رفع النظام السوري سعر البنزين بأكثر من 50 في المئة، وسط تفاقم أزمة شح المحروقات وانهيار اقتصادي متسارع يضرب البلاد، التي اعتادت خلال الأسابيع الماضية على مشهد الطوابير أمام محطات الوقود.
وهذه ليست المرة الأولى التي يرفع فيها النظام سعر البنزين، في وقت تسجل فيه الليرة السورية انهياراً متسارعاً، وقد تخطى سعر الصرف في الفترة الأخيرة عتبة 4200 في مقابل الدولار في السوق السوداء، بينما سعر الصرف الرسمي المعتمد من المصرف المركزي يعادل 1256 ليرة في مقابل الدولار.
سعر ليتر البنزين
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، مساء الاثنين، 15 مارس (آذار)، على صفحتها على "فيسبوك" أنها عدلت سعر ليتر البنزين الممتاز "أوكتان 90 للكميات المخصصة على البطاقة الإلكترونية، مدعوماً وغير مدعوم" إلى 750 ليرة سورية لليتر الواحد بعد أن كان 475، أي بزيادة قدرها نحو 58 في المئة.
كذلك زاد سعر البنزين غير المدعوم إلى ألفي ليرة لليتر الواحد، بعد أن كان 1300 ليرة، أي بزيادة نحو 54 في المئة تقريباً.
وقررت الوزارة أيضاً تحديد سعر أسطوانة الغاز المنزلي بـ3850 ليرة سورية، مقارنة بـ2700 ليرة في السابق.
تخفيض كميات البنزين
وأعلنت وزارة النفط السورية، الأسبوع الماضي، أنه "نتيجة تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها بسبب العقوبات والحصار الأميركي"، عمدت إلى "تخفيض كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة 15 في المئة وكميات المازوت بنسبة 20 في المئة لحين وصول التوريدات الجديدة".
خسائر كبرى
ومنذ بدء النزاع عام 2011، مني قطاع النفط والغاز في سوريا بخسائر كبرى تقدر بـ91.5 مليار دولار جراء المعارك وتراجع الإنتاج مع فقدان النظام السيطرة على حقول كبرى، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية، وآخرها العقوبات التي أعلنت عنها بريطانيا، الاثنين، وطاولت ستة مسؤولين سوريين.
أزمة اقتصادية خانقة
وتشهد سوريا، التي دخل النزاع فيها الأسبوع الحالي، عامه الـ11، أزمة اقتصادية خانقة، فاقمتها أخيراً تدابير التصدي لوباء كورونا، وكذلك زاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثيرون، بينهم رجال اعمال، أموالهم، الوضع سوءاً في سوريا.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد خلال العام الأخير، ويعاني 12.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.