رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 8 نوفمبر 2020

الأحد | 08/11/2020 - 09:31 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 8 نوفمبر 2020


في التقرير:
رام الله لم تعلق رسميًا على فوز بايدن، لكنها لم تُخف رضاها
وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليون يهنئون بايدن، بينما لم يعلق نتنياهو وغانتس وريفلين حتى الآن
"بايدن يعتبر نفسه ملتزما بأمن إسرائيل"
استطلاع قناة الأخبار 12: ارتفاع الليكود إلى 28 مقعدا ويمينا مع 22 مقعدا
تحليل
السياق التاريخي: جو بايدن، إسرائيل والشرق الأوسط

رام الله لم تعلق رسميًا على فوز بايدن، لكنها لم تُخف رضاها
"هآرتس"
تردد مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الليلة الماضية (السبت)، بين التعليق فورًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو انتظار الإعلان الرسمي. ومع ذلك، لم يُخفوا في المكتب رضاهم عن فوز جو بايدن. وقال مسؤول كبير في الحكومة الفلسطينية لصحيفة "هآرتس": "بدون رفع سقف التوقعات من بايدن، فإن خسارة ترامب هي فرصة للتنفس بالنسبة للسلطة الفلسطينية. ويبقى أن نرى إلى أين سيقودنا ذلك".
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الليلة: "يجب فحص الترامبية بعناية وتصحيحها لاستعادة التوازن البشري والأخلاقي والقانوني في الولايات المتحدة وخارجها". وقالت "مثل هذه الآثار لا تظهر من فراغ. لقد حان الوقت لعلاجات شاملة وجريئة".
يذكر أنه بعد توقيع الاتفاقيات السياسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين بوساطة أمريكية في سبتمبر، قال عباس إن هذه الخطوة لن تجلب السلام إلى المنطقة طالما استمر الاحتلال. وقال عباس في بيان صدر في ذلك الوقت إن "كل ما حدث في البيت الأبيض لن يجلب السلام، طالما أن الولايات المتحدة وإسرائيل ككيان محتل لا تعترفان بحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 التي تشمل القدس الشرقية كعاصمة لها مع حل قضية اللاجئين وفق قرار مجلس الأمن".
وفي رام الله، احتجوا أيضًا في الماضي على قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل نحو عامين، ووصف عباس السفارة بأنها "مستوطنة جديدة في القدس". وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس حينها: "بهذه الخطوة ألغت الولايات المتحدة دورها في عملية السلام وأهانت العالم والشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية".
وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليون يهنئون بايدن، بينما لم يعلق نتنياهو وغانتس وريفلين حتى الآن
"هآرتس"
لم يعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الليلة (السبت) على انتخاب ممثل الحزب الديمقراطي، جو بايدن، رئيسًا للولايات المتحدة. كما لم يعلق نائب رئيس الوزراء ووزير الأمن بيني غانتس، ولا رئيس الدولة رؤوبين ريفلين.
في المقابل هنأ الوزراء إيتسيك شمولي وآفي نيسنكورن وبنينا تمنو شتا، بايدن بفوزه. وقال شمولي إن "انتخابه يضمن استمرار التحالف الشجاع بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويخلق فرصًا جديدة في الشرق الأوسط وحول العالم". وغردت تمنو شتا: "أهنئ جو بايدن على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ونائبته كاميلا هاريس على تعيينها التاريخي نائبة للرئيس. بايدن صديق لإسرائيل. أنا متأكدة من أن بلدينا سيواصلان العمل معا في تعاون كامل."
وأشار نيسنكورن إلى أهمية انتخاب هاريس نائباً للرئيس. وقال "مبروك للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ومبروك لكاميلا هاريس، أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، ومبروك للشعب الأمريكي على العملية الديمقراطية الصحيحة".
وكان نير بركات هو عضو الكنيست الوحيد من الليكود الذي يهنئ بايدن على فوزه. وقال "أهنئ جو بايدن على إعلانه كرئيس منتخب للولايات المتحدة وأعتقد أنه في ظل قيادته ستستمر العلاقة الشجاعة والإيجابية بين البلدين. أتقدم بخالص الشكر للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على مساهمته الهائلة لدولة إسرائيل على مدى السنوات الأربع الماضية. وسوف يتجسد ذلك إلى الأبد في تاريخ شعب إسرائيل باعتباره صديقنا الحقيقي".
كما رحب زعيم المعارضة، يئير لبيد بانتخاب بايدن الليلة الماضية، وقال: "العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تقوم على القيم والمصالح المشتركة التي أنا متأكد من أنها ستكون في صميم عملك". وقال رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، ان خسارة الرئيس دونالد ترامب "خطوة مهمة في النضال ضد اليمين الشعبوي الذي يسيطر أيضًا على المجر والبرازيل والهند وإسرائيل". وقال نيتسان هوروفيتس رئيس ميرتس: "أهنئ الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبه كاميلا هاريس على نصر مثير للإعجاب ومفعم بالأمل للعالم بأسره. بعد أربع سنوات من الأرواح الشريرة والأكاذيب والبلطجة، حان الوقت لقيادة صادقة ولائقة في واشنطن."
"بايدن يعتبر نفسه ملتزما بأمن إسرائيل"
"يسرائيل هيوم"
بعد أربع سنوات من العسل مع دونالد ترامب، بدأ النظام السياسي الإسرائيلي استيعاب التغيير المتوقع في البيت الأبيض.
لقد ساد الصمت في الجناح اليميني لحكومة الوحدة الليلة الماضية (السبت). وامتنع رئيس الوزراء ووزراء الليكود عن تهنئة بايدن، بسبب إعلان ترامب أنه سيخوض صراعا قضائيا ضد نتائج الانتخابات. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدر نتنياهو تعليمات للوزراء بعدم التعليق على الانتخابات الأمريكية، ومع ذلك، خلال المحادثات المغلقة، ذكرت شخصيات بارزة في الليكود بتصريحات بايدن طوال عقود حول التزامه بأمن إسرائيل.
وقال وزير رفيع المستوى لـ "يسرائيل هيوم"، إن بايدن يرى نفسه ملتزمًا بأمن إسرائيل وقد فعل ذلك عندما كان رئيسًا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. إنه يهتم بإسرائيل وليس فقط بمعنى المصالح الأمريكية. "على عكس أوباما، الذي بدأ الاقتراب من إسرائيل قبل السباق الرئاسي فقط، فإن بايدن يأتي بهذا الإرث من المنزل".
من سيكون الفريق؟
تقول مصادر في النظام السياسي أن السؤال بالنسبة لإسرائيل هو من سيكون الفريق الذي سيعينه بايدن.
"أشخاص مثل دان شابيرو وأنتوني بلينكين ونيكولاس بيرنز هم مؤيدون حقيقيون لإسرائيل، أناس طيبون يمكن العمل معهم حتى لو كانت هناك خلافات معهم. من ناحية أخرى، إذا كانت العلاقة مع إسرائيل ستدار من قبل أشخاص من الجناح الراديكالي للحزب، مثل سوزان رايس، فسيكون الأمر أكثر تعقيدًا."
استطلاع قناة الأخبار 12: ارتفاع الليكود إلى 28 مقعدا ويمينا مع 22 مقعدا
"هآرتس"
يتكهن استطلاع قناة الأخبار 12، الذي نُشر الليلة الماضية (السبت) بحصول الليكود على 28 مقعدًا في حال جرت الانتخابات اليوم – أي أكثر من مقعد في الاستطلاع السابق، الذي نُشر قبل نحو أسبوعين. وبحسب الاستطلاع، فإن حزب يمينا سيكون ثاني أكبر حزب مع 22 مقعدا، يليه يوجد مستقبل – تيلم مع 17 مقعدا، كما في الاستطلاع السابق.
وأظهر الاستطلاع أن القائمة المشتركة ستحصل على 13 مقعدا، وأزرق – أبيض على 11. وتحصل شاي ويهدوت هتوراة على 7 مقاعد لكل منهما، وميرتس على 6. وطبقا للاستطلاع فإن أحزاب العمل، ديرخ ايرتس، وغيشر لن تجتاز نسبة الحسم.
وسُئل المشاركون في الاستطلاع عن المرشح الأنسب لمنصب رئيس الوزراء – بنيامين نتنياهو أو نفتالي بينت. وقال 32٪ إن نتنياهو هو الأنسب، مقابل 28٪ اختاروا بينت. وفي مقارنة بين نتنياهو ويئير لبيد، اعتقد 40٪ أن نتنياهو هو الأنسب و20٪ اختاروا لبيد.
تم إجراء الاستطلاع من قبل معهد "مدغام" وشمل 506 مشاركين. الحد الأقصى للخطأ في أخذ العينات هو 4.4٪.
تحليل
السياق التاريخي: جو بايدن، إسرائيل والشرق الأوسط
نيطاع بار/ يسرائيل هيوم
يعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أحد أبرز السياسيين الأمريكيين المخضرمين في الساحة، وشملت سنوات خبرته العديدة في مناصب مختلفة في مجلس الشيوخ ثم نائبًا للرئيس التعامل المكثف مع القضايا المتعلقة بإسرائيل والشرق الأوسط. ومن شأن الغوص في أعماق مسيرة بايدن السياسية والتعرف على عمله أن يشرح ما يمكن توقعه من الرجل الذي سيدخل البيت الأبيض في يناير.
تم انتخاب جو بايدن لأول مرة لعضوية مجلس النواب في عام 1972، ومنذ بداية ولايته كمشرع أظهر اهتمامًا بالسياسة الخارجية. بايدن، الذي بلغ من العمر 30 عامًا في حينه، أبدى اهتمامًا شديدًا بما يحدث في إسرائيل وصاغ وجهة نظر عبرت من جهة عن التزامه بوجود إسرائيل وبقائها، وعارضت، من جهة أخرى، توسعها ودعت إلى اتفاق سلام بينها وبين العرب.
وعرض بايدن الشاب وجهة النظر هذه، في حينه، على رئيسة الوزراء، غولدا مئير، في اجتماع عقده معها عام 1972، قبل وقت قصير من حرب يوم الغفران، خلال جولة له في إسرائيل. وروى نائب الرئيس بايدن هذه القصة للضيوف في حفل عيد الاستقلال في السفارة الإسرائيلية في عام 2015. وإلى جانب فرصة لالتقاط صورة مع رئيسة الوزراء الأسطورية، حذر بايدن جولدا مئير من الضم الزاحف ليهودا والسامرة واقترح عليها الانسحاب من النقاط غير الاستراتيجية في يهودا والسامرة ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء.
وخلال الاجتماع، لونت غولدا الوضع العسكري الإسرائيلي بألوان قاتمة للغاية، على ما يبدو على أمل الحصول على مزيد من المساعدة من الولايات المتحدة مع تزايد التوترات العسكرية مع الدول العربية، وبدا السناتور الشاب من ولاية ديلاوير قلقا. غولدا، التي سألته عن سبب قلقه، أكدت لبايدن أن "لدينا سلاح سري يا سيدي السناتور، ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه."
بعد ما يقرب من خمسين عامًا، ادعى بايدن أن هذه المحادثة أثرت بشكل كبير على موقفه تجاه إسرائيل، لكن مقاربته المتعاطفة مع الدولة اليهودية طوال حياته السياسية تطرقت أيضًا إلى وجهة النظر القائلة بضرورة التسوية مع جيرانها وتجنب الإجراءات التي من شأنها زيادة التوترات في المنطقة.
مسألة التشريع
تنقسم الآراء بشكل كبير حول سجل السناتور بايدن في كل ما يتعلق بإسرائيل. لقد ادعى العديد من الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا بأن سجل تصويت بايدن، إلى جانب التشريعات التي بادر إليها، لا يرقى إلى مستوى سائر المشرعين الآخرين الذين اعتبروا موالين لإسرائيل.
مقابل الانتقادات، كانت هناك على مر السنين ادعاءات تصب في صالح بايدن في كل ما يتعلق بتصويته مع إسرائيل. في مقال نُشر في جيروساليم بوست في عام 2008، كتب السناتور الأمريكي إريك فينغرهارت أنه "على الرغم من أنه تشاجر مرارًا وتكرارًا مع الجالية المؤيد لإسرائيل في واشنطن، وخاصة بشأن قضية المستوطنات، إلا أن بايدن لديه سجل قوي في دعم إسرائيل وكرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، أصبح رائدًا في سن تشريعات مؤيدة لإسرائيل".
لقد ساعده أسلوبه المباشر في بناء الثقة بين أولئك الذين عملوا معه لإقناع المشرعين في الجانب الآخر من الخريطة السياسية بأنه عند التوصل إلى اتفاق معه، يمكن التعاون في التشريعات والقضايا المؤيدة لإسرائيل.
شرق أوسط جديد؟
يعتبر موقف بايدن في الشرق الأوسط فريدًا من نوعه وقد تطور بشكل كبير على مدار حياته المهنية. على عكس الكثيرين في حزبه، عارض بايدن الضغوط التي مارستها الحكومات العربية من خلال مقاطعة النفط، بل وقال في عدة مناسبات خلال أزمة النفط في السبعينيات: "لا ينبغي أن يهيمن النفط العربي على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".
عارض بايدن غزو العراق خلال حرب الخليج، لكنه أيد، كرئيس للجنة الشؤون الخارجية القوية في مجلس الشيوخ، عملية الحرية المستدامة في عام 2001، والتي أسقطت نظام صدام حسين. وذلك لأنه كان يعتقد أن صدام كان يمتلك أسلحة نووية وأنه يجب مساعدة الأقليات التي تعاني في ظل حكمه.
هناك قضية أخرى يدور فيها الجدل حول مواقف بايدن الحقيقية وهي إيران ومشروعها النووي. على الرغم من الدور الرئيسي الذي لعبه بايدن في بناء الاتفاق النووي مع إيران، يتضح من تصريحاته السابقة أنه يتفهم الخطر الذي تشكله طهران. وكتب في بيان أصدره الرئيس المنتخب على موقع CNN الإلكتروني بعنوان "بحاجة إلى طريقة أكثر ذكاء لتكون صارمًا مع إيران": "أنا لا أتوهم بشأن الخطر على مصالحنا ومصالح حلفائنا الأمنية من النظام الإيراني".

التعليـــقات