانب، وحوالي 40 رجل أعمال فلسطيني من داخل الخط الأخضر، إضافة الى العشرات من رجال الأعمال المحليين، مشاركتهم في الملتقى.


وسيعرض على المشاركين في الملتقى شراكات استثمارية في مشاريع متنوعة، حيث تلقت إدارة الملتقى حوالي 70 مشروعا موزعة على القطاعات المختلفة، أعدت من قبل رجال أعمال محليين والبلديات والمحافظات شمال الضفة الغربية.
وقد سعت "باديكو" مع بعض الشركاء  الى تقديم جملة من المشاريع الرائدة بعضها من الحجم الكبير، والتي من شان تنفيذها أحداث نقلة في اقتصاد المنطقة، أبرزها محطة لتوليد الطاقة في شمال الضفة على مرحلتين بكلفة 200 مليون دولار لكل مرحلة، إضافة الى مصنع للحديد وآخر للاسمنت، ومناطق صناعية.
وتأتي هذه المشاريع لتؤكد التزام "باديكو" بالاستثمار في فلسطين تحت أية ظروف، وجلب المستثمرين من فلسطينيي الشتات والعرب والأجانب للاستثمار في فلسطين، وهنا نؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا أن "باديكو"، بوصفها كبرى المجموعات الاستثمارية في البلاد، استعدادنا لتقديم دولار مقابل كل دولار ياتي من الخارج للاستثمار في فلسطين.

لقد أثبتنا أن هذا الالتزام ليس مجرد شعار، وإنما التزام حقيقي تجاه الاقتصاد الفلسطيني ومتطلبات بناء الدولة، فقد واصلت باديكو استثماراتها تحت أقسى الظروف التي عصفت بنا خلال السنوات الماضية، وأننا إذ ننظر الى المستقبل، فإننا نقدر عاليا الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس وحكومته برئاسة الدكتور سلام فياض، على صعيد تحقيق الأمن وخلق بيئة أفضل للاستثمار، وقد بدأت ثمار هذه الجهود بالظهر في مؤتمر بيت لحم، حيث أعلن عن شراكات اقتربت من 5ر1 مليار دولار، ونتوقع أن تتوالى بالظهور في المستقبل القريب، بما في ذلك خلال ملتقى الشمال.
فسيتم على هامش الملتقى، افتتاح عدد من المشاريع في نابلس وجنين، ووضع الحجر الأساس لمشاريع أخرى، كبناء مدارس والمنطقة الصناعية الحرفية و"باديكو هاوس"، ومقر لجامعة القدس المفتوحة، جميعها نفذت أما باستثمارات أو تبرعات من رجال أعمال ومستثمرين محليين.


وقد روعي في برنامج الملتقى اصطحاب المشاركين في جولات ميدانية في جميع محافظات شمال الضفة لتمكينهم من رؤية الواقع على الأرض، وفي هذا رسالة نعتقد أنها في غاية الأهمية، إذ نسعى لإبراز صورة أخرى لفلسطين، صورة بلد غني في الفرص المجدية، والمتعطش للاستثمارات، وكسر الصورة النمطية التي عرفها عنا العالم من خلال شاشات الفضائيات.
إننا نتطلع الى اليوم الذي نتمكن فيه من تنفيذ التزاماتنا الاستثمارية تجاه قطاع غزة الحبيب، وكما تعلمون فقد أعلنت "باديكو" قبل حوالي عامين عن تأسيس صندوق استثماري مخصص لقطاع غزه حجمه 200 مليون دولار، ونحن تواقون لليوم الذي تتوفر فيه الفرصة المناسبة لبدء خططنا الاستثمارية هناك، علما أن "باديكو" ما زالت تحافظ على المشاريع التي نفذتها في القطاع في وقت سابق، كفندق "موفينبك"، والمنطقة الصناعية، لكن للأسف فان هذه المشاريع الآن متوقفة عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلي الظالم.

 


 

التعليـــقات