رئيس التحرير: طلعت علوي

تداعيات «كورونا» .. اليوان الصيني تحت الحجر الصحي 14 يوما

الأحد | 16/02/2020 - 02:01 مساءاً
تداعيات «كورونا» .. اليوان الصيني تحت الحجر الصحي 14 يوما




يتزايد تردد الصينيين في استخدام العملة النقدية، خوفا من التقاط العدوى، على الرغم من أن أغلبية المستهلكين يستخدمون هواتفهم الذكية لدفع مستحقاتهم وثمن مشترياتهم اليومية منذ أعوام.
واستجابة لتلك المخاوف، قرر البنك المركزي الصيني أمس "تنظيف" الأوراق النقدية الموضوعة في التداول عبر وضعها في "الحجر" بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدا مواصلة دعم الشركات، التي تعاني صعوبات بسبب الوباء.
وبحسب "الفرنسية"، قال فان ييفي نائب حاكم البنك المركزي الصيني إن المصارف تستخدم الأشعة فوق البنفسجية أو درجات حرارة عالية جدا لتعقيم الأوراق النقدية، قبل عزلها لمدة تراوح بين 7 و14 يوما.
وأشار خلال مؤتمر صحافي إلى إمكانية إعادة الأوراق النقدية إلى التداول بعد انقضاء فترة "الحجر الصحي"، التي تعتمد على شدة الوباء في المنطقة المعنية.
وأضاف: "علينا أن نحافظ على سلامة وصحة مستخدمي السيولة النقدية"، منوها إلى تعليق التحويلات المالية بين المقاطعات الصينية.
وأصدر البنك المركزي الصيني قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة "إصدارا طارئا" من الأوراق النقدية بقيمة أربعة مليارات يوان في مقاطعة هوباي (وسط) بؤرة تفشي الوباء.
وفي مواجهة الوباء التنفسي الجديد، ارتفعت عمليات تعقيم الأماكن العامة، فيما يتم تشجيع المقيمين على الحد من الاتصال المباشر مع الآخرين.
وفي حين يتوقع المحللون أن تعيد تسهيلات نقدية إحياء اقتصاد مشلول بسبب الوباء، لم يعلق ييفي سوى بأن البنك المركزي سيتبع سياسة نقدية "حكيمة".
وفي هذا السياق، يرى ييفي أن معدل الديون المشكوك في تحصيلها لا يزال "منخفضا نسبيا" في ميزانية المصارف.
ودعت هيئة تنظيم المصارف الصينية، المصارف التجارية إلى زيادة معدل الإقراض إلى الشركات مع الحفاظ على "معدلات فائدة معقولة"، وفق ما أشار ليانج تاو نائب رئيس الهيئة.
وتكافح الصين في سبيل عودة اقتصادها، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى العمل بعد عطلة مطولة بمناسبة السنة القمرية الجديدة، في الوقت الذي تعهد فيه البنك المركزي بدعم الشركات، لكن قرارات حظر السفر وأوامر الحجر الصحي تؤثر سلبا في الأعمال.
وذكر وانج يي وزير الخارجية الصيني أن بلاده تحرز تقدما كبيرا في الحد من تفشي كورونا، مشيرا إلى أن سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، يكافحون بحسم في هذه "الحرب التي بلا دخان".
وأعرب الوزير عن شكره للمجتمع الدولي على المساعدة، مشيرا إلى أن باكستان، على سبيل المثال أرسلت إلى الصين كل أقنعة الوجه المتوفرة في مخازنها، وقال وانج يي: "الأمة الصينية ممتنة"، عادا أن "تأثير التفشي في اقتصاد الصين سيكون قصير الأجل ومؤقتا.. وعندما ينتهي التفشي،‭‭ ‬‬فإن الطلب المنخفض للمستهلكين سيعاود الارتفاع بسرعة وسيتعافى الاقتصاد بقوة".
من جهة أخرى، دفع نقص الأقنعة الواقية من فيروس كورونا المستجد في الصين، الصناعيين إلى تعديل خطوط الإنتاج استجابة للطلب المتزايد على هذا المنتج، بما يشمل مصانع هواتف "آي فون" والملابس والسيارات حتى حفاضات الأطفال.
وتصنع شركة "نيو ييفا" عادة منتجات صحية موجهة إلى العامة بينها فوط التنظيف والمنتجات الورقية، غير أن الشركة نجحت في خلال يومين في تحويل خط إنتاج مصنعها الواقع في مقاطعة فوجيان (شرق)، بهدف إنتاج أقنعة واقية ورقية لإرسالها إلى الطواقم الطبية، التي تحتاج إليها بشدة للحماية من انتقال العدوى من المرضى المصابين بالفيروس.
وقال شن شنجيوان نائب رئيس المجموعة إن "جميع موظفينا يعملون على الأقنعة في الوقت الحاضر"، مشيرا إلى أن مصنعه ينتج أكثر من 600 ألف وحدة يوميا، كما تعتزم الشركة تحويل خط إنتاجي آخر مخصص في العادة لتصنيع الحفاضات.
غير أن لهذا الأمر تكلفة باهظة، إذ اضطرت شركة "نيو ييفا" إلى إرجاء إنجاز طلبية تفوق قيمتها ستة ملايين دولار للتركيز على إنتاج الأقنعة الواقية.
وأقرت السلطات الصينية بحاجة البلاد الماسة إلى الأقنعة، خصوصا في مقاطعة هوبي (وسط) البؤرة الرئيسة للوباء، التي يواجه فيها الأطباء وأفراد الطواقم الطبية نقصا فادحا في معدات الحماية.
وفي استطاعة المصانع الصينية عندما تعمل بكامل طاقتها إنتاج ما يصل إلى 20 مليون قناع واق يوميا.
وفي ظل هذه الحالة الطارئة، وصلت الطاقة الإنتاجية الإجمالية في هذا المصنع الثلاثاء إلى 94 في المائة، وفق شا نونج المسؤول في الوكالة الوطنية للتخطيط الاقتصادي، الذي دعا الشركات، التي لم تبلغ بعد هذا المستوى إلى فعل ذلك "في أسرع وقت ممكن".
وعمدت شركات أخرى غير "نيو ييفا" إلى تعديل خطوطها الإنتاجية لخوض غمار تصنيع الأقنعة الواقية.
وبدأت شركة "فوكس كون" التايوانية التي تجمع منتجات كهربائية لحساب مجموعة "أبل" الأمريكية العملاقة بما يشمل هواتف "آيفون"، إنتاج أقنعة في مصنعها في شنغن جنوب الصين.
وتطمح "فوكس كون" إلى أن تنتج مليوني قناع يوميا بحلول نهاية الشهر الجاري لتوزيعها على عمال المجموعة وأيضا إلى جهات خارجية عند الحاجة.
وأفادت شركة "بي واي دي" المصنعة للسيارات الكهربائية لوكالة "فرانس برس" بأنها تسعى لصنع خمسة ملايين قناع يوميا و50 ألف عبوة سائل مطهر بحلول نهاية شباط (فبراير).
وتعتزم الشركة البدء في الإنتاج على نطاق صناعي غدا، وستوزع الأقنعة خصوصا على المستشفيات وفي المناطق الأكثر تضررا بالفيروس.
إلى ذلك، تطمح 14 شركة لصناعة النسيج في نينجبو في مقاطعة شيجيانج (شرق) إلى إنتاج مليون قناع في 20 يوما.
كذلك، تشارك شركة صينية تابعة لمجموعة "جنرال موتورز" الأمريكية العملاقة في مجال صناعة السيارات في هذه التعبئة العامة، أما مجموعة "سينوبك" الصينية النفطية العملاقة فتسعى إلى أن تنتج يوميا أكثر من مليون قناع بحلول العاشر من آذار (مارس)، بفضل 11 خطا إنتاجيا جديدا.
ولا تزال الحركة في العاصمة بكين مشلولة إلى حد كبير وتفرض كثير من الشركات على موظفيها العمل من المنزل، وذكر ليو شياومينج نائب وزير النقل، أنه جرت نحو 283 مليون رحلة في الدول بين 25 يناير و14 فبراير.
وأقر الرئيس الصيني شي جين بينج بأن مواجهة الوباء تشكل "اختبارا كبيرا لمنظومة الحكم في الدول وقدرتها على الحكم"، وصرح أثناء اجتماع للحزب الشيوعي الصيني أن الوباء كشف عن "أوجه قصور"، داعيا إلى تحسين النظام الصحي الوطني.
وبعد أن هنأت واشنطن في البداية بكين "لعملها المهني"، ندد البيت الأبيض بـ"قلة شفافية الصينيين" وأسف لرفض بكين مقترحات واشنطن إرسال خبراء أمريكيين إلى الصين.
وأوقف جهاز البريد البلجيكي إرسال الخطابات والطرود إلى الصين بشكل مؤقت لأن المخاوف من فيروس كورونا دفعت الجهات المعنية إلى إلغاء الطائرات، التي يمكن أن تحمل البريد إلى هناك.
وأوضحت خدمة البريد "بي بوست" أن قرارها يرجع إلى حقيقة أن مزيدا من شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى الصين، مضيفة: "نحن نطلب من العملاء ألا يحضروا إلى مكاتب البريد المزيد من الخطابات أو الطرود المتجهة إلى الصين".
وعلقت شركات البريد في ألمانيا والسويد وإسبانيا والدنمارك وصربيا واليونان وغيرها من الدول، خدمات البريد إلى الصين.

 

aleqt.com

التعليـــقات