رئيس التحرير: طلعت علوي

قطاع الطيران «يتحطم» .. إفلاسات مرتقبة وملايين الوظائف في مهب الريح والانفراجة الأقرب 2022

الأحد | 10/05/2020 - 10:10 صباحاً
قطاع الطيران «يتحطم» .. إفلاسات مرتقبة وملايين الوظائف في مهب الريح والانفراجة الأقرب 2022


   
تحذيرات من أن ترك المقاعد في الوسط خالية للحد من العدوى سيؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر.

كان من المتوقع أن ينمو قطاع الطيران في العالم بأكثر من 3 في المائة هذا العام، لكن ذلك كان قبل التوقف التام للرحلات نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبدلا من زيادة الطلب على مقاعد الركاب في العالم بـ67 مليون راكب في 2020، تقدر المنظمة الدولية للطيران المدني انخفاض الطلب بما يراوح بين 805 ملايين و1.5 مليار مقعد راكب، في ظل الحظر على السفر الذي فرضته دولة تلو أخرى من أجل الحد من تفشي الفيروس.
وتقول المنظمة الأممية إن أوروبا كانت الأكثر تضررا بوجه خاص. ومن المتوقع أن تؤدي قيود السفر إلى إصابة موسم السياحة الصيفي المزدحم دائما بالشلل.


وبحسب "الألمانية"، حذر اتحاد النقل الجوي الدولي الذي يمثل نحو 290 شركة طيران من أن الملايين من فرص العمل قد أصبحت في مهب الريح.
ويقول الاتحاد إن قطاع الطيران يتضمن 65.5 مليون وظيفة في أنحاء العالم، بما في ذلك 10.5 مليون شخص يعملون في المطارات وشركات الطيران.
وتقدم شركة طيران تلو الأخرى تقارير فصلية قاتمة، وخططا لخفض الوظائف، وبينها شركة "فيرجين أتلانتيك"، التي قالت هذا الأسبوع إنها قد تشطب3150 وظيفة.


وقال المدير التنفيذي، شاي ويس، إن الشركة اضطرت إلى خفض التكاليف من أجل تأمين مستقبلها والعودة كشركة يمكن أن تحقق أرباحا بصورة دائمة بحلول العام المقبل.
وأعلنت "بريتش إيرويز" الأسبوع الماضي خططا لفصل 12 ألف من العاملين لديها، في حين حذرت شركة الطيران منخفض التكاليف "ريان إير" من أنها قد تضطر إلى شطب نحو ثلاثة آلاف وظيفة.
وليس من المتوقع أن تعود الخدمات العادية في المستقبل القريب إلى ما كانت عليه الحال في السابق.
وقال مالك شركة بريتش إيرويز أمس الأول إن الشركة تتوقع استمرار تداعيات جائحة كورونا على قطاع الطيران لمدة ثلاثة أعوام، على الأقل، دون " عودة ناجحة" للخدمات الطبيعة حتى تموز (يوليو) المقبل على أقل تقدير.
وحذر اتحاد النقل الجوي الدولي من أن ترك المقاعد الموجودة في الوسط خالية للحد من خطر العدوى سيؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران أو إلى إفلاس الشركات.


وقال جون هولاند-كاي، المدير التنفيذي لمطار هيثرو، للنواب البريطانيين الأربعاء الماضي إنه يتعين على الحكومة الموافقة على المعايير الدولية المشتركة بحلول نهاية أيار (مايو)، خاصة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأضاف هولاند-كاي إن" القضية الأساسية هي ما إذا كان سيسمح للركاب بدخول البلاد التي سيسافرون إليها، وهل سيسمح لهم بالعودة"، مضيفا أن الحجر الصحي المستمر "سيقضي على قطاع الطيران".
كما سعت شركات الطيران في أنحاء أوروبا إلى الحصول على دعم من دولها لمواجهة العاصفة، وقد حصلت عليه، وشمل ذلك قروضا وائتمانات.
من ناحية أخرى، كتب أندريا جيورسين، وهو محلل إيطالي متخصص في شؤون الطيران، في صحيفة "إل فوجليو" إن "عمليات تدخل مختلف الدول، بهدف حماية شركات الطيران بها له تأثير سلبي، وهو تشويه السوق. وبالفعل ينبغي أن تكون هناك مساعدة لقطاع الطيران، ولكن ذلك أمر يجب أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتنسيقه".


وكانت بعض الشركات تواجه متاعب بالفعل قبل توقف الطيران، حيث كانت مثقلة بديون كبيرة، وبينها شركة الطيران النرويجية منخفض التكاليف وخططها التوسعية، وشركة أليتاليا الإيطالية التي كانت على وشك الإفلاس، والتي شهدت انخفاض الإيرادات 97 في المائة في الفترة من الأول حتى 23 من نيسان (أبريل) الماضي.
وحذر كارستن سبوهر، رئيس شركة طيران لوفتهانزا الألمانية هذا الأسبوع من تحمل ديون كبيرة في ظل مفاوضات بشأن الحصول على حزمة إنقاذ من الدولة.
وحذرت أحد الكيانات المعنية بشؤون قطاع الطيران أمس الأول من أن المطارات الألمانية تخسر نصف مليار يورو (539.2 مليون دولار) من الإيرادات شهريا بسبب أزمة فيروس كورونا، ودعت الدولة إلى تقديم مساعدات لها.
ووافقت المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع على قروض فرنسية تبلغ قيمتها سبعة مليارات يورو لمساعدة شركة إير فرانس، التي كانت ستواجه خطر الإفلاس دون هذه المساعدة.


وقال برونو لو ماري وزير الاقتصاد الفرنسي إن باريس طلبت التزامات بيئية من "إير فرانس" مقابل مساعدتها.
وأوضح: "عندما يمكنك السفر بالقطار في أقل من ساعتين ونصف، ليس هناك مبرر للسفر بالطائرة".
وقال جان ماري سكوجلوند، كبير المستشارين لدى وكالة النقل السويدية، إن اتجاه التدخل المتزايد من جانب الدولة "مهم" لأنه يمثل تحولا عن موجات تخصيص سابقة.
وأضاف أنه عندما يتم استئناف السفر جوا في نهاية المطاف، من "المهم تطبيق نفس القيود بالنسبة لجميع شركات الطيران، على الأقل داخل الاتحاد الأوروبي".
من ناحية أخرى، دعت منظمة جرينبيس وجماعات الضغط مثل "النقل والبيئة" التي ترصد الانبعاثات الناجمة عن السفر جوا، إلى استخدام الحكومات دعمها لشركات الطيران كوسيلة ضغط.


وقال لوريلي ليموسين، أحد نشطاء حملة جرينبيس لحماية المناخ في الاتحاد الأوروبي" إن ضخ أموال دافعي الضرائب في أحد أكثر القطاعات المسببة للتلوث في العالم - دون قيود - أمر غير منطقي".
من جانبه، قدم رئيس شركة الطيران الاسكندنافية "ساس" أمس توقعات قاتمة بشأن تعافي حركة السفر الجوي وقال إن الطلب على السفر الجوي لن يعود إلى مستوياته قبل تفجر جائحة فيروس كورونا المستجد، حتى 2022.
وقال رئيس الشركة، ريكارد جوستافسون: "رغم أنه لا يمكن لأي شخص حتى الآن توقع كيفية تطور طلب الركاب على تذاكر الطيران خلال الشهور أو الأعوام المقبلة، فإنه من الواضح أنه سيستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا".


وأضاف: "من وجهة نظرنا، فإن الأمر سينتظر حتى 2022 قبل أن يبدأ الطلب الوصول إلى مستوياته قبل أزمة كوفيد – 19".
وذكرت شركة الطيران الاسكندنافية أن عدد ركابها خلال نيسان (أبريل) الماضي بلغ 94 ألف راكب، بانخفاض نسبته نحو 95 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وبسبب الجائحة، قامت الشركة بتسيير عدد محدود من الخطوط في النرويج والسويد.
وقالت "ساس" قبل أسبوع إنها تعتزم تسريح نحو نصف عدد عمالها أي نحو خمسة آلاف موظف، حيث سيتم إبلاغ الموظف الذي تقرر الاستغناء عنه بالقرار قبل ستة أشهر من موعد التنفيذ.

التعليـــقات