كتب حامد جاد

أجمع اقتصاديون ومتحدثون يمثلون القطاعين العام والخاص على ضرورة تعزيز دور الإعلام الاقتصادي وتمكينه من المشاركة الفعلية في تحقيق التنمية المستدامة، ومعالجة القضايا الاقتصادية التي تمس صميم اهتمام المجتمع.

وأكد وزير العمل نصري أبو جيش، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام الاقتصادي الذي عقد في مدينة غزة أمس، أهمية دور الإعلام الاقتصادي في الترويج للاستثمار وإقامة المشاريع المشغلة للعمالة والتركيز على محاربة البطالة لافتاً إلى أن الوزارة تركز على محورين رئيسين في مجال التشغيل وفرص العمل.
ونوه أبو جيش في كلمته عبر تقنية الاتصال المرئي إلى أن الوزارة عقدت مؤخراً اجتماعاً في العاصمة الأردنية عمان لوضع استراتيجية للتشغيل مبيناً بصفته رئيس مجلس إدارة صندوق التشغيل أن الصندوق استطاع على مدار سنوات عمله توفير 21 ألف فرصة عمل.

وطالب أبو جيش الإعلام الاقتصادي بتوجيه الاهتمام والتركيز على السياسات الاقتصادية وخروج المؤتمر بتوصيات حول سبل خفض نسبة البطالة والفقر.
وتضمنت فعاليات المنتدى اربع جلسات تحدث خلالها العديد من ممثلي مؤسسات القطاع الخاص، حيث تحدث رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة عائد أبو رمضان حول دور الإعلام الاقتصادي بمتابعة أداء الشركات وأنشطتها.

وأشار إلى دور الغرفة في التواصل مع الجهات ذات العلاقة في غزة لمعالجة المشاكل المتعلقة بفرض تعليات وضرائب على أصناف مختلفة من السلع والواردات.
من جهته تطرق رئيس جمعية رجال الأعمال في القطاع أحمد أبو عيدة إلى الأزمات الاقتصادية التي يعانيها القطاع الخاص نتيجة منع الاحتلال دخول الماكينات وقطع الغيار ما يعيق عجلة الإنتاج.
ولفت أبو عيدة إلى ما يواجه التجار في قطاع غزة من مشاكل في العلاقة مع البنوك
من حيث صعوبة تحويل قيمة ما يستوردونه من بضائع للموردين عبر البنوك العاملة في غزة.

ونوه إلى مشكلة ضعف خدمات الإنترنت جراء مماطلة الاحتلال المستمرة في توفير خدمات الجيل الرابع بدلاً ما هو معمول به حتى الآن (خدمات الجيل الثاني).
بدوره تطرق رئيس مجلس إدارة مؤسسة "بيت الصحافة" بلال جاد الله إلى أثر الإعلام في كشف الانتهاكات التي يقترفها الاحتلال بحق الاقتصاد الوطني ومحاربته لكافة مصادر أعمال القطاع الخاص.
وشدد على ضرورة أن يشكل الإعلام الاقتصادي رافداً لتسليط الضوء على معاناة القطاع الخاص وتعزيز العلاقة مع مؤسسات القطاع الخاص بما يخدم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وتحدث الدكتور سيف الدين عودة المختص بالشؤون المالية والمصرفية حول التطور الذي شهده القطاع المصرفي موضحاً أن البنوك كانت خلال السنوات الأولى من عملها في الأراضي الفلسطينية توظف أكثر من 50% من الودائع في الخارج بينما حالياً وفي ظل وصول إجمالي الودائع لنحو 17 مليار دولار فهناك 11.2 مليار منها توظف ضمن التسهيلات الممنوحة لمختلف الأنشطة الاقتصادية في الضفة وغزة.

وأوضح عودة أن ودائع قطاع غزة تشكل 1.7 مليار ما يمثل 9% من إجمالي الودائع.
من جهته قدم الدكتور نصر عبد الكريم أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في جنين، مداخلة عبر تقنية سكايب تطرق خلالها إلى التباين القائم بين اقتصاد الضفة والقطاع.
واعتبر عبد الكريم أنه لن يكون هناك تغيير حقيقي في الوضع الاقتصادي ما لم يحدث تغيير سياسي يكفل إزالة كافة العراقيل والمعيقات التي تواجه نمو وتطور الاقتصاد الوطني.

وشدد على أهمية الدور التنويري للإعلام الاقتصادي مؤكداً أهمية المتابعة الإعلامية للقضايا الاقتصادية والتي تمس صميم اهتمام المجتمع المحلي.
من جهته استعرض المدير التنفيذي لشركة BIG INVEST من دبي تجربة الإعلام الاقتصادي العربي والدور الذي لعبته القنوات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط تجاه تسليط الضوء على المشاريع الاستثمارية التي نهضت باقتصادات العديد من الدول العربية.
من جهته تطرق رئيس اتحاد المقاولين علاء الدين الأعرج إلى مشكلة الإرجاعات الضريبية "الرديات" والتي بلغت 84 مليون دولار.
ونوه إلى أن أكثر من 50% من شركات المقاولات خرجت من العمل منذ العام 2014 بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها شركات المقاولات.
ولفت الأعرج إلى القيود المفروضة على التمويل الدولي وتحويل الأموال وتقييد حركة المقاولين في التنقل للمحافظات الشمالية وضعف التمويل الدولي لشركات القطاع الخاص وانعدامه لشركات المقاولات.
بدوره أشار أسامة النعسان، نائب رئيس الاتحاد العام للصناعات إلى الأضرار التي لحقت بالقطاع الصناعي نتيجة الحصار والحروب الإسرائيلية المتعاقبة والتي قدرت بنحو 500 مليون دولار.

ونوه النعسان إلى أن 15% من الصناعات المتضررة هي التي حصلت على تعويض للأضرار التي لحقت بها.
ولفت إلى جملة المشاريع التي ينفذها الاتحاد واللقاءات التي يعقدها مع المسؤولين لتسهيل حركة تنقل البضائع وتذليل المشاكل التي يعاني منها القطاع الصناعي.
من جهتها أشارت إيمان عواد نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم السياحية إلى الأضرار التي لحقت بالمنشآت السياحية والدور الذي لعبته الهيئة في مخاطبة العديد من المؤسسات المانحة لدعم هذا القطاع.

إلى ذلك استعرض مدير عام شركة الوساطة للأوراق المالية صادق فروانة واقع الاستثمار في سوق الأوراق المالية ودور الإعلام في تعريف المجتمع بالجهات الرقابية المشرفة على القطاع المصرفي والمالي وأهمية نشر ثقافة الادخار والاستثمار في المجتمع من خلال وسائل الإعلام.
وتحدث د. رأفت الأعرج المشرف الإقليمي لدائرة الرقابة والتفتيش لدى سلطة النقد
حول واقع النظام المصرفي ومتطلبات تطبيق الشمول المالي الذي قام بعرض بياناته بالتزامن مع عرضها في رام الله.

al-ayyam.ps