في التقرير:
• إسرائيل انتصرت في حملة "الدرع والسهم"؛ الجهاد دفع ثمنا باهظًا، وحماس وإيران بقيتا خارج المعركة
• الفصائل في غزة: المعركة انتهت. رئيس مجلس الأمن القومي: الالتزام بوقف إطلاق النار مرهون بالحفاظ على الهدوء
• مقتل فلسطينيين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الجيش الإسرائيلي في نابلس؛ الهلال الأحمر: إصابة امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا بجروح خطير
• اعتقال جندي إسرائيلي بعد قيامه بإطلاق النار على فلسطيني بالقرب من سلواد
• توصية في ألمانيا: عدم تصوير البلدة القديمة في القدس
---------
إسرائيل انتصرت في حملة "الدرع والسهم"؛ الجهاد دفع ثمنا باهظًا، وحماس وإيران بقيتا خارج المعركة
"يسرائيل هيوم"
وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ الليلة الماضية، كان مصلحة إسرائيلية واضحة، وضع حدًا لعملية ناجحة – محدودة في أهدافها وإنجازاتها، لكن إسرائيل انتصرت فيها.
الأساس المنطقي الإسرائيلي للنهاية الحالية للعملية هو: أن أهداف العملية قد تحققت بالكامل. لقد تعرضت حركة الجهاد الإسلامي لضربة قوية في الأيام الأولى للهجوم. تم القضاء على النخبة العسكرية بالكامل، وأولئك الذين خلفوهم هم قادة شباب وعديمي خبرة، وسيحتاجون إلى وقت للاستقرار في مواقعهم. على الرغم من أن المنظمة أطلقت أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل، إلا أنها واجهت صعوبة في إحداث أضرار حقيقية. من ناحية أخرى، دفعت ثمناً باهظاً تمثل في تدمير منشآتها العسكرية، لا سيما منظومات التعزيز، ومخازن الذخيرة، ومنصات إطلاق الصواريخ. لقد فعلت إسرائيل ذلك دون إلحاق الأذى بعدد كبير من الأشخاص غير الضالعين، وفي الوقت الذي تمكنت فيه من ترك حماس والعناصر الأخرى في المحور الإيراني خارج الحملة.
يمكن لهذه الإنجازات أن تتآكل مع استمرار العملية. سينخفض عدد الأهداف عالية الجودة، وستزداد فرص ارتكاب خطأ (وكذلك نجاح الجهاد الإسلامي، بإطلاق صواريخ أو صاروخ مضاد للدبابات من شأنه تحديد موقع هدف عرضي). مع مرور الوقت، كان يمكن لحماس أن تجد نفسها في الزاوية. في هذه اللحظة تستمتع بحقيقة أن قدرات الجهاد الإسلامي قد تآكلت – أي، أن التحدي العسكري الداخلي الذي تواجهه المنظمة أصبح ضعيفا – لكن استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود إلى قطاع غزة وخروج عمال غزة للعمل في إسرائيل كان سيضغط عليها من قبل السكان لإيجاد حل للاختناق.
لتفادي ذلك، عملت حماس أيضاً خلف الكواليس للترويج لوقف إطلاق النار. لقد اقتربت المحادثات – التي أجريت بوساطة مصرية منذ اللحظة التي بدأ فيها التصعيد مع تصفية كبار قادة الجهاد الإسلامي الثلاثة – من الوصول إلى حلول عدة مرات في الأيام الأخيرة، لكنها تعثرت في كل مرة بسبب إصرار الأطراف على الصياغة.
الشخص الذي أثار الصعوبات من جانب الجهاد الإسلامي، كان زعيم التنظيم زياد النخالة. فمن مقعده في بيروت، ومع الضغط الإيراني على رقبته، طالب النخالة إسرائيل بالتعهد بوقف الاغتيالات. لكن إسرائيل رفضت الالتزام بذلك علنا، وطالبت المنظمة بالالتزام بعدم إطلاق الصواريخ. وعرض المصريون على الطرفين الالتزام بهذا الاتفاق المتبادل. وقف إطلاق النار والاغتيالات في نفس الوقت – واعتقد الجهاز الأمني أن هذه صيغة معقولة، من شأنها أن تسمح بوقف النار. على أية حال، خلال العملية، اغتالت إسرائيل كل المطلوبين لها، وإذا امتنعت المنظمة عن إطلاق النار في المستقبل، فلن يكون لإسرائيل أي سبب لاغتيال رجالاتها. ولكن، من ناحية أخرى، إذا تصرف التنظيم مرة أخرى، فستكون إسرائيل محررة من الاتفاق. كان من الممكن أن يؤدي استمرار إصرار الأطراف على الصياغة، إلى استمرار إطلاق النار أيضًا، مما يؤدي إلى وقوع إصابات إضافية وحتى حدوث خلل يجعل من الصعب وقف القتال.
سيضمن وقف إطلاق النار، في هذا الوقت، بشكل شبه مؤكد، مرور "يوم القدس" بهدوء، هذا الأسبوع. في السنوات الأخيرة، نجحت حماس في إثارة الكثير من التوتر حول هذا اليوم تحت شعار زائف مفاده أن الحرم القدسي في خطر، ومن المرجح أنها ستحاول عمل الشيء نفسه هذا العام أيضًا. لكن عملية "درع وسهم" أثبتت مرة أخرى أن حماس غير مهتمة بالقتال، ومن المشكوك فيه أنها ستجر غزة إلى حملة أخرى – أكثر دموية وأكثر عنفا – بعد انتهاء الجولة الحالية مباشرة. لذلك، منذ اللحظة التي سيتم فيها التوصل إلى اتفاق، ويتم وقف إطلاق النار بالفعل، والإعلان عن عودة الأمور إلى طبيعتها، سيضمن ذلك لسكان الغلاف فترة من الهدوء، سيتم تحديد مدتها وفقًا للردع الذي ستنجح إسرائيل بتحقيقه، مع الحفاظ على الأفق الاقتصادي المدني الذي سيحظى به سكان غزة.
الفصائل في غزة: المعركة انتهت. رئيس مجلس الأمن القومي: الالتزام بوقف إطلاق النار مرهون بالحفاظ على الهدوء
"هآرتس"
قالت مصادر فلسطينية ومصرية لصحيفة "هآرتس" إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، والذي بدأ عند الساعة العاشرة مساءً. وبحسب مصدر مطلع على المحادثات بين الطرفين، فإن إسرائيل لم تلتزم بوقف الاغتيالات، لكن من غير المتوقع أن تستمر فيها ما دام الهدوء قائما في القطاع. وأضاف المصدر أن الوسطاء بين الطرفين سيواصلون مراقبة الوضع الأمني عن كثب في الأسبوعين المقبلين، خاصة في ظل مسيرة الإعلام الإسرائيلية التي تنوي إسرائيل إقامتها في القدس الشرقية، يوم الخميس المقبل.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، الذي أدار الاتصالات مع الوسطاء المصريين لصالح الجهاد، لقناة "الجزيرة"، أن التنظيم ملتزم بوقف إطلاق النار إذا التزمت به إسرائيل". وبحسبه، فإن الاتفاقية تتضمن وقف الإضرار بالمدنيين والمنازل، وكذلك وقف عمليات الاغتيال. لكن مصدرا إسرائيليا معنيا في المفاوضات قال لـ "هآرتس" إن إسرائيل لم تلتزم بوقف الاغتيالات.
ونشرت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة رسالة تبشر بانتهاء القتال. وجاء في البيان أن "قوى المقاومة تنهي الحملة وهي متحدة وموحدة، وتحذر العدو من العودة إلى سياسة الاغتيالات. نحن مستعدون ويدنا على الزناد".
عباس: إسرائيل اجتازت الحقوق الحمراء
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن "إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء في استمرارها لسياسة القتل والجريمة بحق الشعب الفلسطيني". وأشار أبو ردينة إلى الهجمات في قطاع غزة، وإطلاق النار الذي وقع صباح أمس في نابلس، والذي قتل خلاله فلسطينيان. وأكد أبو ردينة، أن مسؤولية تصاعد العنف لا تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية وحدها، بل على عاتق الحكومة الأمريكية بسبب "صمتها المدوي على هذه الجرائم".
إلى ذلك، طالب الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية بالضغط على إسرائيل "لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني". وأضاف الشيخ أن على المجتمع الدولي التدخل بسرعة من أجل إعادة فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل ونقل الجرحى لتلقي العلاج الطبي.
إلى ذلك، أعلنت لجنة تنسيق شؤون المعابر أن إسرائيل نقلت رسالة مفادها أنه سيتم في صباح اليوم الأحد، فتح معبر كرم أبو سالم لغرض إدخال البضائع إلى القطاع، بما في ذلك وقود الديزل لمحطة الكهرباء.
وصرح رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، أن رد إسرائيل على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مرهون بالحفاظ على الهدوء في قطاع غزة. وجاء في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء نيابة عن هنغبي: "الهدوء سيواجه بالهدوء. إذا تعرضت إسرائيل للهجوم أو التهديد – فسوف تواصل عمل كل ما تحتاجه من أجل الدفاع عن نفسها". كما أشار البيان إلى أن هنغبي تحدث مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وشكره على "جهود مصر الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار".
وأكدت مصادر فلسطينية ومصرية، الليلة الماضية، لـ "هآرتس" أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، ولكن منذ ذلك الحين تواصل تبادل إطلاق النار بين الطرفين في قطاع غزة. ففي حوالي الساعة 22:00 وبعد فترة وجيزة، أطلقت قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه مستوطنات غلاف غزة ووسط البلاد، وانطلقت أجهزة الإنذار في حولون وريشون لتسيون وعسقلان ونتيفوت والمجالس الإقليمية إشكول وسدوت هنيغف، وشعار هنيغف وشاطئ عسقلان. وبعد وقت قصير من إطلاق النار، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو هاجمت ثلاث منصات لإطلاق الصواريخ وموقعًا عسكريًا للجهاد في غزة.
مقتل فلسطينيين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الجيش الإسرائيلي في نابلس؛ الهلال الأحمر: إصابة امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا بجروح خطير
"هآرتس"
قُتل فلسطينيان صباح أمس (السبت)، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، وبحسب الهلال الأحمر، أصيبت سيدة تبلغ من العمر 50 عامًا بجروح خطيرة جراء إطلاق النار. وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الشابين سائد مشه (32 عاما)، ووسيم الأعرج (19 عاما)، متأثرين بإصابتهما بالرصاص الحي في الرأس، خلال عملية الاقتحام، إضافة إلى 3 إصابات مستقرة في الرقبة والبطن والفخذ.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن تبادل إطلاق النار اندلع أثناء قيام قوات الأمن بعمليات في المدينة من أجل اعتقال مطلوبين، إلا أنهم تمكنوا من الفرار من مكان الحادث. وبحسب الجيش، فتحت القوات النار بعد أن ألقى فلسطينيون عبوات ناسفة وأطلقوا النار على الجنود. كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه خلال العملية اقتحمت القوات مبنى ادعى الجيش أنه يستخدم كمخبأ لعناصر "الإرهاب"، وعثرت على عبوات ناسفة وفجرتها، مما أدى إلى اشتعال النيران في الشقة.
اعتقال جندي إسرائيلي بعد قيامه بإطلاق النار على فلسطيني بالقرب من سلواد
"هآرتس"
اعتقل الجيش الإسرائيلي جنديًا، للاشتباه بإطلاق النار على فلسطيني بالقرب من بلدة سلواد بوسط الضفة الغربية، بعد اشتباكات اندلعت بين مستوطنين وفلسطينيين، رغم أنه كان في إجازة، يوم الجمعة. وقال مجلس سلواد، إن الفلسطيني نقل إلى عيادة في المنطقة لتلقي العلاج بعد إصابته بجراح متوسطة. وبحسب توثيق الحادث، غطى الجندي وجهه فور قيامه بإطلاق النار.
وقال سهيل، من سكان سلواد، إن بعض الفلسطينيين وصلوا إلى المكان بعد أن علموا أن المستوطنين يرعون الأغنام في أراضيهم المزروعة. وعلى حد قوله، اندلعت اشتباكات شملت إلقاء الحجارة، وعندها وصل المسلح وأطلق النار على الفلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك إن "الشرطة الإسرائيلية اعتقلت جنديا كان في إجازة بعد احتكاك بين فلسطينيين وإسرائيليين في وقت سابق، في منطقة قرية سلواد، حيث أطلق النار على أحد الفلسطينيين. وبحسب الجيش، بدأت الشرطة العسكرية التحقيق في ملابسات الحادث. وفي نهاية التحقيق سترفع النتائج إلى النيابة العسكرية لدراستها".
توصية في ألمانيا: عدم تصوير البلدة القديمة في القدس
"يسرائيل هيوم"
هل أمرت الحكومة الألمانية ستة من المسؤولين الرسميين الذين جاؤوا إلى إسرائيل بتجنب التقاط صور لهم في المناطق الواقعة وراء الخط الأخضر؟ في الآونة الأخيرة، كانت هناك عدة حوادث محرجة تبين من خلالها أن هناك إجراء، أو على الأقل توصية ألمانية، بعدم إدراج هذه الأماكن في التصوير.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "يسرائيل هيوم"، على الأقل في حدثين وقعا في فندق الملك داوود بالقدس، فإن المندوبين الألمان الذين جاءوا إلى المكان لم يرغبوا في التقاط صور لهم يظهرون فيها بجانب الجدران القديمة للمدينة، وفقا لما قالوه لزملائهم الإسرائيليين. ويشار إلى أن الفندق التاريخي يقع في قلب القدس ويقع بجوار ما كان يمثل الخط الفاصل في المدينة في أعوام 1949-1967. وتظهر أسوار القدس بوضوح من المكان، وعادة ما تهتم الشخصيات العالمية بالتقاط صور لها مع الجدران في الخلفية. لكن في كلتا الحالتين، قال الممثلون الألمان إن هذا مخالف للتعليمات وفضلوا أن يتم تصويرهم بحيث يكون الفندق خلفهم وليس الجدران.
يشار إلى أن ألمانيا تعترف بإسرائيل فقط وفق الحدود التي انتهت فيها حرب الاستقلال عام 1949. وبالنسبة لها فإن جميع المناطق التي "حررتها" إسرائيل في حرب الأيام الستة، عام 1967، هي في نظرها "أراض فلسطينية محتلة". ويشمل ذلك القدس القديمة، بما في ذلك حائط المبكى والحرم القدسي وكذلك القدس الشرقية ويهودا والسامرة ومرتفعات الجولان، التي تحتلها سوريا.
تحظر التوجيهات الألمانية، منذ سنوات عديدة، أي نوع من التعاون مع ما تصفه برلين بأنه "احتلال مخالف للقانون الدولي". من بين أمور أخرى، يُطلب من الممثلين الألمان عدم زيارة هذه الأماكن. كما يحرص الألمان أيضًا على عدم وصول ميزانيات حكومتهم بأي شكل من الأشكال إلى الكيانات الإسرائيلية خارج حدود عام 1949.
وحسب فحص أجري مع دبلوماسيين إسرائيليين، تعاملوا مع زيارات وفود الإسرائيليين في الماضي، يبدو أنه لم يكن هناك اعتراض في الماضي على قيام الممثلين الألمان بالتقاط صور على جدران القدس. وكما يبدو فإن المقصود الآن إجراء أو توصية جديدة.
وقالت السفارة الألمانية في تل أبيب: "لا توجد قيود على أماكن يمكن لأعضاء الوفود زيارتها أو تصويرها. السفارة الألمانية تنصح الوفود الرسمية فقط، بالتعامل وفقا لموقف الحكومة الفيدرالية في كل ما يتعلق بوضع القدس الشرقية والأراضي المحتلة – وهو موقف يستند إلى القانون الدولي".