رئيس التحرير: طلعت علوي

آفاق النمو الاقتصادي بعد «كورونا»

الأحد | 02/02/2020 - 09:55 صباحاً
آفاق النمو الاقتصادي بعد «كورونا»


أحمد الشهري

استجابات الأسواق العالمية لما حدث في الصين وعلى أثرها تراجعات الأسواق المالية بمعدل 1 إلى 2 في المائة كمتوسط عالمي بما في ذلك سوق الأسهم السعودية نتيجة لحالة الهلع التي أصابت الأسواق ولا سيما أن العالم قد شهد حالات مماثلة، أما مؤشر شنغهاي فقد تراجع بنحو 3 في المائة، ولذا فإن سوقنا في طريقها لتحقيق السيناريو المعروف؛ أنه عندما تتعرض الأسواق المالية لضربات نتيجة مخاوف محتملة كما يحصل حاليا في الصين من انتشار فيروس كورونا؛ فإن الأسواق تميل إلى الارتداد في الشهر التالي، أما في حال حدوث تطورات تتعلق بتقييد حالات السفر بين الدول وتعليق التجارة فإن الأسواق والاقتصاد العالمي سيتأثر بشكل أوسع، لأن تفاقم الفيروس في الصين قد يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصاد العالمي لأسباب تتعلق بحجم التبادل التجاري بين الصين والعالم، ولذا فإن أسعار الذهب سجلت ارتفاعات جديدة كمؤشر على حالة عدم اليقين التي أصبحت منتشرة بين المستثمرين.


بمعني آخر، نطاق التأثير الاقتصادي سيكون أكثر شدة على الصين وهونج كونج ثم الدول الآسيوية المجاورة للصين خصوصا ذات الارتباط التجاري والاستثماري الكبير والتأثير سيطول بشكل مباشر حركة السفر والطيران والفنادق والتجزئة والترفيه مقابل أن خدمات الصحة وبعض الأدوات الطبية المستخدمة في مكافحة الأوبئة سترتفع نتيجة للطلب العالي كالأقنعة الطبية والمعقمات الكحولية ولذا الشركات التي تستثمر في تلك المجالات ستكون أكبر الرابحين من فيروس كورونا في الصين والدول المجاورة كاليابان.


ما يحصل في الصين سيضغط على أسعار النفط؛ فقد تراجعت أسعار النفط 10 في المائة خلال الأسبوع الماضي إلا أن الحالة التي أصابت الأسواق المالية امتدت إلى النفط؛ لأسباب نفسية تعد أكثر تأثيرا من حالة الطلب الحقيقي للنفط، لكن يظل التأثير مقلقا ولا سيما إذا حصل أي تراجع اقتصادي حقيقي داخل الاقتصاد الصيني، لأن معظم صادراتنا من النفط تذهب إلى آسيا والصين بشكل خاص؛ لذا أعتقد أن الدول المصدرة للنفط بما في ذلك مجموعة الـ"أوبك" ستطبق سياسة الكميات مقابل الأسعار المستهدفة؛ لحماية الأسعار من الانخفاض إلى أقصى درجة تسمح به المنافسة في أسواق الطاقة، وغالبا الدول ذات التكلفة الإنتاجية الأقل ستكون الموجه الأساسي لحالة أسعار النفط على المدى المتوسط في حدود 90 يوما.


أخيرا، الربع الأول من عام 2020 سيكون في حالة ترقب وحذر شديد في الاستثمارات المالية كما أن معدل الاستثمار في الأصول الآمنة سينمو بمعدل أسرع من المتوقع كما أن أسعار النفط ستقاوم الانخفاض النفسي والفعلي عبر التحكم في حجم العرض ولا سيما إذا ما توقفت رحلات الطيران بين الصين ودول العالم لأن معدلات استهلاك الوقود ستميل إلى الانخفاض؛ ولا أستبعد أن نرى تقارير صندوق النقد تظهر تراجعا مع معدلات النمو العالمي التي كانت متوقعة.

التعليـــقات