رئيس التحرير: طلعت علوي

منتدى دافوس .. قضايا شائكة وعولمة متعثرة مع تصاعد السياسات الحمائية

الأحد | 15/01/2023 - 09:00 صباحاً
منتدى دافوس .. قضايا شائكة وعولمة متعثرة مع تصاعد السياسات الحمائية

 

تلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية الأسبوع المقبل في دافوس، طامحة إلى "التعاون في عالم مشرذم" ما بين الحرب في أوكرانيا والاختلال المناخي والعولمة التي تواجه أزمة وجودية.

وبحسب "الفرنسية"، أعلن بورجه بريندي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي خلال إحاطة صحافية هذا الأسبوع أن القمة التي تجرى في منتجع الألب السويسري تنعقد هذا العام "في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود".

وأسهم تفشي وباء كوفيد - 19 والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في الأعوام الأخيرة في تزايد الشقاقات الجيوسياسية وتصاعد السياسات الحمائية.

ورأى كلاوس شواب مؤسس المنتدى أن "أحد الأسباب الرئيسة لهذه الشرذمة هو نقص في التعاون" ما يؤدي إلى اعتماد "سياسات قصيرة الأمد وأنانية" منددا بـ"حلقة مفرغة".

وحمل هذا الوضع البعض على التساؤل حول مستقبل العولمة التي تشكل منذ نصف قرن محور فلسفة دافوس.

وقالت كارين هاريس الشريكة والخبيرة الاقتصادية في مكتب الاستشارات باين آند كومباني "إنه كان هناك في وقت ما الأمل في العودة إلى الوضع الاعتيادي السابق، وضع عالم معولم إلى حد ما"، مضيفة "أعتقد أن ثمة إقرارا اليوم بأن هذه الحقبة في طور الانتهاء، حتى لو أنه ستبقى منها نقاط تعاون حول مجموعة أكثر انحسارا من المسائل".

ورأت أنه "حتى مسألة المناخ تتحول إلى معركة أكثر انعزالية"، مشيرة في هذا الصدد إلى "قانون الحد من التضخم"، الذي ينص على مساعدات كبرى للشركات المتمركزة في الولايات المتحدة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة، وضرائب الكربون على الحدود التي يجري اعتمادها في أوروبا.

بعد نحو عام على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، من المتوقع أن يحتل النزاع وانعكاساته على السياسات العالمية في مجالي الطاقة والدفاع، حيزا كبيرا في مناقشات دافوس.

وإن كانت روسيا ستتغيب عن المنتدى للعام الثاني على التوالي، فإن أوكرانيا سترسل وفدا، كما أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم إلقاء كلمة عبر الفيديو.

وسيشكل المنتدى مناسبة للمسؤولين الأوكرانيين للتوجه إلى مئات الشخصيات السياسية الكبرى مثل أولاف شولتس المستشار الألماني وأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة وينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف الأطلسي، إضافة إلى نحو 600 رئيس شركة وعديد من وسائل الإعلام وممثلين عن المجتمع المدني من منظمات غير حكومية وباحثين وحتى نجوم، بينهم الممثل إدريس إلبا ورينيه فليمينج مغنية السوبرانو.

ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضا المناخ، إذ يسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات على التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" المقرر عقده في نهاية العام في الإمارات.

في المقابل يعتزم ناشطون اغتنام الاجتماع لتذكير الدول الغنية ومجموعات الطاقة بضرورة تمويل انتقال الدول النامية في مجال الطاقة وتسديد التعويضات عن الكوارث الطبيعية المواكبة لتغير المناخ.

ودعت "الشبيبة الاشتراكية السويسرية" إلى التظاهر الأحد في دافوس للمطالبة بفرض "ضريبة تستهدف الأثرياء من أجل البيئة وشطب ديون دول الجنوب".

إلا أن أبرز النشاطات في دافوس ستجري كما في كل عام في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.

ورأى بيتر جودمان الصحافي الأمريكي الذي صدر له كتاب العام الماضي بعنوان "رجل دافوس: كيف التهم أصحاب المليارات العالم"، أنه "خلال أربعة أيام في جناح خاص، يمكنهم إتمام أعمال أكثر مما يفعلون في أشهر من الرحلات حول العالم".

وعد أكبر إسهام يمكن أن يقدمه دافوس سيكون الدفع باتجاه إصلاح النظام الضريبي العالمي للحد من التباين الاجتماعي.

كما تأمل هاريس في دافوس "محادثات صريحة" حول انعكاس تطور الاقتصاد العالمي ليس على الولايات المتحدة وأوروبا والصين فحسب، بل كذلك على الأسواق الناشئة التي غالبا ما تكون الطرف الخاسر، جراء التطورات الاقتصادية.

التعليـــقات