رئيس التحرير: طلعت علوي

شبح الفشل يخيم على خطة الاتحاد الأوروبي للإنعاش الاقتصادي

الإثنين | 20/07/2020 - 09:52 صباحاً
شبح الفشل يخيم على خطة الاتحاد الأوروبي للإنعاش الاقتصادي


   
اجتمع القادة الأوروبيون أمس، بعدما أخفقوا في التوصل إلى اتفاق حول اقتراح جديد عرض عليهم أمس الأول.
الاقتصادية» من الرياض
خيم شبح الفشل على القمة الأوروبية حول خطة الإنعاش الاقتصادي لمرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد في يومها الثالث من المفاوضات الشاقة في بروكسل.


وكثّف القادة الأوروبيون المحادثات البارحة في بروكسل على أمل تجنب فشل المفاوضات حول خطة تعاف اقتصادي لمرحلة ما بعد كورونا في ختام يوم سادته انقسامات مهمة بين الدول.
ففي ثالث أيام القمة، التي كان يفترض أن تستمر يومين فقط، وبعد أكثر من 55 ساعة من الاجتماعات، جرى استئناف النقاشات بين جميع الدول الأعضاء حول مأدبة عشاء، بعد تأجيلها أكثر من مرة.
وبقيت نتائج القمة غير واضحة حتى ساعة إعداد هذا الخبر، وهي الأطول بين قادة الاتحاد الأوروبي منذ قمة نيس عام 2000 حول مراجعة الاتفاقيات في إطار توسع الاتحاد شرقا إذ استمرت أربعة أيام وليال.
واقترح رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، تخفيضا إضافيا للمبلغ المخصص للمنح في حزمة الإنعاش الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، حسبما أفادت مصادر في التكتل لوكالة الأنباء الألمانية.


وقالت مصادر الاتحاد الأوروبي، إن اقتراح ميشال الجديد يتوقع تقديم منح بـ400 مليار يورو، بدلا من 450 مليار في اقتراحه السابق و500 مليار وردت في الاقتراح الأولي للحزمة .
لكن ما يعرف بـ "الدول المقتصدة"، وهي: السويد وهولندا والنمسا والدنمارك وفنلندا، تعارض الاقتراح، وترى أن المنح لا يمكن أن تزيد على 350 مليار يورو.
وبحسب الفرنسية" ،قال مصدر قريب من المحادثات، إن اقتراح شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي يتمتع بدعم كبير، لكن قادة الدول الـ27 لم يتوصلوا إلى اتفاق.
وفي تسجيل فيديو بثه على "فيسبوك" البارحة الأول، قال جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي، إن المفاوضات أصعب بكثير مما كان متوقعا، وتحدث عن وضع في طريق مسدود".


وينص اقتراح الخطة الأخير على أن تبقى قيمتها 750 مليار يورو، لكنها باتت تتألف من 300 مليار من القروض و450 مليارا من المساعدات التي لا يترتب على المستفيدين منها إعادتها، مقابل 250 مليارا من القروض و500 مليار في الاقتراح السابق.
ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه من الممكن ألا ينجح قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المجتمعون منذ الجمعة الماضي في قمة في بروكسل، في التوصل إلى تفاهم حول خطة إنعاش الاقتصاد بعد وباء كوفيد - 19 التي سبب انقساما كبيرا بينهم.
وقالت ميركل التي وصلت إلى اليوم الثالث من المفاوضات، إن القادة الـ27 لديهم مواقف مختلفة بشأن حجم الصندوق وقواعد الاستفادة منه وربطه باحترام سيادة القانون.
وأضافت عند وصولها إلى مقر القمة اليوم، وصفته بالحاسم، إن "هناك إرادة حسنة كبيرة لكن من الممكن ألا يتم التوصل إلى نتيجة، لا أستطيع حتى الآن قول ما إذا كنا سنتوصل إلى حل".


ومن المقرر أن تنضم ميركل إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وشارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي لإعداد عرض جديد لكسر الجمود بعدما تحالف مارك روتي رئيس الوزراء الهولندي وحلفاؤه قادة "الدول المقتصدة الخمس" لعرقلة الاقتراح السابق.
وكان ميشال قد اقترح حزمة بقيمة 750 مليار يورو من قروض ومنح لمساعدة الدول الأعضاء على التعافي من الركود التاريخي الذي سببه فيروس كورونا، لكن النمسا ترى أن المبلغ كبير جدا وتريد هولندا أن تكون الدول الأعضاء قادرة على تعطيل خطط الإنفاق الوطنية.
بدوره، قال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، إن ثمة رغبة في تقديم حلول وسط لإبرام اتفاق بشأن صندوق التعافي الاقتصادي خلال قمة الاتحاد الأوروبي، لكن ينبغي ألا يكون ذلك على حساب طموحات الاتحاد.


وصرح لدى وصوله إلى اجتماعات اليوم الثالث من أعمال القمة التي تواجه مأزقا منذ انطلاقها "يجب ألا تثنينا الرغبة في التوصل إلى حل وسط، عن بلوغ طموحات مشروعة ينبغي أن نسعى إليها، سنرى إذا كان يمكن التوفيق بين الأمرين". وتابع "لا علاقة للأمر بالمبدأ، لكن، لأننا نواجه أزمة صحية واقتصادية واجتماعية استثنائية، ولأن دولنا بحاجة إليها، نحتاج إلى وحدة صف أوروبية".
وصرح دبلوماسيون فرنسيون بأنه من الممكن أن يصير البرنامج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من أجل مواجهة تداعيات كورونا أصغر مما كان مقترحا في الأساس.


وبحسب تصريحات الدبلوماسيين، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استعداد لإدخال 400 مليار يورو فقط للمخصصات المالية غير القابلة للسداد بدلا من الـ500 مليار يورو التي كان مخططا لها في الأساس.
ولكن، لن يتم القبول بمخصصات أقل من ذلك، بحسب ما نقله الدبلوماسيون أمس، في القمة الأوروبية في بروكسل. يشار إلى النمسا والدنمارك والسويد وهولندا وفنلندا تعارض هذا البرنامج، وتسعى إلى منح قروض فحسب، بدلا من تلك المخصصات من أجل تحفيز دول مثل: إيطاليا وإسبانيا نحو إصلاحات أسرع.


وبحسب الدبلوماسيين لم يسفر لقاء ميركل وماكرون مع رؤساء دول وحكومات الدول الخمس عن أي نتائج ملموسة، وبعد مساع حثيثة للتوصل إلى تسوية، تركت ميركل وماكرون الأمر.
وتزايدت آمال التوصل إلى اتفاق في وقت سابق عندما اقترح ميشال تعديلات على الحزمة بشكل عام تهدف إلى تهدئة مخاوف هولندا، إذ تقضي خطته بتخفيض الجزء الخاص بالمنح في صندوق الإنعاش.
ولكن الآمال بأن هذا سيكون كافيا تلاشت بسرعة، بعد أن طلبت السويد خفض المنح إلى 155 مليار يورو حسبما قالت مصادر دبلوماسية. وأشار البعض إلى أن برنامج الإنعاش سيفقد أهميته بهذا المبلغ المقلص جدا.


وقال كونتي، إن ما تسعى إليه لاهاي بحق استخدام الفيتو من الناحية الواقعية على طلبات الدول للحصول على مساعدات، غير ملائم من الناحيتين السياسية والقانونية وغير عملي إلى حد بعيد أيضا".
وأعاد يوهانس هان مفوض الميزانية في الاتحاد الأوروبي إلى أذهان الزعماء، الذين وضعوا كمامات وجلس كل منهم على مسافة من الآخر، بأن كوفيد - 19 ما زال بينهم، وأن عليهم التحرك.
وقال على "تويتر" مجرد تذكير رسمي، أزمة كورونا لم تنته، فالإصابات ترتفع في دول كثيرة، حان الوقت للتوصل إلى اتفاق يسمح لنا بتوفير الدعم المطلوب بشكل عاجل لمواطنينا واقتصاداتنا.

التعليـــقات