رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 20-21 نوفمبر 2020

السبت | 21/11/2020 - 06:43 مساءاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 20-21 نوفمبر 2020


في التقرير:
الأمم المتحدة صادقت، بأغلبية كبيرة، على اقتراح بالاعتراف الرمزي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير
بومبيو زار مستوطنة وأعلن: "منتجات المستوطنات ستعرف بأنها منتجات إسرائيلية"
"سنواصل التمسك بسياستنا إزاء المستوطنات"
بومبيو: "حركة BDS سرطان ومعادية للسامية"
سوريا تندد بزيارة بومبيو إلى هضبة الجولان
"النفق الذي تم اكتشافه في غزة، هو الأعمق على الإطلاق"
مقالات
أيام بومبيو الأخيرة
لنتعلم من أخطاء أوسلو
مدرسة للهدم

الأمم المتحدة صادقت، بأغلبية كبيرة، على اقتراح بالاعتراف الرمزي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير
"هآرتس"
صادقت الأمم المتحدة، ليلة الخميس/الجمعة، بأغلبية كبيرة، على مشروع اقتراح يدعو إلى اعتراف رمزي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير. وأيد الاقتراح، الذي جاء في إطار التصويت السنوي في اللجان الفرعية حول القضية الفلسطينية، 163 دولة مقابل خمسة معارضين. ومن بين الدول الداعمة كانت كندا، التي نشأ فيها نقاش ساخن حول هذه القضية بين الجالية اليهودية. وباستثناء إسرائيل، عارضت القرار الولايات المتحدة وجزر مارشال وميكرونيزيا وناورو. وامتنعت عشر دول عن التصويت، من بينها أستراليا.
ورحب وزير خارجية السلطة الفلسطينية، رياض المالكي، بتصويت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأعرب عن امتنانه لها، ودعا المجتمع الدولي إلى إيجاد آليات عملية لتنفيذ حق الفلسطينيين في تقرير المصير. وأضاف ان التصويت الجارف تأييدا لمشروع القرار هو "رد طبيعي على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي".
وفي إطار التصويت على القضية الفلسطينية، التي تجرى سنويًا عشية 29 نوفمبر، أكدت الدول الأعضاء مرة أخرى تأييدها لقرار الأمم المتحدة الذي يعتبر المستوطنات والقدس الشرقية ليست جزءًا من إسرائيل. وأيدت هذا القرار 156 دولة.
يذكر أن هذا التصويت جاء بعد ساعات من قيام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بزيارة غير عادية إلى مصنع نبيذ بساغوت في مستوطنة شاعر بنيامين، وتصريحه، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان الولايات المتحدة قررت تعريف منظمات المقاطعة على أنها معادية للسامية.
بومبيو زار مستوطنة وأعلن: "منتجات المستوطنات ستعرف بأنها منتجات إسرائيلية"
"معاريف"
أنهى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جولته التي شملت سبع دول في أوروبا والشرق الأوسط، بزيارة متحف أصدقاء إسرائيل في القدس. وذلك بعد بضعة أشهر من حصول بومبيو على ميدالية أصدقاء إسرائيل المرموقة من قبل مؤسس المتحف، الدكتور مايك إيفانز، خلال حفل أقيم في واشنطن.
وخلال زيارته لإسرائيل، قام بومبيو يوم الخميس، بجولة في مستوطنات يهودية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان. وخلال هذه الزيارة الاستثنائية، زار بومبيو مصنع نبيد بساغوت في مستوطنة شاعر بنيامين، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي رفيع إلى المستوطنات (باستثناء السفير فريدمان، ربيب المستوطنات – المترجم). ومن هناك انطلق في طائرة مروحية لزيارة أُخرى إلى هضبة الجولان التي اعترفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها. وخلال الزيارة، أعلن عن تغيير في السياسة، يتضمن تصنيف المنتجات القادمة من المستوطنات على أنها منتجات "صنعت في إسرائيل". وكتب بومبيو في سجل زوار مصنع النبيذ: "نعمة أن أكون هنا في يهودا والسامرة. أتمنى ألا أكون آخر وزير خارجية يأتي إلى هذا المكان الجميل".
بالإضافة إلى ذلك، أدلى بومبيو بيانًا مثيرًا للاهتمام بشأن حركة المقاطعة BDS التي تدعو إلى مقاطعة دولة إسرائيل في العالم وقال: "ستعمل الولايات المتحدة على مقاطعة الحركة واتخاذ إجراءات فورية ضدها. سيتم تعريف الحركة على أنها حركة معادية للسامية".
وأوضح بومبيو أن جهود السلام في المنطقة لا تتوقف للحظة، وقال إنه "يأمل أن يتم التوصل إلى حل بين الإسرائيليين والفلسطينيين قريبًا". علاوة على ذلك، أشار أيضًا إلى المحادثات مع لبنان، بشأن الحدود البحرية، وقال إنه يأمل أن يتم حل المشكلة قريبًا وبطريقة جيدة.
وقال رئيس الكنيست، عضو الكنيست ياريف ليفين، في ضوء زيارة بومبيو إلى المستوطنات: "زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، هي علامة تاريخية أخرى في العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل". وزعم ليفين أن هذا كان انتصارا آخر لسياسة نتنياهو "لتعميق سيطرتنا على أرض إسرائيل".
واختتم ليفين بالقول "أبارك وزير الخارجية على زيارته المهمة وتصريحه بأنه سيتم إعلان منظمات المقاطعة حركة معادية للسامية. سوف يتم تسجيل موقفه الشجاع والحازم إلى الأبد على أنه موقف حازم إلى جانب العدالة والحقيقة التاريخية".
وتكتب "هآرتس" انه بموجب السياسة الجديدة التي أعلنها بومبيو، سيتم وسم البضائع التي تصنع في مستوطنات الضفة الغربية على أنها "صنعن في إسرائيل"، مؤكداً أن التعليمات الجديدة تنطبق وبصورة أساسية على مناطق ج. وأضاف أن المنتجين في مناطق ج يعملون ضمن الدائرة الاقتصادية والإدارية لإسرائيل ويجب التعامل مع بضائعهم على هذا الأساس.  وفي بيان لوزارة الخارجية الأمريكية تم التوضيح، أيضا، أنه سيتم وسم المنتجات الصادرة من مناطق الضفة الغربية التي يسيطر عليها الفلسطينيون، على أنها مُصنعة في "الضفة الغربية"، والأمر ذاته سينطبق على صادرات قطاع غزة التي ستصدّر تحت وسم "صنع في غزة".
ودانت رئاسة السلطة الفلسطينية بشدة زيارة بومبيو إلى مستوطنة "بساغوت" وقراراته هذه واعتبرتها "دعما للاحتلال". وقال الناطق الرسمي بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن قرار وسم مستوطنات الضفة على أنها مصنعة في إسرائيل، "هو تحدٍّ سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية، ويأتي استكمالاً لقرارات هذه الإدارة التي تصر على المشاركة الفعلية في احتلال الأراضي الفلسطينية." وأضاف أبو ردينة أن هذه الخطوة الأميركية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلاً أم آجلاً."
وطالب المجتمع الدولي، وتحديداً مجلس الأمن الدولي، بتحمّل مسؤولياته وتنفيذ قرارته، وخصوصاً القرار الأخير رقم 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأميركية السابقة.
وقالت عدينا فوغل أيالون، مديرة منظمة J Street Israel اليهودية الأمريكية، إن قرار وسم منتجات المستوطنات على أنها مصنعة في إسرائيل يشكل "تعاونا مع حركة المقاطعة BDS، في تمويه التمييز بين دولة إسرائيل ذات السيادة والمستوطنات". وبحسب قولها، فإن هذه الخطوة "لن تؤدي إلا إلى تعزيز حركة المقاطعة التي تسعى أيضًا إلى إلغاء هذا التمييز وتعزيز مقاطعة شاملة للمنتجات الإسرائيلية. وبدلاً من حماية الصادرات الإسرائيلية، قد يضرها قرار بومبيو".
كما قام بومبيو بزيارة موقع التعميد "قصر اليهود" في الضفة الغربية، على عكس المتبع في الخارجية الأمريكية، قام بومبيو بجولة في مرتفعات الجولان برفقة وزير الخارجية غابي أشكنازي. وكان من المقرر أن يلتقي بوزير الأمن بيني غانتس، لكن الطرفين ألغيا الاجتماع.
وقال مجلس بنيامين الإقليمي بعد زيارة بومبيو لمصنع نبيذ بساغوت إنه تم منح بومبيو "نسخا من التصريحات المهمة في تاريخ الشعب اليهودي: إعلان كورش، وعد بلفور، وبيان بومبيو نفسه بشأن موقف الإدارة الأمريكية من الاستيطان الإسرائيلي في يهودا والسامرة".
وتظاهر نشطاء حركة "السلام الآن" بالقرب من مصنع نبيذ بساغوت أثناء الزيارة. وقالت الحركة قبل المظاهرة: "قبل أن يرحل الرئيس الذي روج للضم وخرب احتمالات السلام، يصل عزيز المستوطنين بومبيو في زيارة ضارة وغير ضرورية".
"سنواصل التمسك بسياستنا إزاء المستوطنات"
في ختام زيارته لإسرائيل، أجرت صحيفة "جيروزاليم بوست" لقاء مع بومبيو، نشرت "معاريف" نصه باللغة العبرية. وسئل بومبيو خلال اللقاء عما إذا كانت هناك إجراءات أخرى مخطط لها قريبًا تتعلق بالسيطرة الإسرائيلية على الضفة أو القدس؟ وما إذا سيتم الاعتراف بسيادة إسرائيل في هذه المناطق أيضًا؟ فقال: "لن أناقش السياسة قيد الدراسة لكن من المتوقع أن تستمر السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل".
وسئل عما إذا ستتخذ الولايات المتحدة خطوات ضد الحركات التي تشجع مقاطعة المستوطنات وحرمانها من الميزانيات الأمريكية، كمنظفة العفو الدولية، فقال: "اعتقد ان السياسة واضحة وسنواصل الالتزام بها وطالما كانت قابلة للتنفيذ، سننفذها".
وقيل لبومبيو أن السلطة الفلسطينية "اختارت التعاون مع إسرائيل مقابل الدفع للإرهابيين المسجونين وعائلاتهم. فهل هناك محادثات متكررة مع الإدارة الأمريكية؟ وهل تحاول تشجيع هذه الخطوات؟"، فقال: "لقد حاولنا تشجيعهم طوال أربع سنوات، وما زلنا نحاول تعزيز العلاقة مع السلطة الفلسطينية. إذا نظرنا إلى رؤية السلام التي وضعناها، فقد وصفت بوضوح مستقبلًا أكثر إشراقًا للفلسطينيين، ومع ذلك رفضت السلطة الفلسطينية مناقشتها، هذا أمر مؤسف للفلسطينيين. نأمل أن يتم التعبير عن رغبات الفلسطينيين من خلال السلطة الفلسطينية، وإذا كان الأمر كذلك، أعتقد أنهم سيوافقون على مناقشة الأمر مرة أخرى. كانت هناك خلافات على مر السنين، ولكن من خلال المفاوضات يمكننا التوصل إلى تفاهمات مشتركة تتعلق بمن يعيشون في غزة ويهودا والسامرة. إنهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية، وهذا بسبب القيادة الفاشلة".
وفي رده على سؤال حول الخطوة التالية بعد اتفاقات إبراهيم، وهل يمكن توقع اعتراف المزيد من البلدان قريبًا بإسرائيل، قال بومبيو: "أنا لا أتوقع فقط، بل أعمل من أجل ذلك. سنواصل محاولة جعل المزيد من البلدان تدرك أنه من مصلحتها الانضمام إلى الاتفاقات أيضًا. وسيستنتج القادة أن هذا هو القرار الأفضل لشعوبهم، وآمل أن تنضم المزيد من البلدان قريبًا. وأعتقد بصدق أن سياسة ترامب خلقت الظروف لهؤلاء القادة لاتخاذ أفضل قرار بشأن هذه القضية، وإذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك رائعًا. سيكون مواطنو هذه الدول في وضع أفضل عندما يتم توفير فرص جديدة لهم، وسيكون لديهم إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا أفضل بالإضافة إلى الأمان. يجب على دول الشرق الأوسط الفم بأن إسرائيل هي جزء من الحل في المنطقة واتفاقيات ابراهام هي القناة لذلك".
بومبيو: "حركة BDS سرطان ومعادية للسامية"
وتكتب "معاريف" أن بومبيو قال إن الإدارة الأميركية ستصنف حركة BDS المناهضة لإسرائيل على أنها معادية للسامية، وستبدأ على الفور بملاحقة الجماعات التابعة لهذه الحركة، التي وصفها بأنها سرطان.
وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، يوم الخميس: "نريد أن نقف مع جميع الدول الأُخرى التي ترى حركة المقاطعة سرطاناً، ونحن ملتزمون بمكافحتها وسجلّنا يتحدث عن نفسه."
ورحب نتنياهو بهذا القرار وأعرب عن أمله بأن يؤدي إلى خطوات ملموسة لوقف تمويل الجماعات المؤيدة للمقاطعة.
وأشاد نتنياهو بإدارة ترامب وخطواتها المتعددة لدعم إسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، والتوسط في اتفاقات تطبيع مع 3 دول عربية، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، ومعارضة عدم شرعية المستوطنات في الضفة الغربية.
وأضاف أنه بفضل الرئيس ترامب اقترحت الولايات المتحدة أول خطة واقعية حقيقية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما أشاد نتنياهو بصورة خاصة بموقف إدارة ترامب الصارم حيال إيران.
سوريا تندد بزيارة بومبيو إلى هضبة الجولان
وكتبت "يسرائيل هيوم" أن وزارة الخارجية السورية نددت، مساء الخميس، بزيارة بومبيو إلى هضبة الجولان، واصفة إياها بأنها استفزازية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله إن زيارة بومبيو خطوة استفزازية قبيل انتهاء ولاية إدارة ترامب وانتهاك سافر لسيادة سورية.
وقال بومبيو في تصريحات صحفية، إن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان جاء لمنع الضرر الذي يمكن أن يلحق بإسرائيل والغرب في حال سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد على هذه المنطقة.
"النفق الذي تم اكتشافه في غزة، هو الأعمق على الإطلاق"
"يسرائيل هيوم"
النفق الذي تم اكتشافه على حدود قطاع غزة قبل بضعة أسابيع هو أعمق نفق يتم حفره من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وفقًا لما كشفته إسرائيل في نهاية الأسبوع. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حماس حفرته بهدف الالتفاف على الجدار الباطني الذي تكمل إسرائيل بنائه، ومن المقدر أن يتم الانتهاء من بنائه بحلول شهر مارس.
ويذكر أنه تم اكتشاف النفق بفضل العائق الباطني الذي حدد موقع حفره من خان يونس باتجاه الأراضي الإسرائيلية، على ما يبدو إلى منطقة حرجية في منطقة كيسوفيم. وتشير التقديرات إلى أن حماس حفرت النفق لاستخدامه في الوقت المناسب وليس لاستخدامه على الفور لاختطاف جندي أو تنفيذ هجوم آخر.
بالإضافة إلى بناء الحاجز، الذي يضم جدارًا تحت الأرض وسورًا فوق الأرض، يقوم الجيش الإسرائيلي حاليًا بتثبيت وسائل حديثة على طول الحدود، بما في ذلك وسائل حديثة لجمع المعلومات، وحوامات لجمع المعلومات وشن الهجمات، ومركبات غير مأهولة لتنفيذ عمليات أمنية مستمرة.
وتكتب "يديعوت احرونوت" أن الجيش الإسرائيلي كشف في شريط فيديو نشره على "تويتر"، يوم الخميس، توثيقاً من داخل النفق. وأعلن الجيش أنه مستمر في رصد وإحباط كل عمل هدفه خرق السيادة الإسرائيلية في منطقة الحدود مع قطاع غزة. وأضاف أن التقديرات السائدة لديه تشير إلى أن هذا النفق كان معداً لشن هجوم واسع النطاق من طرف قوة "النخبة" التابعة لـ "حماس"، وليس بالضرورة لتنفيذ عملية خطف جنود إسرائيليين. وأشار إلى أنه يعتزم استخدام النفق كحقل تجريبي لدرس الأنفاق.
مقالات
أيام بومبيو الأخيرة
افتتاحية "هآرتس"
قرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنهاء ولايته في الإدارة الأميركية بحملة تضامن مع اليمين المتطرف في إسرائيل من خلال البصق على سنوات طويلة من السياسة الخارجية للولايات المتحدة قبل دونالد ترامب، وعلى قواعد القانون الدولي، وعلى العدالة.
في الأمس بدا كأحد الزعماء المتشددين في مجلس يهودا والسامرة أكثر منه كوزير خارجية دولة عظمى. من الجيد أن هذه الزيارة على ما يبدو هي الأخيرة له إلى هنا كوزير للخارجية. ومن الجيد أن ولايته ستنتهي قريباً.
في الصباح، وبعد اجتماعه مع رئيس الحكومة، أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة قررت تصنيف حركة BDS الدولية على أنها حركة معادية للسامية، ووصفها بـ "السرطان". وبذلك تبنّى وزير الخارجية الدعاية المضللة للحكومة الإسرائيلية، والتي تعتبر كل مَن يؤيد مقاطعة المستوطنات، أو مقاطعة إسرائيل بسبب الاحتلال، مُعادٍ للسامية.
لسنا بحاجة إلى تأييد BDS ولسنا بحاجة إلى تجاهل استغلال أوساط معادية للسامية، كي نفهم أن الدعوة إلى مقاطعة احتلال غير قانوني وغير معترَف به من المجتمع الدولي هي مشروعة وغير عنيفة، وبالتأكيد ليست معادية للسامية بالضرورة. العقوبات والمقاطعات هي أدوات دولية معروفة ضد أنظمة ظالمة، وما دام هناك احتلال إسرائيلي، وطالما أن الشعب الفلسطيني ليس حراً، سيظهر المزيد من الدعوات إلى التعامل بهذه الطريقة مع إسرائيل.
بعد ذلك واصل بومبيو زيارته إلى مصنع نبيذ "بساغوت" في مستوطنة شاعر بنيامين، وهناك قدموا له نبيذاً يحمل اسمه. هذا النبيذ مصنوع من كروم العنب التي نمت على أراضٍ خاصة نُهبت من أصحابها الفلسطينيين، أغلبيتهم من سكان البيرة القريبة، والمدير العام لمصنع النبيذ الذي استضاف بومبيو يسكن في قصر شيده لنفسه على أراضٍ خاصة مسروقة هي أيضاً. ليس من الصعب تخيُّل ما فكر فيه أصحاب الأراضي الفلسطينية، الذين لا يُسمح لهم بالاقتراب منها، إزاء مشهد وزير خارجية يحل ضيفاً على أراضٍ مسروقة.
وزير الخارجية الأميركية ارتكب في الأمس الخطايا التالية: زار مستوطنات، شرب من نبيذ السم، أجاز النهب، وأعلن لاحقاً أن الولايات المتحدة ستسمح بوسم منتجات المستوطنات بأنها من إنتاج إسرائيل. يبدو أن كل ما بقي لبومبيو أن يفعله في زيارته هذه هو الموافقة على انضمام إسرائيل إلى مجلس يهودا والسامرة.
هذه هي الأيام الأخيرة لبومبيو، وكم هو جيد هذا الأمر.
لنتعلم من أخطاء أوسلو
ميخائيل سفراد/"هآرتس"
في الأسبوع الماضي نشرت محكمة اتحاد إسرائيل – فلسطين قرار حكم حول المسألة التي تشغل المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في فلسطين منذ فترة طويلة. هذه المحكمة، التي يقع مقرها في القدس، ألغت قرار حكم المحكمة الفلسطينية العليا وقررت بأن الإسرائيليين من سكان فلسطين يحق لهم نفس الامتيازات الضريبية الممنوحة لمواطني فلسطين، وأعلنت عن إلغاء البند ذي الصلة بقانون ضريبة الدخل الفلسطيني بذريعة أنه يخرق حلم البلاد الواحدة.
هذا بالطبع لم يحدث في الأسبوع الماضي، وما حدث هو أن فوز جو بايدن على ترامب في الانتخابات الأمريكية حرك خلايا دماغ كانت في سبات عميق خلال أربع سنوات، وفجأة بدأت مصطلحات مثل "مفاوضات" و"عملية سياسية" و"حل الدولتين" تشق طريق العودة إلى الخطاب العام. من المبكر لأوانه التقدير بما إذا سنشهد استئناف "العملية السلمية" القديمة والدؤوبة، وبالأساس إذا تم استخلاص الدروس من الإخفاقات السابقة. ولكن من المهم القول لكل من يدفعون لاستئنافها بأنه ممنوع العودة إلى الاتجاه الذي رسمته اتفاقات أوسلو بدون استخلاص العبر من إخفاقاتها حتى الآن وإجراء التعديلات الحادة الضرورية.
الفلسفة السياسية الموجودة في أساس اتفاقات أوسلو تقوم على فرضيتين: الأولى هي أن الشعبين الموجودين في هذه البلاد يريدان تطبيق حقهما في تقرير المصير بصورة سياسية، وأنهما لن يتنازلا عن هذا التطلع في المستقبل المنظور. لذلك فإن مسار أوسلو يقود (رغم عدم قول ذلك بصورة صريحة ولم يتم فعل ذلك بصورة فعلية) إلى دولتين مستقلتين. والفرضية الثانية هي أنه بعد أكثر من مئة سنة على النزاع بين شعبين يكرهان بعضهما، يحتاج الاستقرار إلى الفصل الكامل بينهما، بما يشبه الطلاق بين زوجين لا أولاد لهما وليسا بحاجة إلى ترتيبات لرؤيتهم. لهذا، فإن حلم أوسلو بدرجة كبيرة حزين ويمكن تشبيهه بصورة إسرائيليين وفلسطينيين يقفون وظهرهم الواحد للآخر. هؤلاء ينظرون نحو الغرب، وأولئك ينظرون نحو الشرق، ويفصل بينهما جدار عال يضمن أن كل واحد منهما سيتبخر من حياة الآخر. ليس كرؤية يوم القيامة، بل هو أشبه باتفاق هدنة.
لم ينجح مسار أوسلو في إطفاء نار النزاع لأسباب كثيرة، فللطرفين إسهامات كبيرة في الفشل رغم أن أساس المسؤولية يقع على إسرائيل التي هي الطرف الأقوى والمحتل. ومنذ أن وقعت على الاتفاقات زادت سرقة الأراضي، وازداد بأكثر من ثلاثة أضعاف عدد المستوطنين. ولكن هذا ليس كل شيء، فحص دقيق وشجاع لمبادئ أوسلو يستوجب الاعتراف بأنه كان فيها عيب منذ الولادة. ففي حين أن الاتفاقات رسمت طريقاً كان يفترض أن تلبي حاجة الطرفين إلى تحقيق طموحاتهما السياسية، وبالتالي الدفع في اتجاه معالجة إحدى غرف قلب النزاع، نجد أنها شلت الغرفة الثانية من خلال الارتكاز على فكرة الفصل واستخدام إزميل لتقسيم البلاد التي يراها كثير من الشعبين وحدة واحدة، لأن تقديس الفصل هو استمرار للتعامل مع الطرف الآخر كعدو خطير يثير الاشمئزاز ويجب الابتعاد عنه وإبعاده. وهم "نحن هنا وهم هناك" تعكس الكراهية وليس المصالحة، وتنمي عدم الثقة والخوف التي هي نبوءة تجسد نفسها، ويا الله، كم جسدت نفسها في السنوات التي انقضت.
بالإضافة إلى ذلك، كما أن هناك إسرائيليين غير مستعدين للتفكير بأنهم سيضطرون لزيارة إلى الحرم الإبراهيمي و"شيلو" و"بيت إيل" كسياح، هكذا بالنسبة للفلسطينيين، لا تقل يافا وحيفا فلسطينية عن رام الله وجنين. العلاقات الثقافية والتاريخية والدينية للشعبين تتعلق بكل البلاد وليس في جزء منها. هذا الفهم لم يبد لمهندسي أوسلو كعائق، وأعترف بأنني، بصفتي شخصاً علمانياً وليس لدي صعوبة في ترك مواقع التوراة خلف الجدار الحدودي، لم أقدر المعنى السياسي المهم للعلاقة التي يشعر بها الكثيرون في الطرفين إزاء البلاد كلها. هذه الصعوبة، إلى جانب الاستيطان والقمع الوحشي والنهب المنهجي من جانبنا، وموجات العنف والعمليات من جانبهم، قوضت فضاء المصالحة وشرعيتها، إلى درجة أن أجزاء واسعة من الشعبين تنصلت من الطريق التي رسمتها أوسلو، وهي أجزاء أوسع من أن تسمح بمصالحة تاريخية ("مؤلمة").
لذلك، في الوقت الذي يرتكز فيه المبدأ الأول لنموذج الدولتين على فرضية صحيحة – أن الشعبين يريدان استقلالاً وطنياً على صورة دولة ذات سيادة (ليغفر لي من يؤيدون الدولة الواحدة؛ الجمهور في منطقتنا لا يظهر أي دلائل على الانتقال إلى عهد ما بعد القومية في القريب) – فإن تبني المبدأ الثاني، فصل وتقسيم البلاد، بشكل قاطع، عكس الفشل في فهم مغزاه من حيث الإبقاء على العداء بين الطرفين ورفع الثمن المطلوب دفعه من قبلهما في اتفاق الحل الدائم. بناء على ذلك، فأي استئناف للعملية السياسية يحتاج من جهة إلى الحفاظ على فكرة الدولتين، ومن الجهة الأخرى إلى التنازل عن فكرة الفصل. يبدو هذا متناقضاً؟ ليس بالضرورة.
هناك مبادرة إسرائيلية – فلسطينية باسم "دولة للجميع"، تعمل منذ بضع سنوات في إسرائيل والضفة الغربية، وتستهدف تربيع الدائرة. وقد أسسها الصحافي ميرون رابوبورت، والمحلل السياسي والناشط في فتح عوني المشني، وقد كنت مشاركاً معهم ومع آخرين في صياغة مبادئها. تعترف المبادرة بالحاجة إلى دولتين، وأيضاً بحقيقة أن مساحتها وحدة تاريخية ودينية وثقافية واحدة.
بناء على ذلك، تقترح المبادرة كونفدرالية بين دولتين مستقلتين مع حدود مفتوحة، يكون فيها مواطنو الدولتين في الوقت نفسه سكان الدولة كلها. إسرائيليون، بما في ذلك المستوطنين الذين يعيشون الآن في الضفة الغربية يمكنهم أن يكونوا سكاناً في فلسطين. والمواطنون الفلسطينيون، من بينهم أيضاً لاجئون سيصبحون مواطنين في فلسطين، يمكنهم أن يصبحوا من سكان إسرائيل، بما يشبه الوضع في الاتحاد الأوروبي. ليس فوراً وليس الجميع – كل ذلك طبقاً لقدرة الاستيعاب في الدولتين، تحت مبدأ أنه لا يمكن إصلاح الظلم بظلم، والسعي إلى تمكين حرية الإقامة الكاملة في جميع أرجاء المنطقة.
هذا النموذج الذي يحافظ على العلاقة بين كلا الشعبين والدولة كلها، يرعى فضاء المصالحة ويخفف الصعوبة المرتبطة بترسيم حدود سيادية – مثلاً على الخط الأخضر. وبدلاً من تقسيم البلاد بين شعبين، فإن "الدولة للجميع" تقترح على الشعبين المشاركة فيها. وفي فرضية مناقضة تماماً لفكرة الفصل، فإن نموذج الكونفدرالية يقترح أن يكون للدولتين مؤسسات مشتركة في مجالات مختلفة، منها محكمة عليا لحقوق الإنسان، التي ستضمن الحفاظ على حقوق سكان الدولتين الذين ليسوا من المواطنين فيهما.
أفترض أن الكثير من القراء يتساءلون في هذه المرحلة عن المادة التي قمت بتدخينها. أتفهم التشكك، لكني واثق من أن الذي تجرأ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية على اقتراح وجود حدود مفتوحة بين ألمانيا وفرنسا وعملة واحدة وحرية إقامة للجميع، كان سيتم تحويله للعلاج النفسي. الأوروبيون أسالوا في النزاعات بينهم أضعاف الدماء التي أسالها الإسرائيليون والفلسطينيون، وفي نهاية المطاف فهموا أن الفصل ليس حلاً، بل الاتحاد.
مدرسة للهدم
جدعون ليفي وأليكس ليباك/"هآرتس"
الساعة تمام الثانية عشرة ظهراً، اندفع من غرفة المعلمات طالب صغير ليقرع جرساً ثقيلاً من الحديد كان يحمله. صوت الجرس منقذ؟ ليس مؤكداً. فوراً بعد ذلك، تم فتح أبواب الصفوف الخمسة، وانطلق عشرات الأولاد منها نحو الخارج، ينزلون بالدور إلى منحدر الغور الأخضر، إلى بيوتهم – خيامهم، يحملون الحقائب على ظهورهم ومعظمهم يضعون الكمامات. أحد الأولاد من ذوي الامتيازات كانت تنتظره توصيلة – حمار مربوط جانباً. هذا الولد يعيش في أحد تجمعات الرعاة المجاورة.
منذ بداية السنة الدراسية الحالية تغيرت حياة هؤلاء الأولاد بدرجة كبيرة. حتى الآن اضطروا إلى السير في كل صباح مسافة 7 كم نحو المدرسة التي تقع في القرية الأقرب – قرية المغيّر. في الظهيرة كانوا يعودون في نفس الطريق الطويلة: نحو 15 كم ذهاباً وإياباً أيام الصيف والشتاء، تحت الأمطار والرياح، وأحياناً أيضاً أمام هجمات المستوطنين الذين يكمنون في طريقهم. في نهاية الأمر، قرر تجمع الرعاة فعل شيء: بناء مدرسة صغيرة لأنفسهم.
بمساعدة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومنظمة مساعدة أوروبية مستقلة باسم "غروبو دي آي" تحققت المعجزة. فقد أنشأوا مبنى بسيطاً للأولاد مكوناً من ست غرف – المدرسة الأساسية المختلطة لقرية رأس التين. هذا المبنى البسيط يشمل خمس غرف وغرفة للمعلمات، وهو مغطى بسقف من الصفيح ويقع فوق تلة. المشهد رائع: المبنى الأبيض البسيط، الصفوف الصغيرة والقليلة التي ليس فيها أي شيء سوى الطاولات والكراسي ولوح من الخشب، ثمة حماسة في عيون الطلاب، ومديرة جاءت هنا بعد أن كانت تدير مدرسة مشابهة في تجمع آخر للرعاة، ونسبة الحضور المرتفعة للأولاد الذين في معظمهم غابوا عن المدرسة السابقة وحتى أنهم تسربوا منها بسبب العقبات في الطريق.
تعلم الأولاد طوال هذا الأسبوع في هذه المدرسة الجديدة، إنها معادلة بمجهول واحد، مجهول حقيقي هو: هل ومتى سينتهي هذا الحلم وتهدم هذه المدرسة؟ خوف بألا يطول هذا الحلم السعيد والمؤثر. وسلطات الاحتلال لن تسمح بحدوث هذا. فالإدارة المدنية قد أصدرت في السابق جميع أوامر الهدم، والجرافات في الطريق. أولاً، حاولوا منع البناء، وبعد ذلك صادروا المعدات والأثاث، أما الآن فيمنعون ربط مراحيض المعلمات بأنبوب المياه، فالبلدة غير مربوطة أيضاً بشبكتي المياه والكهرباء. كل بضعة أيام يأتي المراقبون لفحص ما إذا كان أحد ما قد ربط الأنبوب في مراحيض المعلمات. أجل، إلى هذه الدرجة وصل الحقد.
حسب رأي تخطيطي مهني تم تقديمه إلى المحكمة المركزية في القدس، من قبل جمعية "بمكوم" التي تشغل مهندسين معماريين ومخططين يحاربون من أجل حقوق التخطيط، كتب المهندس المعماري ألون كوهين في الشهر الماضي بأن لهذه المدرسة أهمية كبيرة بالنسبة لطلابها. "بالنسبة لعدد منهم، هي الإمكانية الوحيدة للمشاركة في جهاز التعليم، بحكم قربها من مكان سكنهم"، كتب كوهين. مؤخراً، قدم كوهين رأيه للمحكمة العليا، حيث جرى نقاش في استئناف القرية على قرار المحكمة المركزية السماح بهدم المدرسة. في السابق، قال المهندس، أثبتت السلطات بضع مرات بأن هناك طرقاً لتجنب هدم المدرسة التي بنيت بدون ترخيص، بل ومن أجل ذلك أصدرت أمرا خاصًا: "تعليمات المصادقة على الإنشاء والإعفاء من الرخصة لمبنى تعليمي"، غير أنها استهدفت بذلك المستوطنات التي تقع في المنطقة، ولم تستهدف سكان المنطقة الآخرين. وركز كوهين أيضاً على حقيقة أن الأرض التي أقيمت عليها المدرسة هي أرض خاصة سمح أصحابها بإقامة المدرسة، وفي الأرض الزراعية مسموح بناء مدرسة حسب المخططات الانتدابية التي تسري على هذه المنطقة. إلى جانب ذلك، فإن احتمال الحصول على رخصة بناء من إسرائيل في منطقة "ج" تبقى ضعيفة جداً. "من الجدير في هذه النقطة محاولة وصف الأولاد والبنات الصغار في الصف الأول، الذين يخرجون من بيوتهم في الساعة السادسة صباحاً للوصول إلى المدرسة عند بداية الساعة الأولى"، يصف كوهين في رأيه الذي قدمه ويقول: "هؤلاء الأولاد ينهون التعليم في الساعة الواحدة ظهراً، وفعلياً يصلون إلى البيوت في الساعة الرابعة بعد الظهر. هكذا يكون يومهم الدراسي مدته عشر ساعات، نصفها فقط مخصص للدراسة. في زمن الكورونا يوجد لهذا أهمية زائدة؛ حيث ليس للأولاد إمكانية للتعلم عن بعد؛ فلا وجود لأي حاسوب أو إنترنت أو كهرباء في القرية".
في 20 أيلول الماضي، جاء إلى هنا موظفو الإدارة المدنية من أجل التصوير. وفي الأسبوع الماضي جاءوا بهدف التصوير وفحص المراحيض خوفاً من ربطها بالمياه. كل زيارة كهذه تثير المزيد من الخوف والرعب في أوساط الطلاب والمعلمات. المتحدثة بلسان مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق أبلغت الصحيفة بأن "الالتماس بشأن الادعاءات تم تلقيه من قبلنا، والرد على الالتماس سيقدم للمحكمة. ونؤكد أن وحدة الإشراف في الإدارة المدنية تقوم بنشاطات إنفاذ للقانون ضد مخالفات في مجال التخطيط والبناء. هذا جزء من واجبها للحفاظ على النظام العام وسلطة القانون. نشاطات إنفاذ القانون، وكذلك مصادرة المعدات التي جرت في ذلك المكان، تنفذ طبقاً للصلاحيات والإجراءات، وكذلك طبقاً لسلم الأولويات والاعتبارات العملياتية".
في فترة كورونا يدرسون هنا أربع ساعات فقط في اليوم. الصفوف مختلطة: البنات والبنين معاً. الصفوف "أ" و "ب" و "ج" في غرفة واحدة. وهكذا أيضاً في المراحل الدراسية الأخرى. بالإجمال، يتعلم في المدرسة خمسون طالباً، 30 فتاة و20 ولداً، إلى جانب 6 معلمات وسكرتيرة ومديرة. أما البنات اللواتي لم يذهبن في السابق إلى المدرسة لبعد المسافة وبسبب الأخطار، فهن يشكلن الأغلبية الآن. تقول المديرة إنه مع كل المخاوف من الهدم إلا أن شيئاً لا يقارن بما كان قبل افتتاح المدرسة. أولياء الأمور يقولون لها بفخر إن أولادهم أصبحوا يعرفون اللغة الإنجليزية قليلاً، وكذلك الحساب والأدب. وفجأة، هم يريدون التعلم. والمعلمات، كما تقول المديرة، ينتظرن شروق الشمس للمجيء.

التعليـــقات