رئيس التحرير: طلعت علوي

اقتصاد العالم أمام تدابير دعم الشركات وإغلاق الحدود

الأربعاء | 18/03/2020 - 11:11 صباحاً
اقتصاد العالم أمام تدابير دعم الشركات وإغلاق الحدود



تواجه الاقتصادات العالمية تحديا كبيرا مع تواصل إغلاق الحدود وفرض عزل تام في عديد من الدول، التي تفشى فيروس كورونا المستجد فيها وتسبب في وفاة أكثر من سبعة آلاف شخص حتى الآن وألقى بثقله على العالم.
وفي أوروبا، التي باتت البؤرة الجديدة للوباء، الذي ظهر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في الصين، بدأت فرنسا وسكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة ظهر الثلاثاء فترة حجر شامل، على غرار ما فرض في إسبانيا وإيطاليا.
ووفقا لـ"الفرنسية" غادر عديد من سكان باريس المدينة، استباقا للحجر الذي فضلوا قضاءه في الريف، حيث كانت الطرق المؤدية إلى خارج العاصمة مكتظة بالسيارات والصفوف أمام محطات الوقود طويلة.


وقالت مستشارة إدارية أخذت القطار الأخير نحو بوردو مساء، للتوجه إلى منزل والدتها، "إن يكن شخصان محجورين معا داخل 24 مترا مربعا دون إمكانية للخروج إلى الطبيعة أو الحدائق، أمر لا يمكن تحمله".
ونشر 100 ألف شرطي ودركي في المدينة لفرض تطبيق التدابير الجديدة.
وفي حرب اقتصادية، بدا حي مونمارتر التجاري في العاصمة باريس شبه خالٍ، باستثناء بعض من يمارسون رياضة الجري وأشخاص ينزهون كلابهم. وفي متجر في الجادة 16 في العاصمة الفرنسية، خلت رفوف المعكرونة والأرز وأوراق الحمام والمحارم تماما. وقال أحد العاملين في المكان، "هذا جنون"، مفضلا عدم الكشف عن هويته.


وكما في معظم أنحاء البلاد، تزداد المخاوف من اكتظاظ المستشفيات ونقص المعدات.
وأغلقت أوروبا منتصف النهار كامل حدودها الخارجية لـ30 يوما. ويجري قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قمة استثنائية عبر الفيديو.
وتدور "الحرب" في مواجهة الفيروس كذلك على الجبهة الاقتصادية. واتخذت الحكومات والمصارف المركزية تدابير لدعم الأسواق والشركات والموظفين.


وأعلنت باريس استعدادها لتأميم شركات "إذا لزم الأمر"، مشيرة إلى احتمال دخول اقتصاد فرنسا حالة انكماش. وتستعد روما أيضا إلى تأميم شركة الخطوط الجوية الإيطالية، التي تواجه عديدا من الصعوبات.
وستقدم فرنسا مساعدة بقيمة 45 مليار يورو لدعم الشركات والموظفين، كما تنوي نيوزيلندا دفع 6.5 مليار يورو للغرض نفسه والبرازيل 26 مليار يورو.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الإثنين للمرة الأولى، أن من المحتمل دخول الولايات المتحدة في حالة "انكماش" اقتصادي خلال قمة عبر الفيديو لدول مجموعة السبع التي أعربت عن عزمها القيام "بكل ما يلزم" لإنعاش النمو العالمي.


وتأثرت الحياة السياسية أيضا في عديد من الدول حيث علقت في ولاية أوهايو الأمريكية إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي الإثنين فيما أرجأت ولايات عدة الاستحقاق حتى أيار (مايو) وحزيران (يونيو).
وتعرضت كذلك الحكومة الفرنسية لانتقادات، لعدم إلغائها انتخابات الأحد البلدية، لكن ماكرون أعلن إرجاء الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 22 آذار (مارس).
وفي كبرى مدن العالم، أقفلت المطاعم والملاهي وصالات السينما والمدارس والجامعات ويتواصل إلغاء مناسبات عدة.
وعلى صعيد الرياضة، اقترح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) إرجاء نهائيات كأس أوروبا 2020 إلى عام 2021. وسيجري تقليص احتفالات الشعلة الأولمبية في اليابان، التي تبدأ في 26 آذار (مارس).
في الأثناء، ارتفع النشاط والتجارة عبر الإنترنت إلى حد كبير. وأعلنت "أمازون" أنها سترفع رواتب موظفي مخازنها حول العالم، وستوظف 100 ألف شخص في الولايات المتحدة.


وفي إسبانيا، حذرت الحكومة من أن مدة العزل الشاملة قد تطول، في حين دعا السكان في ألمانيا إلى "البقاء في المنازل" وإلغاء مخططات العطل.
وفي بريطانيا، التي لم تتخذ حتى الآن إجراءات مشددة كما الدول المجاورة، أوصت الحكومة أخيرا السكان بتفادي أي "تواصل اجتماعي" وتحرك "غير ضروري".


وفيما يخص فيروس الصين، أعلنت الصين الأسبوع الماضي سيطرتها عمليا على تفشي الفيروس وبات قلقها يتجه إلى الحالات المستوردة للإصابة التي تبلغ حتى الآن 143 حالة. وفرض في بكين على الواصلين من الخارج الحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وأعربت الصين عن "استيائها الشديد" من تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصف فيها الفيروس بأنه "فيروس الصين".
ويجري في الولايات المتحدة أول اختبار على لقاح مضاد لـ"كورونا" المستجد.

 

http://www.aleqt.com/

التعليـــقات