رئيس التحرير: طلعت علوي

الضبابية تسيطر على تداولات أسواق النفط .. و3 عوامل تدفع الأسعار إلى التراجع

الإثنين | 20/07/2020 - 09:57 صباحاً
الضبابية تسيطر على تداولات أسواق النفط .. و3 عوامل تدفع الأسعار إلى التراجع

   

«الاقتصادية» من الرياض
تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية، أمس، متأثرة بتنامي الضبابية حيال التعافي العالمي للطلب على الوقود وارتفاع حالات كوفيد - 19 في عدة دول وتأهب منتجين كبار لتخفيف قيود على الإنتاج.
وبحسب "رويترز"، انخفض النفط الخام الأمريكي القياسي تسليم أغسطس 16 سنتا ليستقر عند 40.59 دولار للبرميل أمس، كما انخفض خام برنت تسليم سبتمبر 23 سنتا إلى 43.14 دولار للبرميل.


وانخفض سعر البنزين بالجملة تسليم أغسطس سنتا واحدا إلى 1.22 دولار للجالون، فيما هبط زيت التدفئة 1 سنت إلى 1.22 دولار للغالون. وانخفض الغاز الطبيعي في أغسطس 1 سنت إلى 1.72 دولار لكل 1000 قدم مكعب.
وأعلنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 75 ألف حالة إصابة جديدة بكوفيد - 19، وهو رقم قياسي يومي، فيما أعلنت إسبانيا وأستراليا أكبر قفزة يومية في الحالات لديهما في أكثر من شهرين، وواصلت الحالات الارتفاع في الهند وعززت البرازيل إجراءات العزل العام.
ويبطئ ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا تعافي استهلاك الوقود بعد تخفيف إجراءات العزل العام في الولايات المتحدة ودول أخرى، ما يثير مخاوف من أن تعافي الاستهلاك من أثر الجائحة قد يستغرق أعواما.


وانخفض الخامان القياسيان 1 في المائة أمس الأول، بعد أن اتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم "أوبك +"، على تقليص تخفيضات الإمدادات البالغة 9.7 مليون برميل يوميا التي طبقت في وقت سابق من العام الجاري بواقع مليوني برميل يوميا ابتداء من آب (أغسطس).
لكن فيفيك دهار محلل السلع الأولية في بنك الكومنولث الأسترالي قال إن الزيادة الفعلية في خفض الإنتاج ستتخطى مليوني برميل يوميا، إذ إن دولا مثل العراق، التي زاد إنتاجها مقارنة بتعهداتها بخفض الإمدادات في أيار (مايو) حتى تموز (يوليو)، وافقت على تطبيق خفض أكبر في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر).


وقال دهار إن السوق تلقت بعض الدعم من الاتفاق على قدر من التعويض عن عدم الامتثال السابق بالتعهدات في الوقت الذي تنمو فيه الضبابية حول نمو الطلب. أوصت "أوبك" بالانتقال إلى المرحلة الثانية لخطة خفض الإنتاج من خلال تخفيف قيود الخفض بدءا من الشهر المقبل ليصل حجم الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميا بدلا من 9.7 مليون برميل، الذي كان مطبقا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.
وقدمت في اجتماع اللجنة الوزارية لخفض الإنتاج الذي عقد أخيرا، رؤية إيجابية للسوق تؤكد الثقة بتعافي الطلب، وباستمرار امتثال المنتجين لخطة تقييد المعروض، إذ تشمل هذه الرؤية أيضا ضرورة تخفيف قيود الخفض في هذه المرحلة، نظرا لارتفاع الاستهلاك المحلي في أشهر الصيف في أغلب الدول المنتجة في الشرق الأوسط.


وأظهرت بيانات رسمية أمس الأول أن إجمالي صادرات السعودية النفطية، بما في ذلك الخام والمنتجات النفطية، انخفض إلى 7.48 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) (أيار)، من 11.34 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل).
وتقدم المملكة وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بيانات الصادرات الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.


وتأثرت صادرات النفط السعودية خلال أيار (مايو) بالانخفاض الحاد في صادرات الخام 41.2 في المائة، بما يعادل 4.217 مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق. وبلغت صادرات الخام 6.02 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)، مقابل 10.237 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل).
وفي المقابل، ارتفعت صادرات المنتجات النفطية السعودية بواقع 358 ألف برميل يوميا خلال أيار (مايو) على أساس شهري. وبلغت صادرات المنتجات 1.456 مليون برميل يوميا، مقابل 1.098 مليون برميل في نيسان (أبريل). وزادت مخزونات السعودية النفطية بواقع 4.06 مليون برميل، لتبلغ بنهاية أيار (مايو) 147.6 مليون برميل.


وبث اجتماع "أوبك +" بث أجواء إيجابية في السوق خاصة مع التأكيد على نمو الطلب واستمرار تحسن امتثال المنتجين وارتفاعه إلى 107 في المائة، حيث يتوقع أن ذلك سيكون له مردود جيد على الأسعار في الفترة المقبلة على الرغم من عودة نحو مليوني برميل يوميا إضافية إلى العرض بدءا من الشهر المقبل.
وطبق منتجو "أوبك +" على مدار نحو ثلاثة أشهر قيودا قياسية وتاريخية على الإنتاج لتعويض آثار الوباء العالمي المدمر للطلب، كما أن العودة إلى مستوى تخفيضات أقل هي خطوة كانت متوقعة بسبب رضا المنتجين بقيادة السعودية وروسيا عما تحقق في الشهور الماضية ورغبتهما القوية في أن تكون التخفيضات دقيقة ومحسوبة ولا تؤدي إلى خسائر كبيرة في الحصص السوقية.


وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت أن تستقر أسعار النفط حول 40 دولارا للبرميل في الأشهر المقبلة.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 44.12 دولار للبرميل الأربعاء الماضي مقابل 43.02 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأول، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 43.44 دولار للبرميل.

التعليـــقات