رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 7-8 آب 2020

السبت | 08/08/2020 - 10:35 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 7-8 آب 2020


في التقرير:
مقتل فلسطينية عمرها 24 عاما في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في جنين
إصابة فلسطيني بجروح خطيرة في راسه جراء عيار ناري أطلقه شرطي من حرس الحدود
السلطة الفلسطينية تقدم: مدرسة جديدة خلال شهر
غارات على غزة رداً على تجدد "إرهاب البالونات الحارقة"
استطلاع انتخابي: بينت يقفز، حزب الليكود يضعف، وغانتس ينهار
من هو المرشح الذي يهدد نتنياهو؟
أحزاب الحريديم تعارض إجراء جولة انتخابات أُخرى
يونا أبروشمي، قاتل إميل غرينتسفايغ، عن المتظاهرين في بلفور: هؤلاء بكتيريا، الشباب سيذهبون إلى هناك ويعرفون ماذا يفعلون!!
مقالات
المسيرة الظلامية الإسرائيلية
على إسرائيل أن تحذر من الأخطاء التي ستلعب إلى أيدي نصر الله

مقتل فلسطينية عمرها 24 عاما في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في جنين
"معاريف"
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد مواطنة فلسطينية تبلغ من العمر 24 عاما، يوم الجمعة، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وقد استشهدت الشابة داليا أحمد سليمان صمودي، متأثرة بجراحها إثر إصابتها بنيران الجيش في الصباح.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "خلال عملية روتينية لقوات الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية في مدينة جنين، اندلعت أعمال شغب عنيفة بمشاركة مئات الفلسطينيين الذين أطلقوا النار ورشقوا الحجارة والمتفجرات على المقاتلين، فرد المقاتلون بوسائل فض المظاهرات".
إصابة فلسطيني بجروح خطيرة في راسه جراء عيار ناري أطلقه شرطي من حرس الحدود
"هآرتس"
يخضع عبد الرحمن جبارة، 22 عاما، من سكان قرية سالم قرب نابلس، للعلاج في مستشفى تل هشومير، وهو في حالة حرجة بعد إصابته بعيار في رأسه، أطلقه شرطي من حرس الحدود نتيجة خطأ في تحديد الهوية! وكانت القوة التي أطلق أحد أفرادها النار على عبد الرحمن، تنفذ، مع قوات أخرى، عمليات اعتقال صباح الأربعاء، وبحثت عن شقيق الجريح – الذي لم يكن في مكان الحادث. وتم إطلاق النار على جبارة بينما كان جالسًا في المقعد الخلفي لسيارة، على منحدرات غور الأردن، شرق نابلس، بالقرب من المنطقة التي تربي فيها عائلته الأغنام. وتم تحويل القضية إلى وحدة التحقيق مع الشرطة (ماحش) للتحقيق فيها، وفقا لما أكدته مصادر مطلعة على التفاصيل لصحيفة "هآرتس".
كان هناك شابان آخران في السيارة مع جبارة. وقد تلقى الرعاية الطبية الأولية في الميدان ومن ثم ونُقل إلى المستشفى بطائرة مروحية. أحد الشابين اللذين كانا برفقة جبارة في السيارة هو عبد الله الشعار، سائق السيارة، والذي قال لصحيفة "هآرتس" إن سيارة شرطة اعترضتهم ونزل منها شرطي وعلى الفور امتشق السلاح وأطلق النار على السيارة وأصاب جبارة في عينه.
وقال الشعار: "كان وجهه مغطى بالدماء وعندها سأله الشرطي عن اسمه. ولما قال عبد الرحمن أدركوا أن هناك خطأ وبدأوا يتحدثون فيما بينهم. وتم اقتياد الشعار وشقيقه للاستجواب ومن ثم أخلي سبيلهما بعد بضع ساعات، فيما نقل جبارة إلى المستشفى.
وقال حسني، والد عبد الرحمن، لصحيفة "هآرتس" إن القوة أصابت نجله بوحشية. "فقد ابني عينه. أتمنى أن يتعافى لأنه الآن يخضع للتخدير والتنفس الصناعي". وبحسب الوالد، فقد وصل نجله إلى منطقة الأسرة مساء الثلاثاء ومكث في مكان الحادث لعدة ساعات. وفي حوالي الساعة الثانية صباحًا رأى رجالًا ملثمين فخشى الاقتراب منهم، وبعد وقت قصير وصل الشابين الآخرين إلى حظيرتهما المجاورة، فحذرهما عبد الرحمن من وجود قوات عسكرية في الجوار، وصعد معهم إلى السيارة.
وعقبت شرطة حرس الحدود: "خلال عملية نفذتها قوات الأمن في الأغوار ضد لصوص سيارات، أصيب فلسطيني بالرصاص بعد فراره مع آخرين. وقد تم تحويل القضية إلى ماحش للتحقيق في ملابسات إطلاق النار".
السلطة الفلسطينية تقدم: مدرسة جديدة خلال شهر
القناة 7
في الوقت الذي تتأجج فيه أزمة كورونا، ولا يزال مخطط افتتاح العام الدراسي غير واضح لدينا، تستعد السلطة الفلسطينية لإنشاء مدرسة جديدة وغير قانونية في شرق غوش عتصيون، وتنوي تفعيلها في غضون أسابيع قليلة.
تقع المدرسة، التي يجري بناؤها بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، بالقرب من مستوطنتي "إيبي هناحال" و"معاليه عاموس" شرقي غوش عتصيون. وفي أعقاب طلب من سكان المنطقة، كشفت حركة "رجافيم" أن العمل يجري على ورديتين يعمل فيهما عشرات العمال، بهدف الانتهاء ن البناء وتفعيل المدرسة في غضون أسابيع قليلة، مع بدء العام الدراسي للسلطة الفلسطينية في 6 سبتمبر. ويوجد في القرية المجاورة المزيد من احتياطيات الأراضي ضمن خارطة البناء التي لم تستغل بكاملها، وبالتالي من الواضح أن هذا تطوير متعمد في منطقة جديدة.
إن إنشاء المدارس في البؤر الاستيطانية للسلطة الفلسطينية هو أداة استراتيجية في أيدي السلطة لترسيخ البؤر التي أقامتها في المنطقة (ج)، وفي كثير من الحالات التي لم يتوقف فيها العمل قبل توطين المباني، تواجه دولة إسرائيل أمرًا واقعًا. منذ لحظة توطين المبنى، تبدأ "حرب استنزاف" قانونية، تستمر لسنوات عديدة، يتحول خلالها المكان إلى مجمع دائم تمتنع سلطات إنفاذ القانون عن تطبيق القانون ضده.
صباح الخميس الأخير، بعث المحامي بوعز أرازي من حركة رجافيم، رسالة تحذير أخرى إلى وزير الأمن بيني غانتس وقائد المنطقة الوسطى، والإدارة المدنية وشرطة إسرائيل، طالب فيها بوقف البناء فوراً في مراحله الأولى.
ويوضح المحامي أرازي أن "المدارس التي يتم بناؤها في البؤر الاستيطانية التابعة للسلطة الفلسطينية تسبب تغييرًا جوهريًا في المنطقة التي تقوم فيها. وأشهر مظهر لهذه الاستراتيجية حدث في الخان الأحمر، حيث أرجأت الدولة مراراً وتكراراً إنفاذ القانون في الموقع "حتى نهاية العام الدراسي"، وفي النهاية بقيت هذه البؤرة قائمة على الأرض رغم حكم المحكمة العليا. كما حدث هذا، أيضا، في المدرسة التي أقيمت في محمية وادي مكوك الطبيعية شمال القدس، وفي المدرسة التي أقيمت ليلاً بالقرب من جبل فريديس (شرق بيت لحم)، وفي العديد من البؤر الاستيطانية الأخرى".
ويؤكد رئيس مجلس غوش عتصيون شلومو نئمان، أنه "تجري هنا عملية متسارعة لنقل السكان العرب من المناطق A وB إلى المناطق C، الأمر الذي سيمنع عمليا تطبيق السيادة الإسرائيلية في المستقبل ويمنع استمرار الاستيطان اليهودي. يجب تطبيق القانون أمس لأنه غدا سيقوم المبنى هناك وسيكون الأمر أكثر صعوبة".
وأضاف نئمان: "نتوقع من جميع الأطراف أن تأخذ على محمل الجد تعريف "المعركة على المنطقة C". لقد حدد هذه المعركة مستوى سياسي – حكومي منتخب وهي ليست توصية بل أمر للتنفيذ".
غارات على غزة رداً على تجدد "إرهاب البالونات الحارقة"
"يسرائيل هيوم"
استئناف "إرهاب البالونات" من غزة: بعد تحقيق أجراه محققو سلطة الإطفاء والإنقاذ، تقرر أن ثلاث حرائق مختلفة وقعت في غلاف غزة يوم الخميس، كانت نتيجة إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة. وفي عراد، تم تفكيك عبوة ناسفة كانت متصلة ببالون.
وردا على ذلك، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بعد منتصف ليلة الخميس بنية تحتية تابعة لحركة "حماس" في شمال قطاع غزة. وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن إطلاق البالونات الحارقة جاء بعد فترة هدوء في منطقة الحدود مع قطاع غزة استمرت شهرين، وتسبب باندلاع حرائق في منطقة النقب الغربي المحاذية للقطاع.
استطلاع انتخابي: بينت يقفز، حزب الليكود يضعف، وغانتس ينهار
يسرائيل هيوم
يتواصل التغيير في الخارطة السياسية حسب استطلاعات الرأي، والتي يشير آخرها إلى أن الحزب الحاكم، الليكود، يواصل فقدان قوته، بينما يواصل حزب يمينا، المعارض حاليًا، اكتساب المزيد من المقاعد في الرسوم البيانية.
أظهر استطلاعان للرأي العام أجرتهما قناتا التلفزة الإسرائيليتان 13 و"مكان"، يوم الخميس، أنه لو جرت الانتخابات العامة للكنيست ألـ 24 الآن لكانت قوة حزب الليكود ستتراجع على الرغم من تصدّره بفارق كبير عن أقرب منافسيه. وحصل الليكود في استطلاعي القناتين على 29 – 30 مقعداً، فيما عزز حزب يمينا قوته إلى 15 – 19 مقعدا. وفي المقابل ينهار حزب بيني غانتس ويحصل على 8 – 12 مقعدًا.
وفقًا لاستطلاع القناة 13، تحصل الأحزاب على ما يلي: الليكود 30 مقعدا، يمينا 19 مقعدا، يوجد مستقبل – تيلم 17 مقعدا، القائمة المشتركة للأحزاب العربية 16 مقعدا، أزرق. أبيض 12، شاس 9، يهدوت هتوراة 8، إسرائيل بيتنا 7 وميرتس 6 مقاعد.
وحسب خريطة الكتل: اليمين – الحريديم 62 مقعدًا، اليسار – الوسط 35، العرب 16، إسرائيل بيتنا 7.
وبحسب استطلاع قناة "مكان"، تتوزع خريطة المقاعد كالتالي: الليكود 30، يوجد مستقبل – تيلم 17، القائمة المشتركة 16، يمينا 15، أزرق – أبيض 12، شاس 9، يهدوت هتوراة 8، إسرائيل بيتنا 7 وميرتس 6 مقاعد. وحسب الاستطلاع، لا تتجاوز هذه الأحزاب نسبة الحسم: ديرخ ايرتس بقيادة يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر 1.2٪، حزب العمل بقيادة عمير بيرتس. 1.1٪، جسر بقيادة أورلي ليفي-أبكسيس 0.1٪، البيت اليهودي بقيادة رافي بيرتس 0.9٪، القوة اليهودية بقيادة إيتمار بن جفير 1.0٪.
من هو المرشح الذي يهدد نتنياهو؟
"معاريف"
نشرت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الجمعة، نتائج استطلاع جديد للرأي، في ضوء التكهنات بتبكير موعد الانتخابات في حال عدم تمكن الكنيست من المصادقة على الميزانية العامة خلال الأسبوعين المقبلين، ما سيعني حل نفسها تلقائيا، وفقا للقانون والتوجه لانتخابات جديدة. ووفقا للاستطلاع يفقد الليكود مقعدا واحدا، لكنه يواصل تصدر القوائم بفارق كبير عن يوجد مستقبل – تيلم.
وبحسب الاستطلاع، يتقدم الليكود مع 31 مقعدا. يليه يوجد مستقبل – تيلم مع 18 مقعدًا، أي أكثر بمقعدين من مقاعد نفتالي بينت "يمينا" 16 مقعدا. تليه القائمة المشتركة مع 15 مقعدا. أما غانتس فيحصل على 11 مقعدا فقط. وتحتفظ الأحزاب الحريدية معا (شاس ويهدوت هتوراه) بـ 16 مقعدا، بحيث يحصل كل منها على 8 مقاعد.
يظهر الاستطلاع أيضا أن "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان تحصل على 7 مقاعد، وميرتس 6 مقاعد فقط. على الرغم من تراجع حزب الليكود في الاستطلاعات، فإن الكتلة اليمينية تحافظ على سلطتها بما لا يقل عن 63 مقعدًا.
وسئل المشاركون في الاستطلاع عن الشخص الملائم لرئاسة الحكومة، فقال 38% نتنياهو، مقابل 19% فقط قالوا غانتس. وفي المنافسة بين نتنياهو وغادي ايزنكوت، حصل نتيناهو على نسبة 43% مثايل 18% فقط لأيزنكوت.
الشخص الوحيد الذي نجح في تحدي رئيس الوزراء نتنياهو في مسألة التوافق هو رئيس حزب يمينا نفتالي بينت، الذي حصل على 26% مقابل 36% لنتنياهو. وسبب هذه الفجوة الصغيرة بينهما هو أن اليسار – الوسط يفضل بينت على نتنياهو.
أحزاب الحريديم تعارض إجراء جولة انتخابات أُخرى
في السياق تنشر "يديعوت أحرونوت" ان رؤساء أحزاب الحريديم، شاس ويهدوت هتوراه، يعارضون بشدة إجراء جولة انتخابات أُخرى في هذه الفترة، وأنهم لن يتعاونوا مع أي مبادرة لتبكير موعد هذه الانتخابات. وتم تأكيد ذلك في ختام اجتماع عقده وزير الداخلية آرييه درعي، رئيس شاس، ووزير البناء والإسكان يعقوب ليتسمان رئيس يهدوت هتوراه، ورئيس لجنة المالية البرلمانية عضو الكنيست موشيه غفني من ديغل هتوراه، يوم الخميس.
وقرر المجتمعون توجيه رسالة إلى كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة البديل بني غانتس يحثونهما فيها على إقرار ميزانية عامة للدولة على عجل كي يتم التركيز على التعامل مع التحديات الصحية والاقتصادية الناجمة عن أزمة فيروس كورونا، مشددين على أنهم سيعملون بكل ما لديهم من نفوذ لتفادي الذهاب إلى انتخابات جديدة.
وتعقيباً على ذلك، قال حزب أزرق أبيض في بيان صادر عنه، إن مواطني إسرائيل لن يغفروا لمن سيجر الدولة إلى انتخابات في حالة طوارئ صحية واقتصادية.
يونا أبروشمي، قاتل إميل غرينتسفايغ، عن المتظاهرين في بلفور: هؤلاء بكتيريا، الشباب سيذهبون إلى هناك ويعرفون ماذا يفعلون!!
"هآرتس"
قال يونا أبروشمي، قاتل المتظاهر إميل غرينتسفايغ من حركة "سلام الآن"، عن المتظاهرين أمام منزل رئيس الوزراء في القدس إنهم "بكتيريا". وقال أبروشمي في مقابلة مع أخبار القناة 12: "لا جدال حول ذلك، إنهم ينشرون الأمراض، يجب إبعادهم عن المجتمع". وعن التظاهرات التي جرت في الأسابيع الأخيرة في القدس، قال: "أنا لا أذهب اليوم إلى بلفور. هناك شبان، سيذهبون إلى هناك، وهم يعرفون ماذا يفعلون". يذكر ان أبروشمي قال خلال التحقيق معه بعد اعتقاله بتهمة قتل غرينتسفايغ، إن المتظاهرين الذين ألقى عليهم قنبلة "مثل البكتيريا التي يجب القضاء عليها".
ولم يعرب أبروشمي، الذي قضى مدة 27 عامًا في السجن بتهمة قتل غرينتسفايغ وأُطلق سراحه قبل عشر سنوات، عن أي ندم على أفعاله. وحول ليلة ارتكابه لجريمة القتل، قال: "لم أشتر القنبلة اليدوية لأحتفظ بها في المنزل. ألقيتها وذهبت إلى المنزل للنوم". وعن المتظاهرين أمام منزل بنيامين نتنياهو قال: "أنا أكرههم اليوم أيضًا، وهم يكرهونني أيضًا. إنهم أناس أشرار، خونة لإسرائيل". وعن الدافع وراء القتل، قال: "عندما تحب شخصًا، فأنت على استعداد للموت من أجله. أحببت بيغن حينها، كما يحبون نتنياهو اليوم، وأنا أحب نتنياهو أكثر من بيغن".
يذكر أن أبروشمي القى قنبلة على مظاهرة لحركة "سلام الآن" أمام مكتب رئيس الوزراء في فبراير 1983، في أعقاب حرب لبنان. وأصيب تسعة متظاهرين، من بينهم أبراهام بورغ ويوفال شتاينتس. وطالب المتظاهرون حكومة مناحيم بيغن بقبول استنتاجات لجنة كوهين التي تم تشكيلها بعد مجزرة صبرا وشاتيلا. وبعد حوالي عام من القتل، ألقي القبض على أبروشمي واعترف بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وفي عام 1995 قرر رئيس الدولة عيزر فايتسمان تقصير فترة محكوميته إلى 27 عامًا.
مقالات
المسيرة الظلامية الإسرائيلية
افتتاحية "هآرتس"
مبادرة بلدية تل أبيب إلى إنارة مبنى البلدية بألوان العلم اللبناني تضامناً مع الشعب اللبناني، بعد الانفجار في مرفأ بيروت، تستحق كل ثناء. كذلك أيضاً رسائل العزاء التي أرسلها رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، والمساعدة التي اقترحها وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي. وقد أجاد رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي التعبير (عن هذه الخطوة) قائلًا: "الإنسانية تسبق كل نزاع."
لكن بالنسبة إلى بعض رجال الجمهور الإسرائيلي، ليس فقط أن الإنسانية تسبق كل نزاع، بل في كل مرة تظهر فيها مبادرة تسعى للتقليل من الكراهية الكبيرة بين إسرائيل وجيرانها، يشعر هؤلاء برغبة لا يمكنهم السيطرة عليها في الكشف عن وجهة نظرهم البدائية.
هوية المشاركين في المسيرة الظلامية ليست مفاجئة. إلى جانب عضو الكنيست السابق موشيه فايغلين الذي وصف الانفجار بأنه "مشهد ألعاب نارية مذهل"، نجد، مرة أُخرى، عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش، العنصري، القومي اليهودي، الذي جند المصادر التوراتية ليذكّرنا بأن "مَن يرحّم من قست قلوبهم سينتهي بالقسوة على الراحمين." ما العلاقة بين عشرات القتلى وآلاف الجرحى، بعضهم من الأطفال، وبين "الظالمين" الذين يتذمر منهم سموطريتش؟ بدلاً من أن يظهرا قدراً قليلاً من الأخلاق، يكشف سموطريتش وفايغلين عن عالمهما الداخلي الظلامي المشوش كممثلين للجمهور.
مرجعية يهودية أُخرى في موضوع الأخلاق، هذه المرة برتبة وزير، هو رافي بيرتس الذي تكرم، بطيبة قلبه، بالموافقة على تقديم "مساعدة إنسانية"، لكنه أوضح أن "رفع علم دولة معادية في قلب تل أبيب هو اضطراب أخلاقي." بيرتس مثل شريكته في وجهة النظر المشوهة هذه أييلت شكيد توقفا عند "تقلب النوازع". وكتبت شكيد: في دولة نظامية، في دولة طبيعية، كان يجب إضاءة بلدية تل أبيب باللون البرتقالي في ذكرى الطرد من غوش كطيف، وبدلاً من ذلك، رأينا علم دولة معادية. رأيت عالماً مقلوبًا."
بيْد أن الأمر الوحيد غير الطبيعي هو حقيقة أن أشخاصاً مثل بيرتس، وشكيد، وفايغلين وسموطريتش، لا يزالون وزراء وأعضاء كنيست في إسرائيل؛ وصوتهم العنصري، الظلامي والمتطرف يحظى بشرعية في الخطاب الإسرائيلي، بينما الأصوات العاقلة التي لا تعتبر مواطني لبنان أعداء وتريد مساعدتهم في محنتهم، تُعتبر "يساراً مهووسًا". إذا كانت هذه هي "الدولة الطبيعية" التي تحلم بها شكيد، فإنها وزملاءها المهووسين هم الذين يجب نبذهم باشمئزاز.
على إسرائيل أن تحذر من الأخطاء التي ستلعب إلى أيدي نصر الله
طال ليف – رام/ "معاريف"
إلى ما قبل وقوع الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، كانت التقديرات السائدة لدى أجهزة الاستخبارات في إسرائيل تشير إلى أن حزب الله سيقوم بتنفيذ عملية انتقام أُخرى ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وأن الحساب مع إسرائيل لا يزال مفتوحاً. لكن أصداء الانفجار التي وصلت إلى منطقة الحدود غيرت هذه التقديرات. والآن يبدو أن أي عملية عسكرية يقوم بها حزب الله وتؤدي إلى تصعيد مع إسرائيل، ستكون بمثابة انتحار سياسي لتنظيم يعتبر نفسه درعاً واقياً للبنان. إلى ما قبل الكارثة في بيروت، كان حزب الله يتعرض لانتقادات شديدة في الداخل بسبب أولوياته، والأمين العام للمنظمة، حسن نصر الله، على علم بذلك. ومع ذلك، وحتى تتضح الصورة، قرر رئيس الأركان أفيف كوخافي الحفاظ على مستوى عالٍ من التأهب على طول الحدود الشمالية، وعدم تسريح قوات التعزيز في نهاية الأسبوع المقبل أيضًا.
تعلمنا تجربة الماضي أنه عندما يواجه حزب الله ضائقة كبرى في بلده، فإنه يحاول التحرّر من الضغط بواسطة الاحتكاك بإسرائيل. ويبدو مثل هذا الاحتمال هذه المرة غير منطقي، لكن الواقع في الشرق الأوسط لديه قواعد خاصة به لا يمكن التكهن بها. من السابق لأوانه تقدير التداعيات التي ستترتب على هذه الكارثة الكبيرة بالنسبة إلى السياسة الداخلية واستقرار السلطة في لبنان، لكن هذا الحدث لم يأت من فراغ. الإخفاق الكبير الذي تسبب بوقوع الكارثة يتضح شيئاً فشيئاً، وسيكون من الصعب على السلطة اللبنانية الفاشلة أن تنزع المسؤولية عن نفسها. وهذا ينطبق على حزب الله أيضاً الذي يرى كثيرون أنه هو الذي يدير الحكومة، وفعلياً يدير لبنان أيضاً.
لقد أضر وباء الكورونا بالمناعة الاجتماعية والاقتصادية للكثير من البلدان، لكن لبنان دخل الأزمة عندما كان ضعيفًا بشكل خاص. وتهدد الأشهر القليلة الماضية، والكارثة الآن، بإدخال دولة الأرز في دوامة يصعب الخروج منها. التقدير في إسرائيل هو أن الكارثة سيكون لها تداعيات على مكانة حزب الله في لبنان.
في السنوات الأخيرة، وإلى جانب حقيقة أن إسرائيل تخوض معركة ضد التموضع العسكري الإيراني في سورية، فإنها تخوض معركة أُخرى ضد تعاظم قوة حزب الله، وضد مشروع صواريخه الدقيقة. بالنسبة إلى القدس، يُعتبر هذا المشروع الأخير خطاً أحمر. وفي الأشهر الأخيرة يدور في أروقة المؤسستين السياسية والأمنية جدل عميق بشأن ما إذا كانت الفترة الحالية تنطوي على فرصة سانحة للعمل بصورة أكثر قسوة ضد منظمة الإرهاب الشيعية التي تمر في إحدى فترات حضيضها، حتى ولو بثمن الحرب.
حقيقة أن إسرائيل اختارت احتواء الحادث في جبل روس وتمكين خلية المخربين التي تسللت إلى البلاد من العودة إلى الأراضي اللبنانية، تعبر عن القرار الذي تم اتخاذه وهو عدم المضي في هذا الاتجاه حاليًا. لقد أدرك النظام السياسي والعسكري في إسرائيل أن التحديات الداخلية أهم من التصعيد في الشمال الذي يمكن أن يتحول إلى حرب. غير أن موضوع استغلال هذه الفرصة سيظل مدرجاً في جدول الأعمال طالما استمر حزب الله في التقدم نحو تحقيق أهدافه وامتلاك صواريخ دقيقة.
في العامين الأخيرين ضاعفت إسرائيل جهودها الإعلامية الموجهة إلى المواطنين في لبنان. وقد عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي علنا ​​مواد استخباراتية عن مواقع مختلفة تقع في قلب السكان المدنيين في العاصمة اللبنانية، والتي يخزن حزب الله تحتها الأسلحة والمتفجرات. في زمن الحرب ستصبح هذه الأماكن أهدافًا عسكرية لسلاح الجو، وسيكون حجم الدمار هائلاً.
في إسرائيل يأملون بعد الانفجار في مرفأ بيروت بأن يتصاعد الضغط الذي يمارسه المواطنون على حزب الله. لكن في الواقع ما يحدث في السنوات الأخيرة هو العكس، فحكومة لبنان ليست قادرة على مواجهة حزب الله الذي يمتلك قوة عسكرية أكبر كثيراً من قوة الجيش اللبناني الذي تحول في مناطق عديدة من الدولة إلى جيش دمى.
إن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى كبح قوة حزب الله يجب أن تضطلع بها دول مثل الولايات المتحدة بواسطة رهن المساعدات بتحسين الإجراءات الداخلية في لبنان. وفي مقابل ذلك من الأفضل لإسرائيل أن تحافظ على نبرة هادئة، ويتعيّن عليها كذلك أن تحذر في الفترة المقبلة من ارتكاب أي أخطاء يمكن أن تخدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومحاولاته المتوقعة لحرف الضغوط الداخلية الموجهة إليه، في اتجاه إسرائيل.

التعليـــقات