رئيس التحرير: طلعت علوي

رفع إجراءات العزل لإنعاش اقتصادات العالم يتواصل بسرعات متفاوتة .. والآمال على عقار لكورونا

الأحد | 03/05/2020 - 10:30 صباحاً
رفع إجراءات العزل لإنعاش اقتصادات العالم يتواصل بسرعات متفاوتة .. والآمال على عقار لكورونا


   
متسوقون داخل أحد الشوارع التجارية الشهيرة في باريس. "الفرنسية"
 

يتواصل رفع إجراءات العزل عن سكان عديد من دول العالم لإنعاش اقتصاداتها، لكن بسرعات متفاوتة، لتجنب انتشار فيروس كورونا المستجد، ويمكن أن يتسارع إذا ثبت أن عقار ريمديسيفير - الذي ما زال في طور الاختبار - مفيد لعلاج «كوفيد - 19».
وبحسب "الفرنسية"، فإنه على الرغم من أعداد الضحايا التي ما زالت مرتفعة، تتقدم الولايات الأمريكية على طريق رفع إجراءات الحجر، وسمحت وكالة الغذاء والدواء؛ السلطة الأمريكية لضبط أسواق الأدوية بشكل عاجل، باستخدام عقار تجريبي يمكن - على حد قولها - أن يساعد على شفاء المرضى.


وأجاز المنظمون الأمريكيون استخدام العقار التجريبي "رمديسفير" لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد في الحالات الطارئة، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وتظاهر آلاف في كاليفورنيا للمطالبة برفع الحجر الساري منذ ستة أسابيع، حاملين أعلام الولايات المتحدة ولافتات، ومرتدين قبعات كتبت على بعضها رسائل مؤيدة للرئيس دونالد ترمب.
وهتف المتظاهرون "افتحوا كاليفورنيا"، وكتب على لافتات "كل الوظائف ضرورية"، "الحرية ضرورية"، وقال الحاكم جافن نيوسوم؛ لصحافيين "إنه يتفهم الإحباط الذي دفع إلى الاحتجاجات، وكذلك قلق المتظاهرين بشأن الاقتصاد ومستقبل عائلاتهم"، مشيرا إلى أنه سيصدر عنه في الأيام المقبلة إعلان بشأن إجراءات الحجر.


وتوجه نيوسوم؛ إلى المتظاهرين بالقول "اعتنوا بأنفسكم، ضعوا كمامة، احترموا التباعد الجسدي، هذا المرض لا يُفرق بين متظاهر وديمقراطي وجمهوري".
كما نظمت احتجاجات مماثلة في لوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك، ودخل الخميس الماضي متظاهرون مسلحون إلى مبنى الكابيتول في ولاية ميشيجان، حيث كان البرلمانيون مجتمعين، للمطالبة بتخفيف إجراءات الحجر المتخذة في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد.
والولايات المتحدة التي سجلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية شباط (فبراير)، هي الدولة الأكثر تضررا في العالم من جراء وباء كورونا، سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات.


في المقابل، وفي عدد من الدول الأوروبية، يتأكد تدريجيا انحسار الوباء، لكن الرغبة في تجنب موجة جديدة من الإصابات تدفع الحكومات إلى رفع إجراءات الحجر تدريجيا ببطء.
وفي الولايات المتحدة الدولة التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات بلغ نحو 65 ألفا، ارتفع عدد طالبي تعويض البطالة إلى أكثر من 30 مليونا منذ منتصف مارس، وهو رقم تاريخي.
ولإنعاش الاقتصاد، بدأ أكثر من 35 من الولايات الأمريكية الـ50 رفع إجراءات العزل الصارمة التي فرضها، أو بات على وشك القيام بذلك، بينما تتضاعف التظاهرات "لإعادة فتح أمريكا" في جميع أنحاء البلاد.


وأعادت تكساس، الجمعة، فتح المحال التجارية والمطاعم والمكتبات شرط ألا تعمل بأكثر من 25 في المائة من طاقتها، وكانت هذه الولاية الكبيرة في الجنوب الأمريكي قد سجلت قبل يوم أكبر حصيلة للوفيات تجاوزت 50 في يوم واحد، وبلغ مجموع الوفيات فيها 800.
وفي أحد مطاعم مدينة هيوستن حيث يرتدي العاملون أقنعة واقية وقفازات، أوضح جاك سويد؛ أنه "سعيد لأنه سيتمكن من دعم المتاجر المحلية. إجراءات السلامة التي فرضت كانت مجدية، والناس تكيفوا مع الفيروس".
على جبهة العلوم، أعطت الوكالة الأمريكية للغذاء والدواء دفعا كبيرا لعقار ريمديسيفير، الذي يتيح للمرضى المصابين بكورونا - حسب دراسة - التعافي بسرعة أكبر.


وفي مؤشر إلى الأهمية التي توليها السلطات لتطوير هذا العلاج، أعلن ترمب نفسه وضع الدواء في الاستخدام، وسيسمح للمستشفيات الأمريكية بوصفه للمرضى في حالة خطيرة، مثل الذين يخضعون لأجهزة تنفس.
في أوروبا، يبدو انحسار الوباء واضحا في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لكن خوفا من موجة ثانية من العدوى، قررت سلطات هذه الدول رفع إجراءات العزل تدريجيا وبحذر كبير.


ففي إسبانيا، تشهد عطلة نهاية الأسبوع تخفيفا جديدا للحجر الصارم جدا الذي فرض منذ 14 آذار (مارس) على سكان البلاد البالغ عددهم 47 مليون نسمة، عبر السماح بالخروج لممارسة الرياضة الفردية، ذلك بعد السماح بخروج الأطفال من المنازل.
لكن فُرضت مهل زمنية يجب احترامها لتجنب ازدحام الشوارع، وإبقاء الأطفال والمسنين بعيدين عبر منحهم فرصة الخروج في ساعات أخرى.
أما في بريطانيا - حيث توفي 27 ألفا و510 أشخاص بالفيروس وتعد ثاني الدول الأوروبية الأكثر تضررا بعد إيطاليا - فقد أعلن بوريس جونسون رئيس الوزراء أن الوباء بلغ ذروته، ووعد بخطة لرفع إجراءات العزل سيعرضها الأسبوع المقبل.


على مستوى العالم، تبدو تكلفة إجراءات مكافحة الوباء كارثية لبعض قطاعات النشاط الاقتصادي مثل السياحة والطيران، وكذلك للسكان الأضعف، وقالت منظمة العمل الدولية "إن مليارا و600 مليون شخص قد يفقدون وسائل عيشهم بسبب هذه الأزمة".
وبدأ الصينيون الذين توقفوا عمليا عن الإعلان عن مزيد من الإصابات، الجمعة، عطلهم الحقيقية الأولى منذ بداية الأزمة.
وبعدما اتهمتها واشنطن بمحاباة الصين في بداية الأزمة، طلبت منظمة الصحة العالمية من بكين إشراكها في التحقيقات في منشأ الوباء، وتقول المنظمة "إنها تريد معرفة المضيف الطبيعي لهذا الفيروس، وطريقة انتقاله من الحيوان إلى الإنسان".


وفي البرازيل حيث يدافع الرئيس جاير بولسونارو؛ بشراسة عن استئناف النشاط الاقتصادي، يبدو أن المقبل أسوأ، وتثير تصريحات الرئيس اليميني القومي جدلا في البلاد، ولا سيما رده على سؤال طرح عليه الجمعة. فقد سئل الجمعة عن موقفه من تجاوز عدد الوفيات في البرازيل خمسة آلاف؟ ورد بولسونارو "وماذا في ذلك"؟ ومنذ تصريحه هذا ارتفع عدد الوفيات إلى 5900.

التعليـــقات