رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 13 تشرين الثاني 2019

الأربعاء | 13/11/2019 - 01:15 مساءاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 13 تشرين الثاني 2019


في التقرير:
• إطلاق نار مكثف من غزة بعد اغتيال مسؤول كبير في الجهاد الإسلامي
• ضوء أخضر من المجلس الوزاري السياسي – الأمني
• وزير الأمن بينت أعلن حالة طوارئ خاصة على الجبهة الداخلية، على بعد 80 كم من قطاع غزة
• الاتحاد الأوروبي شجب إطلاق النار
• سكان غلاف غزة لم ينتظروا التصعيد وغادروا إلى الشمال مع الإنذارات الأولى
• عضو الكنيست بار ليف: اغتيال مسؤول الجهاد الإسلامي تم لاعتبارات سياسية
• مسؤول في الجهاد: "طهران فقط تقرر متى تنتهي الجولة"
• "قرار وسم منتجات المستوطنات – يبعث رائحة معادية للسامية"
تحليلات
• في غزة يتخوفون من التصعيد، لكنهم فقدوا منذ فترة طويلة الأمل في حدوث تغيير نحو الأفضل
• حالة تأهب قصوى

إطلاق نار مكثف من غزة بعد اغتيال مسؤول كبير في الجهاد الإسلامي
"هآرتس"
اغتال الجيش الإسرائيلي، قبل فجر أمس الثلاثاء، المسؤول الكبير في الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بهاء أبو العطا، قائد اللواء الشمالي للتنظيم، فيما نجا قائد آخر في التنظيم، أكرم العجوري، من محاولة اغتيال في بيته في دمشق. ووفقا لتقارير من سورية، فقد قتل خلال الهجوم نجل العجوري. وردًا على ذلك، تعرضت إسرائيل، طوال يوم أمس إلى قصف صاروخي من قطاع غزة، ووفقا للجيش فقد تم إطلاق حوالي 200 صاروخ وقذيفة من القطاع.
وتم تسجيل إصابات مباشرة في أشدود ونتيفوت وسديروت وغان يبنه وسدوت هنيغف. وقالت نجمة داوود الحمراء إن طواقمها عالجت حوالي 50 إسرائيليًا أصيبوا بجراح طفيفة.
وأمرت الجبهة الداخلية، أمس بإلغاء التعليم وإغلاق أماكن العمل غير الحيوية من غوش دان وحتى الجنوب. وهذه هي المرة الأولى منذ حرب الخليج في عام 1991 التي يتم فيها إلغاء الدراسة في غوش دان، خاصة في جامعة تل أبيب وجامعة بار ايلان. وأعلنت الجبهة الداخلية في ساعات الليل أنه يمكن فتح المدارس والجامعات اليوم في كل المناطق التي تبعد مسافة 40 كلم عن القطاع.
وردا على الصواريخ، هاجم الجيش الإسرائيلي أهداف تابعة للجهاد الإسلامي في القطاع، من بينها منصة لإطلاق الصواريخ، ومنشأة لانتاج المعدات الحربية، واحد الأنفاق التي يستخدمها الجهاد وبنى تحتية عسكرية أخرى.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد قتل ثمانية فلسطينيين، بالإضافة إلى أبو العطا وزوجته. ووفقا للتقديرات فإن ثلاثة منهم هم نشطاء في الجهاد الإسلامي. كما أبلغت وزارة الصحة عن إصابة أكثر من 45 مواطنا خلال الهجمات، تم نقلهم إلى المستشفيات في القطاع.
وفي أعقاب التصعيد عملت مصر وجهات دولية أخرى على التهدئة في المنطقة. وتم ممارسة الضغط الرئيسي على حركة حماس، المسيطرة على القطاع، في محاولة لمنعها من الانضمام إلى الجهاد الإسلامي في الهجمات على إسرائيل. ووفقا لتقييمات أجهزة الاستخبارات، في الأشهر الأخيرة، فإن حماس ليست معنية بالتصعيد، وتولي أهمية كبيرة للتهدئة. لكن إسرائيل تلاحظ ضعف حماس في الآونة الأخيرة، وصعوبة نجاحها في كبح الجهاد.
ضوء أخضر من المجلس الوزاري السياسي – الأمني
وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس، إن أبو العطا كان "قنبلة موقوتة"، وأن المجلس الوزاري السياسي – الأمني صادق على الاغتيال، بالإجماع، في الأسبوع الماضي. وفي بيان مشترك مع رئيس الأركان، افيف كوخابي، ورئيس الشاباك، نداف ارجمان، قال نتنياهو إن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد، وأضاف: "سنفعل كل ما يتطلب للدفاع عن أنفسنا، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلاُ."
وأضاف: "الفرضية الرئيسية لدى كل الإرهابيين متشابهة – انهم يعتقدون أنه يمكنهم إصابة المدنيين والاختباء وراء المدنيين. يخطئ كل من يعتقد أنه يمكن إصابة المدنيين لدينا والإفلات من يدنا الطويلة. من يصيبنا سنصيبه".
وقال كوخافي إن أبو العطا كان القائد الرفيع الفعلي للجهاد الإسلامي في قطاع غزة. ووفقًا له، فقد كان أبو العطا مسؤولا عن غالبية العمليات التي خرجت من القطاع في السنة الأخيرة. وأضاف ان أبو العطا "قوض الاستقرار في جنوب البلاد، خاصة في غلاف غزة، وعمل على تخريب محاولات التهدئة مع حماس".
وقال ارجمان أنه تم تنفيذ هذه العملية ونجحت بفضل العمل المكثف لكثير من الناس، وهو ما أتاح الوصول إلى السرير الذي نام فيه أبو العطا". وأضاف أن "عملية الإحباط جاءت في التوقيت الصحيح جدًا من ناحية تشغيلية، وكان يمكن إصابته في الوقت الصحيح وفي المكان الصحيح".
وزير الأمن بينت أعلن حالة طوارئ خاصة على الجبهة الداخلية، على بعد 80 كم من قطاع غزة
وأعلن وزير الأمن الجديد، نفتالي بينت، مع تسلمه لمنصبه، أمس الثلاثاء، حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية، خاصة في البلدات التي تقع على بعد 80 كم من قطاع غزة، ويشمل هذا النطاق كل مدن وبلدات الجنوب ورعنانا في الشمال والقدس في الشرق. ووفقًا لما ذكره بينت، فإن "الإعلان ساري لمدة 48 ساعة، ما لم يتم إلغاؤها من قبل الحكومة أو وزير الأمن".
الاتحاد الأوروبي شجب إطلاق النار
وشجب الاتحاد الأوروبي إطلاق الصواريخ على التجمعات السكنية، أمس. وقال في بيان أصدره في أعقاب التصعيد ان "إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول ويجب ان يتوقف فورًا". كما جاء في البيان أن "التهدئة ضرورية الآن، من اجل حماية أرواح المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وان الاتحاد يدعم الجهود المصرية في هذه المسألة. وأضاف: "يمكن للحل السياسي فقط أن يضع حدًا لجولات العنف اللا متناهية".
وفي الولايات المتحدة، أدان نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكتب على تويتر: "من الواضح أن حماس والجهاد الإسلامي يفضلان العنف على تحسين حياة السكان في غزة"، وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وفقا لتقارير الفلسطينية فإن مصر تتوسط بين المنظمات في غزة وإسرائيل. ومع ذلك، قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب في مقابلة مع قناة الجزيرة: "من السابق لأوانه الحديث عن الاتصالات والوساطة. دم الشهداء لم يجف بعد ولا يمكننا الحديث عن تهدئة حاليا. لن تسمح الفصائل الفلسطينية لنتنياهو باستغلال الحادث لأغراضه السياسية". وكانت حماس قد ذكرت في وقت سابق أن "الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل لن تمر بصمت ودون رد فعل وعقاب من قبل قوات المقاومة".
وأدان ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاغتيال الإسرائيلي، قائلاً إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية الحادث وعواقبه. ودعت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع التصعيد وحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
سكان غلاف غزة لم ينتظروا التصعيد وغادروا إلى الشمال مع الإنذارات الأولى
"هآرتس"
في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء، ومع سماع أولى الإنذارات في منطقة غلاف غزة، قام أحد سكان كيبوتس نيريم، بار حيفتس، بتجهيز الحقائب له ولطفليه. وقال لصحيفة هآرتس: "في نيريم، غادرت معظم العائلات التي لديها أطفال". قرر حيفتس السفر مع أطفاله أمس إلى حديقة الحيوان التوراتية في القدس، وقال إن تطورات الوضع الأمني سوف تملي خطواته في الأيام القادمة.
مثل حيفتس وأطفاله، قررت الكثير من العائلات الابتعاد عن الجنوب أمس. فبعد ساعات فقط من نشر إرشادات قيادة الجبهة الداخلية بشأن إلغاء التعليم وإغلاق ورش العمل غير الضرورية، أعدت الأسر الحقائب وتركت منطقة الغلاف حتى يتضح الوضع الأمني. وقالوا في المجالس الإقليمية في منطقة الغلاف إنهم تلقوا بالفعل تحديثات حول مغادرة العائلات، لكن هذه الظاهرة لا تزال غير واضحة بالأرقام.
كما انعكس هذا الاتجاه في مجموعة الفيسبوك التي تضم مواطنين يعيشون في بلدات غلاف غزة، حيث أشار العديد من السكان إلى أنهم غادروا المنطقة. وقالت احدى أعضاء المجموعة "هربنا في الصباح". وأضافت أخرى: "خرجت مع الأطفال في السادسة صباحًا." وكتبت مواطنة أخرى: "لقد هربت فور وقوع الحدث. ليس لدينا ملجأ"، وكتبت أخرى أنها غادرت إلى منزل والديها في عسقلان على الرغم من وجود خطر حقيقي من الهجمات الصاروخية هناك أيضًا.
ويأتي قرار المغادرة بسبب التجربة السابقة، حسبما يقول السكان. وقالت مواطنة من المنطقة إن قرار السكان المغادرة بعد اغتيال أحمد الجعبري أحد كبار قادة حماس، لدى البدء في عملية عامود السحاب، هو قرار اتضح أنه كان حكيماً. وأضافت "لكن عندما يحدث (التصعيد) في الساعة الخامسة صباحًا، لا تكاد تفهم ما يدور حولك لكي ترد بسرعة".
عضو الكنيست بار ليف: اغتيال مسؤول الجهاد الإسلامي تم لاعتبارات سياسية
"هآرتس"
انتقد عضو الكنيست عمر بارليف (حزب العمل)، صباح الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مدعيا أن قرار اغتيال بهاء أبو العطا، اتخذ لأسباب سياسية. وأعرب رئيس حزبه، عمير بيرتس، عن تحفظاته، قائلاً إنه "لا يوجد سبب للدخول في جدل اليوم". كما قال الرئيس رؤوفين ريفلين معقبًا: "هذا ليس وقت المواجهات السياسية ولا يضيف أي احترام إلى أي شخص يتعامل معها – حان الوقت للتوقف عن الإدلاء بهذه التصريحات فورًا".
وكتب بار ليف على تويتر: "في العام ونصف العام الماضيين، كانت هناك العديد من الفرص لتصفيته (أبو العطا) مع مسؤولين كبار آخرين في الجهاد وحماس، لكن مجلس الوزراء امتنع عن القيام بذلك". لماذا غير نتنياهو موقفه الآن بالذات قبل سبعة أيام من انتهاء المهلة التي حصل عليها عضو الكنيست غانتس لتشكيل الحكومة؟ الجواب واضح للأسف".
وأيد بيني غانتس وكبار أعضاء حزبه قرار اغتيال المسؤول الكبير في غزة. وكتب غانتس، الذي تم اطلاعه مسبقا على تفاصيل الاغتيال، إن "المعركة ضد الإرهاب مستمرة وتتطلب لحظات من اتخاذ القرارات الصعبة. لقد اتخذ المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي القرار الصحيح الليلة من أجل أمن المواطنين الإسرائيليين وسكان الجنوب. وسوف يدعم "ازرق – ابيض" أي نشاط مناسب لأمن إسرائيل ويضع أمن السكان فوق السياسة". وأعلن غانتس ورئيس يسرائيل بيتينو، أفيغدور ليبرمان، عن تأجيل اجتماعهما إلى اليوم الأربعاء. كما أشار غانتس إلى أن "اغتيال أبو العطا لن يكون له أي تأثير على العمليات السياسية".
وكتب يئير لبيد أنه "يهنئ الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن على العمل الدقيق والناجح. لا يستعاد الردع إلا بالقوة ". وقال غابي أشكنازي إن "إسرائيل بعثت برسالة مهمة الليلة – كل إرهابي يتواجد تحت يدها الطويلة وحياته في خطر. أهنئ وأدعم الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن على العملية ". وكتب عضو الحزب، يوعاز هندل، أنه لا يقبل الادعاء بأن قرار الاغتيال كان سياسيا: "يطلقون النار على سكاننا منذ عامين، دون رد مناسب. من واجبنا جميعا تقديم جواب لهم". وأضاف أنه على المستوى السياسي، "هناك جواب واحد فقط: الوحدة".
كما انتقد رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة، نتنياهو، وكتب أنه "شخص ساخر خسر جولتي انتخابات متتاليتين، وسيترك فقط الأرض المحروقة في محاولة يائسة للبقاء في منصبه. طوال عقد من الزمن، ينهض كل صباح بهدف تعميق الاحتلال والابتعاد عن آفاق السلام – وهكذا فعل اليوم".
وتكتب "يسرائيل هيوم" أن المجتمع الدولي دعم إسرائيل الليلة الماضية. ووصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان إطلاق الصواريخ على إسرائيل بأنه "عمل بربري."  وكتب المستشار الخاص للرئيس ترامب، آفي بيركوفيتش، على موقع تويتر "أن الإدارة تشجب بشدة إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتواصل مراقبة الوضع". وقال المستشار النمساوي سيباستيان كورتس إنه يساوره القلق على سلامة مواطني إسرائيل.
مسؤول في الجهاد: "طهران فقط تقرر متى تنتهي الجولة"
"يسرائيل هيوم"
ساد التقييم في إسرائيل، الليلة الماضية، أنه بدون دخول حماس المعركة، يمكن أن تنتهي جولة القتال الحالية خلال فترة وجيزة. وفي الواقع، قال مسؤولون في التنظيم الحاكم في غزة الليلة الماضية إنهم لن يشاركوا في القتال إلا إذا فشلت جهود الوساطة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة ومصر. لكن الجهاد الإسلامي يدعي أن مستقبل الجولة لا يتعلق بحماس.
وقال مسؤول في الجهاد لصحيفة "يسرائيل هيوم": "مع حماس أو بدونها، من المرجح تكثيف عمليات الإطلاق في الساعات المقبلة. نحن لا نتلقى تعليمات من القاهرة ومبعوث الأمم المتحدة ملادينوف." وقال مسؤول آخر في التنظيم: "من يحدد إذا كانت هذه الجولة ستستمر أو تتوقف، هي طهران فقط".
لقد أدى اغتيال بهاء أبو العطا وهجمات الجيش الإسرائيلي بعد إطلاق الصواريخ إلى نزول قادة الفصائل الفلسطينية إلى المخابئ تحت الأرض، وفي فترة ما بعد الظهر، اجتمع قادة حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى في مخبأ في غزة لمناقشة سبل الرد. وقالت مصادر فلسطينية رفيعة في غزة للصحيفة إنه خلال النقاش المشترك، انتقد كبار المسؤولين في الجهاد حماس لعدم مسارعتها للانضمام إليهم. وفي نهاية النقاش، أصدرت الفصائل بيانًا مشتركًا جاء فيه: "إن الانتقام من العدو الصهيوني على اغتيال أبو العطا وإخوتنا الشهداء في الهجوم الإجرامي في دمشق فتح عش الدبابير. العدو الصهيوني اجتاز كل الخطوط والمعادلات. سيكون الرد صعبا ومؤلما. دم الشهداء واحد وسنقاتل متحدين العدو الصهيوني المجرم. الاحتلال سيتحمل مسؤولية هجومه الجبان والمتغطرس".
وقال مسؤول كبير في الذراع العسكرية للجهاد لصحيفة "يسرائيل هيوم": "تم تحويل رسائل من القاهرة إلى الأمين العام للمنظمة زياد نحلة بشأن وقف فوري لإطلاق النار على أساس الرد على الهدوء بالهدوء. وتم رفض هذه الرسائل. سنضرب العدو الصهيوني حتى يستجدي وقف إطلاق النار. لقد تم فتحت أبواب الجحيم". وقال إنه تم توجيه تعليمات إلى جميع الشخصيات البارزة في غزة وسوريا ودول أخرى في الخارج بالنزول إلى المخابئ تحسبا لعمليات اغتيال مستهدفة.
وقال مسئول كبير في حركة حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم": "لقد عملنا قدر المستطاع لتفادي التصعيد، لكن بعد الاغتيال الإجرامي من قبل قوات الاحتلال، لن نكون قادرين على الجلوس مكتوفي الأيدي حين يقصفون غزة ويقتلون رجالنا".
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن تردعنا. هذه الجريمة وما تلاها من جرائم الاحتلال هي جزء لا يتجزأ من محاولاته للقضاء على القضية الفلسطينية وإلحاق الضرر بالصمام الأمني والسياج الكثيف في هذه المواجهة". وقال مسؤول كبير في المخابرات المصرية لصحيفة "يسرائيل هيوم" إن القاهرة عملت من وراء الكواليس لكبح جماح أبو العطا الذي يقوض الهدوء. لقد دعم الإيرانيون أبو العطا وأنشطته كجزء من محاولتهم لإحباط الهدوء".
"قرار وسم منتجات المستوطنات – يبعث رائحة معادية للسامية"
"يسرائيل هيوم"
يعم الكثير من الغضب في إسرائيل بسبب قرار محكمة العدل الأوروبية وسم المنتجات المصنعة خارج الخط الأخضر. وصدر القرار أمس عن محكمة لوكسمبورغ، ويعتبر ملزما لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة.
وكانت إسرائيل، قد استعدت مسبقا لهذا القرار الصعب، وكما نشر في "يسرائيل هيوم"، فقد بدأ سفراء إسرائيل في دول الاتحاد بالفعل بذل جهود لشرح سبب كون القرار خاطئًا والعمل على التقليل من أضراره العملية إلى أدنى حد ممكن. وفقًا للقرار، فإن جميع المنتجات الغذائية التي تصنع في مصانع يهودية في مرتفعات الجولان أو غور الأردن أو السامرة أو يهودا أو القدس "يجب أن تحمل علامة تشير إلى اسم المستوطنة الإسرائيلية أو منشأها".
وصدر الحكم رداً على استئناف قدمته الحكومة الفرنسية على قرار محكمة فرنسية إلغاء توجيهات المفوضية الأوروبية المتعلقة بوسم المنتجات في عام 2015. فقد قررت المحكمة الفرنسية قبول التماس شركة "نبيذ بساجوت" ضد قرار وسم المنتجات، لكنها أحالت القرار إلى محكمة العدل الأوروبية. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طلبت من نبيد بساجوت سحب الطعن خوفًا من الخسارة، لكن مديريها قرروا استنفاد العملية القانونية.
ومن المتوقع أن يتحدث وزير الخارجية يسرائيل كاتس مع نظرائه في أوروبا اليوم، لاطلاعهم على الوضع الأمني في إسرائيل، ويشرح لهم سبب الخطأ في القرار المتعلق بوسم المنتجات. وفقًا لبيان وزارة الخارجية أمس، "تم جر محكمة العدل الأوروبية إلى حملة سياسية تهدف إلى تطبيق معايير مزدوجة ضد إسرائيل والتعامل معها فقط بشكل سيء. هناك حوالي 200 صراع إقليمي في أنحاء العالم لم تقرر المحكمة وسم منتجاتها، ولم تتعامل معها. هذا القرار هو تمييز سياسي". كما قالوا في القدس إن "القرار يبعد السلام ويمنح الدعم لمن يكرهون إسرائيل وللراديكاليين الذين يروجون للمقاطعة ضد إسرائيل وينكرون حقها في الوجود".
ورحبت حركة السلام الآن بالقرار، وقالت: "لقد صرحت أوروبا بوضوح أنه من المناسب الفصل بين إسرائيل ذات السيادة والشرعية داخل الخط الأخضر والأراضي المحتلة. هذا هو الأمر المطلوب حاليا في مواجهة أصوات المقاطعة لإسرائيل". ورفض وفد الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل الانتقادات الإسرائيلية، وقال: "يجب أن تكون الإشارة إلى منشأ المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية صحيحة وليست مضللة للمستهلك".
تحليلات
في غزة يتخوفون من التصعيد، لكنهم فقدوا منذ فترة طويلة الأمل في حدوث تغيير نحو الأفضل
جاكي خوري/ هآرتس
استيقظ سكان غزة صباح أمس (الثلاثاء) على تصعيد آخر مع إسرائيل، يجعل الوضع في قطاع غزة – المتفجر في كل الأحوال – أكثر تعقيدًا. ورغم أن غزة تخشى من التصعيد، إلا أن السكان فقدوا، منذ فترة طويلة، الأمل في أن يغير الهدوء وضعهم إلى الأفضل.
صحيح أن الجمهور في غزة يئس من الوضع، لكن لا يبدو أنه سيتم حاليا انتقاد قوات المقاومة التي ستهاجم إسرائيل. ما زال سكان غزة ينتظرون منذ شهور تحسين أوضاع البطالة والبنية التحتية للمياه والكهرباء، لكن هذا لا يحدث، ومن المتوقع أن يؤدي التصعيد الذي بدأ صباح أمس، إلى تفاقم أوضاعهم. وقال سمير زقوت، من مركز الميزان لحقوق الإنسان، لصحيفة هآرتس، إن "إسرائيل تفحص القطاع بشكل أساسي من منظور أمني. لكن الوضع في غزة أكثر تعقيدًا". وقال إنه على الرغم من الوعود والهدوء النسبي في الأشهر الأخيرة، لم يتحسن وضع السكان.
وقال أحمد، أحد سكان قطاع غزة، لصحيفة "هآرتس": "الشوارع فارغة نسبيًا". ووفقا له كانت في الصباح حركة نشطة نسبيًا في الأسواق، لكن "يجب الفهم بان الناس في غزة لا يملكون الأموال في أيديهم – ولذلك لا توجد حشود أو أشخاص يهجمون على المتاجر لشراء وتخزين المواد الغذائية استعدادًا لنشوب حرب". ومع ذلك، قال إنه بسبب المخاوف من نقص الوقود في الأيام المقبلة، كان هناك ضغط كبير في محطات الوقود في جميع أنحاء قطاع غزة صباح أمس.
التصعيد في قطاع غزة ليس له تأثير اقتصادي مباشر على السكان المدنيين في غزة. ولكن إذا استمر إغلاق المعابر والبحر، الذي بدأ صباح أمس، فمن المحتمل أن يتدهور الوضع. وتم إخطار ممثلي الصيادين في قطاع غزة في الصباح بأنهم لا يستطيعون الصيد، وواجه التجار الذين كانوا ينتظرون تصدير المنتجات الزراعية عبر معبر كرم أبو سالم، بوابات مغلقة. وفقًا لمصادر مدنية في غزة، فإن 70٪ من المنتجات الزراعية في قطاع غزة مخصصة للتصدير. فالسوق المحلي لا يستوعب كميات المنتجات ولا تتوفر في القطاع شروط تخزين كافية – ولذلك إذا لم تغادر البضائع القطاع في اليومين المقبلين، فسوف تتعفن، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة للغاية.
وقالوا في غزة إن الاغتيال الإسرائيلي لمسؤول الجهاد البارز يتجاوز الخط الأحمر، وإذا مر هذا الهجوم بهدوء نسبيًا – فسوف ينقل رسالة مفادها أن جميع قادة الفصائل الفلسطينية هم أهداف مشروعة. لذلك، تشير التقديرات في غزة إلى أن الرد على الاغتيال لن يتوقف على إطلاق صواريخ محدود، ولذلك يستعدون لتطورات صعبة.
ومنذ عملية الاغتيال صباح أمس، ساد قلق كبير في غزة ومخاوف من أن التصعيد سوف يتدهور إلى مواجهة مباشرة، كما كان الحال في صيف عام 2014. ويقدرون في قطاع غزة أن التطورات تعتمد إلى حد كبير على مدى ضلوع الذراع العسكري لحماس، وطالما تجاوزت الحركة الأمر، نسبيًا – فلن تكون هناك معركة طويلة وواسعة.
حالة تأهب قصوى
ليلاخ شوفال/ يسرائيل هيوم
بعد إطلاق أكثر من 190 صاروخًا على إسرائيل بعد اغتيال بهاء أبو العطا، أحد كبار المسؤولين في الجهاد الإسلامي، يستعد الجيش الإسرائيلي لمواصلة إطلاق النار.
حتى صدور هذا العدد، لم تقم المنظمة الإرهابية المارقة في قطاع غزة بإطلاق جميع "أسلحتها الثقيلة"، وهي تملك صواريخ يمكن أن تصل إلى وسط البلاد وشماله، فضلاً عن التدابير الأخرى مثل الحوامات. ويوم أمسن أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييماً للوضع مع وزير الأمن نفتالي بينت ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرجمان وكبار المسؤولين الأمنيين. واليوم، سيعقد جلسة للحكومة لاطلاعها على التطورات الأمنية، وهي خطوة حدثت مرات قليلة خلال سنوات رئاسته العشر للحكومة، لأنه في العمليات السابقة عقد فقط اجتماعات لمجلس الوزراء.
في إسرائيل، يأملون أنه إذا لم تنضم حماس إلى جولة التصعيد ولم يتزايد عدد الضحايا، فإن جولة التصعيد يمكن أن تنتهي في أقرب وقت ممكن. إذا انضمت حماس – وقد أشاروا في المنظمة أمس، إلى أن هذا سيحدث إذا فشلت الاتصالات المصرية – فمن المرجح أن تستغرق الجولة بضعة أيام. بشكل أو بآخر، بعد تقييم أجرته قيادة الجبهة الداخلية، تقرر عدم إجراء الدراسة في مناطق غلاف غزة ولخيش وغرب لخيش وغرب ووسط النقب وجنوب السهل الداخلي.
لقد بدأ التصعيد في تمام الساعة الرابعة من صباح أمس، باغتيال المسؤول الكبير في الجهاد الإسلامي الفلسطيني بهاء أبو العطا. كان أبو العطا معروفًا للجهاز الأمني ​​بأنه قائد لواء الجهاد الشمالي في قطاع غزة وكان له تأثير كبير على سلوك المنظمة. وتم ذكر اسمه مؤخرًا كمسؤول عن الحوادث الإرهابية. من بين أمور أخرى، نسب إليه إطلاق الصواريخ على نطاق واسع في جولة التصعيد الواسعة في مايو الماضي، وإطلاق النار على إسرائيل في أغسطس، وإطلاق آخر عشية انتخابات للكنيست في سبتمبر. وتم عرض أبو العطا من قبل المؤسسة الأمنية على أنه إرهابي غير متوقع، مع أجندة مستقلة ولا يصغي لأي شخص. لذلك، لم يكن سراً أنه عاش في الوقت الضائع، وكان يتصرف كما هو مطلوب، ويستبدل مكان اختبائه كل ليلة.
لقد أوضح الجيش الإسرائيلي أن أبو العطا عمل في الأيام الأخيرة على التخطيط لهجمات قريبة، بما في ذلك تدريب الخلايا على التسلل والقنص، وإطلاق الصواريخ، والاستعداد لإطلاق الصواريخ في مختلف المجالات. وليس صدفة أن الجهاز الأمني وصفه بانه قنبلة موقوتة.
قبل حوالي 10 أيام، وبعد إطلاق صاروخ مساء يوم الجمعة باتجاه إسرائيل من قبل مجموعة أبو العطا، أوصى رؤساء الجهاز الأمني باغتيال الإرهابي، وتمت الموافقة في اجتماع مجلس الوزراء السياسي الأمني. وانتظر الجيش الإسرائيلي والشاباك الفرصة المناسبة، التي من شأنها أن تسمح بقتل الإرهابي مع أقل عدد من الإصابات لغير الضالعين.
وجاءت هذه الفرصة في الليلة السابقة، وذلك بفضل المعلومات الاستخبارية الدقيقة للشاباك، وقامت طائرة مقاتلة بإطلاق ذخيرة دقيقة وتشريحية، تسببت فقط في انهيار غرفة أبو العطا مع زوجته، وقتلهما.

التعليـــقات